المالكية (الحسكة)

المالكية أو ديريك (بالكردية: Dêrik)[1] مدينة سورية تقع في أقصى الشمال الشرقي وتتبع محافظة الحسكة إدارياً.[2][3][4] تتمتع المدينة بموقع استراتيجي هام من حيث وقوعها في المثلث الحدودي بين سوريا والعراق وتركيا، تحدها الحدود التركية من الشمال والشرق والحدود العراقية من الجنوب الشرقي، ويمر عبر حدودها الإدارية جزء من قطار الشرق السريع الذي يصل بين العراق من جهة وبين سوريا وتركيا وصولا إلى القارة الأوروبية من جهة أخرى. يحدها من الشمال نهر دجلة ومن الجنوب برية جبل سنجار (الرد حاليا) ومن الشرق جبل الجودي ومن الغرب طور عبدين ومن الجهة الشرقية لأزخ وعلى بعد ثلاثين كيلو متراً وجنوب جزيرة ابن عمر بعشرين كم.

المالكية (الحسكة)
المالكية
 

المالكية
موقع المالكية في سورية
الإحداثيات: 37°10′50″N 42°8′27″E
سبب التسمية عدنان المالكي  
تقسيم إداري
 البلد  سوريا
 محافظة الحسكة
 منطقة المالكية
عاصمة لـ
خصائص جغرافية
ارتفاع 500 متر  
عدد السكان (تقديرات عام 2012)
 المجموع 40,000 نسمة
معلومات أخرى
منطقة زمنية +2
رمز الهاتف الرمز الدولي: 963، رمز المدينة:
رمز جيونيمز 173530 

تبعد المالكية مسافة 190 كم عن مدينة الحسكة، و90 كم عن القامشلي، ونحو 900 كم عن العاصمة دمشق.

تعد المالكية مركز منطقة المالكية وتتبعها نواحي: الجوادية واليعربية ومعبدة. لا يزال الاسم الكُرديّ[5] أو السرياني القديم للمدينة (ديرك، وديريك) متداولا بين السكان كتسمية شعبية.

محافظة الحسكة
مدن محافظة الحسكة

التسمية

بات قضاء دجلة يعرف بـ"ديريك" ثم المالكية لاحقاً، وأصبح مركز منطقة. يعود أصل الاسم السرياني للمدينة (ديرك) إلى لفظة (ديروني) السريانية التي تعني (الدير الصغير)، نسبة للكنيسة الواقعة شرقي هذه القرية قديماً التابعة لأبرشية بازبدي. مركزها أزخ كورة تابعة للإمبراطورية الفارسية قبل الميلاد.

في حين أن هناك قصة أخرى بخصوص اسم المدينة تقول أن ديريك هو اسم كردي مكون من مقطعين، "دو": مما يعني اثنين، و"ريك": أي الطريق، أي ثنائي الاتجاه، في إشارة إلى التجارة. الطريق الذي كان متفرعًا في ديريك إلى طريقين أحدهما "كنية العسكري" والآخر طريق "مصنع السجاد".[5]

عام 1957 سميت البلدة بـ"المالكية" نسبة للضابط في الجيش عدنان المالكي. في عام 1977 صدر قرار بمنع جميع أسماء الأماكن غير العربية، لذلك تم منع استخدام الأسماء الكردية والسريانية.[6]

التاريخ

أنشأها الفرنسيون سنة 1926 تحت اسم قضاء دجلة بجانب قرية عين ديوار، وفتحوا فيها منذ ذلك الحين باب الحدود واسعاً على حد تعبير القائد الكردي المخضرم نور الدين زازا لاستقبال الكرد والسريان والأرمن القادمين من تركيا، وشجعوهم على الاستقرار في المنطقة واكتساب الجنسية السورية.[7]

بعد انهيار الدولة العثمانية ودخول القوى العظمى إلى المنطقة في نهاية الحرب العالمية الأولى 1918 م قامت القوات البريطانية بالمرابطة في هذه المنطقة وعملت على ضمها إلى ولاية الموصل تمهيداً لضمها إلى دولة العراق الخاضعة لبريطانيا. وبعد دخول القوات الفرنسية إلى سوريا وانتدابها عليها 1920 م بدأت بمشروع رسم الحدود لهذه الدولة الناشئة من خلال المفاوضات مع بريطانيا من جهة، ومع الحكومة التركية الجديدة التي قامت على أنقاض الدولة العثمانية، وكانت من نتيجة اتفاقية رسم الحدود بين سوريا وتركيا الموقعة في عام 1928م أن تم ضم منطقة ديرك إلى سوريا، فأصبحت منطقة إدارية مركزها قرية عين ديوار. وبموجب المرسوم 1414 بتاريخ 18 تموز 1933 أصبحت قرية ديرك بلدة وتم إنشاء البلدية فيها. في عام 1936 م تم تحويلها إلى قائمقامية واستبدل اسمها من ديريك إلى (قائمقامية الدجلة). وفي عام 1938 م حولها الفرنسيون إلى مركز منطقة، ونقل إليها مقر المستشار الفرنسي الذي كان قائماً في بلدة (عين ديوار) التي تراجع دورها بعد ذلك وتحولت إلى قرية صغيرة. بموجب المرسوم 346 بتاريخ 24 آذار 1957 تم تغيير اسم المدينة وأطلق عليها تسمية المالكية نسبة إلى العقيد عدنان المالكي.

ووضع بعد ذلك مخطط عمراني حديث للمدينة، ووسعت مساحة المدينة بشكل كبير وعلى عدة مراحل.

السكان

لقطة لمدينة المالكية

كما هو حال معظم مدن محافظة الحسكة، يسكن المالكية خليط سكاني متباين، حيث يقطنها اليوم الكرد والعرب والسريان (سريان- آشوريون- كلدان) والأرمن. نسبة الأكراد في ناحية المالكية هي ثاني أعلى نسبة في محافظة الحسكة، بعد ناحية عامودا، حيث قدرت دراسة مسحية ميدانية نسبة الأكراد في مدينة المالكية بأكثر من 75% من عدد السكان، وفي ناحية المالكية ككل بحوالي 72.4% من عدد السكان بما يعادل 80 ألف نسمة حسب تعداد 2004.[8]

العشائر الأصلية

منذ الفتح الإسلامي، كانت منطقة المالكية الحالية تابعة لديار ربيعة التي كانت تمتد من جزيرة ابن عمر وماردين شمالا إلى تكريت والأنبار جنوبا. في عهد السلاجقة، أصبحت المنطقة تابعة لحاكم مدينة جزيرة ابن عمر، وكان آخرها إمارة البدرخانيين التي حكمت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

تعود العشائر الأصلية في هذه المنطقة إلى تلك الحقبة وما سبقها، وكانت جزءاً من التركيبة القبلية لتلك الإمارة وسبباً في استمرارها وقوتها الاقتصادية والعسكرية على الدوام. وبحسب النظام المعتمد في تلك الحقبة، كانت المنطقة مقسمة إلى إقطاعيات متباينة المساحة والغنى بحسب قوة العشيرة ودرجة قربها من العائلة الأميرية البدرخانية، فكانت منطقة المالكية في حينها تنقسم إلى:

  1. الآزخيين الذين نزحوا من مدينة آزخ نتيجة الاضطهاد الذي تعرض له المسيحيون وهي العائلات الآرامية وأكبرها (إيليا، عمسكي، رازاي، حدو ستو، عمسكي، مقسو).
  2. الدشت (وتعني السهل)، حيث تشغل المساحة المحصورة بين نهر دجلة في الشمال الشرقي ورافده نهر (الصفين) في الجنوب، وكانت منطقة سبخية غنية بالمياه والينابيع وتكثر فيها المستنقعات، وكان هذا السهل موطن لعشيرة (هسنا) الكردية وسميت بهم (دشتا هسنا)، وهي عشيرة زراعية كانت تعتمد على الزراعة وتربية الأبقار والماشية إلى جانب بعض الصناعات المتعلقة بالزراعة وأهمها صناعة أدوات الفلاحة والحصاد كالمحاريث الحديدية التي اشتهروا بها. وهذه العشيرة تضم مجموعة من المسيحيين التابعين لفخذ (بشكا) ولكنهم يعتبرون أنفسهم من السريان كعائلات (حنا القس).
  3. البرية، وتمتد هذه المنطقة بدأً من نهر الصفين شمالاً وحتى جبل سنجار، وهي منطقة أقل خصوبة من الدشت وأقل مطراً، لكنها كانت منطقة مراعي غنية ومهمة للعشائر التي أعتمدت على تربية الماشية، وقد تقاسمت هذه المنطقة مجموعتان، الأولى هي عشيرة (آباسان) التي كانت ولا زالت تقطن المطقة المحيطة بجبل (كندك) وهي عشيرة زراعية، وعشائر الكوجر التي كانت في المنطقة المحيطة بجبل (قره تشوك) وما زالت تشغل تلك المنطقة وهم من العشائر البدوية نصف الرحل، والعشيرتان من الأكراد.
  4. الآليان، وهي نقطة واقعة إلى الغرب من المنطقتين السابقتين.

العشائر الوافدة

وهي العشائر التي استوطنت المنطقة في أواخر العهد العثماني وبداية القرن العشرين، ومعظمهم وفد من الشمال من عمق الأراضي التركية الحالية، كما وفدت قبائل عربية من الجنوب من بادية العراق ومن منطقة نجد وشمالي شبه الجزيرة العربية.

انتشرت هذه العشائر في أرجاء المنطقة وشكل بعضها تجمعات قرى متجاورة لأبنائها، بينما توزع أفراد بعض أفراد العشائر الأخرى على القرى القائمة والعائدة ملكيتها لعشائر أخرى.

من العشائر العربية الموجودة:

  • شمر[؟]، قبيلة عربية شهيرة، ينتشرون حول منطقة اليعربية وجنوبي وادي الرد، وخصوصاً في منطقة تل علو.
  • شرابيين، وهم فخذ من قبيلة طيء العربية، تتوزع عائلاتهم على مختلف مدن وبلدات المنطقة حيث يعتمدون على تربية الأبقار والجواميس وبيع الألبان.
  • جوالة
  • طيء، قبيلة عربية شهيرة، وفدت بعض عوائلها إلى المنطقة قادمة من الجزيرة الفراتية، ينتشرون في بعض القرى العربية جنوب الرد.
  • زوبع، عشيرة عربية عراقية، تتواجد قراهم بكثافة غربي منطقة اليعربية.
  • غمر، مجموعات أسرية تابعة لعدة عشائر عربية قاطنة في منطقة (الطبقة) بمحافظة الرقة السورية، منحتهم الدولة أراض زراعية خصبة في منطقة المالكية تعويضا لهم عن أراضيهم التي غمرت بمياه بحيرة الأسد. تم توطينهم في عدة قرى منتشرة على مداخل مدن وبلدات المنطقة، يعملون بالزراعة وتربية الأغنام.


ومن العشائر الكردية الوافدة نذكر:

  • هارونا، يتواجدون في القرى المحيطة بمدينة المالكية.
  • أومركا، يتواجدون في القرى المحيطة ببلدة الرميلان ومنطقة آليان.
  • عليكي يتواجدون في عدة قرى محيطة بالمالكية والرميلان والقامشلي.
  • بيداري، لهم عدة قرى جنوبي جبل قره تشوك


معالم من المنطقة

حقول النفط في رميلان
  • يمر نهر دجلة في الطرف الشرقي لمنطقة المالكية على بعد 12 كم عن مدينة المالكية.
  • تتواجد معظم حقول النفط السورية في منطقة المالكية، كحقول رميلان والسويدية وقره تشوك.
  • تواجد مناطق اصطياف كثيرة، ومنها مصيف عين ديوار المطل عل نهر دجلة وجبل الجودي، وغابة جبل قره تشوك الحديثة.
  • تشتهر المنطقة كباقي مناطق محافظة الحسكة بالزراعة، وخصوصاً بزراعة القمح والقطن.

الجغرافيا الطبيعية للمنطقة

  • تشكل المنطقة سهلاً منبسطاً (سهل هسنان)، ويبلغ ارتفاعه 500 م فوق سطح البحر، وتتوسط المنطقة سلسلة جبلية (قره تشوك) ترتفع 700 م عن سطح البحر.
  • يتخلل السهل الكثير من الأودية النهرية وتنبجس فيه الكثير من الينابيع، ولكن كثرة السدود الصناعية المشيدة حديثاً جعل من تلك الأنهار الصغيرة أشبه بجداول مائية خالية من المياه في فصل الصيف، وكذلك فقد أدى استنزاف المياه الجوفية العميقة واستغلالها في ري محصول القطن إلى جفاف الكثير من الينابيع والفجارات القديمة وإلى هبوط مستوى مياه الآبار السطحية وجفافها في معظم أنحاء المنطقة.

من أنهار المنطقة (دجلة) ورافده (صفين) ومن أهم بحيراتها الصناعية (بحيرة سد السفان) على نهر الصفين، وبحيرة باشوط وبحيرة (بورزة) التي تتجمع فيها مياه الصرف الصحي لمدينة المالكية.

معرض صور

مصادر

  1. "Li Dêrikê kurd, ereb û xirîstiyan bi hev re dijîn". www.rudaw.net. مؤرشف من الأصل في 21 أبريل 2017. اطلع عليه بتاريخ 31 ديسمبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. "Ban: Syrian regime 'failed to protect civilians'". Edition.cnn.com. 22 July 2012. مؤرشف من الأصل في 19 أكتوبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 29 أغسطس 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. General Census of Population and Housing 2004. المكتب المركزي للإحصاء (سوريا) (CBS). Al-Hasakah Governorate. (بالعربية) نسخة محفوظة 12 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. "Demoralized, Syrian refugees return home | Middle East | DW.COM | 17.11.2014". Dw.de. مؤرشف من الأصل في 09 يونيو 2015. اطلع عليه بتاريخ 01 مايو 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  5. "A light on Derik s history and churches". npasyria.com. مؤرشف من الأصل في 4 يناير 2020. اطلع عليه بتاريخ 02 يناير 2021. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Michael M. (2014). Out of Nowhere: The Kurds of Syria in Peace and War (باللغة الإنجليزية). Oxford University Press. ISBN 978-1-84904-435-6. مؤرشف من الأصل في 2 يناير 2021. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. نور الدين زازا، حياتي ككوردي، ترجمة خسرو بوتاني، دار آراس للنشر، ط1 (أربيل-2008)، ص97.
  8. الكاطع، مهند، 2016. الجغرافية البشرية للأكراد في سوريا. معهد العالم للدراسات. 6 تموز 2016. تاريخ الولوج 26 كانون الأول 2018. نسخة محفوظة 04 أبريل 2018 على موقع واي باك مشين.
    • بوابة تجمعات سكانية
    • بوابة سوريا
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.