الطاهر العبيدي
العلامة الفقيه الأصولي النظار المجتهد اللغوي الحجة المتصوف الإمام الطاهر العبيدي السوفي مولدا ، التوقرتي إقامة ومستقرا ، ينحدر من اولاد سيدي عبيد ببئر العاتر ولاية تبسة بأقصى الشرق الجزائري.
| ||||
---|---|---|---|---|
معلومات شخصية | ||||
الاسم الكامل | الطاهر بن العبيدي بن علي بن بلقاسم بن عمارة بن بلقاسم بن سليمان بن عبد الملك بن الهادي بن احمد خذير بن عبد العزيز بن سليمان بن سالم بت إبراهيم عبد الحليم بن عبد الكريم بن عيسى بن موسى بن عبد السلام بن محمد بن جابر بن جعفر بن محمد بن محمد بن عبد الله ابن ادريس الأصغر ابن ادريس الأكبر ابن عبد الله الكامل ابن الحسن المثنى ابن الحسن السبط بن الامام علي ( رضي الله عنهم). | |||
الميلاد | 1886 م - 1304 هـ الوادي، الجزائر | |||
الوفاة | 28 جانفي 1968 م تقرت، الجزائر | |||
الإقامة | جزائري | |||
المذهب الفقهي | مالكي | |||
العقيدة | أهل السنة والجماعة | |||
نسبه
هو الطاهر بن العبيدي بن علي بن بلقاسم بن عمارة بن بلقاسم بن سليمان بن عبد الملك بن الهادي بن أحمد خذير بن عبد العزيز بن سليمان بن سالم بت إبراهيم عبد الحليم بن عبد الكريم بن عيسى بن موسى بن عبد السلام بن محمد بن جابر بن جعفر بن محمد بن محمد بن عبد الله ابن ادريس الأصغر ابن ادريس الأكبر ابن عبد الله الكامل ابن الحسن المثنى ابن الحسن السبط بن الإمام علي ( رضي الله عنهم).
مولده ونشأته
ولد الأستاذ الطاهر العبيدي في مدينة الوادي عاصمة سوف سنة 1304 هـ ، الموافق لسنة 1886 م ، والده كان يحترف الحدادة ، ارسله منذ صغره إلى الكتاب لتعلم الحروف العربية ولحفظ القرآن الكريم، وقد تميزت منطقة وادي سوف وبعض المناطق الجزائرية (غرداية – المسيلة وغيرها ...) بلسانها العربي الفصيح المبين الذي لا عجمة فيه ولا لوثة تختلط بصفاء اللسان مما كان له تأثير كبير على اللغة اليومية المعتادة فيما بينهم ، وهو ما ساعد القوم على قراءة القرآن الكريم الذي شاع حفظه في تلك الربوع حتى بين النساء ، ولم يشذ – مترجمنا – عن اترابه فقد تمكن من حفظ القرآن الكريم وإتقانه في سن التاسعة ، وظهر عليه بوادر النجابة والذكاء في سن مبكرة ، حيث بدأ في دراسة العلوم الشرعية واللغوية ، فحفظ المتون المعروفة في التفسير والفقه والحديث والأصول .... وتفتقت عنده الملكة الفقهية وهي بمثابة الرصيد المخزون الذي راح ينمو باضطراد عجيب ، ويتصاعد وفق خط بياني واضح في حياته العلمية.
تحصيله العلمي وشيوخه
اجمع كل الذين ترجموا للشيخ العبيدي انه اخذ علوم الشريعة واللغة عن الشيخين عبد الرحمن العبيدي ومحمد العربي بن موسى ، ولكنهم لم يشيروا إلى انه تتلمذ على الشيخ القاضي عمارة من قرية " تاغروت " ولم يذكروا انه كان يحضر إلى دروس الشيخ الصادق بلهادي العقبي ( 1869 / 1939 ) مع صديق طفولته الشيخ إبراهيم بن محمد الساسي العوامر ( 1881 / 1934 ) صاحب الصروف في تاريخ الصحراء وسوف وغيره من التواليف.
هجرته وأساتذته
في سنة 1904 هاجر الشيخ العبيدي إلى تونس للتحصيل على مزيد من العلم بجامع الزيتونة ، ومن ابرز العلماء الذين اخذ عنهم من الجامع الأعظم الإمام محمد بن الطاهر بن عاشور ، والعلامة محمد الخضر حسين ، والشيخ أحمد بن مراد والشيخ حسن بن يوسف ، وفضيلة الأستاذ محمد النجار ، والشيخ أحمد البنزرتي والأستاذ الكبير صالح الهواري ، والشيخ خليفة بن عروس ، والشيخ بن محمود ، والشيخ النخلي وغيرهم مكن الشيوخ .
العودة إلى الوطن وجهوده في التعليم والإصلاح
بعد تلك الفترة التي قضاها طالبا بالزيتونة عاد الشاب الطاهر العبيدي إلى ارض الوطن يتدفق حيوية ، ويزخر بالعلم وبما انعم الله عليه ، عاد وعلى كاهله أمانة ثقيلة ورسالة شاقة آل على نفسه الاضطلاع بها ، عاد إلى مدينة الوادي ليتصدى لنشر الثقافة الإسلامية وتعليم الناشئة .. ولم يطل به المقام في البلد الذي درج فيه طفلا وترعرع فيه شابا وتقلب بين جوانحه يافعا ، حتى وجد نفسه مضطرا إلى مغادرة الأسرة والقبيلة تاركا العشيرة والبيئة متجها نحو مدينة تقرت لتصبح هذه الأخيرة فيما بعد هي موطنه ومحل إقامته ويستقر فيها استقراره النهائي الذي دام نصف قرن وزيادة .... و السبب الرئيس الذي جعل مترجمنا ينتقل من سوف إلى مدينة تقرت كان تنفيذا وفيا ومخلصا لوصية أستاذه محمد العربي بن موسى الذي أشار عليه أن يخلفه في الإمامة والتدريس بالمسجد الكبير بتقرت ... وكان ذلك الانتقال بداية عهد جديد .... و كان أيضا بداية للاضطلاع بمهمة جليلة مثقلة بالمسؤوليات ، وكان كذلك بداية لرحلة في مجال الخطابة والتأليف والإفتاء والاطلاع الواسع الذي لا يعرف التوقف والانقطاع ... رحلة مليئة بالعطاء والتبليغ وهداية الخلق ... ومنح الأستاذ الإمام الطاهر العبيدي للرسالة التي أنيطت به كل ما يمتلك من مجهود علمي ، ولم يبخل بكفاءته التي راحت تتنامى وتزيد مع الأيام .. وكانت تجربة دسمة بالثراء الفكري والرؤية النيرة التي تدفع عن هذا الدين الشبه التي يثيرها المبطلون ويروج لها المرجفون الذين يتربصون بالإسلام ويتابعون مسار رسالته ، ومن اجل ذلك لم يتخل الشيخ الطاهر العبيدي - يوما واحدا - عن أداء هذه الأمانة منذ ان تحملها سنة 1907 م ، وقام بها أحسن قيام ، وأدى ما عليه نحو ربه ودينه وأمته - رغم الظروف غير الملائمة في كثير من الاحايين - وافيا غير منقوص إلى آخر يوم في حياته. و كان الشيخ العبيدي - وحده- عالم منطقة ورقلة وفقيهها المجتهد ومثقفها الأكبر لا يشاركه في ذلك مشاركة طيلة ستين سنة ... وفي خلال هذه المدة استطاع - بتوفيق من الله - ان يفسر القرآن الكريم وفي العاشر من محرم سنة 1353 هـ الموافق ل 17 ابريل 1934 ختم العبيدي تفسيره للقرآن الكريم ، وعاشت تقرت مهرجانا عظيما لم تعرف مثله من قبل.
وفاته
توفي الشيخ بعد حياة مليئة بالجهاد في سبيل نشر العلم واصلاح الامة وتبصيرها بتراث الإسلام العظيم يوم 28 جانفي 1968 بمدينة تقرت ، وكان يوما مشهودا خرجت فيه مدينة تقرت لتوديعه ، وحضر جنازته الكثير من أعضاء جمعية العلماء المسلمين .
آثاره
ترك الشيخ اثارا كثيره منها تفسيره للقرآن الكريم الذي كتب منه بعض تلامذته اجزاء منه لا تزال مخطوطة في كراريس ، والكثير من الفتاوي والبحوث الأصولية لكنها مع الاسف مبعثرة عند تلامذته وحفدته والكثير منها ضاع .
- منظومة بعنوان : " النصيحة العزوزية في نصرة الاولياء والصوفية ".
- منظومة بعنوان : " نصيحة الشباب المريحة للسحب والضباب ".
مصادر
- معظم المعلومات عن هذه الترجمة مأخوذة من مقالة بعنوان : " العلامة الشيخ الطاهر العبيدي الفقيه الصوفي" منشورة بجريدة العقيدة عدد 76 : الأربعاء 1 شعبان 1412 هـ / الموافق ل 8 فيفري 1992 م بقلم الأستاذ أحمد بن السائح.
- محاضرة مطبوعة بعنوان : " الشيخ العبيدي بمناسبة يوم العلم " ألقيت يوم الجمعة 14 افريل 1983 بالمسجد الكبير بتقرت، من إعداد حفيده ( ابن بنته) الأستاذ سليماني عبد السلام.
- بوابة أعلام
- بوابة الجزائر