السلطنة القعيطية
القعيطي، ورسميا الدولة القعيطية الحضرمية أو سلطنة الشحر والمكلا في جنوب شبه الجزيرة العربية، وحاليا هي جزء من جمهورية اليمن. وعاصمتها كانت المكلا، وكانت مقسمة إلى ست مقاطعات وتسمى ألوية، تشمل ألوية كل من: المكلا، الشحر، القطن شبام، دوعن، والمنطقة الغربية وحجر.
ٱلدَّوْلَة ٱلْقُعَيْطِيَّة ٱلْحَضْرَمِيَّة | ||||||
---|---|---|---|---|---|---|
ٱلسَّلْطَنَة ٱلْحَضْرَمِيَّة فِي ٱلشِّحْر وَٱلْمُكَلَّا | ||||||
سلطاني | ||||||
| ||||||
عاصمة | المكلا | |||||
نظام الحكم | ملكية مطلقة | |||||
صاحب العظمة جلالة السلطان/ صاحب السمو الملكي / سلطان المملكة القعيطية الحضرمية | ||||||
| ||||||
التاريخ | ||||||
| ||||||
نبذة
كانت السلطنة الحضرمية القعيطية أو حكومة حضرموت في المكلا تحكم أجزاء واسعة من حضرموت وقد تأسست على يد الأسرة القعيطية التي انتدبت من قبل بريطانيا من الهند والتي ترجع جذورها إلى قبيلة يافع ، حيث كانت من أكثر حكومات الجزيرة العربية تطوراً في ذلك الزمن من حيث التنظيم وتسيير الدولة في الوقت الذي كانت تعيش فيه معظم مناطق الجزيرة في فوضى جرّاء تفكك الامبراطورية العثمانية حيث قامت بعدها دويلات صغيرة في جميع أجزاء الوطن العربي مما سهل استعمارها من قبل الغرب.
في نفس الوقت الذي كانت السلطنة القعيطية تحكم وتتوسع في ساحل حضرموت بدعم البريطانيين على حساب السلطنة الكثيرية والتي حكمت كامل حضرموت وانتهت بحكم شمال حضرموت وكانتا في صراع دائم.
كان السلاطين يكنّون الولاء للبريطانيين خوفا منهم على فقدان الحكم وانقلاب الثوار عليهم، واستمر ذلك الحال حتى عام 1967م عندما قام الثوار القوميون بتفكيك اتحاد الجنوب العربي و محمية الجنوب العربي والانقلاب على السلاطين وإجلاء بريطانيا ضمت حضرموت مع في جمهورية واحدة وهي جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.
تأسيس السلطنة
تأسست السلطنة القعيطية في بدايات القرن التاسع عشر على يد عمر بن عوض بن عبد الله القعيطي الحضرمي وهو رأس أسرة الأمراء بحضرموت والهند. ومنه تناسل بقية أمراء الدولة. توفي والده بحضرموت وهو طفل صغير فكفلته أمه وتربّى على يدها. ثم انتقلت به من قرية لحروم إلى أخواله الذين كانوا يسكنون في منطقة شبام. هاجر من حضرموت وهو صبي سنة 1792م إلى الهند حيث كسب لنفسة مع مرور الزمن شهرة عسكرية واسعة في جيش ولاية برودة الهندية. ثم في جيش نظام حيدر أباد الداكن. وصار رئيس الجالية اليافعية بحيدر أباد وقائداً للفرقة الحضرمية بجيش النظام في الهند. وكانت رتبته العسكرية جمعدار أي قائد لألفي مقاتل وهو لقب ورثة ابنة عوض من بعده. له تاريخ حافل ومثير في الدهاء والشجاعة والكرم والإقدام. توفي في مدينة حيدر أباد في الهند، وكتب عنه مؤرخون عدة رسائل بعضها لا يزال مخطوطاً.
الاسرة الحاكمة
قبيلة القعطة ومفردهم القعيطي هم أحد أكبر فروع فخيذة الموسطة من بني مالك من قبيلة يافع الحميرية القحطانية، اشتهروا بكونهم أمراء ومؤسسي السلطنة القعيطية الذي استمر حكمها لمعظم مناطق حضرموت إضافة إلى الأجزاء الجنوبية من صحراء الربع الخالي ما يقارب الثلاث قرون إلى حين سقوطها أواخر ستينات القرن الماضي، عرفت قبيلة القعطة تاريخيًا بكونها أحد أهم ركائز قبيلة الموسطة من يافع، إضافة إلى شهرتهم بكثرة هجراتهم وتنقلاتهم خارج شبه الجزيرة العربية بقصد التجارة ونشر الدين الإسلامي، وكان مما نتج عن هجراتهم تلك سيطرة قبيلة آل عبد الله عمر من القعطة على ولاية حيدر آباد الهندية ما يقارب الـ 150 عامًا.[1][2]
أسرة القعيطي هي أسرة حضرمية كبيرة وقبل أن تأسس لها دولة في حضرموت كانت تحكم إمارة حيدر أباد بالهند.
حسين بن عبد الله بن عمر بن عوض بن عبد الله القعيطي الحضرمي كان أحد الأمراء وكان من مشاهير الشعر الحضرمي في المهجر. كان والده حاكما لإمارة الشحر. وحكم هو من بعده، إلا أن عهده تميز بالفتن والاضطراب الثقافي.
صالح بن عمر بن عوض بن عبد الله القعيطي الحضرمي قائد عسكري، ولد وتعلم ونشأ في حيدر آباد في الهند. تولّى مدير التعيينات والتسريحات العسكرية في هيئة أركان جيش نظام حيدر آباد، وكان الساعد الأيمن لأخيه عوض بن عمر في تأسيس السلطنة القعيطية بـ حضرموت, إذ كان يتولى تجهيز السلطنة الناشئة بما كانت تحتاج إليه من مؤن حربية. ولم يزر حضرموت في حياته كلها.
عبد الحبيب بن عامر بن عوض بن عبد الله القعيطي الحضرمي قائد عسكري من أفراد الأسرة الحاكمة الذين لعبو دوراً هاماً في تثبيت دعائم الدولة القعيطية بحضرموت، حيث كان أحد المساعدين الرئيسيين للأمير عوض بن عمر القعيطي. وتوفي بـ حيدر آباد في الهند.
عمر بن عوض بن عمر بن عوض بن عبد الله القعيطي الحضرمي سلطان الشحر والمكلا بحضرموت. كان قبل توليه شؤون السلطنة القعيطية في خدمة نظام حيد آباد بالهند وقد جعله (حكمدارا) لفرق الحضارم القائمين بحراسة خزائن النظام وقصورة. كان يتكلم والإنجليزية والأوردية بالإضافة إلى لغته الأم العربية. وهو الذي أنشأ في مدينة المكلا الجامع المعروف باسمه جامع السلطان عمر بن عوض القعيطي وقصر المعين بالمكلا وفي عهده كانت هناك الكثير من الإنجازات.[3]
عوض بن عمر بن عوض بن عبد الله القعيطي الحضرمي هو أول من لقب بالسلطان من أفراد العائلة القعيطية التي حكمة الجزء الساحلي من حضرموت. ولد بحيدر آباد في الهند وتوفي أيضا فيها. وكان ضابطا في جيش نظام حيدر آباد ويعرف كابية بالجمعدار. وفي سنة 1886م دخل في معاهدة حماية مع الإنجليز هو وإخوانه عبد الله وصالح وعلي، بعد أن كانوا قد دخلو مع الإنجليز في معاهدة صداقة سنة 1882م. وقد اتسعت رقعة الدولة القعيطية بحضرموت في عهده.
الحرب مع السلطنة الكثيرية
دخلت السلطنة القعيطية في حروب كثيرة مع السلطنة الكثيرية التي كانت تحكم الجزء الشمالي من حضرموت وفي العادة كانت أسباب نشوب المعارك هي سيطرة القعيطين على مساحات شاسعة من حضرموت وتضيق المساحة على آل كثير، إلا أنه في عام 1937م عرض القعيطيين الصلح مع آل كثير وتم توقيع اتفاقية الصلح بين الدولتين إضافة إلى معاهدة صلح بين القبائل الحضرمية يسري مفعلوها حتى اليوم. وقعت تلك الاتفاقيات في ساحة قصر السلطان الكثيري بـ سيئون بين السلطان علي بن صلاح القعيطي والسلطان علي بن منصور الكثيري بالإضافة إلى المستشار البريطاني للدولتين.
التقدم والازدهار
كانت الدولة القعيطية متقدمه على غيرها من دول اليمن والجزيرة العربية، وخصوصا مع بدايات القرن العشرين حيث كانت عدن في قمة ازدهارها بفضل البريطانيين فأراد القعيطيين أن تصبح حضرموت كذلك إلا أن حكومة البريطانية كانت تركز على عدن أكثر من غيرها من المستعمرات، فاعتمد القعيطيين على أنفسهم وحققوا تقدما باهرا وملحوظا دون أي مساعدة من المستعمرين الإنجليز. ومن أبرز إنجازاتهم إدخال الكهرباء إلى المكلا عاصمة الدولة, كما أنشأوا مطار المكلا وتميزوا أيضا في خدمات البريد والبرق. هذا ناهيك عن التقدم الاقتصادي والمستوى المعيشي العالي خصوصا مع صدور العملة الرسمية للدولة الشلن القعيطي .
اتحاد الجنوب العربي
في بداية الخمسينيات من القرن العشرين ظهرت حركات قومية وتحريرية في جميع أنحاء الوطن العربي وخصوصا مع فترة اندلاع ثورة 23 يوليو 1952 في مصر وانتشار الفكر القومي وتأثيره، أثار ذلك قلق الحكومة البريطانية التي كانت تحتل ماساحات واسعة من جنوب الجزيرة العربية، أثار ذلك خوف السلاطين والمشايخ من قيام ثورات تقلعهم من فوق عروشهم. قامت الحكومة البريطانية بإنشاء اتحاد فيدرالي بين سلاطين محمية عدن الغربية و أسمته اتحاد الجنوب العربي لحماية مستعمراتها ولتدعيمها ضد أي حركة قومية أو ثورية.
لم تنضم السلطنة القعيطية إطلاقا كغيرها من سلطنات حضرموت إلى اتحاد الجنوب العربي ورغم قيام اتحاد كهذه يعتبر خطوة قومية إلا أن نظام الرئيس المصري جمال عبد الناصر لم يرحب بذلك لقيام الحكام والسلاطين بالتعاون مع الإنجليز متجاهلين مصلحة الشعب والمواطنين، حيث اعتبرهم مواليين للاستعمار والاحتلال الإنجليزي وقام عبد الناصر بدعم الحركات القومية في اليمن وفي الجنوب العربي وحضرموت حتى انتهى ذلك الاتحاد فعليا في عام 1967م
تفكك السلطنة
في 1967 تفكّك اتحاد الجنوب العربي بشكل كامل والتي لم تنضم إليه السلطنة القعيطيه مطلقا ولا حتى السلطنة الكثيرية والمهرية حيث قام الثوار المتمثلين في الجبهة القومية بالانقلاب على كل السلاطين في كل سلطنات جنوب العرب و حضرموت بما في ذلك السلطنة القعيطية والكثيرية بحضرموت، وأعلنوا مكانها قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية كخطوة أولى لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي انتهت في العهد الحميري وأمل جديد في مشروع الوحدة العربية الكبرى. وبدأت منذ تلك الفترة تصعد سلم الوطن الواحد مع جارتها في الشمال الجمهورية العربية اليمنية لتصلا معا إلى القمة والمجد المتمثل في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية لأول مرة في القرن العشرين في 22 مايو 1990م حيث يعتبر حدثا تاريخيا وقوميا جمع الماضي القديم بالتاريخ المعاصر والحديث متحديا كل الظروف والعقبات. إلا أنه اليوم وفي بدايات القرن الواحد والعشرين ظهرت حركات تطالب بفك الارتباط وإعادة تفكك الجنوب العربي بمشروع الإنفصالين الذين أشعلوا الحرب الأهلية في سنة 1994.
مراجع
- كتاب السلطان بدر بن عبد الله بن جعفر الكثيري، المكني أبو طويرق (902-977 هـ.)-(1496-1569 م) - الصفحة 101
- تأملات عن تاريخ حضرموت: قبل الإسلام في فجره، مع مسح عام عن هجرة ونتائج علاقات الحضارمة عبر الأزمنة بشعوب جنوب وشرق آسيا
- محمد سعيد بن علي الحاج: عمر بن عوض القعيطي سلطان الدولة القعيطية الحضرمية 1922-1936م حياته، عهده، آثاره، عدن: دار جامعة عدن للطباعة والنشر، 2014م.
- من كتاب : السلطان عمر بن عوض القعيطي "سلطان الدولة القعيطية الحضرمية 1922-1936م" حياته، عهده، آثاره.
- من كتاب : السلطان علي بن صلاح القعيطي
- من كتاب : تاريخ اليمن
- من كتاب : تاريخ شنبل
- من كتاب : تاريخ حضرموت
- من موسوعة : ابن جندان
- من كتاب : جواهر تاريخ حضرموت
- من كتاب : ادوار التاريخ الحضرمي
- من كتاب : التاريخ الحضرمي للشاطري
- بوابة دول
- بوابة عقد 1960
- بوابة اليمن
- بوابة الوطن العربي