الرومانية الكاثوليكية في الصين

للكنيسة الرومانية الكاثوليكية في الصين (بالصينيَّة: 天主教) تاريخ عريق وطويل في الأراضي الصينية، خصوصاً من خلال البعثات التبشرية للمبشرون الفرنسيسكان في القرن الثالث عشر، والمبشرين اليسوعيين في القرن السادس عشر. ولعبت الجهود اليسوعية التبشيرية بين القرن السادس عشر والسابع عشر دورًا هامًا في مواصلة نقل المعرفة والعلوم والثقافة بين الصين والغرب، وأثرت على الثقافة المسيحية في المجتمع الصيني اليوم. ومن أبرز الآثار التي تركها اليسوعيين كانت كان ترجمة آثار الفلسفة الصينية القديمة إلى لغات أوروبا وبالتالي عرّف اليسوعيين الشعب الصيني على العلوم الغربية والرياضيات والفلك والطب، وعرّفوا العالم الغربي على الثقافة والفلسفة الصينية.[1]

كاتدرائيَّة القديس يوسف في مدينة بكين.

بعد وصل الحزب الشيوعي الصيني لسدة الحكم عام 1949، طُرد كل من المبشرون الكاثوليك والبروتستانت من البلاد، ونظر للكنيسة كجزء من الإمبريالية الغربية. في عام 1957، أنشأت الحكومة الصينية الرابطة الكاثوليكية الوطنية الصينية،[2] والتي ترفض سلطة الكرسي الرسولي بتعيين أساقفة خاصة بهم. حيث حاول الحزب الشيوعي الصيني عزل الكنائس المسيحية عن الخارج لتأمين تحكمه التام بها. الأ أنَّ مسيحيين كثيرين يرفضون هذا التدخل السياسي، ويتعبد الكاثوليك غير المنضوين تحت سلطة الرابطة الكاثوليكية الوطنية الصينية إلى كنائس سرية في المنازل، وهذه الكنائس المنزلية ليست مسجلة لدى السلطات وغير معترف بها. ولذلك، فإنها غير شرعية. ويُقدَّر عدد الكاثوليك في الصين بـحوالي 12 مليون شخص، نصفهم من الكنيسة الرسمية ونصفهم من الكنيسة السرية.[3] ولا تقيم الصين علاقات رسمية مع الفاتيكان. ولا تعترف الكنيسة الكاثوليكية الرسمية في الصين بقيادة البابا لها.[4] يمكن أن يؤدي إظهار الإخلاص للبابا إلى صعوبات جدية. وتوضح ذلك قضية ماه داكين، ففي عام 2014 نصبته الكنيسة الرسمية كأسقف في شانغهاي، واعترف الفاتيكان أيضاً به. وعندما أعلن الأسقف انشقاقه عن الكنيسة الحكومية، فُرضت الإقامة الجبرية عليه. فمن يتمرد، يتعرض للمضايقات، وخاصة القساوسة والأساقفة، ويشار في هذا السياق إلى الأسقف ليو غواندونغ الذي توفى مؤخرا وقد تجاوز التسعين، وكان قد قضى 30 سنة في السجن. ورغم الإفراج عنه عام 1981، إلا السلطات فرضت عليه مراقبة صارمة. ولذلك اختفى الأسقف منذ عام 1997، إذ أنه "رفض أي حل وسط مع السلطات". ويضيف أن مصير غواندونغ يشبه مصير غيره من رجال الدين المسيحي. ويشير مصدر إلى تحول بين 60,000 إلى 70,000 صيني سنوياً إلى المذهب الكاثوليكي.[5]

مراجع

  1. Udías, Agustín (2003). Searching the Heavens and the Earth: The History of Jesuit Observatories (Astrophysics and Space Science Library). Berlin: Springer. ISBN 140201189X. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. Edmond Tang; Jean-Paul Weist (17 May 2013). The Catholic Church in Modern China: Perspectives. Wipf and Stock Publishers. صفحات 13–. ISBN 978-1-62564-086-4. مؤرشف من الأصل في 28 يناير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. ملاحقة وقمع المسيحيين في الصين نسخة محفوظة 07 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
  4. البابا للكاثوليك في الصين: تمسكوا بولائكم لروما نسخة محفوظة 08 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
  5. Standaert, Nicolas (2009). Handbook of Christianity in China. JBRILL. ISBN 9789004114302. ..now the Catholic church in China is on the road of revival and is developing, with 60,000 to 70,000 new converts annually.. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

    انظر أيضاً

    • بوابة الصين
    • بوابة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية
    • بوابة المسيحية
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.