الروح القدس في المسيحية

الروح القدس في أغلبية الطوائف المسيحية هو الأقنوم الثالث من الثالوث الإلهي: الله الآب، والله الابن وروح القدس وكل أقنوم بحد ذاته هو الله. يعرف بعض اللاهوتيين المسيحيين الروح القدس بروخ قادوشي (عبرية تعني روح القدس) المذكورة في الكتب اليهودية المقدسة،  مع العديد من الأسماء المشابهة بما في ذلك روخإلوهيم (روح الله)، روخ ياهواه (روح يهوه) ، روخ هكما (روح الحكمة). أما في العهد الجديد فهو روح المسيح روح الحق، البارقليط والروح القدس. يفصل العهد الجديد علاقة وثيقة بين الروح القدس وبين يسوع في بدء حياته كما خلال فترة دعوته. يذكر في إنجيلي متى و لوقا وكذلك في عقيدة مجمع نيقية أن ولادة يسوع "كانت بحلول الروح القدس على مريم العذراء". كما ذكر أن نزول الروح القدس على يسوع مثل حمامة خلال المعمودية في وداع الخطاب. وكذلك، وعد يسوع  بعد العشاء الأخير بإرسال الروح القدس إلى تلاميذه بعد رحيله.

رسم يبرز الروح القدس كحمامة في "الثالوث السماوي" ينضم إلى "الثالوث الدنيوي" من خلال تجسد الإبن. رسم لموريللو، 1677.[1]

يشار إلى روح القدس بـ"الرب واهب الحياة" في عقيدة نيقية الذي يلخص العديد من المعتقدات الأساسية التي تتبعها العديد من الطوائف المسيحية. ويظهر مشاركة  الروح القدس في الطبيعة الإلهية الثلاثية هو واضح  في نهاية إنجيل متى (28:19) عندما أرشد تلاميذه قائلاً: "فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. (متى 19:28)" و "لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ. (متى 20:18)"[2] ومنذ القرن الأول، كان المسيحيين يدعون الله مع بصيغة الثالوث "الآب والابن والروح القدس" في الصلاة والغفران.[3][4]

التسمية والاستخدام

كانت العامية الإغريقية تستعمل كلمة "بنوما" (النفس) والتي استعملت 385 مرة في العهد الجديد.[5] تظهر 105 مرات في الاناجيل الأربعه الكنسي،, 69 مرة في أعمال الرسل، 161 مرة في رسائل بولص الرسول  50 مرة في أماكن آخر. وفي كل هذا، كان لها دلالات مختلفة: في 133 حالة تشير إلى "الروح"، وفي 153 حالة إلى "الروحانية"، وحوالي 93 مرة إلى الروح القدس، (أحيانا تحت اسم بنوما،  و في بعض الأحيان بشكل صريح) وفي حالات قليلة تدل علىالرياح أوالحياة. [بحاجة لتوضيح]

الأسماء

الكتاب المقدس – العهد القديم

  • וְר֣וּחַ קָדְשׁ֑וֹ – الروح القدس (إشعياء 63:10)[6]
  • וְר֣וּחַ קָ֝דְשְׁךָ֗ – الروح القدس (مزمور 51:11)[7]
  • וְר֣וּחַ אֱלֹהִ֔ים (روخ إلوهيم) – روح من الله (سفر التكوين 1:2)[8]
  • נִשְׁמַת־ר֨וּחַ חַיִּ֜ים (روخ خاييم ونيسمات) – التنفس من روح الحياة (سفر التكوين 7:22)[9]
  • ר֣וּחַ יְהוָ֑ה ) – روح يهوه (اشعياء 11:2)[10]
  • ר֧וּחַ חָכְמָ֣ה וּבִינָ֗ה – "روح الحكمة" (اشعياء 11:2)
  • ר֤וּחַ עֵצָה֙ וּגְבוּרָ֔ה – روح الفهم (اشعياء 11:2)
  • ר֥וּחַ דַּ֖עַת וְיִרְאַ֥ת יְהוָֽה – روح المشورة والقوة من يهوة (اشعياء 11:2)

العهد الجديد

  • πνεύματος ἁγίου (بنوماتوس هايغو) – الروح القدس (مت 1, 18)[11]
  • πνεύματι θεοῦ (بنوماتي ثيو) – روح من الله (مت 12,28)[12]
  • ὁ παράκλητος (هو براكليتوس) – الْمُعَزِّي (يو 16,7)[13]
  • πνεῦμα τῆς ἀληθείας (بنوما تيس أليثياس) – روح الحق (يو 16, 13)[14]
  • Πνεῦμα Χριστοῦ (بنوما كريستو) – روح المسيح (1 بط، 11)[15]

الروح القدس في الكاثوليكية

الروح القدس كان موضوعا في ما لا يقل عن اثنين من مقالات الدورية البابوية:

موضوع الروح القدس هو مناقشة مستفيضة في كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية  تحت موضوع "أؤمن بالروح القدس" في الفقرات من 683 وحتى 747.

عقيدة الروح القدس كما وردت في عقيدة نيقية هي نقطة الخلاف بين الكنيسة الكاثوليكية والكنسة الأرثوذكسية الشرقية

الاختلافات المذهبية

أيقونة تمثل الكهنة الذين حضروا مجمع نيقية يرفعون عقيدة نيقية

يوجد عند الطوائف المسيحية الفقهية بعض الاختلافات في معتقداتهم بشأن الروح القدس. ومن الأمثلة المعروفة هي جدلية انبثاق الروح القدس وهي واحدة من الاختلافات الرئيسية بين تعاليم الكنيسة الغربية والكنيسة الشرقية الأرثوذكسية وهي خلاف على مستوى السيادة البابوية.[16][17]

إن نقاض انبثاق الروح القدس يتمحور حول ما إذا كانت عقيدة نيقية تعني أن الروح القدس "منبثق من الآب" وتقف هنا، وهذه العقيدة المعتمدة من قبل الكنيسة الشرقية، أو ينبغي القول أن "الروح القدس منبثق من الآب والابن"، كما تعتمدها المنيسة اللاتينية وفيما بعد.[18]

في الكنيسة الأنجليكانية، جرت في نهاية القرن 20 مناقشات حول مبدأ الانبثاق وتم الإتفاق على اتباع المفهوم الأرثوذكسية الشرقية، ولكن هذه لا تزال لم تصل إلى حالة التنفيذ النهائية.[19]

يعتمد غالبية التيار البروتستانتي يحملون وجهات نظر مماثلة للاهوت الروح القدس بحسب الكاثوليكية. ولكن هناك اختلافات بين مذهب الخمسينية وبقية البروتستانتية[20] الذين يركزون على الروح القدس كمعمودية معتمدين على إنجيل أعمال الرسل 1:5 الذي يقول "الآن سوف يعمد بالروح القدس".[21] وفي الآونة الأخيرة، ركزت الحركات المسيحية الكاريزماتية على خاصية "هدايا من الروح" (مثل الشفاء، النبوة، إلخ.) معتمدين على 1 كورنثوس 12 باعتبارها أساس ديني، ولكن غالباً ما تختلف عن الحركات الخمسينية.[22]

وهناك مذاهب اللاثالوثية، مثل الآريوسية والتوحيدية الذين لا يعترفون بالثالوث.

شهود يهوه

يرى شهود يهوه أن الروح القدس ليس شخصا حقيقيا منفصل عن الله الآب، ولكن على أنه "القدرة" أو "الطاقة" أو "القوة الفاعلة" التي يستخدمها الله الأب لتحقيق مشيئته في الخلق والفداء.[23]

كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة

تعتقد طائفة المورمون أن روح القدس هو العضو الثالث من اللاهوت. هو شخصية من روح بدون جسد من لحم وعظام.[24] هو غالبا ما يشار إليها باسم روح الروح القدس، روح الله، روح الرب، أو المعزي.[25] المورمون يؤمنون اب\التثليث الاجتماعي وهذا يعني أن الأب والابن و الروح القدس هم وحدة موحدة في الإرادة والغرض، ولكن ليس في الجوهر.[بحاجة لمصدر] يعتقدون أن الروح القدس هي تابعة للآب والابن وتعمل تحت إشرافهما. كما يعتقدون أن روح القدس، مثل كل الكائنات الذكية، هي جذريا أزلية غير مخلوقة، ذاتية الوجود.[26] يقول المورمونيون أن يمكن لتأثير روح القدس أن يحصل قبل المعمودية، ولكن الهبة، أو الرفقة الثابتة لروح القدس تأتي بشكل صحيح من خلال وضع يد أشخاص رسموا ككهنوت بشكل صحيح مع تسلسل سلطوي يرجع إلى المسيح من خلال بطرس بعد المعمودية الصحيحة.[27] [28]

الفلسفة الرواقية

يرجع ماكسوي ستانيفورث فكرة روح القدس، في كتابه "التأملات" إلى الرواقيين الذين أثرا على فلاسفة اللاهوت المسيحيين وبخاصة على عقيدة مجمع نيقية والذين صوروا العقلانية كأنها روح نارية تحل على المختارين من البشر.

.[29]

معرض صور

الكاتدرائيات الروح القدس

انظر أيضا

وصلات خارجية

المراجع

  1. The Heavenly and Earthly Trinities on the site of the National Gallery in London. نسخة محفوظة 18 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
  2. Lord, giver of life (Lona) by Jane Barter Moulaison 2006 (ردمك 0-88920-501-9) page 5
  3. Vickers, Jason E. Invocation and Assent: The Making and the Remaking of Trinitarian Theology. Wm. B. Eerdmans Publishing, 2008. (ردمك 0-8028-6269-1), pages 2–5
  4. The Cambridge Companion to the Trinity by Peter C. Phan 2011 (ردمك 0-521-70113-9), pages 3–4
  5. Companion Bible–KJV–Large Print by E. W. Bullinger, Kregel Publications, 1999. (ردمك 0-8254-2099-7). Page 146. "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 26 يونيو 2019. اطلع عليه بتاريخ 27 مايو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
  6. Interlinear Bible on Bible Hub. نسخة محفوظة 05 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  7. Interlinear Bible on Bible Hub. نسخة محفوظة 05 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  8. Interlinear Bible on Bible Hub. نسخة محفوظة 05 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  9. Interlinear Bible on Bible Hub. نسخة محفوظة 17 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  10. Interlinear Bible on Bible Hub. نسخة محفوظة 04 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  11. Matthew 1:18 Greek Text Analysis نسخة محفوظة 26 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  12. Matthew 12:28 Greek Text Analysis نسخة محفوظة 27 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  13. John 16:7 Greek Text Analysis نسخة محفوظة 05 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  14. John 16:13 Greek Text Analysis نسخة محفوظة 06 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  15. 1 Peter 1:11 Greek Text Analysis نسخة محفوظة 18 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  16. Kasper, Walter. The Petrine ministry. Catholics and Orthodox in Dialogue: Academic Symposium Neld at the Pontifical Council for Promoting Christian Unity. Paulist Press. صفحة 188. ISBN 978-0-8091-4334-4. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  17. Kinnamon, Michael; Cope, Brian E. (1997). The Ecumenical Movement: An Anthology of Key Texts and Voices. Wm. B. Eerdmans Publishing. صفحة 172. ISBN 978-0-8028-4263-3. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  18. The Holy Spirit: Classic and Contemporary Readings by Eugene F. Rogers Jr. (May 19, 2009) Wiley (ردمك 1-4051-3623-5), page 81
  19. Introduction to Theology by Owen C. Thomas and Ellen K. Wondra (Jul 1, 2002) (ردمك 0-8192-1897-9), page 221 "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 6 أبريل 2019. اطلع عليه بتاريخ 27 مايو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
  20. ديفيد واتسون (1973). One in the Spirit. Hodder and Stoughton. صفحات 39–64. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  21. Encyclopedia of Protestantism by J. Gordon Melton 2008 (ردمك 0-8160-7746-0), page 69
  22. Encyclopedia of Protestantism by J. Gordon Melton 2008 (ردمك 0-8160-7746-0), page 134
  23. "Is the Holy Spirit a Person?". Awake!: 14–15. July 2006. مؤرشف من الأصل في 07 يوليو 2017. In the Bible, God's Holy Spirit is identified as God's power in action. Hence, an accurate translation of the Bible's Hebrew text refers to God's spirit as "God's active force." الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  24. Doctrine and Covenants 130 نسخة محفوظة 06 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
  25. "True to the Faith", p. 81. نسخة محفوظة 15 أبريل 2018 على موقع واي باك مشين.
  26. Doctrine and Covenants 93 نسخة محفوظة 06 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
  27. Holy Ghost - The Encyclopedia of Mormonism نسخة محفوظة 02 أبريل 2018 على موقع واي باك مشين.
  28. TPJS, p. 314. نسخة محفوظة 21 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
  29. Marcus Aurelius (1964). Meditations. دار بنجوين للنشر. صفحة 25. ISBN 0-14044140-9. (ردمك 978-0-140-44140-6). مؤرشف من الأصل في 28 فبراير 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة المسيحية
    • بوابة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.