الربة

الربة بلدة أردنية تاريخية، تتبع لواء القصر في محافظة الكرك جنوب العاصمة عمّان. كانت من أعظم مدن مؤاب في العصور القديمة وسميت "بربة مؤاب". تقع ربة مؤاب وسط سهل خصيب، وتطل على وادي الموجب والبحر الميت وجبال القدس. ويحيط بها عدة قرى، فمن الجنوب يحدها قُرى راكين والوسية، ومن الشرق يحدها بلدة الجديدة ومن الشمال تحدها قصبة لواء القصر، ومن الغرب يحدها قُرى بيتر ودمنة، ومن الشمال الغربي يحدها بلدة الياروت. وتقع الربة على الطريق الملوكي القديم. من أهم طرقها الخارجية: الطريق الملوكي الجنوب المؤدي لمدينة الكرك وجنوب الأردن، والطريق الملوكي الشمالي المؤدي لوادي الموجب، والطريق الشرقي المؤدي إلى اللجون.[2]

الربة
إحداثيات: 31°16′00″N 35°44′00″E  
تقسيم إداري
 البلد الأردن [1] 
رمز جيونيمز 250345 
Roman and Byzantine Ruins at Er Rabba

التاريخ

صورة عامة للقرية

كانت الربة من أعظم مدن مؤاب في العصور القديمة، فقد ذكرت في التوراة باسم "ارمؤاب"، وفي العهد الروماني باسم "اربوبوليس" أي مدينة آله الحرب.[3]ومرت على الربة فترات تاريخية، كالبرونزية والحديدية والهلنستية والنبطية والرومانية والبيزنطية والأموية والعباسية والفاطمية والإسلامية والأيوبية والمملوكية والعثمانية.

كما وصف الرحالة الذين مروا بموقع الربة في القرن التاسع عشر في كتاباتهم بالهام لما تحتويه من آثار كبيرة تدل على انه كان للربة شأن. وتحتل مركزاً مهماً على الطريق السلطاني الملوكي.

ازدهرت مدينة الربة في عهد ملوك الأنباط إلى عام 106 ق.م كما تشير مجموعة فريدة من الأواني الفخارية التي وجدت فيها أنها تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد. واهتم الأنباط بالزراعة كما تشير خزانات المياه العديدة إلى أبار جمع المياه التي يزيد عددها على 1000 بئر ماء.

وكانت الربة إحدى المحطات الرئيسية في عهد الرومان 106الى 324 ميلادي بعد ان استولى تراجانوس على مملكة الأنباط وضمها إلى الإمبراطورية الرومانية باسم الولاية العربية. وقام الرومان برصف طريق السلطاني من بصرى إلى عمّان فالربة فالبتراء، حيث كانت القوافل المتجهة من بلاد الشام إلى مصر وشمال أفريقيا تمر بموقع الربة بالطريق الماثل حاليا أمام المعبد الأثري باسم طريق تراجان.

أصبحت الربة مركزا اداريا في الولاية العربية التي ذكرتها مخطوطات البردي التي اكتشفت في مركز البحر الميت على انها مقر الحاكم الروماني عام 127م. وساد المدينة آنذاك نهضة عمرانية كما تدل الآثار الباقية فيها. وحافظت الربة على مركزها في الفترة البيزنطية 324- 634 ميلادي كعاصمة لمؤاب وكانت مقرا للأسقف وتظهر بها عدة كنائس منها واحدة تقع جنوب المعبد وأخرى اكتشفت عام1962 في الشرق من المعبد الروماني. كما حافظت الربة على ازدهارها حيث يصفها المقدسي في أحسن التقاسيم في القرن العاشر للميلاد ان مؤاب في الجبل كثيرة الغرس واللوز والأعشاب. وظهرت الربة على فسيفساء ماعين في القرن السادس الميلادي وفتحها القائد المسلم أبو عبيدة عامر بن الجراح عام 634 ميلادي لانها كانت تعتبر ذات موقع استراتيجي بين الجزيرة العربية ودمشق.

اثارها

  • يشاهد الزائر للربة أعمدة منحوتة ومزخرفة ومعبد لا يزال قائما الذي يوجد على جانبي مدخله محرابان صغيران ويوجد في الجهة الجنوبية بركة تزيد مساحتها على 2000مترمربع وأخرى بمساحة 10 دونمات تقع شرق حدود التنظيم الحالية.
  • في عام 1969 اكتشف في الربة قبر عليه لوحة حجرية طولها 106 سنتيمترات وسمكها 26 سنتيمترا وارتفاعها 50 سنتيمترا مكتوب عليها ما يشير انه قبر زيد بن علي(زين العابدين) بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
الآثار الرومانية والبيزنطية

المعالم

ازدهرت الربة الآن واتسع العمران فيها حيث تبلغ مساحتها 13220 دونم يقع منها ضمن التنظيم خمسة الاف دونم ويزيد مجموع أطوال على 12 كيلو متر وتشتمل على جميع الخدمات:

  • يقع على ارضها كلية الزراعة التابعة لجامعة مؤتة
  • ومركز إقليمي الربة للبحوث الزراعية
  • مشروع إدارة المصادر الزراعية لمحافظتي الكرك والطفيلة
  • مركز الأمير الحسن للتشخيص المبكر للأعاقات
  • مركز الاميرة تغريد للتدريب والتأهيل
  • مركز صحي الربة
  • مدارس تعليمية للبنين والبنات ولجميع المراحل

الزراعة

ازدهرت الزراعة بسبب خصوبة الارض ووفرة المياة والسبب الأكبر وجود كلية الزراعة التابعة ل جامعة مؤتة ومركز البحوث الزراعية، وهناك مساحات شاسعة تزرع بالقمح والشعير والحمص، بالإضافة لذلك هناك اراضي واسعة مزروعة بأشجار الزيتون والاشجار الحرجية والاشجار المثمرة وانشئ فيها قبل عدة سنوات معصرة للزيتون تعرف بمعصرة الربة.

التجارة

تمتلك الربة سوق واسع يوفر كل شئ للمواطنين ويوفر التجارة لابناءها، بالإضافة لذلك يوجد المدينة الحرفية وفيها العديد من الحرفيين من اهل الربة.

الرياضة

شكلت تجربة نادي الربة مطلع الثمانينات علامة فارقة في تاريخ الرياضة في الجنوب بعدما سجل فريق النادي لكرة القدم تجربة فريدة من نوعها باثبات الذات وحضور لافت خلال فترة قياسية ليدون اسمه بأحرف من نور في سجلات بطولات اتحاد كرة القدم.

تجربة نادي الربة الذي وصل إلى مصاف اندية الدرجة الاولى لم تدم طويلا، ذلك ان الفريق كافح لمواصلة مشواره والتأهل للدوري الممتاز لكن الظروف التي احاطت به لم تخدمه، فبعد هبوطه إلى الدرجة الثانية انذاك طوت صفحات النادي المشرقة بعد قرار دمج اندية لواء القصر ودخلت غياهب النسيان وان لم تغب ذكراه الجميلة عن الاذهان ما بين الفينة والاخرى.

تأسس نادي الربة عام 1979 ، وتدرج الفريق إلى ان وصل الدرجة الاولى عام 81 وخاض العديد من اللقاءات الرسمية والودية مع فرق منها الفيصلي والوحدات والجيل والجزيرة والبقعة واليرموك والقوقازي والقادسية على مدار عامين قبل ان تتوقف مسيرة النادي اواخر عام 84 بالهبوط ودمج النادي مع اندية لواء القصر.

تشكيلة الفريق كانت تضم كل من الحارس أحمد ناجي، وبدر وسليم الرجبي وشاهر وصحن المجالي وعمر فلاح ومحمد فاضل وطايل ومحمد عبد القادر وعدنان البشابشة ومحمد عبد الكريم وحازم حمد وكمال عبد الرحيم ورضا بشار وخضر عبد الكريم وحامد الخطيب ومازن ومحمد فطافطة ومحمد البردويل ومحمد عبيدات وأنور العيساوي ويتوقف عند ابرز اللقاءات التي خاضها فريق الربة وكانت مع الوحدات في بطولة كأس الأردن عام 82"المباراة اقيمت على ستاد عمان وانتهى الشوط الأول بنتيجة التعادل 1 - 1 وسجل هدف الربة سليم الرجبي، واستمرت النتيجة كما هي في الشوط الثاني، وقام الحكم اسحاق أبو علي بتمديد المباراة شوطين اضافيين بدلاً من اللجوء إلى الركلات الترجيحية وفقا للتعليمات انذاك، وقبل نهاية الشوط الإضافي الثاني ادرك الوحدات هدف الفوز بشق الانفس وبشهادة المتابعين.

وفي عام 2003 تم العمل على اعادة تأسييس النادي تحت مسمى " نادي الامير زيد بن الحسين " واستمر بمشواره المعطاء لكن بمستوى أقل من السابق نظرا لضعف الامكانيات. وفي عام 2012 تم العمل على اعادة المسمى القديم للنادي ليصبح " نادي الربة " حيث يطمح النادي إلى العودة إلى مصاف الدرجة الاولى ويكمل مشواره بتضافر جميع الجهود.

ويوجد في الربة ملعب لكرة القدم وصالة رياضية تقام فيهما العديد من الانشطة الرياضية

الدين

يوجد في الربة عدة مساجد ودور تحفيظ القران الكريم، من مساجدها: مسجد هزاع المجالي، ومسجد ابوبكر الصديق في السوق، ومسجد عمر بن عبد العزيز في حي ابوقديري، ومسجد الروضة وهذه المساجد تقام فيها خطبة الجمعة وهناك مساجد اخرى في اغلب احياء المدينة.

السكان

تتكون الربة من طيف سكاني متنوع، فمن العشائر التي تسكنها: - المجالي - الزريقات - القيسي -أبو قديري - البشابشة - - الوحواح - الخطيب - العزازمة.

شخصيات بارزة
  • الشيخ قدر المجالي قائد ثورة الكرك عام 1910م ضد الحكومة التركية
  • هزاع المجالي رئيس الوزراء
  • المشير الركن حابس ارفيفان المجالي وشغل عدة مناصب منها قائد للقوات المسلحة الأردنية وبرتبة حاكم عسكري، قاد عدة معارك مثل معركة باب الواد ومعركة اللطرون واللد
  • اللواء الركن خالد هجهوج المجالي، لقبه الملك الراحل الحسين بن طلال بـ (ثعلب الدروع) لما تبين منه من دهاء بمنطقة الجولان[بحاجة لمصدر] حيث شغل مناصب عديدة منها قائد اللواء المدرع 40 أكبر وأول لواء بالجيش الأردني
  • متري باشا الزريقات أحد الزعماء المسيحيين في الأردن وعضو المجلس التشريعي في ثلاثينيات القرن الماضي.

مراجع

  1.  "صفحة الربة في GeoNames ID". GeoNames ID. اطلع عليه بتاريخ 5 مارس 2021. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. الربة / الكرك - الأردن - حلوة يا دنيا - YouTube نسخة محفوظة 25 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  3. الربة - Jordan Heritage نسخة محفوظة 8 أغسطس 2019 على موقع واي باك مشين.
    • بوابة تجمعات سكانية
    • بوابة الأردن
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.