الجماعة السلفية للدعوة والقتال

الجماعة السلفية للدعوة والقتال هو فصيل مسلح جزائري[2] ظهر خلال الحرب الأهلية الجزائرية. يعود تاريخ تأسيس الفصيل إلى عام 1998 على يد حسان حطاب القائد والزعيم السابق للجماعة الإسلامية المسلحة. أُطيح بحسان من المنظمة في عام 2003 وذلك عندما تعهدت الجماعة بالولاء لتنظيم القاعدة. في عام 2007 ستُغير الجماعة اسمها ثم تتحول إلى اسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي كدليل على تبعيتها لتنيظم القاعدة.

الجماعة السلفية للدعوة والقتال
مشارك في العشرية السوداء في الجزائر وحرب الساحل
نشط1998 - 2007
أيديولوجيةسلفية جهادية
سلفية
ولاءتنظيم القاعدة
جماعاتتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي
مؤسسينحسان حطاب
قادةحسان حطاب (1998 - 2003)
نبيل صحراوي (2003 - 2004)
أبو مصعب عبد الودود (2004 - 2007)
قوة4000 [1]
أصبح القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي
حلفاءتنظيم القاعدة
خصوم الجيش الجزائري
معارك وحروبحرب الساحل

التاريخ

تأسّست الجماعة السلفية للدعوة والقتال على يد حسان حطاب العضو والزعيم السابق في الجماعة الإسلامية المسلحة والتي انشق عنها عام 1998 احتجاجا على ذبح المدنيين. بدأت الجماعة الإسلامية المسلحة في الانهيار منذ عام 1999 مما دفع بالعديد من مقاتليها إلى تسليم أسلحتهم والانسحاب نهائيا من مجال الحروب هذا إلا أن عددا قليلا منهم لا زالوا نشطين بما في ذلك أولئك الذين انضموا للجماعة السلفية للدعوة والقتال.[3] في آذار/مارس 2001 أعلنت المملكة المتحدة على أن الجماعة السلفية للدعوة والقتل هي جماعة محظورة وذلك بموجب قانون الإرهاب لعام 2000.[4]

تختلف تقديرات عدد أعضاء الجماعة السلفية للدعوة والقتال على نطاق واسع؛ فهناك من يُشير إلى أن عدد المقاتلين تحت صفوفها لا يتجاوز بضع مئات ثم هناك من يرى أن الجماعة تتكون من أزيد من 4000 مُسلَّح. في أيلول/سبتمبر 2003 تم خلغ حطاب من زعامة المنظمة فحلَّ محله نبيل صحراوي (الشيخ أبو إبراهيم مصطفى) البالغ من العمر 39 عاما والقائد السابق أيضا في الجماعة الإسلامية المسلحة. في وقت لاحق انضمت الجماعة لتنظيم القاعدة وأصبحت فرعا له في الشمال الأفريقي.[5] هذه الخطوة عارضها حطاب الزعيم السابق للجماعة بشدة وهي التي تسببت في عزله من منصبه.[6] بعد وفاة صحراوي في حزيران/يونيو 2004 أصبح أبو مصعب عبد الودود الزعيم الجديد للجماعة السلفية للدعوة والقتال.[7] كما انتشرت شائعات أخرى تُفيد بأن عبد المجيد ديشو قد يكون على رأس المجموعة.[8]

تم اتهام الجماعة باختطاف 32 سائحا أوروبيا في الجزائر في أوائل عام 2003، إلا أن مصادر أخرى تُؤكد تورط المخابرات الجزائرية في هذا الفعل من خلال تسهيل وصول المسلحين للسياح ومن ثم المبالغة وتجحيم المطالبات حول التهديدات الإرهابية في الصحراء. ليس هذا فقط فقد اتهم بعض قياد الجماعة الحكومة الجزائرية بتنفيذ عملية الاختطاف بل زعموا أن الحكومة قامت بالكثير من عمليات الاختطاف على مراحل ثم بدأت في حملة الخداع والتضليل من خلال الأذرع الإعلامية التابعة للحكومة.[9][10]

بحلول آذار/مارس 2005 أفيد أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال "قد تكون مستعدة للتخلي عن الكفاح المسلح في الجزائر وقبول مبادرة المصالحة من الحكومة."[11] ثم في آذار/مارس 2005 دعا الزعيم حطاب أعضاء الجماعة إلى قبول عفو الحكومة خلال مبادرة المصالحة التي أعلنت عنها والتي أكدت فيه تقديم الحصانة لأعضاء التنظيم وحمايتهم من الملاحقة القضائية مقابل تسليم أسلحتهم.[12] ومع ذلك أعلن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في أيلول/سبتمبر 2006 عن مباركته "للاتحاد" بين المجموعات المسلحة الجزائرية ضد العدو الأول فرنسا ثم أكد على أنه سيعمل رفقة زعماء التنظيم ضد المصالح الفرنسية-الأمريكية.[13]

الروابط الدولية

منطقة عمليات الجماعة السلفية للدعوة والقتال والتي تشمل معظم دول الساحل الأفريقي.

تكهّن مسؤلون من البلدان المجاورة بأن الجماعة السلفية للدعوة والقتال تنشط خارج الجزائر، بل أكدوا على أن الجماعة متورطة في عشرات القضايا من قبيل تهريب وغسيل الأموال عبر حدود موريتانيا، مالي، النيجر، ليبيا وتشاد ومن المحتمل دعمها للكثير من المجموعة المالية داخل هذه الدول. غير أن التطورات الأخيرة تُشير إلى أن عناصر من المجموعة قد انشقوا عنها ولجأوا رفقة الطوارق إلى مناطق في شمال مالي والنيجر وذلك بسبب قمع القوات الحكومية الجزائرية في شمال وجنوب البلاد منذ عام 2003. جدير بالذكر هنا أن المخابرات الفرنسية قد أصدرت تقريرا تُفيد فيه بأن المجموعة قد تلقت تمويلا من دولة قطر.[14]

بعض المراقبين بما في ذلك جيرمي كينان أعربوا عن شكوكهم بشأن قدرة الجماعة السلفية للدعوة والقتال في تنفيذ هجمات واسعة النطاق مثل تلك المنسوبة إليها في شمال شرق موريتانيا خلال التدريبات العسكرية "فلينتلوك 2005".[15] بل يرى بعض المحللين والمراقبين أن دائرة الاستعلام والأمن هي المسؤولة عن نشأة هذه الجماعة وعن كل العمليات التي قامت بها وذلك من أجل محاولة تحسين صورة الجزائر لدى الدول الغربية بوصفها شريكا موثوقا به في الحرب على الإرهاب ومن ثم إغراء الولايات المتحدة على الدخول في المنطقة.

انتشرت الكثير من الادعاءات التي تُفيد بأن الجماعة السلفية للدعوة والقتال كان لها صلة بتنظيم القاعدة قبيل تنفيذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر، خاصة أن معظم تابعيها هم من التيار القطبي فضلا عن السلفية الجهادية. بشكل عام يُعتقد أن أعضاء الجماعة السلفية للدعوة والقتال يتشاركون النظرة الأيديولوجية مع تنيظم القاعدة المسلح. بعد إسقاط حسن حطاب؛ بايع مختلف قادة الجماعة مبايعة تنظيم القاعدة المصنف لدى الكثير من الدول كتنظيم إرهابي. يرى بعض المراقبين أن انضمام الجماعة لتنظيم "القاعدة" كان انتهازيا لا مبنيا على أفكار ودوافع أو شيء من هذا القبيل. بالرغم من نشاط الجماعة في إيطاليا،[16] وفي دول أوروبية أخرى فإنه لا يوجد أي دليل على مشاركتها في أنشطة إرهابية ضد الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو حتى الأهداف الإسرائيلية: «تقوم الجماعة السلفية للدعوة والقتل بإنشاء شبكات دعم تابعة لها في أوروبا وفي أماكن أخرى؛ إلا أن شبكات الدعم هذه محدودة لا من ناحية القوة ولا من ناحية التمويل كما أنها لا تقوم بأي عمليات إرهابية خارج الجزائر.» خلصت التحقيقات في فرنسا وبريطانيا خلصت إلى أن الشباب الجزائري خاصة فئة المهاجرين متعاطف مع الجماعة السلفية للدعوة والقتال وأن ولائها للقاعدة كان خطأ جسيما.[17][18] في أيلول/سبتمبر 2005 أشاد الودود خلال مقابلة معه بالزرقاوي وبما يقوم به في العراق، ويُعتقد أنه خلال هذه الفترة كانت بذور ولاء الجماعة لتنظيم القاعدة بادية في النمو أمّا السبب الذي دعا القاعدة إلى القبول بهذا الولاء فهو محاولتها إضفاء الطابع الشرعي على الجهود المبذولة من قادة الجماعة السلفية للدعوة والقتال نظرا لعدم وجود تمثيل رسمي في الجزائر في المجال السياسي.

في عام 2005 وبعد سنوات من الغياب؛ بدأت الولايات المتحدة في الاهتمام بمنطقة شمال أفريقيا وبدول الساحل بعدما كان جل اهتمامها منصب على منطقة الشرق الأوسط.[19][20] شاركت القوات الخاصة الأمريكية في تمرين عسكري خاص حمل اسم "فلينتلوك 2005" وذلك بهدف تدريب جنود من الجزائر، السنغال، موريتانيا، مالي ثم تشاد. زعمت الولايات المتحدة حينها أن منطقة الساحل أصبحت منطقة مخصصة لتدريب المجندين الإسلاميين.[21] ثم زادت تيقنا عندما حصلت هجمتان "إرهابيتان" في نفس الفترة وهم حادث اختطاف السياح عام 2003 ثم الهجوم على قاعدة للجيش الموريتاني خلال تدرببات "فلينتلوك" تحت إشراف أمريكا نفسها.[22]

الجدول الزمني للهجمات

التاريخ الهجوم المرجع
23 تشرين الثاني/نوفمبر 2002 مهاجمة مجموعة من الجنو الجزائريين في كمين، مما نجم عنه مقتل تسع وإصابة اثنا عشر آخرين بجروح.
شباط/فبراير 2003 اختطاف 32 سائح أوروبي؛ واحد فيهم توفي جراء سكتة دماغية فيما تم تحرير سبعة عشر رهينة من قبل القوات الجزائرية بحلول 13 أيار/مايو 2003 فيما تم فك سراح الباقي في آب/أغسطس من عام 2003. [23]
12 شباط/فبراير 2004 نصب مجموعة من الإسلاميين المتطرفين كمينا لدورية شرطة مما أسفر عن مقتل سبعة من ضباط الشرطة وجرح ثلاثة آخرين. ضُبط المهاجمون في وقت لاحق عدد من الأسلحة النارية والسيارات. [24]
7 نيسان/أبريل 2005 فتح مسلحون كانوا يستقلون خمس مركبات النار على المارة في مقاطعة البليدة بتابلاط مما أدى لمصرع 13 مدنيا وإصابة آخر بجروح كما تم حرق خمس سيارات. [25]
15 تشرين الأول/أكتوبر 2006 قتل مهاجمون ثمانية من حراس الأمن في سيدي مجاهد بعين الدفلى. [26]

المراجع

  1. BBC Documentary about increased US military focus on the Sahara region. August 2005. نسخة محفوظة 15 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  2. Steinberg, Guido; Isabelle Werenfels (November 2007). "Between the 'Near' and the 'Far' Enemy: Al-Qaeda in the Islamic Maghreb". Mediterranean Politics. 12 (3): 407–13. doi:10.1080/13629390701622473. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. "Islamism, Violence and Reform in Algeria: Turning the Page (Islamism in North Africa III)]". مجموعة الأزمات الدولية Report,. 30 July 2004. مؤرشف من الأصل في 27 مايو 2015. اطلع عليه بتاريخ 27 مايو 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: extra punctuation (link)
  4. Schedule 2، Terrorism Act 2000، Act No. 11 of 2000
  5. Algerian group backs al-Qaeda, BBC News, 23 October 2003 نسخة محفوظة 15 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  6. Interview with the Former Leader of the Salafist Group for Call and Combat نسخة محفوظة 29 سبتمبر 2007 على موقع واي باك مشين., Ash-Sharq al-Awsat, 17 October 2005 نسخة محفوظة 29 سبتمبر 2007 على موقع واي باك مشين.
  7. Interview with Abu Musab Abdel Wadoud, commander of the GSPC نسخة محفوظة December 21, 2005, على موقع واي باك مشين., 26 September 2005 (globalterroralert.com website) (pdf)
  8. "Salafist Group for Preaching and Combat (GSPC)", Terrorist Organizations, World Statesman. Retrieved 8 September 2007. نسخة محفوظة 24 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
  9. El Para, the Maghreb’s Bin Laden – who staged the tourist kidnappings? by Salima Mellah and Jean-Baptiste Rivoire, Le Monde Diplomatique, February 2005 نسخة محفوظة 15 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  10. Keenan, Jeremy (26 September 2006). "The Collapse of the Second Front". Foreign Policy in Focus. مؤرشف من الأصل في 21 يناير 2013. اطلع عليه بتاريخ 17 يناير 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. Georges Rassi, "End of Insurgency", al-Mustaqbal, as reported in MidEast Mirror, 24 March 2005. Quoted in Islamist Terrorism in the Sahel: Fact or Fiction? نسخة محفوظة 2012-09-26 على موقع واي باك مشين.
  12. Top Algerian Islamist slams Qaeda group, urges peace, Reuters, 30 March 2006 نسخة محفوظة 17 February 2007 على موقع واي باك مشين.
  13. "Al-Qaida joins Algerians against France", AP, 14 September 2006 نسخة محفوظة 15 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  14. Deep Read: Malian tinderbox – A dangerous puzzle. 9 July 2012. نسخة محفوظة 15 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  15. US targets Sahara 'terrorist haven', BBC News, 8 August 2005 نسخة محفوظة 15 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  16. GSPC in Italy: The Forward Be of Jihad in Europe by Kathryn Haar, Jamestown Foundation, 9 February 2006) نسخة محفوظة 8 July 2006 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  17. "'The Al-Qaeda Organization in the Islamic Maghreb': The Evolving Terrorist Presence in North Africa", Inquiry and Analysis, Middle East Media Research Institute, 7 March 2007. Retrieved 8 September 2007. نسخة محفوظة 05 أغسطس 2009 على موقع واي باك مشين.
  18. Algerian terror group seeks Zarqawi's help, UPI 2 May 2006 نسخة محفوظة 29 أكتوبر 2007 على موقع واي باك مشين.
  19. General Sees Expanding Strategic Role for U.S. European Command In Africa by Charles Cobb Jr., American Enterprise Institute, 16 April 2004 نسخة محفوظة June 28, 2007, at WebCite
  20. Africa Command Not European Command, Says Official by Charles Cobb Jr., American Enterprise Institute, 4 May 2004 نسخة محفوظة June 28, 2007, at WebCite
  21. DoD Press Release about the "Flintlock 2005" military exercise, 17 June 2005 نسخة محفوظة 14 July 2005 على موقع واي باك مشين.
  22. L'attaque contre la garnison de Lemgheity toujours à la une, Panapress, Jeune Afrique, 16 June 2005 نسخة محفوظة 27 سبتمبر 2007 على موقع واي باك مشين.
  23. "BBC NEWS – Africa – Sahara hostages freed". مؤرشف من الأصل في 14 ديسمبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 21 نوفمبر 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  24. معلومات عن الحادث[وصلة مكسورة]
  25. معلومات عن الحادث[وصلة مكسورة]
  26. معلومات عن الحادث[وصلة مكسورة]
    • بوابة أفريقيا
    • بوابة الجزائر
    • بوابة إرهاب
    • بوابة تونس
    • بوابة الإسلام
    • بوابة الحرب
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.