التهاب القرنية الشوكميبي

 التهاب القرنية الشوكميبي (بالإنجليزية: Acanthamoeba keratitis)‏ هو أحد الأمراض النادرة،[1] تغزو فيه الأميبا قرنية العين وتصيب 19 أشخاص من كل 100000 شخص، والأميبا هي إحدى الأوليات المنتشرة بكثرة، توجد في المياه والتربة ويمكن أن تصيب الجلد والعين والجهاز العصبي المركزي. يصعب علاج التهاب القرنية الشوكميبي بالعلاجات التقليدية وقد تؤدي إلى العمى بسبب إصابة القرنية أو التركيبات الأخرى اللازمة للإبصار. يعد التهاب القرنية الشوكميبي أحد الأمراض النادرة، وقد تم تمويل أحد المشاريع ليقوم بإجراء اختبارات لقياس فعالية العقاقير والمضادات الحيوية المختلفة في علاجه.

التهاب القرنية الشوكميبي
صورة لعين مصابة بالتهاب القرنية الشوكميبي (فحص بالفلوريسئين)
صورة لعين مصابة بالتهاب القرنية الشوكميبي (فحص بالفلوريسئين)

معلومات عامة
الاختصاص طب العيون ،  وأمراض معدية  
من أنواع التهاب القرنية  
الأسباب
الأسباب عدوى  

الأسباب

الشوكميبة هي جنس من الطلائعيات تتبع فصيلة الشوكميبات من رتبة الأميبيات الوسطية،[2] وتتواجد بكثرة في مياه الآبار والتربة وقد تتواجد في مياه الصنبور خاصة مياه الخزانات، وتتواجد في صورتين؛ الصورة النشطة (الأتروفة)، وهي الصورة الأكثر شيوعًا في المياه، والصورة الخاملة الأكثر قدرة على البقاء والأكثر مقاومة للمبيدات.[3]

تصيب الأميبا الجهاز العصبي والجلد والجهاز التنفسي والعين،[4] وتشيع إصابات العين لدى مستخدمي العدسات اللاصقة نتيجة للإصابات الطفيفة المتكررة التي تصيب القرنية عند ارتدائها لفترات أطول من الموصى بها، أو استخدام محلول عدسات غير معقم أو عدم تخزين العدسات بالشكل الملائم أو تنظيفها بمياه الصنبور.[3]

الأعراض والعلامات

الأعراض

قد يعاني المريض من هه الأعراض في عين واحدة أو كليهما.

العلامات

تنقسم العلامات إلى علامات مبكرة وأخرى متأخرة:[3]

العلامات المبكرة

العلامات المتأخرة

  • التهاب عميق بالقرنية يتألف من حلقة أو قرص من الارتشاح أو الخراج.
  • ترقق طبقة الستروما (السدى).
  • التهاب الصلبة.
  • ظهور خلايا وتوهج بغرفة العين الأمامية.

التشخيص

طور الأتروفة

من المهم تشخيص التهاب القرنية الشوكميبي مبكرًا للحفاظ على حدة البصر،[4] وهو أمر على درجة من الصعوبة خاصة في المراحل الأولى نظرًا لندرة التهاب القرنية الشوكميبي مقارنةً بالتهاب القرنية البكتيري أو الفيروسي. ينبغي معرفة التاريخ المرضي للمصاب جيدًا خاصة ما يتعلق بالعدسات اللاصقة والمحلول الخاص بها أو تعرض العين لجسم غريب، وما يعانيه المريض من أعراض كالألم وزغللة العين وخلافه، ويتم التفريق المبدئي بين التهاب القرنية الشوكميبي والبكتيري عن طريق غياب إفرازات العين في الحالة الأولى.[6]

تعتمد نتائج الفحص على مرحلة الإصابة؛ ففي المراحل المبكرة يلاحظ ظهور اعتلال القرنية النُّقَطي والزوائد الكاذبة ورواسب القرنية الظهارية وتحت الظهارية؛ مما يدفع إلى الخلط بين التهاب القرنية الشوكميبي والفيروسي الناتج عن الإصابة بفيروس الهربس البسيط وفيروس جدري الماء النطاقي. وعندما يغزو الالتهاب ستروما القرنية يظهر ما يعرف بالارتشاح الحَلَقي (في 50% من الحالات)،[7] وقد تؤدي الإصابة إلى تقرُّح القرنية أو انثقابها وحدوث غمير قيحي في بعض الحالات.[7][8]

كما يتم كشط القرنية لأخذ عينة منها[9] وعمل مزرعة آجار وصبغها باستخدام صبغة غرام وجيمز للتفرقة بين التهاب القرنية البكتيري والشوكميبي. تنمو الأميبا في مزرعة من الآجار غير المغذي المزروع ببكتريا سلبية الغرام كالإيشيرشيا كولاي، ويتم رؤيتها تحت المجهر، ويتم تأكيد التشخيص عن طريق تفاعل البوليميراز المتسلسل، كما يعد المجهر البؤري وسيلة جيدة لتشخيص التهاب القرنية الشوكميبي في حالة عدم إمكانية أخذ عينة من القرنية.[10]

العلاج

العلاج الطبي

توجد العديد من الأدوية التي تقضي على الشوكميبة في الطور النشيط (الأتروفة) كمضادات البكتيريا والفطريات والطفيليات والأورام، في حين لا يوجد عقار يقضي على الشوكميبة في طوريها النشيط والخامل ويعالج التهاب القرنية.[6][11][7]

تعد البيغوانيدات إحدى الفئات التي تستخدم في علاج التهاب القرنية الشوكميبي كبوليهيكساميثيلين بيغوانيد في صورة نقط بتركيز 0.02% إلى 0.06%،[7][6][8] ونقط الكلورهيكسيدين بتركيز 0.02 إلى 0.2%. تعمل هذه العقاقير على تقويض جدار خلايا الأتروفة فتقضي عليها، ونظرًا لفعالية هذه الأدوية إضافةً إلى انخفاض سميتها للقرنية؛ تستخدم كأدوية المرتبة الأولى لعلاج التهاب القرنية الشوكميبي.[7][8] كما وجد أن البيغوانيدات تعمل في تآزر مع الدياميدين،[12] مع الأخذ في الاعتبار أن الدياميدين قد يسبب ضررًا للقرنية مع الاستخدام طويل المدى. يتم علاج التهاب القرنية الشوكميبي باستخدام جرعات من البيغوانيد والدياميدين معًا، وهو ما يؤدي إلى القضاء على الشوكميبة في صورتيها النشطة والخاملة إذا تم استخدامهما في مرحلة مبكرة، ويمنع اختراقها لستروما القرنية، مع العلم بأن وجود بقايا للشوكميبة المتكيسة يرفع من احتمال تكرار العدوى. يتم استخدام الدواء في صورة نقط على سطح العين كل ساعة لمدة 24-72 ساعة على الأقل، وإذا استجاب الالتهاب للعلاج يتم اقتصار العلاج على فترات النهار فقط، ويستمر لأسابيع وشهور.[6][7]

لمضادات الالتهاب اللاسترويدية الموضعية دور في علاج التهاب القرنية الشوكميبي؛ إذ تساهم في تخفيف الالتهاب الحادث للقرنية والغرفة الأمامية للعين، مما يؤدي بدوره إلى تخفيف الأعراض الناتجة عنه كالألم واضطرابات الرؤية،[7][7][8] لكن لا ينبغي أن نغفل الأعراض الجانبية للسترويدات المتمثلة في تثبيط المناعة، والذي يؤدي إلى تفاقم العدوى؛[6][8] لذا تستخدم مضادات الالتهاب السترويدية لفترة وجيزة فقط بجانب أدوية الشوكميبة، ثم يتم إيقافها والاستمرار في استخدام مضادات الشوكميبة لأسابيع طويلة بعدها.[11]

العلاج الجراحي

قد يتم اللجوء إلى الإنضار الجراحي للجزء المصاب من القرنية لمنع انتشار الميكروب وإزالة الجزء الميت من القرنية، بالإضافة إلى رفع فعالية العلاج الدوائي عن طريق تعزيز تغلغل العقار في الأنسجة العميقة للقرنية.[6][7] وفي حالات تقرُّح القرنية أو انثقابها أو وجود ندوب كثيرة بها قد يتم استبدالها بأخرى سليمة فيما يعرف بزرع القرنية،[13] مع محاولة تصغير الجزء المزروع قدر الإمكان لتجنب رفض المُضيف؛ فرغم إمكانية إعادة البصر للمصاب عن طريق الجراحة، إلا أنها تحمل خطر فشل زرع القرنية أو تكرار العدوى؛ لذا ينبغي تعاطي الأدوية المضادة للشوكميبة قبل الجراحة ولأسابيع عديدة بعدها، وفي حالة ظهور علامات معاودة الإصابة يتم التأكد عن طريق عمل مزرعة، وإذا تم التحقق من الإصابة يتم تعاطي الأدوية المضادة للشوكميبة لمدة ستة أشهر.[7][6]

وقد وجد أن نتائج الجراحة تكون أفضل حين تجرى لتصحيح الإبصار بعد بُرء العدوى؛ لذا ينبغي علاج الالتهاب الشوكميبي جيدًا قبل إجراء الجراحة.[7]

مراجع

  1. Clinical infectious disease. Schlossberg, David. Cambridge: Cambridge University Press. 2008. ISBN 9781139568890. OCLC 706805928. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: آخرون (link)
  2. "Genus Acanthamoeba - Hierarchy - The Taxonomicon". taxonomicon.taxonomy.nl. مؤرشف من الأصل في 1 يناير 2019. اطلع عليه بتاريخ 12 ديسمبر 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. "Microbial keratitis (Acanthamoeba sp.)". www.college-optometrists.org. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 10 ديسمبر 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. "Acanthamoeba Infection: Background, Pathophysiology, Epidemiology". 1 August 2018. مؤرشف من الأصل في 30 مارس 2019. اطلع عليه بتاريخ 10 ديسمبر 2018 عبر eMedicine. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); Cite journal requires |journal= (مساعدة)
  5. "Acanthamoeba Keratitis FAQs - Acanthamoeba - Parasites - CDC". www.cdc.gov. 19 June 2017. مؤرشف من الأصل في 4 مايو 2019. اطلع عليه بتاريخ 12 ديسمبر 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Lorenzo-Morales J, Khan NA, Walochnik J (2015). "An update on Acanthamoeba keratitis: diagnosis, pathogenesis and treatment". Parasite. 22: 10. doi:10.1051/parasite/2015010. PMC 4330640. PMID 25687209. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. pubmeddev. "Update on Acanthamoeba Keratitis: Diagnosis, Treatment, and Outcomes - PubMed - NCBI". www.ncbi.nlm.nih.gov (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 13 نوفمبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 12 نوفمبر 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Hammersmith KM (August 2006). "Diagnosis and management of Acanthamoeba keratitis". Current Opinion in Ophthalmology. 17 (4): 327–31. doi:10.1097/01.icu.0000233949.56229.7d. PMID 16900022. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. "التهاب القرنية - التشخيص والعلاج - Mayo Clinic (مايو كلينك)". www.mayoclinic.org. مؤرشف من الأصل في 1 يناير 2019. اطلع عليه بتاريخ 12 ديسمبر 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. Nakano E, Oliveira M, Portellinha W, de Freitas D, Nakano K (September 2004). "Confocal microscopy in early diagnosis of Acanthamoeba keratitis". Journal of Refractive Surgery. 20 (5 Suppl): S737-40. PMID 15521280. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. Sharma S, Garg P, Rao GN (October 2000). "Patient characteristics, diagnosis, and treatment of non-contact lens related Acanthamoeba keratitis". The British Journal of Ophthalmology. 84 (10): 1103–8. doi:10.1136/bjo.84.10.1103. PMC 1723254. PMID 11004092. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. Lindsay RG, Watters G, Johnson R, Ormonde SE, Snibson GR (September 2007). "Acanthamoeba keratitis and contact lens wear". Clinical & Experimental Optometry. 90 (5): 351–60. doi:10.1111/j.1444-0938.2007.00172.x. PMID 17697181. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. Alkharashi M, Lindsley K, Law HA, Sikder S (February 2015). "Medical interventions for acanthamoeba keratitis". The Cochrane Database of Systematic Reviews. 2 (2): CD010792. doi:10.1002/14651858.CD010792.pub2. PMC 4730543. PMID 25710134. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة طب
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.