التهاب الدماغ والنخاع الحاد المنتشر

التهاب الدماغ والنخاع المنتثر الحاد (ADEM) هو مرض متواسط بالمناعة يصيب الدماغ.[2][3][4] وعادةً ما تتم الإصابة به بعد الإصابة بعدوى فيروسية، وقد يظهر عقب التطعيم (على الرغم من عدم وجود أى دليل سببي يثبت الصلة بين التطعيم والتهاب الدماغ والنخاع المنتثر الحاد)، وكذلك عقب التعرض لعدوى بكتيرية أو طفيلية، أو حتى يظهر بشكلٍ عفوي. ونظرًا لأن هذا المرض يتضمن زوال ميالين المناعة الذاتية، فإنه يشبه التصلب اللويحي، كما أنه يعتبر أحد أمراض التصلب المتعدد.[5][6] ويبلغ معدل الإصابة به حوالي 8 من كل مليون نسمة سنويًا. وعلى الرغم من أنه يصيب جميع الأعمار، إلا أن معظم حالات الإصابة المسجلة عند الأطفال والمراهقين، ويتراوح متوسط أعمارهم بين 5 إلى 8 سنوات.[7][8][9] ويصل معدل الوفيات نتيجة الإصابة بهذا المرض 5%، وتتراوح نسبة الشفاء التام منه بين 50 و75% من الحالات، بينما تتراوح نسبة الشفاء مع وجود بعض الإعاقات الطفيفة المتبقية بين 70% إلى 90%.[10] ويتراوح متوسط الفترة اللازمة للشفاء من شهر إلى ستة أشهر.

التهاب الدماغ والنخاع الحاد المنتشر
معلومات عامة
الاختصاص طب الجهاز العصبي  
من أنواع التهاب الدماغ والنخاع الشوكي  
المظهر السريري
الأعراض التهاب [1] 

ينتج عن التهاب الدماغ والنخاع المنتثر الحاد آفات التهابية متعددة تصيب الدماغ والنخاع الشوكي، وخاصةً المادة البيضاء في الجهاز العصبي المركزي. وتوجد معظم هذه الآفات عادةً في المادة البيضاء الوسطى وتحت القشرية والمَوصِل القشري الأبيض والرمادي في كُلٍّ من نصف الكرة المخية والمخيخ وجذع الدماغ والنخاع الشوكي،[11] وكذلك قد تهاجم المادة البيضاء المحيطة بالبطين والمادة الرمادية في القشرة المخية والمهاد والعقد القاعدية.

في حالة تعرض المريض لأكثر من نوبة من زوال الميالين، يُسمى المرض في هذه الحالة التهاب الدماغ والنخاع المنتثر المتكرر[12] أو التهاب الدماغ والنخاع المنتثر متعدد الأطوار[13](MDEM).

تاريخ المرض وأسبابه

تشمل العدوى الفيروسية التي يُعتقد أنها تسبب التهاب الدماغ والنخاع المنتثر الحاد الآتي: فيروس الإنفلونزا والفيروس المعوي والحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والفيروس النطاقي الحماقي وفيروس إبشتاين-بار والفيروس المضخم للخلايا وفيروس الحلأ البسيط والتهاب الكبد الوبائي أ وفيروس كوكساكي؛ بينما تشمل العدوى البكتيرية ما يلي: المفطورة الرئوية وبوريليا برغدورفيرية والبريمية والعقديات الحالة للدم بيتا.[14] ويُعد الشكل البسيط من لقاح داء الكلب هو اللقاح الوحيد الذي ثبت أنه يسبب هذا المرض؛ إلا أن لقاحات التهاب الكبد ب والسعال الديكي والخناق والحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والمكورة الرئوية والحماق والإنفلونزا والتهاب الدماغ الياباني وشلل الأطفال لها جميعًا صلة بالمرض. وتستخدم معظم الدراسات التي تربط بين التطعيم وبداية الإصابة بالتهاب الدماغ والنخاع المنتثر الحاد عينات صغيرة أو دراسات حالة. ولم تُظهر العديد من الدراسات الوبائية (على سبيل المثال، حول لقاح الحصبة والنكاف والحميراء أو لقاح الجدري) زيادة خطر الإصابة بالتهاب الدماغ والنخاع المنتثر الحاد بعد التطعيم.[15][16][17][18][19][20][21][22][23][24] في حالات نادرة، قد تحدث الإصابة بهذا المرض بعد جراحة زراعة الأعضاء.ation.[18] يبلغ معدل خطر الإصابة بالتهاب الدماغ والنخاع المنتثر الحاد نتيجة التطعيم ضد الحصبة حوالي 1 إلى 2 من كل مليون نسمة.،[17]

التهاب بيضاء الدماغ النزفي الحاد

التهاب بيضاء الدماغ النزفي الحاد (إيه إتش إل أو إيه إتش إل إي) المعروف أيضًا بعدة أسماء تشمل الاعتلال الدماغي الناخر الحاد (إيه إن إي) أو التهاب الدماغ والنخاع النزفي الحاد (إيه إتش إي إم) أو التهاب بيضاء الدماغ النزفي الناخر الحاد (إيه إن إتش إل إي) أو متلازمة ويستون هيرست أو مرض هيرست، هو شكل مفرط الحدة من التهاب الدماغ والنخاع المنتثر الحاد ومميت في كثير من الأحيان. ويُعد التهاب بيضاء الدماغ النزفي الحاد مرضًا نادرًا نسبيًا (تم رصد أقل من 100 حالة وفقًا لما ورد في الأدبيات الطبية اعتبارًا من عام 2006)، [25] وتم اكتشافه لدى نسبة تبلغ 2% تقريبًا من الحالات المصابة بالتهاب الدماغ والنخاع المنتثر الحاد.،[18] ومن خصائصه الإصابة بالتهاب وعائي ناخر للأوردة والنزيف الدموي والوذمة.[26] وتكون حالات الوفاة نتيجة الإصابة بهذا المرض شائعة في الأسبوع الأول[27] ويبلغ إجمالي نسبة الوفيات حوالي 70%,[25] وعلى الرغم من ذلك، تشير بعض الشواهد والأدلة إلى زيادة معدل النتائج الجيدة بعد الخضوع لدورات علاجية مكثفة باستخدام الستيرويدات القشرية والغلوبلينات المناعية وسيكلوفوسفاميد، وتبادل البلازما.[14] يعاني حوالي 70% من الناجين من عجز عصبي متبقٍ،[26] ومع ذلك يظهر على بعض الناجين أضرار طفيفة على نحو يثير الدهشة إذا ما أخذنا في الاعتبار حجم المادة البيضاء المصابة.[27] وقد يقترن هذا المرض أحيانًا بالتهاب القولون التقرحي وداء كرون والإنتان الدموي المُصاحب للترسب المناعي المعقد وتسمم الميثانول، وغيرها من الحالات والأمراض الكامنة الأخرى.

التهاب الدماغ والنخاع الأرجي التجريبي

يُعد التهاب الدماغ والنخاع الأرجي التجريبي (إي إيه إي) نموذجًا حيوانيًا لالتهاب وزوال الميالين بالجهاز العصبي المركزي، ويستخدم عادةً لدراسة علاجات التصلب اللويحي المحتملة.[28] ونظرًا لأن التهاب الدماغ والنخاع الأرجي التجريبي مرض حاد أحادي الطور، فإنه أكثر شبهًا بالتهاب الدماغ والنخاع المنتثر الحاد عن التصلب اللويحي.[29]

انظر أيضًا

المراجع

  1. معرف أنطولوجية المرض: http://www.disease-ontology.org/?id=DOID:639 — تاريخ الاطلاع: 29 نوفمبر 2020 — الرخصة: CC0
  2. Dale RC (2003). "Acute disseminated encephalomyelitis". Semin Pediatr Infect Dis. 14 (2): 90–5. doi:10.1053/spid.2003.127225. PMID 12881796. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. Garg RK (2003). "Acute disseminated encephalomyelitis". Postgrad Med J. 79 (927): 11–7. doi:10.1136/pmj.79.927.11. PMC 1742586. PMID 12566545. مؤرشف من الأصل في 13 أبريل 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Jones CT (2003). "Childhood autoimmune neurologic diseases of the central nervous system". Neurol Clin. 21 (4): 745–64. doi:10.1016/S0733-8619(03)00007-0. PMID 14743647. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Rust RS (2000). "Multiple sclerosis, acute disseminated encephalomyelitis, and related conditions". Semin Pediatr Neurol. 7 (2): 66–90. doi:10.1053/pb.2000.6693. PMID 10914409. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Poser CM, Brinar VV (2007). "Disseminated encephalomyelitis and multiple sclerosis: two different diseases - a critical review". Acta Neurol. Scand. 116 (4): 201–6. doi:10.1111/j.1600-0404.2007.00902.x. PMID 17824894. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. Hynson JL, Kornberg AJ, Coleman LT, Shield L, Harvey AS, Kean MJ (2001). "Clinical and neuroradiologic features of acute disseminated encephalomyelitis in children". Neurology. 56 (10): 1308–12. doi:10.1212/WNL.56.10.1308. PMID 11376179. مؤرشف من الأصل في 13 أبريل 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  8. Anlar B, Basaran C, Kose G; et al. (2003). "Acute disseminated encephalomyelitis in children: outcome and prognosis". Neuropediatrics. 34 (4): 194–9. doi:10.1055/s-2003-42208. PMID 12973660. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); Explicit use of et al. in: |مؤلف= (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  9. Schwarz S, Mohr A, Knauth M, Wildemann B, Storch-Hagenlocher B (2001). "Acute disseminated encephalomyelitis: a follow-up study of 40 adult patients". Neurology. 56 (10): 1313–8. doi:10.1212/WNL.56.10.1313. PMID 11376180. مؤرشف من الأصل في 13 أبريل 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  10. Menge T, Kieseier BC, Nessler S, Hemmer B, Hartung HP, Stüve O (2007). "Acute disseminated encephalomyelitis: an acute hit against the brain". Curr. Opin. Neurol. 20 (3): 247–54. doi:10.1097/WCO.0b013e3280f31b45. PMID 17495616. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  11. Wingerchuk DM (2003). "Postinfectious encephalomyelitis". Curr Neurol Neurosci Rep. 3 (3): 256–64. doi:10.1007/s11910-003-0086-x. PMID 12691631. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. Poser CM (2008). "Multiple sclerosis and recurrent disseminated encephalomyelitis are different diseases". Arch. Neurol. 65 (5): 674, author reply 674–5. doi:10.1001/archneur.65.5.674-a. PMID 18474749. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. Dale RC, de Sousa C, Chong WK, Cox TC, Harding B, Neville BG (2000). "Acute disseminated encephalomyelitis, multiphasic disseminated encephalomyelitis and multiple sclerosis in children". Brain. 123 (12): 2407–22. doi:10.1093/brain/123.12.2407. PMID 11099444. مؤرشف من الأصل في 25 مايو 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  14. Tenembaum S, Chitnis T, Ness J, Hahn JS (2007). "Acute disseminated encephalomyelitis". Neurology. 68 (16 Suppl 2): S23–36. doi:10.1212/01.wnl.0000259404.51352.7f. PMID 17438235. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  15. Hemachudha T, Griffin DE, Giffels JJ, Johnson RT, Moser AB, Phanuphak P (1987). "Myelin basic protein as an encephalitogen in encephalomyelitis and polyneuritis following rabies vaccination". N. Engl. J. Med. 316 (7): 369–74. doi:10.1056/NEJM198702123160703. PMID 2433582. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  16. Hemachudha T, Griffin DE, Johnson RT, Giffels JJ (1988). "Immunologic studies of patients with chronic encephalitis induced by post-exposure Semple rabies vaccine". Neurology. 38 (1): 42–4. doi:10.1212/WNL.38.1.42. PMID 2447520. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  17. Murthy JM (2002). "Acute disseminated encephalomyelitis". Neurol India. 50 (3): 238–43. PMID 12391446. مؤرشف من الأصل في 13 يونيو 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  18. Tenembaum S, Chamoles N, Fejerman N (2002). "Acute disseminated encephalomyelitis: a long-term follow-up study of 84 pediatric patients". Neurology. 59 (8): 1224–31. doi:10.1212/WNL.59.8.1224. PMID 12391351. مؤرشف من الأصل في 13 أبريل 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  19. Fenichel GM (1982). "Neurological complications of immunization". Ann. Neurol. 12 (2): 119–28. doi:10.1002/ana.410120202. PMID 6751212. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  20. Takahashi H, Pool V, Tsai1 TF, Chen RT (2000). "Adverse events after Japanese encephalitis vaccination: review of post-marketing surveillance data from Japan and the United States. The VAERS Working Group". Vaccine. 18 (26): 2963–9. doi:10.1016/S0264-410X(00)00111-0. PMID 10825597. مؤرشف من الأصل في 6 يونيو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  21. Tourbah A, Gout O, Liblau R; et al. (1999). "Encephalitis after hepatitis B vaccination: recurrent disseminated encephalitis or MS?". Neurology. 53 (2): 396–401. doi:10.1212/WNL.53.2.396. PMID 10430433. مؤرشف من الأصل في 13 أبريل 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); Explicit use of et al. in: |مؤلف= (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  22. Karaali-Savrun F, Altintaş A, Saip S, Siva A (2001). "Hepatitis B vaccine related-myelitis?". Eur. J. Neurol. 8 (6): 711–5. doi:10.1046/j.1468-1331.2001.00290.x. PMID 11784358. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  23. Sejvar JJ, Labutta RJ, Chapman LE, Grabenstein JD, Iskander J, Lane JM (2005). "Neurologic adverse events associated with smallpox vaccination in the United States, 2002-2004". JAMA. 294 (21): 2744–50. doi:10.1001/jama.294.21.2744. PMID 16333010. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  24. Ozawa H, Noma S, Yoshida Y, Sekine H, Hashimoto T (2000). "Acute disseminated encephalomyelitis associated with poliomyelitis vaccine". Pediatr. Neurol. 23 (2): 177–9. doi:10.1016/S0887-8994(00)00167-3. PMID 11020647. مؤرشف من الأصل في 14 يونيو 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  25. Davies NW, Sharief MK, Howard RS (2006). "Infection-associated encephalopathies: their investigation, diagnosis, and treatment". J. Neurol. 253 (7): 833–45. doi:10.1007/s00415-006-0092-4. PMID 16715200. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  26. Stone MJ, Hawkins CP (2007). "A medical overview of encephalitis". Neuropsychol Rehabil. 17 (4–5): 429–49. doi:10.1080/09602010601069430. PMID 17676529. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  27. Archer H, Wall R (2003). "Acute haemorrhagic leukoencephalopathy: two case reports and review of the literature". J. Infect. 46 (2): 133–7. doi:10.1053/jinf.2002.1096. PMID 12634076. مؤرشف من الأصل في 3 سبتمبر 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  28. Rivers TM, Schwentker FF (1935). "Encephalomyelitis accompanied by myelin destruction experimentally produced in monkeys". J. Exp. Med. 61 (5): 689–701. doi:10.1084/jem.61.5.689. PMC 2133246. PMID 19870385. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  29. Sriram S, Steiner I (2005). "Experimental allergic encephalomyelitis: a misleading model of multiple sclerosis". Ann. Neurol. 58 (6): 939–45. doi:10.1002/ana.20743. PMID 16315280. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

    وصلات خارجية

    • بوابة طب
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.