التاريخ المسجل

يُعد التاريخ المسجل أو التاريخ المكتوب سردًا تاريخيًا بالاعتماد على سجل مكتوب أو أي وسيلة تواصل موثقة. ويختلف عن طرق السرد المستخدمة في الماضي مثل تقاليد الأسطورة والخرافة أو التاريخ الشفوي أو الآثار المسجلة. بالنسبة لتاريخ العالم الأوسع، يبدأ التاريخ المسجل بوصف العالم القديم نحو الألفية 4 ق.م وبالتزامن مع اختراع الكتابة. بالنسبة لبعض المناطق الجغرافية أو الحضارات، يُعتبر التاريخ المكتوب محدودًا بالفترة الحديثة في التاريخ الإنساني بسبب الاستخدام المحدود للتسجيلات المكتوبة. بالإضافة إلى ذلك، لا تُسجل حضارات البشر دائمًا كل المعلومات المتعلقة بالمؤرخين اللاحقين، مثل التأثير الكامل للكوارث الطبيعية أو أسماء الأفراد. بالتالي، يُعتبر التاريخ المسجل لأنواع معينة من المعلومات مُقيدًا بالاعتماد على أنواع السجلات الموجودة، وبسبب هذا الأمر، قد يُشير التاريخ المسجل في سياقات مختلفة إلى فترات مختلفة من الوقت وفقًا للموضوع.

نظام خطي أ محفور على ألواح وجدت في أكروتيري، سانتوريني.

غالبًا ما يعتمد تفسير التاريخ المسجل على الطريقة التاريخية أو مجموعة التقنيات والخطوط التي تُمكن المؤرخين من استخدام المصادر الأولية وغيرها من الأدلة لإجراء البحث ومن ثم تدوين وصف الماضي. يُطرح سؤال الطبيعة بالإضافة إلى إمكانية وجود طريقة فعالة لتفسير التاريخ المسجل وذلك ضمن فلسفة التاريخ بكونه سؤالًا في نظرية المعرفة. تُعرف دراسة الطرق التاريخية المختلفة بعلم التأريخ الذي يركز على دراسة كيفية اختلاف مفسري التاريخ المسجل في تشكيلهم للتفسيرات المختلفة للأدلة التاريخية.

السجلات التاريخية

الشرق الأوسط

حذر ابن خلدون، مؤرخ عربي ومن أوائل علماء الاجتماع، في كتابه بعنوان المقدمة (1377) من سبعة أخطاء اعتقد أن المؤرخين يستمرون في اقترافها. وفي نقده هذا، قارب الماضي بكونه غريبًا وبحاجة للتفسير. غالبًا ما انتقد ابن خلدون «الخرافات اللاغية والقبول غير النقدي للبيانات التاريخية» . بالنتيجة، قدم المنهج العلمي لدراسة التاريخ،[1] وغالبًا ما أشار إليه بوصفه «بالعلم الجديد». وضعت طريقته التاريخية أساسًا لمراقبة دور الدولة والاتصال والبروباغندا وخطأ الملاحظة في التاريخ، وبالتالي، يُعتبر بأنه «أبو علم التأريخ» أو «أبو فلسفة التاريخ».[2]

طرق تسجيل التاريخ

بدأ التاريخ المسجل مع اختراع الكتابة، لكن مع مرور الوقت، جاءت طرق جديدة لتسجيل التاريخ مع تطور التكنولوجيا. يمكن تسجيل التاريخ الآن من خلال التصوير الفوتوغرافي والتسجيلات الصوتية والفيديو. في الآونة الأخيرة، بدأت أرشفة الويب تحفظ نسخًا من صفحات الويب وتوثق تاريخ الإنترنت. واكبت الطرق الأخرى لجمع المعلومات التاريخية التغير على صعيد التكنولوجيا؛ فعلى سبيل المثال، منذ القرن العشرين على الأقل والمحاولات تسعى للحفاظ على التاريخ الشفوي بتسجيله. كان يتم ذلك، حتى تسعينيات القرن العشرين، باستخدام طرق التسجيل التناظري مثل الشريط السمعي والشرائط ذات البكرات.[3] ومع ظهور التقنيات الجديدة، أصبحت هناك تسجيلات رقمية يمكن تسجيلها على الأقراص المضغوطة. على الرغم من ذلك، يعتمد التفسير والتسجيل التاريخي على السجلات المكتوبة بشكل كبير، والسبب الجزئي في ذلك هو اعتياد المؤرخين على التواصل والبحث بتلك الوسيلة.[4]

الطريقة التاريخية

تشمل الطريقة التاريخية تقنيات وخطوطًا تتيح للمؤرخين استخدام المصادر الأولية والأدلة الأخرى لإجراء البحث ومن ثم كتابة التاريخ. تُعد المصادر الأولية أدلة مباشرة على التاريخ الحاصل في وقت حادثة ما (غالبًا ما تكون مكتوبة لكنها تؤخذ في بعض الأحيان من طرق أخرى) بحيث يخبر عنها شخص موجود في الوقت الحاضر. يعتقد المؤرخون أن تلك المصادر هي الأقرب إلى أصل المعلومة أو الفكرة قيد الدراسة.[5][6] يمكن أن تقدم أنواع المصادر هذه للباحثين، وفقًا لكلام دالتون وشارينغو، «معلومات مباشرة وغير وسيطة عن موضوع الدراسة».[7]

يستخدم المؤرخون أنواعًا أخرى من المصادر لفهم التاريخ بشكل جيد. تُعتبر المصادر الثانوية توصيفات تاريخية مكتوبة بالاعتماد على الأدلة من المصادر الأولى. وعادة ما تكون هذه المصادر توصيفات أو أعمالًا أو أبحاثًا تُحلل و/أو تأخذ و/أو تركِّب المصادر الأولية. أما المصادر الثالثية فهي مجموعات تعتمد على المصادر الأولية والثانوية، وفي غالب الأحيان تُقدم وصفًا أكثر تعميمًا بالاعتماد على الأبحاث الأدق الموجودة في نوعي المصادر الأوليين.[8]

انظر أيضا

مراجع

  1. H. Mowlana (2001). "Information in the Arab World", Cooperation South Journal 1.
  2. Dr. S. W. Akhtar (1997). "The Islamic Concept of Knowledge", Al-Tawhid: A Quarterly Journal of Islamic Thought & Culture 12 (3).
  3. Colin Webb; Kevin Bradley (1997). "Preserving Oral History Recordings". National Library of Australia. مؤرشف من الأصل في 20 يونيو 2008. اطلع عليه بتاريخ 16 ديسمبر 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Tosh, The Pursuit of History 58-59
  5. User Education Services. "Primary, Secondary and Tertiary Sources". University of Maryland Libraries. مؤرشف من الأصل في 3 يوليو 2013. اطلع عليه بتاريخ 10 يوليو 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. "Library Guides: Primary, secondary and tertiary sources" نسخة محفوظة 12 February 2005 على موقع واي باك مشين.
  7. Dalton, Margaret Steig; Charnigo, Laurie (September 2004). "Historians and Their Information Sources" (PDF). College & Research Libraries: 400–25, at 416 n.3. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)[وصلة مكسورة], citing U.S. Dept. of Labor, Bureau of Labor Statistics (2003), Occupational Outlook Handbook; Lorenz, Chris (2001). "History: Theories and Methods". In Neil J. Smelser; Paul B. Bates (المحررون). International Encyclopedia of Social and Behavioral Sciences. 10. Amsterdam: Elsevier. صفحة 6871. مؤرشف من الأصل |archive-url= بحاجة لـ |url= (مساعدة) في 22 أبريل 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. "Library Guides: Primary, secondary and tertiary sources". مؤرشف من الأصل في 12 فبراير 2005. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة التاريخ
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.