الاغتصاب في السعودية

الاغتصاب في المملكة العربية السعودية تم التحقيق فيه إلى حد كبير بواسطة العديد من المراقبين.[1] وبموجب الشريعة وهي القانون الذي تطبقه الدول الإسلامية بشكل عام (القانون الإسلامي)، فإن العقوبة التي تفرضها المحكمة على المغتصب قد تتراوح من الجلد إلى الإعدام، إضافة إلى عقوبات تصل إلى السجن 5 سنوات وغرامة تصل إلى 80 ألف دولار أو بإحدى هاتين العقوبتين لكل متهم صدر منه قول أو فعل أو إشارة ذات مدلول جنسي تجاه أي شخص آخر تمس جسده أو عرضه، أو تخدش حياءه، بأي وسيلة كانت، بما في ذلك وسائل التقنية الحديثة.[2] ومع ذلك إذا كانت ضحية الاغتصاب في خلوة غير شرعيّة مع المغتصب (إي في مكان تواجد المغتصب وهي منتهكة اللباس الشرعي)، فستعاقب هي أيضًا بمقتضيات القانون الجاري العمل به.[3] في حالات الاغتصاب بالمملكة العربية السعودية عادة يتعرض كلا من المتهم والضحية للمساءلة القانونية. بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد تجريم للاغتصاب في إطار الزواج.[4] أما فيما يخص اغتصاب الأحداث (اغتصاب من هن دون السنّ القانونية) فهو جريمة يطبق عليها حد الحرابة بحسب المبدأ المعتمد لدى النيابة العامة ولا يستثنى من ذلك حالات تواجد الضحية مع المغتصب وفق إرادتها.[5]

القانون

تصنَّف قضايا الاغتصاب في المملكة العربية السعودية ضمن القضايا الجنائية وتنظر في المحاكم العامة، وتصل عقوبة المرتكب لهذه الجريمة إلى القتل، وقد يكتفي القاضي الناظر في القضية بالحبس والجلد، حسب ما يراه من أدلة ووقائع. كما أن الاغتصاب لم يُدرج في نظام الحماية من الإيذاء كون القضية تتعدى الاعتداء وتدخل ضمن القضايا الجنائية المجرمة في الشرع والقانون. لا ينظر في قضايا الاغتصاب كبقية القضايا، بل تصنف ضمن دائرة القضايا الأخلاقية، وتعد مشكلة التستر على الجريمة أحد أهم إشكاليات حوادث الاغتصاب، بسبب خوف الأسرة من التشهير بالمتعرض للاغتصاب، أو حرصًا على عدم إيذائه نفسيًا. أُقر في السعودية نظام حماية الأطفال، ومن ضمن نصوص نظام الحماية من الإيذاء معاقبة ذوي الضحية في حال تسترهم على الجريمة وعدم تبليغهم الجهات المختصة.[6]

تقارير

وقد حققت هيومن رايتس ووتش في الوضع، وأثبت تقريرها أن ضحية الاغتصاب تعاقب عندما تتحدث جهرًا عن الجريمة. في إحدي الحالات، ضوعفت عقوبة الضحية لقيامها بالتعبير عن رأيها. أزعجت المحكمة أيضًا محامي الضحية، ووصل الأمر إلى حد مصادرة رخصته المهنية.[7] وفي عام 2009، ذكرت صحيفة سعودي جازيت أنه قد حكم علي فتاة غير متزوجة تبلغ من العمر 23 عاما بالسجن لمدة سنة و بمئة جلدة بتهمة الزنا. تعرضت هذه الفتاة للاغتصاب الجماعي، وأصبحت حاملًا، وحاولت (دون جدوى) إجهاض الجنين. وتم تأجيل عقوبة الجلد حتى بعد الولادة.[8]

يعتبر البعض أن الأحكام في حالات الاغتصاب بالمملكة العربية السعودية غير عادلة للغاية. على سبيل المثال في فبراير 2013، قام سعودي باغتصاب ابنته البالغة من العمر 5 سنوات وتعذيبها وقتلها. وحكم عليه بالسجن لمدة ثماني سنوات و ثمان مائة جلدة، وغرامة مالية قدرها مليون ريال (أي مائتين وسبعون ألف دولار أمريكي) تدفع لوالدة الفتاة، زوجته السابقة.[9] في حين يعتقد البعض أن الأحكام في حالات الاغتصاب بالمملكة العربية السعودية عادلة للغاية، حيث ينزل بالجاني أقصى العقوبات التي تصل إلى حد قطع الرأس لما يسببه من ضرر نفسي كبير للضحية، حيث حكمت الدولة علي مقيمين باكستانيين بعقوبة قطع الرأس بعد إدانتهما بتهمة الاغتصاب.[10] وفي العام 2014 أصدرت المحكمة العليا السعودية حكم إعدام بحق مدرس سعودي أدين بارتكاب عدد من جرائم الاغتصاب بحق قاصرات.[11]

في العام 2019 سجلت المحاكم السعودية 579 قضية تحرش، في حين تجاوز عدد قضايا التحرش خلال الفترة نفسها من العام الذي سبقه 700 قضية.[12]

غياب الأدلة

وقد أشير إلى أن قواعد المحاكمة تتصف بالتساهل، فضلا عن الأدلة المادية، التي لا يتم تقديمها أو يتم تجاهلها ويرجع ذلك إلى قاعدة الشهود الأربعة في الشريعة. وصرح المحامي عبد العزيز جاسم أن الشريعة الإسلامية تسمح للمتهمين نفي أي اعترافات موقعة، ويضيف أيضا قائلًا «أن عدم وجود الشفافية في التحقيق والمحاكمة وإصدار الأحكام، بالإضافة إلى الصعوبات التي يواجهها الصحفيون للوصول إلى المعلومات يؤدي إلي ظلام عميق حيث كل شيء يصبح ممكنًا».[13]

اقرأ أيضًا

مراجع

  1. James Sheptycki; Ali Wardak; James Hardie-Bick (2005). Transnational and Comparative Criminology. Routledge Cavendish. p. 95. ISBN 1-904385-05-2.
  2. "السعودية.. مجلس الوزراء يوافق على قانون مكافحة التحرش". www.alarabiya.net. مؤرشف من الأصل في 2 أبريل 2019. اطلع عليه بتاريخ 02 أبريل 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. "Rape case calls Saudi legal system into question". Today News. Associated Press. 2013. Archived from the original on 14 September 2013. [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 7 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. "Exclusive: Saudi Rape Victim Tells Her Story". ABC News. 2007. نسخة محفوظة 19 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  5. الدمام, سحر أبوشاهين- (2016-11-12). "متى يحكم على المغتصب بالحرابة؟". Makkah. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 23 سبتمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. 565 قضية اغتصاب في محاكم السعودية العام الماضي العربية نت، 9 يناير 2013. وصل لهذا المسار في 18 فبراير 2017 نسخة محفوظة 18 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  7. "Saudi Arabia: Rape Victim Punished for Speaking Out". HRW. 2007. نسخة محفوظة 23 سبتمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  8. Shabrawi, Adnan. "Girl gets a year in jail, 100 lashes for adultery". The Saudi Gazette. Retrieved 22 September 2010. نسخة محفوظة 04 أكتوبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  9. "Fayhan al-Ghamdi, Saudi Preacher, Sentenced To 8 Years, 800 Lashes For Raping, Killing Daughter". Huffington Post. 2013. نسخة محفوظة 21 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  10. "Two Pakistanis beheaded in Saudi for rape". The Independent. 2010. نسخة محفوظة 27 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  11. ثبتت المحكمة العليا السعودية حكم الإعدام الصادر بحق مدرس سعودي أدين بارتكاب عدد من جرائم الاغتصاب بحق قاصرات آي 24، 7 أبريل 2014. وصل لهذا المسار في 18 فبراير 2017 نسخة محفوظة 18 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  12. "من المسؤول عن قضايا التحرش". www.alarabiya.net. مؤرشف من الأصل في 23 سبتمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 23 سبتمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. "Rape case calls Saudi legal system into question". Today. 2013. [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 7 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
    • بوابة نسوية
    • بوابة التاريخ
    • بوابة طب
    • بوابة العنف ضد المرأة
    • بوابة القانون
    • بوابة السعودية
    • بوابة حقوق الإنسان
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.