اقتصاد تركمانستان

يُعدّ اقتصاد تركمانستان واحدًا من الاقتصادات الأسرع نموًا في العالم. تعتبر تركمانستان بلدًا صحراويًا إلى حد كبير وفيها زراعة مكثفة في المناطق المروية بالإضافة إلى موارد ضخمة من الغاز والنفط. ومن ناحية مخزون الغاز الطبيعي، تُصنف في المركز السابع عالميًا. أما بالنسبة لأضخم محصولين زراعيين في تركمانستان فهما القطن الذي يُنتج معظمه من أجل التصدير والقمح الذي يُستهلك محليًا.[1] وتحتل تركمانستان موقعها بين أكثر عشر منتجين للقطن في العالم. منذ عام 1998 وحتى عام 2005، عانت تركمانستان من قلة طرق الصادرات الملائمة للغاز الطبيعي ومن الالتزامات على الدين الخارجي الواسع قصير الأمد. وفي الوقت عينه، وعلى أي حال، ارتفعت الصادرات الكلية بمتوسط يبلغ قدره نحو 15% سنويًا من عام 2003 حتى عام 2008، ويعزى الأمر بشكل كبير إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز دوليًا. وفي الفترة السوفياتية، انتشر التخطيط المركزي والسيطرة الحكومية في النظام، ورفضت حكومة نيازوف (التي كانت في السلطة من 1991 – 2006) برامج إصلاح السوق بشكل مستمر. دعمت الحكومة شريحة واسعة من البضائع والخدمات من أوائل تسعينيات القرن العشرين وحتى عام 2019.[2][3] منذ انتخابات الرئيس قربانقلي مالكقليفيتش بردي محمدوف في عام 2007، وحّد سعر صرف العملة المزدوجة في البلاد في البلد وطلب إعادة تشكيل المنات وقلل مساعدات الحكومة للبنزين وأطلق تنمية منطقة سياحية خاصة (أوازا) على بحر قزوين. ومنذ عام 2009، حافظت تركمانستان على سعر الصرف الثابت. وبدءًا من عام 2008، والدولار الأميركي يعادل 3.5 منات تركمانستانية.[4]

منصة نفط تركمانية في بحر قزوين

السياسة المالية

تسير عملية وضع الميزانية وتنفيذها وفقًا لقانون «النظام المعني بالميزانية». يحدد القانون الأسس الشرعية للإدارة التنظيمية ونظام ميزانية التشغيل ويُنظم العلاقات بين الميزانيات على كافة الأصعدة. تناقش حكومة تركمانستان مسودة ميزانية الدولة وتقدمها لرئيس تركمانستان. وقبل شهر واحد من بداية العام المالي، قدم رئيس تركمانستان مسودة ميزانية الدولة إلى جمعية تركمانستان (المجلس) وذلك من أجل النظر فيها وتبنيها. تُعبر إحصاءات الميزانية غير موثوقة لأن الحكومة تنفق كميات كبيرة من الأموال خارج الميزانية. في عام 2012، يُقدر أن نفقات الميزانية قد بلغت 26.9 مليار دولار أميركي، أما الإيرادات فبلغت 26.4 مليار دولار أميركي وهو ما نجم عنه عجز بسيط.

الصناعة

في الفترة ما بعد السوفياتية، سيطرت صناعات معالجة القطن والوقود على القطاع الصناعي في تركمانستان بشكل متزايد، وكان ذلك على حساب الصناعات الخفيفة. بين عام 1991 وعام 2004، افتُتح نحو 14 مصنع جديد لمعالجة القطن، وهو ما سبب الازدياد الكبير في مقدرة معالجة القطن المنتج محليًا. تعتمد الصناعة الإنشائية بشكل رئيسي على مشاريع البناء الحكومية لأن بناء المساكن الخاصة يعتبر ذو أهمية منخفضة.

الغاز

اكتُشفت مستودعات الغاز الرئيسة في المناطق الوسطى والشرقية في أربعينيات القرن العشرين وخمسينياته، وفي ثمانينيات القرن العشرين أصبحت الجمهورية ثاني أكبر منتج للغاز في الاتحاد السوفياتي، خلف جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية. خلال الفترة السوفياتية، كان الغاز يُصدر بشكل رئيس إلى جمهوريات سوفياتية أخرى بينما كانت تركمانستان تزيد تقديمها بثبات من نحو 9.2 مليون متر مكعب في عام 1940 إلى نحو 234 مليون متر مكعب في عام 1960 ونحو 51 مليار متر مكعب في عام 1975. تمّ هذا التصدير تحت السيطرة المركزية، وذهبت معظم إيرادات التصدير إلى ميزانية الاتحاد السوفياتي المركزية. تغير هذا الأمر في عام 1991ـ عندما حصلت تركمانستان على استقلالها وبسطت سيطرتها الكاملة على صادرات الغاز وإيرادات الصادرات. على أية حال، تُشير أنابيب الغاز من الفترة السوفياتية إلى أن معظم الغاز يذهب إلى القوقاز وروسيا وأوكرانيا. في تسعينيات القرن العشرين، لم يتمكن العديد من زبائن الغاز في تركمانستان في رابطة الدول المستقلة من الدفع في الوقت المحدد أو فاوضوا على صفقات مقايضة.[5] في منتصف تسعينيات القرن العشرين، توقفت تركمانستان عن تقديم الغاز إلى بعض أعضاء رابطة الدول المستقلة، مشيرة إلى الفشل في الدفع وصفقات المقايضة غبر الربحية. وفي الوقت عينه، حاولت الحكومة أن تجذب الاستثمارات في بناء أنابيب الغاز عبر إيران إلى تركيا ومن أوروبا الغربية عبر أفغانستان إلى باكستان. لم تنجح أي من هاتين الصفقتين بسبب البيئة الأمنية الإقليمية والتكاليف العالية؛ ارتفع التضخم وعجز الميزانية لكن تمت مقاومة الخصخصة. في أواخر تسعينيات القرن العشرين، أعادت الحكومة التفاوض بشأن الصادرات وتنظيمات السعر مع غازبروم وأعادت تجديد التوصيلات إلى جورجيا وأوكرانيا وبعض البلدان الأخرى. فتحت أيضًا أول خط أنابيب كي لا تمر عبر روسيا وهو خط كوربيزي كورت كوي. أُخذت الأرقام المذكورة في الجدول أدناه من «بي بي ستاتيستيكال ريفيو». تبلغ الوحدة مليار متر مكعب سنويًا. تَذكُر إنتاج الغاز والاستهلاك والصادرات بشكل كلي وأيضًا بشكل مُقسم إلى البلدان. من الملحوظ أن الإنتاج والصادرات قد وصلا إلى الذروة في عام 2008 وانخفضا بشكل ملحوظ في عام 2009. وهذا بسبب الانفجار الذي حصل في نظام خط أنابيب الغاز في مركز آسيا الوسطى في أبريل عام 2009، وهو الأمر الذي ألقت فيه تركمانستان اللوم على غازبروم. وفي وقت لاحق، قيدت روسيا صادراتها لما يبلغ 10 مليارات متر مكعب فقط، ومن ثم 5 مليارات متر مكعب. بدأ الإنتاج والتصدير بالازدياد مجددًا من عام 2010 بفضل افتتاح خط أنابيب الغاز لآسيا الوسطى والصين. توقفت الصادرات إلى روسيا في أواخر عام 2015. أُلغيت الإمدادات إلى إيران في أوائل عام 2017 مع مطالبة عشق آباد بأن طهران مَدينة بنحو 1.8 مليار دولار للإمدادات التي سُلمت منذ نحو 10 سنوات.[6][7][8][8]

العام الإنتاج الاستهلاك الصادرات الصادرات إلى روسيا الصادرات إلى الصين الصادرات إلى إيران
2005 57 16.1 40.9 35.1 0 5.8
2008 66.1 20.5 45.6 39.1 0 6.5
2008 36.4 19.9 16.7 10.7 0 5.8
2010 42.4 22.6 19.7 9.7 3.5 6.5
2011 59.5 25.5 34.5 10.1 14.3 10.2
2012 62.3 23.3 41.1 9.9 21.3 9.0
2013 62.3 22.3 40.1 9.9 24.4 4.7

النفط

اعتبارًا من عام 2010، أنتجت تركمانستان 202 ألف برميل من النفط يوميًا. أنتجت دراغون أويل نحو 40 ألف برميل يوميًا. كان الاستهلاك المحلي نحو 100 ألف برميل يوميًا. أُخذت بيانات إنتاج النفط التالية من «بي بي ستاتيستيكال ريفيو».[9]

العام الإنتاج (ألف برميل/السنة) الإنتاج (مليون طن/سنة) الاستهلاك (مليون طن/سنة)
2002 183 9 3.9
2005 193 9.5 4.3
2008 208 10.3 5.1
2009 211 10.4 4.6
2010 217 10.7 4.5
2011 217 10.7 4.7
2012 222 11.0 4.8
2013 231 11.4 4.8

مواد البناء

تعمل ثلاثة مصانع للإسمنت في تركمانستان. تقع هذه المصانع في محافظة عشق آباد والبلقان ولباب. يُقدر الإنتاج الكلي في عام 2013 بما يتجاوز مليوني طن.[10]

الكيماويات

تبني تركمانستان مصنعًا للبوتاس بمقدرة سنوية تبلغ 2.8 مليون طن من أسمدة البوتاس. سيُصدر الجزء الأكبر منها بما أن الطلب المحلي في البلد لا يتجاوز 10 آلاف طن.[11] يُفترض أن ينتهي بناء هذا المصنع بحلول يونيو عام 2014،[12] وسيقوم المصنع بإنتاج 640 ألف طن/سنة من اليوريا (كارباميد) و400 ألف طن/سنة من الأمونيا.[13] وبحلول عام 2016، من المتوقع أن يُنتج البلد مليون طن من اليوريا (كارباميد) سنويًا.

في عام 2017، افتُتح مصنع للبوتاس بقدرة تزيد عن مليون طن وُقال بأنه الأكبر في آسيا الوسطى.[14]

مراجع

  1. "The World Factbook". مؤرشف من الأصل في 11 يناير 2020. اطلع عليه بتاريخ 04 مارس 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. Turkmenistan Cuts Last Vestiges Of Program For Free Utilities نسخة محفوظة 2 سبتمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  3. "Lines, price rises and expensive booze – the cost of happiness in Turkmenistan" en (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 14 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 02 فبراير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); Invalid |script-title=: missing prefix (مساعدة)
  4. "XE: (USD/TMT) US Dollar to Turkmenistani Manat Rate". www.xe.com. مؤرشف من الأصل في 10 مايو 2018. اطلع عليه بتاريخ 18 يونيو 2016. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Abazov, Rafis. Historical Dictionary of Turkmenistan, p. 64-5. Scarecrow Press, 2005, (ردمك 0-8108-5362-0).
  6. "Statistical Review of World Energy 2014". مؤرشف من الأصل في 06 يناير 2009. اطلع عليه بتاريخ 04 مارس 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. "BBC NEWS - Asia-Pacific - Russia blamed for pipeline blast". مؤرشف من الأصل في 29 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 04 مارس 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. "Is Turkmenistan Being Pulled Into Russia's Orbit?". RadioFreeEurope/RadioLiberty (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 26 يوليو 2019. اطلع عليه بتاريخ 17 يناير 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. (PDF) https://web.archive.org/web/20200202082725/http://www.eia.gov/cabs/Turkmenistan/pdf.pdf. مؤرشف من الأصل (PDF) في 02 فبراير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); مفقود أو فارغ |title= (مساعدة)
  10. "В Туркменистане в этом году будет произведено более 2 миллионов тонн цемента - Экономика - Гундогар". مؤرشف من الأصل في 27 يوليو 2019. اطلع عليه بتاريخ 04 مارس 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. "Archived copy". مؤرشف من الأصل في 07 أكتوبر 2013. اطلع عليه بتاريخ 05 أكتوبر 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: الأرشيف كعنوان (link)
  12. "Turkmenistan approves agreement for new urea, ammonia plant". مؤرشف من الأصل في 2 ديسمبر 2013. اطلع عليه بتاريخ 04 مارس 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. "Turkmenistan seeks to triple fertiliser production". Central Asia Online. 22 November 2013. مؤرشف من الأصل في 04 مارس 2016. اطلع عليه بتاريخ 04 مارس 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  14. "Turkmenistan opens potash plant, targets Chinese, Indian markets". Reuters. 31 Mar 2017. مؤرشف من الأصل في 17 مايو 2017. اطلع عليه بتاريخ 17 أبريل 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

    وصلات خارجية

    • بوابة الاقتصاد
    • بوابة تركمانستان
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.