أعمال عنف نواخالي

كانت أعمال عنف نواخالي سلسلة من المذابح شبه المنظمة وعمليات الاغتصاب والاختطاف والاعتناق القسري لهندوس للإسلام ونهبًا وحرقًا قسريًا للملكيات الهندوسية نفذتها جماعات إسلامية في مقاطعات نواخالي في تشيتاغونغ في البنغال (في بنغلاديش اليوم) في أكتوبر- نوفمبر من العام 1946، قبل عام على استقلال الهند عن الحكم البريطاني.

سورابالا ماجومدار زوجة الطبيب الهندوسي براتاب شاندرا ماجومدار الذي قتل في أعمال العنف
أحد عشرات المنازل الهندوسية التي دمرت في موجة العنف

وقد أثرت أعمال العنف تلك على مراكز شرطة رامغانغ وبيغومجانج ورايبور ولاكشميبور وتشاجالنايا وساندويب في مقاطعة نواخالي والمناطق الواقعة تحت مراكز شرطة هاجيجانج وفريدجانج وتشاندبور ولاكشام وتشوداجرام في مقاطعة تيباراه، التي تبلغ مساحتها الإجمالية أكثر من 2000 ميل مربع.[1]

بدأت المذبحة ضد السكان الهندوس في 10 أكتوبر، في يوم كوجاغاري لاكشمي بوجا[2][3] واستمرت دون انقطاع لمدة أسبوع تقريبًا. تشير التقديرات إلى مقتل 5000 شخص[4][5] واغتصاب مئات النساء الهندوسيات وإرغام آلاف النساء والرجال الهندوس على اعتناق الإسلام أو القتل.[6] جرى إيواء ما بين 50 ألف حتى 75 ألف من الناجين في معسكرات الإغاثة المؤقتة في كوميلا وتشاندبور وأغارتالا وأماكن أخرى.[7] وبقي نحو 50 ألف هندوسي محاصرين في المناطق المتضررة تحت رقابة صارمة من المسلمين، حيث لم يكن للإدارة أي سلطة.[7] في بعض المناطق، كان على الهندوس الحصول على تصاريح من القادة المسلمين من أجل السفر خارج قراهم. أرغم الهندوس الذين اعتنقوا الإسلام قسرًا على تقديم تصريحات مكتوبة بأنهم اعتنقوا الإسلام بمحض إرادتهم. في بعض الأحيان، كانوا يتعرضون للحبس في منازل الآخرين ولا يسمح لهم بالتواجد في منازلهم إلا عندما يأتي طرف رسمي للتفتيش. وفقًا لدينيش شاندرا، أُرغم الهندوس على دفع اشتراكات في الرابطة الإسلامية والجزية، وهي ضريبة الحماية التي يدفعها أهل الذمة في الدولة الإسلامية.[8]

وصف هاران تشاندرا غوش تشودهوري، الممثل الهندوسي الوحيد في الجمعية التشريعية البنغالية في منطقة نواخالي، الأحداث على أنها «الغضب المنظم من الغوغاء المسلمين».[9] رفض سياما براساد موكيرجي، النائب السابق لرئيس جامعة كلكتا ووزير مالية البنغال الأسبق، الحجة القائلة بأن أعمال العنف في نواخالي كانت أعمال عنف طائفية عادية. ووصف الأحداث بأنها هجوم مخطط ومنسق على الأقلية من قبل مجتمع الأكثرية.[7]

خيّم مهاتما غاندي في نواخالي لمدة أربعة أشهر وقام بجولة في المنطقة في مهمة لاستعادة السلام والوئام الطائفي. وعلى الرغم من ذلك، فشلت بعثة السلام في استعادة الثقة بين الناجين، الذين لم تنجح محاولة إعادة تأهيلهم بشكل دائم في قراهم. في تلك الآونة، قبلت قيادة الكونغرس تقسيم الهند وجرى التخلي عن مهمة السلام ومعسكرات الإغاثة الأخرى. هاجرت أغلبية الناجين إلى البنغال الغربية وتريبورا[10] وأسام.[11]

تمهيد

بدأت التوترات الطائفية في نواخالي بعد فترة وجيزة من أعمال العنف الكبرى في كلكوتا بين المسلمين والهندوس. على الرغم من الهدوء، كان التوتر قد بدأ يتصاعد. خلال الأسابيع الستة التي سبقت الاضطرابات في نواخالي، تلقى مقر القيادة الشرقية في كولكاتا تقاريرًا تشير إلى حدوث توتر في المناطق الريفية في مقاطعتي نواخالي وتشيتاغونغ.[12] قام شعراء القرى والمنشدون بتأليف قصائد وقوافي معادية للهندوس تلوها وغنوها في الأسواق وأماكن التجمعات العامة.[13]

عنف عيد الفطر

في 29 أغسطس، يوم عيد الفطر، تصاعد التوتر إلى أعمال عنف. وانتشرت شائعة تفيد بأن الهندوس كانوا قد كدسوا الأسلحة.[14] تعرضت مجموعة من الصيادين الهندوس للهجوم بأسلحة فتاكة أثناء الصيد في نهر فيني. فقُتل أحدهم وأصيب اثنان بجروح خطيرة. وتعرضت مجموعة أخرى مؤلفة من تسعة صيادين هندوس من شاروريا لاعتداءات عنيفة بأسلحة فتاكة. نُقل سبعة منهم إلى المستشفى.[15] قُتل ديفي براسانا جوها، ابن عضو الكونغرس من قرية بابوبور التابعة لمركز لقسم شرطة رامجانج.[16][17] وتعرض أحد أشقائه وواحد من خدمه لاعتداء. وأضرمت النيران في مكتب الكونغرس الواقع أمام منزلهم.[15] قُتل تشاندرا كومار كارماكار من مونبورا بالقرب من جامالبور. وقُتل جاميني داي، عامل فندق، بالقرب من غوشباغ. وتعرّض آشو سين من ديفيسينغبور لضرب مبرح عند تاجوميارهات في تشار بارفاتي. وتعرض راجكومار تشودهوري من بانسبارا لهجوم عنيف في طريقه إلى المنزل.[15] نُهبت جميع ممتلكات ست أو سبع عائلات هندوسية في كانور تشار. في كاربارا، دخلت عصابة مسلمة مسلحة بأسلحة فتاكة منزل جاداف ماجومدارونهبت ممتلكات تبلغ قيمتها 1500 روبية. تعرَض ناكول ماجومدار لاعتداء. ونهبت منازل براسانا موهان تشاكرابورتي من تاتارخيل ونابين تشاندرا من ميراليبور ورادا تشاران ناث من لاتيبور. أصيب خمسة من أفراد عائلة ناث في لاتيبور. دُنس معبد آلهة آل هاريندرا جوش من رايبور: ذُبح عجل وألقي داخل المعبد. ودُنس معبد شيفا للدكتور جادوناث ماجومدار بطريقة مماثلة. ودُنست الأضرحة المنزلية الدينية لناجندرا ماجومدار وراجكومار تشودهوري في دادبور وسُرقت الأصنام. وُكسرت تماثيل دورجا إشوار تشاندرا باثاك في كيثوري وكيداريشوار تشاكرابورتي في ميركاتشار وأنانتا كومار دي في أنغرابارا براسانا موهان تشاكرابورتي في تاتارخيل.[15]

البروباجاندا الطائفية

في عام 1937، انتُخب غلام ساروار حسيني، سليل عائلة بير مسلمة، عن قائمة مرشحي حزب كريشاك براجا ليكون عضوًا في الجمعية البنغالية التشريعية. وعلى الرغم من ذلك، في انتخابات العام 1946، خسر ضد مرشح عن الرابطة الإسلامية. كان والد غلام ساروار وجده من المسلمين الأتقياء وكانا قد عاشا حياة كفّارة. صدف أن عائلتهم كانت خاديم وراثية في ديارا شريف في شيامبور، التي تعتبر مكانًا مقدسًا من قبل كل من المسلمين والهندوس. بعد أعمال شغب يوم الحراك المباشر في كولكاتا،[18][19] بدأ حسيني بإلقاء خطب استفزازية، محرضًا جموع المسلمين على الانتقام من أعمال الشغب في كولكاتا. في بعض الأماكن، بدأت مقاطعة المتاجر الهندوسية.[19] في منطقتي قسم شرطة رامجانج وبيغومجانج، رفض الملاحون المسلمون نقل المسافرين الهندوس. في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر، نهب المسلمون المتاجر الهندوسية في سوق ساهابور. وتعرض الهندوس للسرقة والتحرش حين كانوا عائدين إلى قراهم الأم من كولكاتا لقضاء عطلة بوجا.[19] كانت هناك عمليات متكررة من القتل والنهب والسرقة منذ 2 أكتوبر فصاعدًا.[20]

الأحداث

بحسب المحافظ بوروز، «السبب المباشر لاندلاع الاضطرابات كان نهب ]سوق[ بازار في مركز شرطة رامجامج في أعقاب اجتماع شعبي وخطاب استفزازي ألقاه غلام ساروار حسيني».[21] اشتمل ذلك على هجمات على أماكن عمل سوريندرا ناث بوز وراجندرا لال روي تشودهوري، الرئيس الأسبق لحدود المحكمة ضمن القانون في نواخالي وقائد بارز لحزب هندو ماهاسابا.[22]

العنف

بدأت أعمال العنف في 10 أكتوبر، يوم كوجاغاري لاكشمي بوجا، حين كان الهندوس البنغاليون يقومون بأنشطة تتعلق ببوجا. أصدر غلام ساروار تعليمات لجماهير المسلمين بالسير نحو سوق ساهابور. وصل زعيم الرابطة الإسلامية الآخر، قاسم، إلى سوق ساهابور مع جيشه الخاص، المعروف في تلك الآونة بكاسيمير فوز.

بعد ذلك سار جيش قاسم إلى نارايبور إلى مكتب زامينداري في سوريندراناث باسو. انضم إليه هناك حشد مسلم آخر من كالياناغار. وانضم بعض المستأجرين المسلمين إلى الحشد وهاجموا مكتب زامينداري.

في 11 أكتوبر، هاجم الجيش التابع لغلام ساروار، المعروف بميار فوز، مقر إقامة راجندرالال رويتشودهوري، رئيس رابطة حدود المحكمة ضمن القانون في نواخالي ورئيس حزب هندو ماهاسابا في مقاطعة نواخالي. في تلك الآونة كان سوامي تريامباكاناندا من منظمة بارات سيفاشرام سانغا يتواجد في منزلهم كضيف.

انظر أيضًا

مراجع

  1. Sinha, Dinesh Chandra; Dasgupta, Ashok (1 January 2011). 1946: The great Calcutta killings and the Noakhali genocide (PDF) (الطبعة First). Kolkata: Sri Himansu Maity. مؤرشف من الأصل (PDF) في 4 أغسطس 2020. اطلع عليه بتاريخ 04 يوليو 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. "নোয়াখালীতে গান্ধী: সাম্প্রদায়িক হত্যাযজ্ঞের রক্তাক্ত অধ্যায়". BBC Bangla (باللغة البنغالية). 2 October 2019. مؤرشف من الأصل في 24 نوفمبر 2020. اطلع عليه بتاريخ 08 أكتوبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. "হিন্দু-মুসলিম দাঙ্গা থামাতেই নোয়াখালী আসেন মহাত্মা গান্ধী". Somoy TV (باللغة البنغالية). 2 October 2019. مؤرشف من الأصل في 8 أكتوبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 08 أكتوبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. "India: Written in Blood". Time. 28 October 1946. صفحة 42. مؤرشف من الأصل في 24 نوفمبر 2020. Mobs in the Noakhali district of east Bengal ... burned, looted and massacred on a scale surpassing even the recent Calcutta riots. In eight days an estimated 5,000 were killed. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Khan, Yasmin (2017) [First published 2007]. The Great Partition: The Making of India and Pakistan (الطبعة New). Yale University Press. صفحة 68. ISBN 978-0-300-23032-1. مؤرشف من الأصل في 24 نوفمبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. "Fatal flaw in communal violence bill". Rediff.com. 2 July 2011. مؤرشف من الأصل في 20 أكتوبر 2020. اطلع عليه بتاريخ 02 أغسطس 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. Sinha, Dinesh Chandra; Dasgupta, Ashok (2011). 1946: The Great Calcutta Killings and Noakhali Genocide. Kolkata: Himangshu Maity. صفحات 278–280. ISBN 9788192246406. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Sinha, Dinesh Chandra; Dasgupta, Ashok (2011). 1946: The Great Calcutta Killings and Noakhali Genocide. Kolkata: Himangshu Maity. صفحة 263. ISBN 9788192246406. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. Ghosh Choudhuri, Haran C. (6 February 1947). Proceedings of the Bengal Legislative Assembly (PBLA). Vol LXXVII. Bengal Legislative Assembly. صفحة 39. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة) cited in Batabyal 2005, p. 272.
  10. Dev, Chitta Ranjan (2005). "Two days with Mohandas Gandhi". Ishani. Mahatma Gandhi Ishani Foundation. 1 (4). مؤرشف من الأصل في 4 أغسطس 2020. اطلع عليه بتاريخ 07 أغسطس 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. Dasgupta, Anindita (2001). "Denial and Resistance: Sylheti Partition 'refugees' in Assam". Contemporary South Asia. South Asia Forum for Human Rights. 10 (3): 352. doi:10.1080/09584930120109559. مؤرشف من الأصل في 30 أكتوبر 2020. اطلع عليه بتاريخ 07 أغسطس 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. Tuker, Francis (1950). While Memory Serves. London: Cassell. صفحة 170. OCLC 937426955. Reports received at Command H.Q. during the six weeks before the trouble started certainly indicated tension in the rural area, particularly Noakhali and Chittagong. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. Mukherjee, Kali Prasanna (2003). দেশ বিভাজনের অন্তরালে [Behind The Partition Of The Country] (باللغة البنغالية). Kolkata: Vivekananda Sahitya Kendra. صفحة 36. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  14. Mukherjee, Kali Prasanna (2003). দেশ বিভাজনের অন্তরালে [Behind The Partition Of The Country] (باللغة البنغالية). Kolkata: Vivekananda Sahitya Kendra. صفحة 35. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  15. Ghosh Choudhuri, Haran C. (6 February 1947). Proceedings of the Bengal Legislative Assembly (PBLA). Vol LXXVII. Bengal Legislative Assembly. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  16. Das, Suhasini (2004). নোয়াখালি: ১৯৪৬ [Noakhali:1946] (باللغة البنغالية). Dhaka: Sahitya Prakash. صفحة 10. ISBN 9844653738. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  17. Mukherjee, Kali Prasanna (2003). দেশ বিভাজনের অন্তরালে [Behind The Partition Of The Country] (باللغة البنغالية). Kolkata: Vivekananda Sahitya Kendra. صفحة 37. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  18. Whitehead, Andrew (20 May 1997). "Noakhali's Darkest Hour". Indian Express. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  19. Das, Suhasini (2004). Noakhali:1946. Dhaka: Sahitya Prakash. صفحة 11. ISBN 9844653738. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  20. Batabyal, Rakesh (2005). Communalism in Bengal: From Famine to Noakhali, 1943–47. New Delhi: Sage Publications. صفحة 280. ISBN 0-7619-3335-2. From 2 October, there were frequent instances of stray killings, snatching of goods, and lootings throughout the district. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  21. Mansergh, Nicholas; Moon, Penderel (1980). The Transfer of Power 1942-7. Vol IX. London: Her Majesty's Stationery Office. صفحة 98. ISBN 978-0-11-580084-9. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة) cited in Batabyal 2005, p. 277.
  22. Batabyal, Rakesh (2005). Communalism in Bengal: From Famine to Noakhali, 1943–47. Sage Publishers. صفحة 277. ISBN 0-7619-3335-2. This included an attack on the 'Kutchery bari of Babu Suerndra Nath Bose and Rai Saheb Rajendra Lal Ray Choudhury of Karpara' ... the erstwhile president of the Noakhali Bar and a prominent Hindu Mahasabha leader in the district. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة حقوق الإنسان
    • بوابة الهندوسية
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.