أسيد بن جابر
أُسَيْدُ بْنُ جَابِرٍ الغامدي[1][2]، فارس، وشاعر جاهلي ومن كبار العرب وأشرافِها[3]، عاصر الشنفرى وفترة الصعاليك، كما اشتُهرا بأن حصل بينهُ وبين الشنفرى قِتال حتى قبضَ عليه، وقيل أنهُ قتله[2]، وكان أُسيد عدَّاء شديد السرعة على قدميه، وكانت الخيل لا تلحقه[4]
أسيد بن جابر الغامدي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | القرن 5 الباحة، شبه الجزيرة العربية |
تاريخ الوفاة | القرن 6 |
الحياة العملية | |
المهنة | فارس، شاعر، صعلوك |
اللغة الأم | العربية |
سبب الشهرة | الشجاعة، الشعر |
القبيلة | غامد |
نشأته وحياته
- لم يُعرف الكثير عن حياة ونشأة أسيد بن جابر غير قصته مع الشنفرى، كما وصفته المصادر بأنه كان شاعرًا شجاعًا نذر بـ الشنفرى وقتله، كما يعتبر أحد رجال العرب وأشجعهم وأشعرّهم في الجاهليه.[1]
- اخوه هو حرام بن جابر الغامدي، فارس، وشاعر، وهو الذي باء بدم أبي الشنفرى مالك، وباء بدم الحارث بن السائب الفهمي بعد ما خبائه[5]
قصة قتلهِ للشنفرى
- قتل الشنفرى
جائت قصة قتلهِ للشنفرى في كتاب الأغاني للأصفهاني[6]، وجأت عند ابن حبيب البغدادي[7] كما جأت عند مؤرج السدوسي (169هـ) في كتابة شعر الشنفرى الأزدي، وهو أقدم مصدر تحدث عن الواقعة[8]، كما وافقت رواية السدوسي كلاً من ابن حبيب والصحاري[9] وأبن رزيق في الصحيفة القحطانية[10] وهي قصة طويلة جداً ...
فيقول: ثم إن الشنفرى أكثر الغزو في قومه، فنذر به أسيد بن جابر الغامدي، فأقبل هو واثنان جروران، حتى انتهوا إلى قليب ماء يرده الإبل الشنفرى من وروده إياه، فأثبتوا له في مكمن على القليب من صدواله، فأقبل الشنفرى في الليل يريد الورود، فلما دخل الضيق وقرب من الريبة، وتوجس وهاب من الاقدام. وقال: اني أراكم أيها الريبة، وما بي من ظمأ، ثم ولى راجعا من حيث جاء. فقال الغلامان لأبيهما: يا أبانا رآنا الخبيث فرجع. فقال أبوهما: لم يركما، ولكنه حديس وتظنن، فاثبتا واسكتا، فقام يومه وليلته ظمآنا، ثم مر له ثائرا له ثانية وهو متلثم، وفي يده بعض نبله، فلما نظرت إلى النبل عرفته لان أفواقها كانت من قرون وعظام، وكانت معروفة، فاستدعى القرى فأطعمته اقطعا وتمرا، ليزداد عطشا، واستقاها فسقته رائبا، فزاده عطشا. فقالت له: الماء منك على بعد، وأوحت له إلى جبل بعيد المطمع ليتوهمه ويزيده عطشا. فلما ولى أتت قومها فوصفت لهم صفة نبله فعرفوه. وقالوا: هذه صفة الشنفرى، واشتد بالشنفرى العطش، فأرسل القوم إلى صاحبهم أسيد بن جابر الغامدي، لا تبرح من مكانك فإن الشنفرى يجول عنك، ولا بد أن يرد، واشتدّ به العطش، فأقبل بالليل يريد الماء. وقد خلع إحدى نعليه شدها على قلبه مخافة من سهم يأتيه، وجعل يضرب الأرض بنعله، ويمشي بالأخرى حافيا، فسمع الغلامان حسه، فقالا: يا أبانا الضبع تقبض إذا خطت؟ فقال أبوهما: كلا هو الخبيث يلبس علينا، فلما قرّبَ الشنفرى توجس فوقف يحد النظر يمينا وشمالا ويستنشق الريح ويقول:[2]
أونِـسُ رِيحَ المَوْت في المكاسِرِ | لابُـدَّ يومّـا مِن لِقَـا المقاديِرِ | |
هـذا أرٌونِي أسَـدَ بن جابرِ | بنَبـعةٍ وأسهـمٍ طرائـرٍ | |
ومُرهـفٍ مـاضٍي الشَـبَاةِ بَـاتـرِ | وابناهُ في الرَّيبـة والتحـابرِ | |
أخطأتَ ما أمَّلـتَ يا بْـنَ الغَـادِرِ | لَـستُ بِـوَاردٍ ولا بِصَـادِرِ |
ثم نكس راجعا، يُهدهد الصخور، حتى إذا كان بأسفل الوادي رفع عقيرته - يعني رفع صوته وهو يقول:[2]
أنا السـمعُ الأزَلُ فـلا أبالي | ولو صَـعُبَتْ شَـناخِيب العِقَـابِ | |
فـلا ظمـأُ يـؤخرِني وحـرٌ | ولا خَمَـصُ يُقّصَّرُ مِـن طِلابـيِ |
فَقَال الغلامان : يَا أَبَانَا، قَد – وَاَللَّه – رَآنَا فأفلتنا وَلَن يَعُود إلَيْنَا، فَامْض بِنَا، فَقَالَ الشَّيْخُ : مَا رآكما، وَإِنَّمَا هَذَا مِنْهُ حَدَس وَخِدَاعٌ، أَثْبَتَا موضعكما فَإِنَّه سَيَعُود. فثبتا، وَعَاد يَعْدُو مُبَادِرًا، وَهُوَ يَقُولُ:[11]
يَا صَـاحِبِي هَـل الحِـذار مُسْلِمِي | أَمْ هَـلْ لحتف مُنْيَـة مِـت مَصْرِف | |
إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنّ حَتْفِـي فِي الَّذِي | أَخْشَـى لَدَى الشُّـرْب الظَّلِيل الْمُـشْرِف |
ثم هجم على الماء يشرب، ورآه القوم، فلما هم بالخروج رماه أحدهم بصخرة على هامته، فأخدره في القليب ثم قفز، فتعلق برجل أحدهم فجره معه في القليب فقتله وترامي إليه الآخر فضرب شمال الشنفرى فقطعها، وسقطت في القليب، فسقط معها فتناولها ورمی بها بعضهم، فأصاب كبده فخر معه في القليب، فوطئ الشنفرى على صدره، فدق عنقه، ثم إنهم اجتمعوا عليه من كل ناحية فقال بعضهم: استبقوه فإنما هو رجل منکم، ولعله إن منم علیه يشكُر ذلك، ويترك غاراته علیکم، فسمع قولهم فقال: يا معشر الأزد قد أخذتم ثأركم بقطع يدي. فقالوا: ويلك وهل في قطع يدك على كثرة ما قتلت منا؟ فقال: نعم بعدد كل أنملة وعضو وعرق وعصبة وعظم في بدني ثأر رجال منكم، وإني أعلم أنكم غير تاركي اللؤمكم، وبه سلطت علیکم، ثم لم تأخذوا بآرائي، وأنا الذي أقول:[12]
ومَنْ يَكُ مِثْلِي يَلْقَه الْمَوْت خَالِيً | مِنْ الْمَالِ وَالْأَهْلِين فِي رَأْسِ فَدْفَد | |
أَلَا لَيْتَ شِعْرِي أَيْ دَحَل يُصِيبَنِي | وَإِن ذُنُوبِي تلفني وَهُو مَوْعِدِي | |
سَعَيْت لِعَبْدِ اللَّهِ بَعْضَ حُشَاشَتِي | وَنِلْت لثأري حَيْثُ كُنْت بِمَرْصَد | |
وَقَالُوا أَخُوكُم جَهْرَة وَابْن عَمّكُم | إلَّا فاجعلوني مَثَلًا بَعْدَ أَبْعَد | |
أَنَا ابْنُ الأُلَى شَدُّوا وَرَاء أَكُفِّهِم | وَلَسْت بفقع الْقَاع مِنْ بَيْنِ قردد | |
أضعتم أَبِي قَتْلًا فَكُنْتُم بِشَارَةٌ | عَلَى قَوْمِكُم ياآل عَمْرِو بْنِ مَرْثَدٍ | |
فَهَا أنذا كَاللّيْث يَحْمِي عُرَيْنَة | وَإِنْ كُنْت عَان فِي وثاقي مُصَفَّدٌ | |
فَإِن تَقْطَعُوا كَفِي الأَرْب ضَرَبَه | ضَرَبْت وَقَلْبِي ثَابِتٍ غَيْرِ مرعد | |
وَطَعَنَه حِلْس مَعَكُم قَد تَرَكَتْهَا | يَثُج عَلَى أَقْطَارِهَا سَمّ أَسْوَد | |
فَإِن تَقْتُلُونِي تَقْتُلُوا غَيْر ناكص | وَلَا يَرْمِ هَام عَلَى الحَيِّر ملهد | |
إلَّا فاقتلوني إنَّنِي غَيْرُ رَاجِعٍ | إلَيْكُم وَلَا أُعْطِي لِذُلّ معودي |
فقال أسيد بن جابر: أن الرجل قد آيسكم من نفسه، فمن كان له قِبلهُ ثأر فليقتله، فسمع قوله قوم قد كان وتَرهُم، فرضخوه بالحجارة حتى قتلوه، فأُخرِج فصُلِب.[13]
مراجع
- كتاب ديوان المفضليات، صفحة 266
- كتاب شعر الشنفرى الأزدي، صفحة 52
- كتاب ديوان المفضليات وهي نخبة من قصائد الشعراء المقلين في الجاهلية واوائل الاسلام، صفحة 266
- كتاب شعر الشنفرى الأزدي،صفحة 67
- موسوعة أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين ، صفحة 208 ، الجزء 15
- كتاب الأغاني، الجزء 21, الصفحة 119
- كتاب المغتالين من الأشراف في الجاهلية والإسلام، صفحة 518
- كتاب شعر الشنفرى الأزدي لأبي فيد مؤرج بن عمرو السدوسي
- الأنساب، الجزء الأول، صفحة 221
- الصحيفة القحطانية 132
- كتاب شعر الشنفرى الأزدي، صفحة 55
- كتاب شعر الشنفرى الأزدي، صفحات 55,56
- كتاب شعر الشنفرى الأزدي، صفحة 57
- بوابة أعلام
- بوابة شعر
- بوابة الجاهلية