أسد بابل (دبابة)

أسد بابل هي نسخة عراقية للدبابة السوفييتية تي-72، كان يتم تصنيعها في مصنع تم بنائه شمال بغداد في ثمانينات القرن المنصرم في قضاء التاجي في مدينة بغداد، يعد مشروع صناعة دبابات محلية في العراق أحد أكبر المشاريع الحكومة العراقية الرامية للنهوض بالصناعة العسكرية العراقية لتلبية متطلبات الجيش حيث تم اعتبارها من أفضل الأسلحة العراقية.[1][2][3]

أسد بابل
أسد بابل كما تبدو بكامل عداتها معروضة في القاعدة الأمريكية فورت هوود.

النوع دبابة قتال رئيسية
بلد الأصل  العراق
تاريخ الاستخدام
فترة الاستخدام 1990 - غير معروف
المستخدمون  العراق
الحروب حرب الخليج الثانية
تاريخ الصنع
المصمم أورالفاغونزافود  
صنع 1989–1990
الكمية المصنوعة 500-250
المواصفات
الوزن 50 طن
الطول 6.9 م
طول م
العرض 3.6 م
الارتفاع 2.2 م
الطاقم 3 (قائد، سائق، ملقم)

الدرع 300 ملم من المصبوبات التقليدية
السلاح الأساسي مدفع عيار 125 مم
السلاح الثانوي رشاش متحد المحور عيار 7.62 مم
المحرك ديزل V-46TK ذو 12 إسطوانة780 حصان
المدى 450 كم (600 كم مع خزانات الوقود الإضافية)
السرعة 68 كم\س

التاريخ

تم الاعتماد في بناء هذه الدبابة على مصنع للحديد الصلب في التاجي كان قد بني بواسطة شركة من ألمانيا الغربية. المصنع كان يستفاد منه في كل من النواحي العسكرية والمدنية حيث كان يتم صيانة وإعادة بناء الدبابات الأولى الموجودة لدى الجيش العراقي مثل الدبابة تي-54 وتي-55 وكذلك تي-62. لكن إنتاج دبابات أسد بابل لم يبدأ حتى عام 1989 م حيث تطلب توقيع عقد مع شركة بولندية بتوفير بعض القطع الضرورية للتجميع لكن هذه الجهود تم تحجيمها بشكل كبير يوم أن غزو الكويت عام 1990 م حيث أصدرت الأمم المتحدة قرارا ً بقطع بيع السلاح للعراق مما أدى إلي استحالة إدخال هذه القطع لدبابات الجيش العراقي بشكل قانوني.

المواصفات

في أغلب الجوانب، نستطيع أن نقول أن أسد بابل تطابق في مظهرها النموذج المبسط من الدبابة الروسية تي-72 (T-72 M). لكن الدبابة العراقية تحتلف بعض الشيء، حيث تم تحديث الـ تي-72 وإضافة مميزات أخرى مثل المنظار الليزري الذي يحدد مسافة الأجسام البعيدة باستخدام الليزر حيث تمت إضافته للمدفع الرئيسي للدبابة وتم كذلك تحسين تدريع الدبابة بشكل أكبر. الجدير بالذكر أن بعض المصادر تذكر أن المخابرات الأمريكية كانت تعتقد في وجود منظار حراري بلجيكي الصنع للدبابة ونفس المصادر تذكر كذلك أنه تم تحسين قدرة الدبابة في محو أثر الجنازير من علي الرمل والطين مما جعلها تتفوق على الدبابة T-72 الأصلية المستخدمة في الجيش الروسي.

الأداء

هناك اعتقاد شائع إن أسد بابل هي أكثر الدبابات استخداما ً في الجيش العراقي خلال حرب الخليج الثانية عام 1991، لكن الحقيقة أن هذا اللقب يعود للدبابات الصينية نوع 69 (Type 69) المصنوعة في الصين والمعدلة في العراق. على عكس الحرس الجمهوري حيث كانت جميع دباباته دبابات مصنوعة في العراق من نوع أسد بابل.

عملية عاصفة الصحراء (1990 م)

بدأ الهجوم الأرضي في 24 فبراير 1991 وأستمر حتى فبراير 27 عندما أعلن بوش الأب وقف إطلاق النار الأحادي بعدما أخرجت جميع وحدات الجيش العراقي. كانت مشاركة أسد بابل في معظمها مع الحرس الجمهوري وتحديدا ً في الفرقة المسماة " توكلنا " في اليوم الثالث من العملية. الفرقة تم إنهائها بهجوم مشترك في وقت واحد لأكثر من فرقة ميكانيكة أمريكية.

في مواجهة الأبرامز الأمريكية

إذا أخذنا في الحسبان أن تقنية دبابة أسد بابل تتأخر عن دبابات لأبرامز بقرابة الخمس عشرة سنة، فإنه من الطبيعي في حين المواجهة أن يلعب هذا التفوق التقني لعبته لصالح الأبرامز وهذا ما حصل في معظم المواجهات حيث تكبدت الدبابات خسائر كبيرة. لكن مع هذا كله فإن بعض المصادر الأمريكية تؤكد تدمير دبابتين من نوع أبراماز بواسطة أسد بابل، حيث يذكر الجنرال روبرت سكيلز (Robert Scales) التحاما ً عراقيا ً أمريكيا ً دمرت فيه دبابتين أمريكيتين بواسطة مدافع أسد بابل (125 مم). الالتحام حدث في السادس والعشرين من فبراير من عام 1991 بين فرقة "توكلنا" من الحرس الجمهوري والفرقة الأمريكية (Tf 1-37th armor) من الفرقة المدرعة الأمريكية الأولى حيث تمت إصابة دبابتين من نوع أبرامز من الخلف حسب المصدر الأمريكي.

في مواجهة مدرعة البرادلي الأمريكية

حسب المصادر الأمريكية، تفخر دبابة أسد بابل بتدمير ثلاث مدرعات إمريكية من نوع أم2 برادلي وإعطاب عدة مدرعات أخرى من نفس النوع خلال عملية عاصفة الصحراء جميعها كانت في فبراير 26 من عام 1991 م. أغلب هذه الإصابات هي نتيجة لطبيعة استخدام مدرعات البرادلي، حيث تستخدم للاستطلاع وترسل قريب جدا ً من خطوط العدو وغالبا ً ما تقابل بترحيب حار من مدافع أسد بابل كما حدث في الثلاث مدرعات السالف ذكرها.

لكن في بعض الأحيان تكون البرادلي في مسافة قريبة جدا ً من الدبابة العراقية مما يسمح لها بإطلاق قذائفها المميتة من نوع بي جي إم-71 تاو حيث فقدت عدة دبابات من نوع أسد بابل بهذه الطريقة.

غزو العراق 2003

في الغزو الأمريكي للعراق كانت معظم دبابات أسد بابل بحوزة فرقة " المدينة " من الحرس الجمهوري حيث تم نشرها حول بغداد لحماية المدينة. منذ أن بدأت الحرب وتقدم الإمريكيون نحو بغداد بدأت عمليات الدفاع والمقاومة وكانت معظمها بواسطة وحدات مختلفة من الجيش النظامي ومسلحة بدبابات صينية من نوع 69 (Type 69) ودبابات من نوع تي-62. خلال تقدم القوات الأمريكية نحو بغداد تمت إصابة مدرعة أمريكية من نوع برادلي بواسطة مدفع 125 مم قرب مطار بغداد. بعض المصادر الأخرى تشكك في الرواية السابقة وتؤكد إصابة البرادلي بواسطة دبابة من نوع 69 (Type 69) معدلة من قبل العراقيين ومجهزة بمدفع 57 مم لكن قوة وكثافة النار لهذا المدفع (المخصص أصلا ً لإسقاط الطائرات) تجعل من هذه النظرية مستحيلة فرضيا ً خصوصا ً أن البرادلي تلقت طلقتين الأولى أصابت البرادلي في مقتل والثانية خطفت مركبة مرافقة للبرادلي.

في فصول الحرب الأخيرة وفي تمهيد للدخول الأمريكي، أسد بابل كانت الهدف الأول لطائرات الأباتشي الأمريكية في محاولة لكسر قوة الفرقة " المدينة ". لكن وخلال أحد هذه العمليات الجوي تم إسقاط إحدى مروحيات الأباتشي التابعة للواء الجوي الحادي عشر خلال مهمة لها قرب كربلاء.

وقعت الحادثة في الخامس والعشرين من مارس، حيث وقعت الأباتشي وسط كمين أعدته وحدة من الحرس الجمهوري بدبابات أسد بابل وبعض الأنظمة المضادة للطائرات بالإضافة إلى راجل مسلح ببندقية [[أيه كيه-47|إيه كيه-47 كلاشنكوف]] إذ تمت مفاجأة 34 مروحية أمريكية بهجوم ناري قوي من مدافع دبابات وأنظمة مضادة للطائرات. حسب المصادر العراقية، المروحية تم إسقاطها بواسطة أحد الفلاحين مستخدما ً رشاش كلاشنكوف حيث أشتهر الرجل المعروف بأبي منقاش في وسائل الإعلام وفي العالم العربي وأصبح بطلا ً لرجل الشارع العراقي والعربي. لكن في الجهة الأخرى، ترجح المصادر الأمريكية إسقاطها برشاش 23 مم. قائدا الأباتشي تم القبض عليهما بواسطة العراقيين ولم ينج من الطائرات الـ 34 إلا سبع طائرات فقط، البقية (ماعدى الواحدة التي أسقطت) تعرضت لأعطاب كبيرة وتم إخراجها من الخدمة. يعد هدا الكمين آخر انتصار للدبابة العراقية أسد بابل.

الخلاصة

بإمكاننا أن نقول أن أكثر ما أضر هذه الدبابة هو عملية تفكير القادة العراقيين، حيث أن معظم هذه الدبابات استخدمت ضد قوات التحالف الغازية كمدافع فقط، بمعنى أن الدبابة تترس في مكان ما وتطلق تجاه إحداثيات معينة. لم تستخدم الدبابة كعربة مسلحة للمناورة والالتفاف وهذا مرده إلى الحرب العراقية الإيرانية وطبيعتها حيث طبعت عقلية تفكير القادة العراقيين على طرق وخطط معينة تم تطبيقها ضد الجيش الأمريكي مما أدى إلى فشل ذريع حيث يتمتع الجيش الإمريكي (عكس الإيراني) بقوة جوية طاغية وقذائف موجهة متقدمة مما يجعل عملية الإطلاق هذه على أهداف بعيدة وغير معروف مكانها بدقة إضاعة للوقت والجهد فسرعان ما يتم تحديد مكان إطلاق النار ويتم تدميره بواسطة المروحيات أو المدرعات الأخرى.

مصير أسد بابل

يعتقد بأن بعض الدبابات التي نجت الحرب وفي حالة سليمة تستخدم مع الجيش العراقي الجديد، لكن من المعلوم كذلك أن الحكومة الجديدة طلبت مجموعة دبابات مستخدمة من نوع تي-72 المشابهة لـ أسد بابل من هنغاريا. فلا يعرف ما إذا كانت الحكومة الجديدة سوف تعيد البرنامج أم لا خصوصا ًأن مقر الجيش الجديدة يقع في التاجي.

مراجع

  1. JED website(available by free subscription)[مصدر ذاتي النشر؟] نسخة محفوظة 19 سبتمبر 2008 على موقع واي باك مشين.
  2. Jewell, Sgt. Lorie (November 2005). "Iraqi Army Takes Delivery of Tanks, Vehicles". defendamerica.mil. Multinational Security Transition Command-Iraq. مؤرشف من الأصل في 5 يناير 2014. Many of the division's soldiers drove T-72 tanks in the old Iraqi Army, so they are familiar with operating and maintaining them, leaders said. A handful of the tanks remain at Taji and are used for training purposes. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. "T72 Tank". fas.org. اتحاد العلماء الأمريكيين. مؤرشف من الأصل في 19 أكتوبر 2017. Image showing the cylindrical interference pod on top of the tank turret الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة دبابات
    • بوابة العراق
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.