أزرو

يعــود أصـل تسميـة المدينـة ومحـيطهـا إلى كلمـة ” أزرو ” ( تكـتـب بهمزة قطع فوق الألف )، التي تعني الصخرة باللغة الأمازيغية، وأخذ هذا الاسم لوجود صخرة كبيرة فيها. و” آزرو ” (بهـمزة مد) كلمة أمازيغيـة وتعـنـي ”الحجـر“، وقـد يكون أصلهـا (آصـرو) حسب إفادات ومصادر أخرى.

عرفت هذه المدينة تزايدا كبيرا من حيث العمران في المرحلة الأخيرة وبلغ عدد سكان المدينة 83.600 نسمة (إحصاء 2004).

شهدت المـدينـة في السنوات الأخيرة نُـمُـوّا ديـموغرافيـا واتـساعـا عمرانيـا أهلهـا لتلعـب دور مهـما في المنطقـة اقتصاديـا وثـقافـيـا.

كثيـرة هـي الأشيـاء التي تتميـز بها مدينـة أزرو ونـاحيتهـا والتـي لا توجد إلا بهـا، وقـد لا يُـصادف أحـداً مثيـلا لهـا في مدينـة أخـرى. مـواقـع طبيعيـة ومبـان ومنشـآت تنمويـة. ومن معالمها الطبيعيـة:

• صخـرة آزرو ( أقشميـر)
• شجــرة الأرز ( الأكـبـر)
• وجود فراشـات وطيــور نــادرة

ومن المنشآت التنموية والاجتماعية فيها:

• مركـز أزرو للخدمات الاجتماعية المحليـة التابـع لجامعـة الأخويـن
• ثانويــة أزرو: طـارق بن زيـاد.

تتميز أزرو بالقرميـد الأخضـر وهـنـدسـتـه الهرميـة علـى السطـوح. توجد فيها أحـواض لتربيـة سمـك الترويـن- التروتـة.

أشهـر الصخور المقـرونـة بالمـدن الأطلسية الثلاثة: أزرو، إفــران، تـازة.

– صخرة مدينة أزرو: توجـد عند مدخل المدينـة. تطـل عليهـا ويراقبهـا. وعلى قمة الصخرة تـاج كبيـر يظهـر من بعيـد.

– حـجــر إفــران: وأنت قادم من أزرو وداخـل إلـى مدينة إفـران يستقبلـك علـى يمينـك حجــر، كان يظهـر شبيهـا بهيئـة أسـد الشيء الـذي جعـل أستاذ الرسـم بالـربـاط ( هـنـري مورو ) يكمِّــل نحثـه سنة 1932. ومـن يومهـا أصبـح مقصـد الـزوار والمعجبيـن.. يـرون فيـه الأسد الأطلسي الشهيـر. وبذلـك فـرض نفسـه تراثـا ثقـافيا مغربيـا.

حـجــر تــازة : هـو آخـر صـخـرة صمَّــاء شمال جبال الأطلس المتوسـط ؛ المطلـة علـى جبـال الــريـف، وقـد بُـنِـيَّــت فـوقـهـا مـدينـة بـكـامـلـهـا سمُّـوها ” تــازة العـليا ”.

يحتـل موقـع أزرو الجغرافـي المتميـز مكانـة هـامـة واستراتيجيـة وسـط جـبـال الأطلس المـتوسـط. كـل الطـرق تـؤدّي إليـه، وبذلـك أصبـح يشكـل نقطـة استقبـال واستراحـة ومـرور ( شمال جنـوب؛ مثلا): انطـلاقـا من فـاس على (الطريق رقم 8) في اتجـاه خنيفـرة مراكـش. وانطلاقـا من مكنـاس على ( الطريق رقم 13) في اتجاه ميـدلـت الرشيـديـة. هي بالـذات الطـرق التجارية وطرق القوافـل القديمة ما بيـن المـدن الأطلسيـة الحديثـة؛ ومـدن الواحـات الصحراويـة في عمـق الجنوب المغربي (تافيلالـت وما وراءهـا وجاورهـا).

المسافـات ما بين مدينـة أزرو والمـدن المجاورة:

• إفــران: 18 كلم
• إيمـوزار: 40 كلم
• فــاس 86 كلم
• مكناس: 70كلم
• الحاجب: 36 كلم
• صفـرو: 76 كلم
• بولمان: 70 كلم
• إيــدزر: 65 كلم
• خنيفرة: 80 كلم

عـدد سكـان أزرو يفـوق: 83.670 نسمة

مساحـتهــا: 28 ألـف هكتـار

خط الطــول : 5.217

خط العــرض: 33.433

ارتفاعهــا عـن سطـح الـبـحــر يبلـغ: 1250 متر

فـي التقسيـم الجهـوي الجديـد أصبحت أزرو تنتمـي إلى الجهـة رقم 3 (فــاس مكنــاس) ضمـن إقليـم إفــران إلـى جانـب العمـالات والأقــاليـم التسعـة التـاليـة:

• عمــالتــان، وهمــا: فــاس ومكنــاس.
• سبعة أقـاليـم هي: – تــازة – تاونات – بولمان – الحاجب – إفران – مولاي يعقوب – صفرو

كـان البـدو في هـذه المنطقــة يرحلـون صحـبـة مواشيهـم رحلتيـن في السنـة؛ إلى السهـول في فصل الشتـاء، وإلـى الجبـال فـي فصـل الصيـف؛ وهـو مـا يعرف عندهـم برحلـة الشتـاء والصيـف (أزغـار وألـمـو). وبعـد استقـرار هـؤلاء الــرحـل، وهـم مـن قبائــل مختلفـة، تطور البنـاء من الخيمة إلـى البيـت إلى العمـارة.

ولما احتـل المستعـمـر مدينـة أزرو القديمة تـركهـا على حالـهـا لأهلهـا، تتـطـوَّر ذاتيـا، محافظـة على قـيـمتهـا الفـنّـيـة، وعـلى أصالتهـا وعـاداتهـا. وشيّـد بجانبها مديـنة جـديـدة ابتـداء مـن نهـاية العشرينـات مـن القـرن الماضي، قـرب وسـط المدينـة (السـونطـر)، وامتـدّت شرقـا وغـربـا في بناء عصري يشمـل عــددا من الفيـلات السكنيـة، والمكـاتـب الإداريـة والمـصـالح العمومية والمؤسسات التربوية التعليميـة.

بعد الاستقـلال، شكـل البنـاء في آزرو تـمـيّـزه عـن غيـره. مـثـلا فـي سـاحـة محمـد الخـامـس وأنـت واقـف لتلتـقـط صـورا مـن زوايـا معينـة تـتــراءى لـك الصـور متـلاحـقـة. وكل واحـدة تجسـد لـك لـوحـة مـن لوحـات مـنـاظـر أزرو الرائعة. فالبنـاء منسجـم مـع طبيعـة المكــان، يعـلـوه الـقـرمـيـد الأخـضـر فـي تنـاغـم مـع محيطـه بـناسـه وجبـالـه الخضـراء وسمـائـه الـزرقـاء.

تغيـر السـكان بتغيــر الأزمنـة والعصـور بحكـم وجودهـا جغرافيـا فـي الوسـط. تستقطـب وتــوَدّع، فهي منطقـة عبـور بامتيـاز.

فـي القديـم سكنتها عناصـر مـن صنهاجـة وزناتـة، ومـرت بهـا أقـوام مختلفـة؛ أشهرهـا قبيلـة ” بني مكيلـد ” على الخصـوص. ثـم آيت سغروشـن وكــروان وبني مطير وآيت يوسـي وفيلالـة وزيـان وزمـور ثم أهل سـوس والريـف وفــاس ومكنــاس.. كما نـزل بهـا أفـرادا مـن واد إفـران وآيت عتـاب وتمحضيـت. وآيت أومـالو وآيت عطـا.

 وعبر التاريـخ توافـدت على أزرو عنـاصـر عـربـيـة؛ كهـوارة وبني جابـر الهـلالييـن وبني معـقـل وبنـي محسـن..

 وعـائـلات أشـراف؛ استقطبهـم السكــان للتبــرك بهـم وتشغيلهـم في تعليم أبنائهـم.. وعقد الصلح بين المتخـاصميـن منهـم.

 وتبقـى منطقـة آزرو محـددة في المـجـال الـذي تستوطنـه ” بني مكيلـد ” . هـذه القبيلة التي يرجـع انتسابهـا إلى الولي الصالـح سيدي مكيلـد الفيلالـي القـادم مـن تافيلالـت، دفيـن جبـل سيـدي مكيلـد.

الـطــريــق الـتـجــاري:

 أهــل تافيلالـت هم الـذين يعرفـون أزرو أكثـر مـن غيـرهـم.. لأنـها طريـق رحـلاتهـم نحو الشمـال على مـر العصـور.. من يـوم تـأسيـس سجلمـاسـة.. هـذه المدينة الــتي كـانـت الطريـق إليـهـا انطلاقـا مـن فــاس ومكنــاس يـمــرّ وجــوبــا عبر أزرو، حيـث مـجـمـع الطـرق.. لتمتـد منـه جنوبـا حيـث “طريـق الملـح والذهـب” المنطلـق مـن “سجلماسـة إلى تمبكـتـو” بـ مـالــي. وذلـك هـو الطريـق السلطانـي الرئيسـي علـى الخـط العـمـودي شمـال جنـوب. جنـوب شمـال.. المعـروف بطريق تجـارة الذهـب انطـلاقـا مـن تمبكتـو ومـا والاهـا عبـر سجلمـاسـة أزرو فـاس تـازة بــادس حيـث البحـر الأبيـض المتوسـط.

 وهـذا الطريـق فـي الغـرب الإسـلامـي يوازيـه في الشـرق الإسـلامـي “طـريـق تجـارة الحريـر” الشهيـر.

 فتجـارة الذهـب فـي العهـود القديمـة هي تجـارة المغاربـة المفضلـة بالمقـايضـة.. وكانت تمـر عبـر هـذه الطـريـق التـي تختـرق مدينة أزرو . وبقيـت هـذه الطريـق إلى الآن؛ لـكن التجارة تبدلـت.

أزرو فـي الـتــاريــخ المـغـربــي:

 من خـلال البحث والتقصـي حـول تـاريـخ أزرو والمنطقـة برمتهـا تجـد أن المؤرخيـن لم يخوضوا في ذلك بعـد بشكـل جـدي..

 ومن خـلال استنطاقـي لكتـب التاريـخ فـي قـراءة أوليـة للبعـض منهـا وأخـص بالذكـر الكتـب التاليـة:

– تـاريـخ ابن خلدون لـمـؤلفـه: عبد الرحمـن ابن خلدون

– الإستقـصــا ,, أحمـد النـاصــري

– كتـاب المغـرب ,, الصـديـق بن العـربـي

– الترجمانـة الكبـرى ,, أبو القـاسـم الـزيـانـي

– منطقة أزروعلى عهد الحماية ,, مصطفـى نـعـيـمـي

   فأجد فيها أخبـارا شحيحـة جـدا لكنهـا مكنتنـي من معرفة ما يمكنني اعتباره بـداية دخـول منطقـة آزرو إلى معـترك التـاريـخ، وذلك مـن خـلال الحـيـاة السياسية وتحركـات بعـض الملوك المغاربـة وزياراتهم إلى منطقـة أزرو والإقامـة فيهـا لبعـض الـوقـت.

   ومن هـؤلاء الملـوك أذكـر:

– علـى العصـر المـريـنـي: – يعقوب بـن عبد الحــق

– علـى العـهــد العـلـــوي : – المـولى الـرشيــد

                                         –   المولـى إسمـاعيل

                                         –  المولـى سليـمـان

                                         –  المولى الحسن الأول

                                         –  المولى محمد الخامس

                                         –  المولى الحسن الثاني

                                         –  المولى محمد السادس

   ومـن خـلال ذلـك يمكننـي اعتبـار أن أزرو بدأ تأسيسهـا من قِـبَـلِ السلطان المولـى إسماعيـل سنـة: 1095 هـ /1684 م. كمـا تـم تمـدينهـا وتعميرهـا مـن قبـل السلطـان المـولى الحسـن الأول سنـة: 1305 هـ / 1888 م.

العـهـد المـريـنـي:

  السلطـان يعقـوب بن عبـد الحـق ثـانـي مـلـوك بنـي مـريـن.. حكـم مـا بيـن: 656-685 هـ ( 1259- 1286م )  هـو أول حـاكـم مغربـي جـاء ذكـره في تـاريـخ ابـن خلـدون في الجـزء السـابـع كـأول سلطـان نـزل بـ ” جـبـل أزرو”  بـعـسـاكـره متعقبـا أحـد المنشقـيـن الخارجيـن عـن الطـاعة والجمـاعـة.  وفـي ذلـك يفيـد المـؤرخ عبـد الرحمـن ابـن خلدون  فـي أحداث سنـة 674هـ – 1276م؛ أن السلطـان يعقـوب بن عبد الحـق  أمر ببنـاء البلـد الجـديد بـفـاس، والقصبة بمكنـاس.. ” وكـان لحـيـن إجـازتـه البـحـر قـافـلا مـن غـزاتـه؛ لحـق  طـلـحـة بـن مـحـلـي بـجـبـل أزرو نـازعـا إلـى زنـاتـة مـن صـنـهـاجـة، ،  (أسـرع) إليـه السلطـان بعساكــره وأنـاخ عليـه”.

   وبهـذا يكـون ابـن خلدـون كـذلـك أول مـؤرخ يـذكـر اسـم “أزرو” فـي تاريـخـه. الـذي كتبـه نـهـايـة القـرن الثـامـن الهجـري الرابـع عشـر الميـلادي .

   وهـذه التحركات التـي قـام بـها السلطـان المـرينـي يعقـوب بن عبد الحـق هي ذاتـهـا التـي جـاءت عـنـد المؤرخ أحـمـد النـاصـري فـي أحـداث سنـة 674 هـ – 1276 م.  لـكـن ذكـره للـجـبـل كـان بـإسـم ” آصـرو ” عـوض  “آزرو”..  فـهـل  آصـرو هـي الأصل ؟. ( كتـاب الإستقصا  لأخبـار دول المغـرب الأقصـى: الجزء 3. ص43. ط 1954 الدار البيضاء).

   وهـذا الملـك  يعقـوب بـن عبـد الحـق هـو الـذي مَـرَّ  فـي طـريقـه بمنطقـة أزرو فـي اتجـاه مدينـة سجلماسـة التـي حـاصرهـا سنـة 672هـ ( 1273م) حسـب مـا أفـاد بـه ابـن خلـدون فـي تاريخـه الجزء السادس كذلـك. حيـث قـال: ” ونصب على سجلمـاسـة هـنـدام النفط القـاذف بحـصـى الحـديـد يبعـث مـن خـزانـة أمـام النـار المـوقـدة فـي البـارود بطبيعـة غريبـة تـرد الأفـعـال إلـى بـارئـهـا”.

الـعـهــد الـعـلــوي:

كـان جبـل آزرو أو ( آصـرو ) المحطـة الأولـى لانطـلاق المـولـى الـرشـيـد نـحـو تأسيـس الـدولـة العلويـة فـي الـمـغـرب.. ذلـك أنـه عـنـدمـا تـوفي والـده المولى علـي الشريـف الذي كان رئيسـا لبـلاد سجلمـاسـة وأعمـالهـا بعـد أن وقـع الإجمـاع عليـه وبويـع هـنـاك سنـة:1041هـ /1632م.

   خـرج الـرشيـد إثـر ذلـك مـن سجلمـاسـة وتـوجـه إلى جبـل آزرو أو آصـرو( كمـا جـاء عنـد النـاصـري في الإستقصـا. ج7. ص29 ) وأقـام هـنـاك مـدة ثـم تـوجـه إلـى فـاس.. ولـما وصأل إلى مـدينـة تــازة تـمـكـن مـن الـمُـلـك فـوحَّـد المـغرب الـذي كـان مـوزعا إلـى عـدة جـهـات.

ولمـا خـلـفـه أخــوه المولى إسـمـاعـيـل سنـة 1082هـ / 1672م. قـصـد منطقـة آزرو سنـة 1095هـ / 1684م ونـزل بعـيـن هـنـاك كمـا جـاء فـي كتـاب الإستيقصـا لأخبـار دول المـغـرب الأقصـى.. حيـث قـال صـاحبـه (ص66.ج7) : “ونـزل المـولى إسمـاعيـل بـ عين آصـرو فأمـر ببـنـاء قلعـة هـنـاك بسـفـح الجـبـل”.

   يُـعـد هـذا البنـاء الـذي انـتشـرت بجـانبـه البيـوت؛ هـو الـنـواة الأولـى لـتـأسيـس مدينـة آزرو؛  وبـه:

يُـعـد المـولى إسماعيـل هـو المـؤسـس الفـعـلي لحاضـرة أزرو.

   كمـا أن المـولى سليمـان فـي بدايـة القـرن الثـالث عشـر الهجـري التاسع عشـر الميـلادي وبالضبـط في سنـة 1226هـ /1812م. قـد وصـل إلى المكـان المعـروف بـ ” آصـرو” حسـب مـا أفـاد بـه النـاصري في الجزء الثامن من تـاريـخه.

   ثم إن المـؤرخ أبـا القـاسـم الـزيـانـي فـي كتـابـه “الترجمـانة الكبرى في أخبار المعمور بــرا وبحـرا؛ أن السلطـان المولى سليمـان قـد قـام في حملتـه لسنـة 1234هـ/1819م؛ بتهـدئـة الأوضـاع وإحـلال الأمـن بيـن قبائـل جبـل ” فــازاز” والـذي هـو جبال “الأطلـس المتوسـط” كـما ذكـرنـا والتـي تتوسطهـا  الآن مدينـة آزرو.. فقـد حدث أن كـانت قبيلة آيت أمـالو تغـيـر ( في رحلـة الشتـاء والصيـف) عـلى قبـائـل بني مطيـر وآيت دراسـن وكـروان وزمـور ويمـور وحكـم؛ وتطردهـم مـن بـلادهـم؛ وقـد استنجـدت هـذه القبـائـل بالملـك المولى سليمـان.. فحمـاهـا وأراح النـاس مـن الفتـن والتظلـم.

   وعلى عهـد السلطـان الحسـن الأول؛ الذي حكـم مـا بين 1290 و 1311هـ (1873و1894م).. ظهـرت قبيلـة بني مكيلد كـقـوة حربيـة وسياسيـة في المنطقـة، مـرة تغيـر وأخـرى تسالـم إلى جـانب جيرانهـا.

   وقـد ناصـرت السلطـان سنة 1296هـ /1879م. واجتمـع كبارهـا بـه في رمضان 1305هـ / (يونيو 1888م) في المكان المعروف ب: “تيـزي مولاي الحسـن” حيث أعطى أوامـره بتشييـد الكثير مـن المنازل إلى جـانب مـا بنـاه وأسسـه المولى إسماعيـل كمـا سبـق ذكـره.

   كذلـك بنـى المولى الحسن الأول مسجـده وسـط أزرو الذي لا يزال إلى اليوم كمعلمـة من معـالـم مدينـة أزرو يحمـل اسـم: “مسجد الحسن الأول.

   كمـا زارهـا في الحقبـة الأخيـرة عـدة مـرات  كل من الملك محمد الخامـس والملك الحسن الثانـي والملك محمـد السـادس.. ودشنـوا  بها عـدة مرافـق ومنشـآت هـامة.

الجانب الـتـنـمـوي:

   النظر إلـى تاريـخ منطقـة أزرو وجغرافيتهـا.. يعـطـي الانطباع بأن المنطقـة كـانت دومـا مرشحـة في جميـع منـاحيهـا إلى تنميـة اجتمـاعيـة لمنطقـة الأطلـس المتوسـط.. تنطلـق من عـدة مجـالات منهـا كـل ما هـو فـلاحـي، سيـاحي، صنـاعـي، تجـاري، ريـاضـي، ثقـافـي، تربـوي تعليمـي..الخ. ويمكـن الوقـوف عنـد أقـوى هـذه المجـالات وهـو مركـز أزرو للخـدمـات.

مركـز أزرو للخـدمـات الاجتماعية المحليـة التـابـع لجـامعـة الأخويـن:

   جـامعـة الأخويـن التي شيـدت بمدينـة إفـران سنـة 1992  بفضـل الملكيـن الأخويـن؛ المغـربـي الحسـن الثـانـي والسعـودي فهـد بن عبد العـزيز. هـذه الجـامعـة من مـوقعهـا المفضـل، قـد رفعـت من القيمـة التنمويـة لمنطقـة الأطلـس المتـوسـط بكـاملهـا.. فتعليمهـا جامعـي عمـومـي. تحـتـل مكـانـة متميـزة بيـن أرقـى الجـامعات الدولية بفـضل تجهيـزاتهـا العاليـة الجـودة والحـداثة.. تسـاهـم في حـل المشـاكـل التي تعيـق تطـور المغـرب.. ومن أجـل انفتاحهـا على محيطهـا؛ فقد أحـدثـت في مجـال التربيـة والتكـويـن مركـزا وسـط مدينـة أزرو، يحمـل اسـم: ” مركز أزرو للخدمات الإجتماعية المحلية التابع لجامعة الأخوين”.

   هـذا المـركز الـذي فتـح أبـوابه سنـة 2002، يقـدم تكـوينات لمختلـف شـرائـح المجتمـع بالمنطقـة في إطـار المسؤوليـة الاجتماعية لجـامعـة الأخـويـن. والهـدف السامـي من ذلك يتجلى في منـح خدمـات في مجـال التربيـة والتكـويـن والصحـة لفـائـدة الفئـات المستهـدفـة المكـونـة من نسـاء ورجـال وشـابات وشـباب البـاحثيـن عن شغـل من أجـل إدماجهـم في الحياة المهنيـة مساهمـة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

الجـانب السيـاحـي:

        بأزرو تـوجد أكبر شجـرة أرز في العالم والأقـدم في إفريقيـا:

   حتى نقـف على بعـض المميـزات بأزرو.. ونتعـرف على المدينـة والضـاحية الشمـالية الشرقيـة منهـا.. علينا القيام بجـولـة سياحيـة  نبـدأهـا بزيـارة:

                         ” أكبـر شجـرة أرز في العالـم؛  والأقـدم في إفريقيـا “

   ذلـك أنه انطـلاقـا من مدينـة فـاس مـرورا بإفـران.. وقبـل الوصـول إلى مدينـة أزرو بـ 7 كلم، توجـد إحـدى المميـزات السياحية عبـر جبـال الأطلـس.. حيث توجد أكبر غابـات الأرز في المغرب، الأرز الشهيـر في بلـدان البحر الأبيض المتوسـط، المعـروف في تصنيـف الأرز عالميـا بـ “الأرز الأطلسـي المغربـي”

وقـد زرعـوا منـه نمـوذجا في الحديقـة الجنوبية بالبيت الأبيض في العاصمـة واشنطـن.

   ولا يضاهـي الأرز المغـربي إلا الأرز اللبناني (المهـدد بالإنقـراض).. الذي جعلـوا منه شعـارا للعَـلـم الوطنـي، والرمز الرسمي للجمهوريـة اللبنانيـة.

   الأرز المغربـي.. شجـر دائـم الخضـرة يتكاثـف بهذه الغـابـة المسمـاة (مودمان) منطقـة (أوكمـاس). حيث يتحـول المكـان يوميـا صيفا وشتاء إلى منتـزه ومـزار سياحـي مغربـي مفضـل.

   ذلـك أنـه زيـادة على ما ذكـر يتوفـر المنتـزه على شجـرة أرز مُـعـمِّـرة يطلق عليـها اسـم مكتشفهـا “كـورو” وهـي:

أقـدم شجـرة أرز في إفريقيـا الأكـبــر في العـالــم من نـوع أرز أطـلنتيكـا يفـوق عمرهـا: 800 سنة طـولها يصـل إلى: 42 متر محيطهــا فـاق: 8 أمتـار

الشجـرة الأكبـر لا زالت شـامخة هناك؛ تعـد أحد الصواعـد الطبيعية الباسقـة في سمـاء أزرو.. تشبههـا في العلـو المعـالم المشيـدة مثـل: المـآذن والصوامـع والمسـلات وهوائيـات الاتصالات.

   يـؤثـث فضاءهـا الغـابـوي قفـزات حيوان القـردة الـتي استأنست هناك بالإنسـان، وأذكـت فضـول الـزوار.. في تتبـع المشاهـد الغرائبيـة  الساحـرة والأسطوريـة.. خاصـة؛ حينمـا تظهـر هناك في الأفق طيـور وفراشـات نـادرة لا توجـد إلا بـأزرو؛ يستهـوي منظـرها وتحليقهـا الصغـار قبـل الكبـار .

   هنـاك بالغابـات المجاورة حيوانـات أخرى منها السنجـاب والثعلـب والغـزال.. المؤهـلات السياحيـة بالمنطقـة تتعـدد إذ تكتسـي في فصـل الشتاء حلـة بيضـاء بالتساقطـات الثلجيـة التي تنعـش محطـات التزلـج..  وتجـري المنابـع بالميـاه العـذبة الرقراقـة المنسـابـة..  فتمتلئ الجداول والضايـات.. كضاية عـوّة وضايـة إفـران وضايـة حشـلاف.. وتعـود الشـلالات إلى التدفـق من جديـد.

    إنها السيـاحة الجبليـة المرادفـة للسياحة الشاطئيـة..  جبليّـة هنا مركزهـا أزرو؛ تحيط بها عشر منتجعـات سياحية أساسيـة هي:  إفـران، إمـوزار، الحاجـب، صفـرو، بولمـان، إدزر، ميدلـت، لقبـاب، مريـرت  وخنيفـرة..  إنـه قطـاع يلعـب دورا حيويا في إنعـاش اقتصاد المنطقـة.

داخــل المديـنــة:

    وأنـت في جولـة داخـل مدينـة أزرو لابـد وأن يتملكـك حب التعـرف على الأشيـاء المحيطـة بك فيجذبـك هَـوس الإكتشـاف؛ في استهـواء الغـوص وسـط ساكنـة مضيـافة تتعامـل بصـدق.

   تبـدأ جولتـك من وسـط الساحـة الرسميـة للمدينـة “محمـد الخامـس”. من هنـاك تـرى الجبـال الخضراء المحيطـة بالمدينة والحارسـة لها: جبل تيزي، جبل خـرزوزة، جبل الإذاعـة ( به هوائي الإتصال الإذاعي)، جبل بوغيال، وأقشمير..

   الساحـة يزينهـا ما يؤثثهـا ويوجـد حولهـا من بنايات معماريـة.. القرميـد الأخضـر سـيِّـد واجهاتهـا.. والمفضـل منهـا وأشهرهـا “مـسجــد الـنــور”  الذي يشكـل أكبـر معلمـة دينيـة في أزرو. في الجهة المقابلـة منشأة جديـدة البناء قيل أنها ستُـدشـن مُركبـا ثقافيـا هامـا.. ومنهـا يمتـد شارع محمد الخامس حيث مجمـع الصناعـة التقليديـة، المركب الرياضـي، الخزانة البلدية، دارالطالبة، مركـز أزرو للخدمـات الاجتماعية المحليـة التابـع لجامعـة الأخوين، ثانوية محمد الخامس بعين أغبالـو، ثم دار الحوت (بوسلمان) التي تنفرد بها أزرو في المغـرب والمتخصصـة في تربيـة الأسمـاك وعلى الخصوص لترويـت التروتـة الأفضـل في إفريقيـا.

   وفي الجهـة العلويـة من ساحـة محمـد الخامس وشارعه؛ تجـد السويقة وهي قيسارية أزرو التجـارية القديمة التي أصبحت تخضع للتجديـد في البضاعـة والبناء.. يقابلـك بمدخلهـا جامـع أيت غريـس، ويقال أنه هو القديم بالمدينـة.

مدخـل السويقـة بـأزرو

بالسويقـة.. نسيـج أزرو التقليـدي والسجاد وبزارات الزربيـة الأزرويـة الجيـدة الصنـع الزاهيـة الألوان، بجانبهـا وأمامهـا توجـد مجمـوعة فنـادق سياحيـة وفيـلات راقيـة. ولما نجدُّ السيـر، نصـل إلى مجموعة أخرى من المرافـق الإداريـة وغيـرها منها: مقـر الجماعـة الحضريـة وثانويـة إدريـس الأول الإعـدادية والثانوية التأهيلية طارق ابن زيـاد ودار الشباب.. الخ.

   ويستمـر التجوال داخل المدينة عبر شوارعهـا وأزقتهـا ودروبهـا نذكـر منها: أحداف، تيط لحسن، الحي القديم، القشلة، بوسلهـام، تيزي مولاي الحسن، أمحعوف، الزيـد، سيدي عسو، بويقور، عقبة الزبيب، الرتاحة  والحي الصناعي حيث الأنشطة الصناعيـة المختلفـة المدرة للدخـل.

  وأنت مـارا بين بعض هذه المرافق تسمع خرير المياه العـذبـة تنسـاب رقراقـة جاريـة بين جـداول مبنيّـة تشـق المدينـة في أكثـر من جهـة.

من الأنشطـة الثقـافيـة والرياضيـة:

   لا يمكننـا الإلمـام بكـل الأنشطـة الثقافية والرياضيـة والتنمويـة المختلفـة التي تعـج بالفعاليـات الجمعويـة المتواجـدة بأنديتهـا وجمعياتهـا.. في كـل من دارالشبـاب والخزانـة البلديـة والمركـب الإجتماعـي التربـوي الريـاضـي ومراكــز الإصطيـاف والمسبـح الحديـث الذي تسيـره إحدى الجمعيـات وفـق شراكـة مع وزارة الشبـاب والرياضة.. ثم دار الثقـافـة أو المركـب الثقافـي الذي شُـيِّـد حديثـا وسـط المدينـة.

   في المجـال الثقـافـي كذلـك تشهـد أزرو فعاليـات المهرجـان السينمائـي للفيلـم القصيـر، وقد كـانت (دورتـه: 16.  صيـف2014)  تحت شعـار ” سينمـا الإنسـان والبيئـة”.

   كمـا يُنظــم بأزرو مهرجـان “إكـتـــل” السنـوي ( الدورة :5. سنة 2014 ) تحت شعـار ” المؤهـلات الطبيعيـة والهويـة المحليـة أسـاس التنميـة المستـدامة”.. يُـبـرز في مرمـاه : المؤهـلات السيـاحيـة والطبيعيـة للمنطقـة، مع تبـادل الأفكـار والآراء.

   وفي مجـال الشـعر أصبحـت مدينـة أزرو تشهـد كـل سنـة كذلـك “مهرجـان الصخـرة الوطنـي للشعـر” ، تشـارك فيـه نخبـة مغربيـة من الشعراء في مختلـف الإبداعـات الشعريـة: العربيـة، الحسانيـة، الأمازيغيـة، الزجليـة  والملحونيـة.

الوطنيـة بأزرو.. وبنـاء المـدارس:

   اختارت إدارة المستعمـر الفرنسـي منطقـة أزرو لأهميتهـا الإستراتيجيـة؛ نموذجـاً متقدمـاً لتعميـم مدارس الحمايـة الفرنسيـة .. وكـان أشهرهـا المدرسـة أو الكوليـج (طارق بن زياد).. الذي كان يُـعـد  في أزرو من المميـزات في المغـرب. وقد تخرجـت منـه أطـراً توَلـت الكثيـر من المهـام فجـر الإستقـلال؛ وقد تمغـرب ولا زال يؤدي دوره التعليمي التربوي إلى اليوم.

كان هـدف المستعمـر من كل ذلـك هو التمييـز بين المغاربـة وتشتيـت وحدتهـم.. الشيء الذي جعل بعض تلاميذ هذه المدرسة والوطنييـن المناهضيـن للاستعمار يجتمعـون بزعماء الوطنيـة وبالسلطـان محمد بن يوسف لإنقـاذ ما يمكن إنقـاذه بالتفكيـر في إيجـاد بدائـل للتعليـم الفرنسـي بإحداث المدارس المغربيـة الحـرة.. وهكـذا زار الملك محمد الخامس مدينة أزرو في شهـر أكتوبـر1947 ودشن بهـا مدرسة حرة أطلـق عليهـا اسم: أميـرالأطلـس “مولاي الحسن” . لازالـت تقـوم بدورهـا التعليمـي إلى الآن إلى جانب الثانوية التأهيلية طارق بن زياد، ومدارس أخـرى ساهم في بنائهـا وطنيون أزرويُّـون مخلصون.

   أكيد أن هذا الاستطلاع المصـور وضمنه البحث التاريخـي سيبقـى مرجعـاً مذكـورا مُسـاهماً في الكتابـة حول أزرو وتاريخهـا.

• بوابة الأمازيغ
• بوابة المغرب
• بوابة تجمعات سكانية
• بوابة جغرافيا

أزرو في المشاريع الشقيقة

---

• صور وملفات صوتية من كومنز