أبو جعفر اليمني
لندرة المعلومات عن المجاهد أبي جعفر اليمني فلا يعرف اسمه ولا نسبة ولا حياته العامة قبل الجهاد وبداية جهاده إلا القليل.
| ||||
---|---|---|---|---|
الجنرال أبو جعفر | ||||
معلومات شخصية | ||||
اسم الولادة | غير معروف | |||
الميلاد | 1380هـ | |||
الوفاة | 18 صفر 1422هـ 14 مايو 2001 الشيشان | |||
مكان الدفن | الشيشان | |||
الجنسية | يمني | |||
اللقب | الجنرال أبو جعفر | |||
الخدمة العسكرية | ||||
في الخدمة البداية غير معروفة–1422هـ | ||||
الولاء | الجهاد | |||
الفرع | الشيشان | |||
الرتبة | جنرال | |||
المعارك والحروب | الحرب الشيشانية الأولى الحرب الشيشانية الثانية | |||
البداية
عرف بـ أبو جعفر اليمني وهو من بلاد اليمن وعاش ونشأ في المملكة العربية السعودية في مدينة الطائف.[1]
حين نوى الجهاد قامت أخته بتجهيزه، فباعت حليها وذهبها لتسد تكاليف سفره للجهاد، وقد طلب جعفر من أحد المجاهدين الذين يجيدون كتابة الشعر أن يكتب قصيدة في أخته فكتب له على لسانه يخاطب أخته :
سلامي من الشيشان يغــــشى دياركم .... عبيرا وأزهارا مع خالص الـــــود
فيا هل ترى عيني تراكم وتكتحـــل .... بمرآكم الزاهي فقد زيد من وجدي
و لن أنسى يا أختاه يا من أجبت إلى .... طاعة الرحمن في أول العــــهد
لبست حجاب العــــز من دون رجعة .... بوقت نساء القوم أكثرن في الصـد
فلن ينسك قلبي ولن ينس خاطـــر .... ليوم تناديني أخـــي إلى المــــد
دفعتي إلى الميدان قلــبي ومهجتي .... فكنت كأقوى الناس في الصدق بالوعد
أفاطمــــةٌ قلبي يحــدث دائمـــًا .... إذا عز لقياكم ففي جنة الخلـــد
ختاما سلام الله ما ضــــــــاء كوكب .... وما دارت الأفـــلاك من سالف العهد
كان حافظاً للقرآن وطالباً للعلم الشرعي وأخذ بعضه على الشيخ مقبل، وإن كان قد نسي بعض القرآن بسبب انشغاله عن المراجعة في ظل فورة القتال ويقول القائد أبوالوليد عنه : إنه قال سوف أراجع القرآن في رمضان المنصرم لأنه قد نسي أكثره وفعلاً تمكن من مراجعة نصفه في شهر رمضان عام 1421هـ.
أوصافه
كان نحيلاً ضئيلاً قصيراً، قمحي اللون، ذو لحية بارزة، هادئ الطبع، كثير الصمت، شديد الحياء، بشوشاً هينا، إذا ضحك لم يقهقه،، وكان رجلاً جاداً عملياً .
وعرف عنه رقة المشاعر والعطف على الفقراء والمجاهدين والسعي في حاجاتهم حيث أراد أحدهم مرة الزواج فسعى له، حتى إنه عاتب حكيماً –- وقال:لو كان عربياً لأعنتموه، فأعانه وأتى له بملابس جديدة.
بداية الجهاد
ألتحق مع المجاهدين وتدرب وأتقن الضرب بالهاون[؟]، وكان في الحرب الأولى ضمن مجموعة خطاب[؟] وموكل إليه الضرب بالهاون[؟] لأنه أتقنه أيما إتقان، وبرع فيه في وأثخن في الروس بالهاون أيما إثخان، ولما هدأت الحرب الأولى تولى معسكر التدريب فكان هو المسؤول عنه.
وكان حريصا على شيئين :التربية العسكرية، والتربية الإيمانية، وكان يطلب من المجاهدين المتعلمين إلقاء الدروس فإذا تأخروا أو تعذروا غضب وأغلظ عليهم وقال:هذه أمانة فقوموا بها.
الحرب الثانية
بدأت الحرب الثانية ، وكثرت مجموعة خطاب فاحتاج إلى توسيع القيادة وتولية أمراء جدد، فكان جعفر متميزاً خلقاً وصبراً وقيادة، خاصة بعد مقتل القائد حكيم ، وكان جعفر من أعضاء المجلس الشورى العام.[1]
تشكلت مجموعته، واشتهر مع مجموعته بالإقدام، وأصبح أكثر الشباب العرب يطمحون في صحبته، فإذا جاء التقسيم دعوا الله أن يكونوا معه، وأكثر القتلى العرب كانوا في مجموعته، وقد رأى أحدهم رؤيا –حين كان جعفر في أرغون[؟]- أن جعفر يقود حافلة في مطار أرغون[؟] وينطلق بها ومعه مجموعته، وأسرع بها ثم طارت في السماء.
وممن كان معه في تلك المجموعة (حين كان في أرغون وقت الرؤيا) وقتل بعد ذلك:
- عبد الله المقدسي
- أبوحبيب القصيمي
- أبو المنذر الأماراتي
- أبوعبيدة اليمني
- أبو حذيفة المصري
- أبو حمزة اليمني
- أبومالك اليمني
- عباد النجدي
- عكرمة السوري
- أبوعبدالعزيز اليمني
وهناك غيرهم ممن التحق فيما بعد بمجموعته وقتلوا ؛ منهم :
- أبوسعيد الشرقي
- أبودجانة اليمني
- أبوحفص المصري
- المثنى القصيمي
- أبوسمية النجدي
- أبوذر الطائفي
- أبوعاصم الجداوي
حياته بين المجاهدين
كان حريصاً على التربية الإيمانية وربما وعظ المجاهدين، وربما ذكرهم قبل المعارك بالله وعظيم أجره، وربما رأيته يلقي ذلك وهو متاثر، وكان دائماً يذكر المجاهدين بفضل الجهاد والمجاهدين والغدوة والروحة في سبيل الله.[1]
كان متواضعاً (على كونه قائداً يستحق التبجيل)،وعرف بتقديره وأحترامه للقادة التي فوقه من مثل خطاب[؟] (وحكيم سابقاً) ويعقوب وأبي الوليد، فإذا أتى أحدهم معسكره في زيارةٍ قدمه وقدره، حتى لو طلب منه أحد جنوده طلقة قال استأذن من القائد (يعني الذي فوقه) ولا يفعل شيئاً أبداً، وكان لا يأمر ولا ينها ولا يوجه بحضور من قائد أعلا منه ويصمت ويسكت ويتكتَّف كأنه جندي من الجنود، مع أنه قائد، وهذا من طيب نفسه.
ومن ذلك أنه كان –بإجماع المجاهدين- لا يأمر أحداً بشيء أمراً مباشراً، حتى إنه ربما أراد كأساً عند بعض المجاهدين فلا يطلبه منهم بل يقوم بنفسه فيحضره، وكان على جسيم مشاغله وتعدد مسئولياته يقوم في حاجته بنفسه، حتى في أوقات الحرب ووسط الغابات ربما غسل ثيابه بنفسه ولا يأمر بل لا يرضى أن يغسل له أحد ثوبه على تزاحم أعماله.
يقول أحد المجاهدين : في أحد ليالي الشتاء كان المجاهدون متعبين بعد عناء اليوم، ولم يناموا إلا حوالي الساعة العاشرة، فاستيقظتُ الساعة 12.30 فوجدتُ جعفر يتحدث مع خطاب من خلف نافذة، وطال الحديث وطال، وكان خطاب يدعو جعفر أن يحرك مجموعته لمهمة، وجعفر يقول : جيد لكن الشباب لا بد أن يرتاحوا قليلاً، وخطاب يحاول معه ويقول : يكفيهم ما ارتاحوا، وجعفر لرحمته يقول : لا بأس ولكنهم متعبون ولا بد أن يرتاحوا، ولما ذهب خطاب استراح جعفر على فراشه فلم يأته النوم، ثم قام وتوضأ وصلى ركعتين، ثم شغل سيارته وانطلق ليرتب أمور مجموعته، ولم ينتظر حتى الصباح.
كان لا يأكل قبل المجاهدين، ولا يلبس قبل المجاهدين، بل إن المجاهدين صرفت لهم بدل عسكرية جديدة فكان هو من أواخر من لبس، بل إنهم كانوا في الغابة، وأشد ما في الغابة إذا نزل المطر فإنه تضيق صدور المجاهدين لشدة المطر وزلق الأرض والطين ولا يقدرون على أشعال النار، وفي إحدى المرات وزعت خيام جديدة مريحة مانعة من البلل فدخلها المجاهدون وناموا أما هو فلم يكن له مكان، فذهب مع صاحب له إلى أغصان شجر قد صففت ووضعوا فوقها بلاستيكاً وهي مفتوحة من الجوانب، ونام تحتها.
ومع طيبته فكان قائداً مربياً، كان يمر على مجموعاته المكونة من عدة فأة(شيشان .. عرب .. أذربيجانيين .. ) فإذا رأى بقايا سكر في الأرض عاقب المجموعة ألا يصرف لهم سكر، وكذلك إذا رأى كسر خبز : كيف تسرفون وإخوان لكم لا يجدون ما يأكلون؟
كان يربي الشباب على القيادة، يجتمع بهم ويشاورهم، حتى مع الشباب الجدد الذي لم يسبق لهم تجربة، فيحاور ويقول:إذا جاء الروس من هنا، فهل نأتي من هنا، وماذا نفعل، ويعرض الأفكار، وربما أرسل هذا للترصد، وهذا لعملية.
كان يسهل الأمور، ويعطيك المسئوليات بأسلوب ميسر : (تذهب مع هؤلاء .. وكذا وكذا .. وإذا يأتون الروس اضربهم والله أكبر)! هكذا أسلوبه، حتى إن جنوده كانوا يندهشون من هذا الأسلوب السهل، واعتادوا على القيادات.
كان يوليهم، هذا مسئول التموين –وهي مسئولية صعبة وثقيلة - ، وهذا مسئول الذخيرة وهذا وهذا، فصار المجاهدون كخلية النحل ؛ مع أنه كان لا يجلس كثيراً معهم إذ هو مشغول بمهمات أكبر من تحركات وترصدات واجتماع مع القيادات.
في ساحات القتال
كان مسعر حرب ؛ جريئاً، حتى إن الشيخ أباعمر قال : لا ينبغي لهذا الرجل أن يولى ولاية لأني أخشى أن يهلك من معه .. لأنه مقدام وكان يقول عنه : إنه مسعر حرب !!
كان لايعرف الانسحاب من أرض المعركة وإن حصل انحياز لكامل المجموعة فإن أباجعفر يكون هو آخر من ينسحب.
ويذكر عنه أحد من شارك معه في عمليات انتصارات العيد – عملية أرقون - يقول : كنت أحد أفراد مجموعة أبو جعفر وكنا كامنين على طريق قدرميس وبدأت العملية الساعة السابعة وخمس وأربعون دقيقة ووصلت القافلة وكانت عشر آليات وبتاير وهنا أعطى الأمر جعفر وبدأت الرماية وحرقنا جميع هذه الآليات الروسية بفضل الله فأرسل الروس مدد لهذه القافلة : آليه وخمس عشر فرد من الروس - تقريباً - واشتبكت أنا وأخونا عماد مع الروس وعندما سمع أبو جعفر الرماية أتى إلينا وقال أشركوني في الأجر وأخذ يرمي عليهم وكان نصف جسده ظاهر للعدو واشتبكنا معهم حوالي ساعتين وكان ينتقل من خندق إلى خندق يساند الشباب لأن بعض الجنود الروس ما قتلوا وكان الإخوة قريبين من الخط فمن الله علينا بقتل أكثرهم وجرح البعض الآخر وأرسل الروس أيضا مدد ثلاث آليات وقرابة 45 جندي واستمر الاشتباك معهم من العاشرة صباحا إلى الثانية والنصف ظهرا وعندما شاهد أبو جعفر ذلك وكان في بداية المجموعة أتاني مسرعاً وقد أخذ من بعض الإخوة قاذف قنابل وأخذ يرمي عليهم واشتبكنا معهم ...وعندما اثخنا فيهم كنا نسمع بعض الروس يقول ماما ويقولون ساعدونا، وخرج أبو جعفر ليرى من بقي من الروس ويجهز عليهم وعند ذلك حدث ما لم يكن في الحسبان حيث طلب من بقي حياً من الجنود الروس الإمداد فوصل الإمداد في أكثر من ستة وعشرون آليه من بين دبابات وبي ام بي وشاحنات مليئة بالأفراد وعندما رأيناها كبرنا وارتفعت أصواتنا بالتكبير والتهليل وبلغت القلوب الحناجر وظننا أنا لن ننجو من هذا الهجوم المباغت وقال لي أخ بجواري ماذا نفعل فقلت أذكر الله واطلب من الله الثبات وجاء آخر وقال ماذا نفعل أكثر الإخوة انحازوا فتعال نفعل مثلهم فقلت له ننتظر أمر الأمير وعندها كنت متحيراً مدة من الزمن بين أن أنحاز أو اثبت في مكاني وخرجت من الخندق ورأيت أبا جعفر يقول للإخوة اتقوا الله واثبتوا وقال لي اثبت يا أخي ولتتقي الله وثبتنا الله وكان أبو جعفر أسد يصول ويتجول في أرض المعركة حتى أحرقهم بديزل موجود معهم وأحرق عشر آليات وقد انحزت مع أخ جريح وكان قد ثبت مع أبي جعفر أربعة من الإخوة وكان الأخ أبو جعفر آخر الإخوة المنحازين.
أرعب الروس وأرهبهم، حتى إن الأخبار ثبتت أنه كان مرة على خط سرجنيوت، فكان الروس يقولون في إخبارياتهم ( .. وخط سرجنيوت فيه مجموعة من جندنا و.. و.. وتواجههم مجموعة جبلية يقدر عددها بخمسة وعشرين ألفاً يقودهم الجنرال جعفر)! مع إن مجموعته لم تتجاوز 140 شخصاً، حتى إن الشيشانيين كانوا إذا رأوه ورأوا جسمه ضحكوا وقال:أنت الجنرال جعفر!؟ وكان من لا يعرفه منهم يأتي ويسأل المجاهدين أين الجنرال جعفر فإذا رأوه تعجبوا واستغربوا أن يكون هذا هو الذي دوخ الروس وأرعبهم !
إصاباته
لم يعش حياة الترف، مرض مرات، وأصيب مرة، في إحدى الأيام كان هنالك 6 من المجاهدين داخل الغابة فكمن لهم الروس، وضربوهم بالرشاش، فأصيب أحد المجاهدين (أبوالمثنى) فكان يقول وهو مصاب في دمائه : اللهم احفظ أبا جعفر، وأصيب أبوجعفر بطلقات أصاب بعضها مفصل يده اليمنى، حتى كانت يده تكعف قليلاً إذا أراد الأكل، وأصابت أخرى في عضد اليسرى، وأصيب كذلك في ظهره.
استشهاده
استشهد أبوجعفر اليمني وذلك في يوم السبت 18/2/1422هـ حيث كان خارجاً مع بعض المقاتلين من سلاح المهندسين لزراعة الألغام في طرق القوافل الروسية وأثناء قيامهم بزراعة الألغام إنفجر فيهم أحدها فقتل هو ومقاتل شيشاني وأبو بكر التركي .[1]