نزع السحر عن العالم

نزع السحر عن العالم ظاهرة و مفهوم في العلوم الإجتماعية طوره ماكس فيبر بعد أن استلفه من الشاعر الألماني فريدريش شيلر ، ليشير به إلى طبيعة مجتمع الحداثة ، المعلمن حيث أن نزع السحر عن العالم هو أحد أبرز مظاهر الحداثة بالإضافة إلى المحددات الأخرى مثل البروقراطية ، الفردانية ، الديمقراطية ..الخ، نزع السحر عن العالم إشارة لتصور الإنسان الحديث للعالم المؤسس على النظرة العلمية و للمجتمع المؤسس على النظرة العلمية لا الدينية، حيث لم تعد الأرض مركز العالم و لا الإنسان مخلوق على هيئة الإله و لا المجتمع محكوم بخطة إلهية مسبقة، و حيث يتوجه كل حراك اجتماعي نحو أهداف عقلانية، خلافا للمجتمعات التقليدية حيث يقول فيبر أن العالم لا يزال بالنسبة لها حديقة كبرى مسكونة بالأرواح .لظاهرة نزع السحر عن العالم بحسب فيبر جانب إيجابي يتمثل في كونه مخرج من عالم اللامعقول، و سلبي كون يمثل قطيعة مع تناسق و هارمونية الماضي [1]
نزع السحر عن العالم يعني العقلنة الثقافية و هجر النظرة الصوفية للمجتمع و العالم التي ظلت سائدة في العصور القديمة، و كذلك فقدان الرموز و الأساطير الدينية لقيمتها الرمزية، تسبب هذا الفقدان للرموز بحسب المفكر الإيراني داريوش شايغان في ما يعرف بخيبة الأمل و الفراغ الروحي، و أن الفن الحديث خاصة الرواية يأخذ على عاتقه مسؤولية سد هذا الفراغ الناشئ عن نزع السحر و الرموز عن العالم، يقول شايغان : " أعتقد أن ما نسميه في يومنا هذا”ما بعد الحداثة“هو بالضبط اللحظة التي أصبحت الحداثة فيها إيجازية تعيد استيعاب ودمج كل مستويات الوعي. وبما أنها تثق جدا بنفسها عند النظر إلى الوراء وإلى الأمام، فباستطاعتها ضم كل شيء"[2]
نزع السحر عن العالم لا يعني بالضرورة أن الناس سيكفوا عن الاعتقاد في الآلهة أو وجود الأرواح الخيرة و الشريرة أو تصديق الأساطير، لكنه يعني أن التفسيرات الأسطورية و الدينية للعالم لم تعد مرضية و أن العلم وحده هو المصدر الموثوق لكشف اي ظاهرة غامضة على الإنسان .[3]

مراجع

    • بوابة علم الاجتماع
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.