ندرة المياه في أفريقيا

إن ندرة المياه أو نقص المياه الصالحة للشرب هي إحدى المشاكل الرائدة في العالم حيث تؤثر علي أكثر من  1. 1 مليار شخص في العالم، وهذا يعني أن واحدا من كل ستة أشخاص لا يحصلون على المياه الصالحة للشرب.[1] يُعَرف برنامج الرصد المشترك لإمدادات المياه والمرافق الصحية الذي أنشأته منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) مياه الشرب الآمنة بأنها "مياه ذات خواص جرثومية وكيميائية وفيزيائية تستوفي المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية أو المعايير الوطنية المتعلقة بجودة مياه الشرب.  بوجه عام، يُقَيم خبراء الموارد المائية نقص المياه بالنظر إلى معادلة السكان بالنسبة للمياه تعالج 1700 متر مكعب لكل شخص كحد أدنى وطني لتغطية الاحتيتجات المائية في مجالات الزراعة، والصناعة، والطاقة، والبيئة. إن تَوَفر الف متر مكعب يُشكل حالة تُسمي "ندرة المياه" بينما  يُشَكل أى شئ أقل من 500 متر مكعب  حالة "ندرة مُطلقة".[2]

مصدر مياه قرية موامانونغو، تنزانيا. في منطقة ميتو، منطقة شينيانغا، غالباً ما تأتي المياه من ثقوب حفر في رمال مجاري الأنهار الجافة مما يجعلها دائمًا ملوثة.

حسب احصائيات 2006 ثلث دول العالم يعانون من  ندرة المياه [3] ويعتبر دول  جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا  أكثر الدول على وجه الأرض تضررا من مشكلة المياه و300 مليون من 800 مليون شخص الذين يعيشون في أفريقيا يعيشون في أماكن يندر فيها المياه.[4] وحسب نتائج البحث التي قدمت في مؤتمر 2012 حول "ندرة المياه في أفريقيا: المشاكل والتحديات" يتوقع أنه بحلول 2030 سيعيش أكثر من 250 مليون شخص في أفريقيا في أماكن نادرة المياه الأمر الذي سيؤدي إلى نزاحة ما بين 24  مليون و700 مليون شخص إلى أماكن أخرى كلما أصبحت الظروف غير قابلة للعيش بشكل متزايد.

فتيات من بابل يمتلئن أباريق الماء الصفراء من مصدر المياه الرئيسي في المنطقة، 26 مايو 2012

الصحة

إن التأثير الأكثر إلحاحا ووضوحاً لندرة المياه بأفريقيا هو التأثير علي صحة القارة . مع الانعدام الكامل للمياه، يستطيع الانسان العيش في المتوسط من 3إلي 5 أيام.[5] وكثيراً ما يجبر هؤلاء الذين يعيشون في المناطق المحرومة من المياه على اللجوء إلى موارد المياه غير الآمنة، التي تساهم، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، في انتشار الأمراض المنقولة بواسطة المياه بما في ذلك حمى التيفوئيد والكوليرا والدوسنتاريا والإسهال، وانتشار الأمراض مثل الملاريا التي تعتمد نواقلها على هذه الموارد المائية، ويمكن أن تؤدي إلى أمراض مثل التراخوما والطاعون والتيفوس.[6] بالإضافة إلى ذلك، تَدفع ندرة المياه الكثير من الناس بتخزين المياه داخل البيت، مما يزيد من خطر تلوث المياه المنزلية وحوادث الملاريا وحمى الضنك التي تنتشر عن طريق البعوض . هذه الأمراض المنقولة بالماء عادة لا توجد في البلدان المتقدمة بسبب أنظمة معالجة المياه المتطورة التي تقوم بتصفية المياه ومعالجتها بالكلور، ولكن بالنسبة للقاطنين في بنية مائية أقل تطوراً أو غير موجودة، فإن مصادر المياه الطبيعية غير المعالجة غالباً ما تحتوي على ديدان وبكتيريا صغيرة مُحَملة بالامراض.[7] على الرغم من أن العديد من هذه الأمراض المنقولة بالماء قابلة للعلاج والوقاية منها، مع ذلك إنها (المياه الملوثه)  واحدة من الأسباب الرئيسية للمرض والوفاة في العالم . على الصعيد العالمي، يموت 2.2 مليون شخص كل عام بسبب الأمراض ذات صلة بالإسهال، وفي أي وقت من الأوقات، يشغل خمسون بالمائة من أسِرّة المستشفيات في العالم مرضى يعانون من أمراض مرتبطة بالمياه.[1] الرُضع والأطفال هم عُرضة بصفة خاصة لهذه الأمراض بسبب أجهزة المناعة الصغيرة لديهم، مما يؤدي إلي رفع معدلات وفيات الرضع في العديد من المناطق في أفريقيا.  إن ندرة المياه لها تأثير كبير على الصحة.

عند الإصابة بهذه الأمراض المنقولة عن طريق المياه، لا يمكن لهؤلاء العائشين في المجتمعات الأفريقية التي تعاني من ندرة المياه أن يسهموا في إنتاجية المجتمع وتطوره بسبب نقص بسيط في القوة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الموارد الاقتصادية الفردية والجماعية والحكومية تُستنزف بتكلفة الدواء المُعلاج للأمراض التي تنقلها المياه، والتي تسلب الموارد التي من المحتمل أن تكون قد خُصصت لدعم إمدادات الغذاء أو الرسوم الدراسية.  أيضا ومن حيث التمويل الحكومي، يقدر المجلس التعاوني لإمدادات المياه والمرافق الصحية أنه في جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا  تستهلك معالجة الإسهال الناتج عن تلوث المياه 12٪ من ميزانية الصحة في البلاد . مع تحسن ظروف المياه، سيكون العبء على الرعاية الصحية ليس كبيراً، وفي حين توافر قوة عاملة تتمتع بصحة أفضل تعزز النمو الاقتصادي وتساعد في تخفيف حدة انتشار الفقر.[8]

انظر أيضاً

المراجع

  1. "Blue Planet Network - Why Water?". blueplanetnetwork.org (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 5 سبتمبر 2012. اطلع عليه بتاريخ 09 سبتمبر 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. "| Human Development Reports" (PDF). hdr.undp.org (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل (PDF) في 12 أبريل 2019. اطلع عليه بتاريخ 09 سبتمبر 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. Archive: Conference on Water Scarcity in Africa: Issues and Challenges". Archived from the original on 1 April 2016. Retrieved 11 November 2016 [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 7 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
  4. "Conférence "Water Scarcity in Africa: Issues and Challenges" | GIS Climat Environnement Société". 2016-04-01. مؤرشف من الأصل في 7 أبريل 2020. اطلع عليه بتاريخ 09 سبتمبر 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. "How Long Can You Live Without Water?". www.thewaterpage.com (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 23 أكتوبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 09 سبتمبر 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. "10 Facts About Water Scarcity". مؤرشف من الأصل في 14 أبريل 2014. اطلع عليه بتاريخ 11 أبريل 2012. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. "Water Scarcity in Africa | The Water Project". The Water Project (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 28 أغسطس 2012. اطلع عليه بتاريخ 09 سبتمبر 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Binns, J. A. (1989-07). "Rural transformation in Tropical Africa. By Douglas Rimmer (ed.) (London, Belhaven Press, 1988, pp.177. £24.00 hardback)". Journal of International Development. 1 (3): 404–407. doi:10.1002/jid.3380010310. ISSN 0954-1748. مؤرشف من الأصل في 14 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
    • بوابة أفريقيا
    • بوابة طبيعة
    • بوابة حقوق الإنسان
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.