مهارات القرن الحادي والعشرين
تشتمل مهارات القرن الحادي والعشرين على المهارات والقدرات والسلوكيات الحياتية التي يحتاجها المعلمون والتربويون وأصحاب الأعمال والأكاديميون والمؤسسات الحكومية وغيرهم لتحقيق النجاح في مجتمعات وأماكن العمل في القرن الحادي والعشرين، حيث تعتبر هذه المهارات جزءًا من حركة دولية متنامية تركز على المهارات التي يجب على الطلاب إتقانها ليتمكنوا من النجاح في مجتمع رقمي سريع التطور. كما ترتبط العديد من هذه المهارات بالتعلّم المُتعمّق، والذي يعتمد على إتقان مهارات معينة مثل المنطق التحليلي وحل المشكلات المعقدة والعمل الجماعي، ولكن تختلف هذه المهارات عن المهارات الأكاديمية التقليدية حيث أنها لا تستند بشكل أساسي إلى المحتوى المعرفي. [1] [2] [3]
شهد المجتمع تغيرات متسارعة في الاقتصاد والتكنولوجيا خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين وحتى القرن الحادي والعشرين، مما أثّر على طبيعة أماكن العمل ومتطلباتها بشكل كبير، وبالتالي أثّر على المتطلبات التي يجب على النظام التعليمي تلبيتها لإعداد الطلاب لسوق العمل. منذ الثمانينيات حتى يومنا هذا، أصدرت الحكومة والمعلمون وأرباب العمل سلسلة من التقارير التي تحدد المهارات والاستراتيجيات الأساسية اللازمة لتوجيه الطلاب والعمال نحو تلبية متطلبات مكان العمل والمجتمع المتغيرَين باستمرار.
هناك احتمال كبير أن تغير القوى العاملة الحالية وظائفها أو مجالات عملها، حيث في السابق كان مواليد فترة طفرة المواليد (مواليد الفترة بعد الحرب العالمية الثانية بين عامي 1946 و1964) كانوا ينضموا إلى سوق العمل بحثاً عن الاستقرار المادي والاجتماعي، ولكن الأجيال اللاحقة يبحثون بشكل أكبر عن السعادة والرضا في حياتهم العملية. من المرجح الآن أن يغير العمال الشباب في أمريكا الشمالية وظائفهم بمعدل أعلى بكثير من السابق، حيث يغيرون مجال عملهم مرة كل 4.4 سنوات في المتوسط. [4] [5] ولكن تغيير مجال العمل يتطلب مجموعة مهارات مختلفة تمكن العمال من أن يكونوا أكثر مرونتاً وقابلة للتكيف لتولي مناصب مختلفة في مجالات مهنية مختلفة. [6]
انخفضت أهمية الأدوار المهنية والتجارية بشكل ملحوظ نظراً إلى تحول الاقتصاديات الغربية من اقتصاديات صناعية إلى اقتصاديات خدماتية. [7] ومع ذلك هناك حاجة متزايدة نحو المهارات الصلبة المحددة وإتقان مجموعات مهارات معينة مع التركيز على محو الأمية الرقمية . [1] [2] كما أن هناك أهمية متزايدة لمهارات التواصل مع الأشخاص والتعامل معهم والتي تنطوي على التفاعل والتعاون مع الآخرين. [8] كما أن هناك أهمية متزايدة لمهارات الواصل مع الأشخاص والتعامل معهم والتي تنطوي على التفاعل والتعاون مع الآخرين، وبالطبع هناك طلب كبير على المهارات التي تمكن الأشخاص من أن يكونوا أكثر مرونتاً وقابلة للتكيف لتولي مناصب مختلفة في مجالات مهنية مختلفة، مثل تلك المهارات التي تتطلب معالجة المعلومات وإدارة الموارد البشرية وليس التعامل مع المعدات في مكتب أو مصنع ما. [9] ويشار إلى هذه المهارات أيضاً باسم "المهارات التطبيقية" أو "المهارات اللينة" ، [10] وتشمل على المهارات الشخصية أو التعاونية أو المستندة إلى التعلم، مثل المهارات الحياتية (سلوكيات حل المشكلات) ومهارات التعامل مع الأشخاص والمهارات الاجتماعية. يمكن تصنيف المهارات إلى ثلاث مجالات رئيسية:[11]
- مهارات التعلم والابتكار : التفكير النقدي وحل المشكلات ، التواصل والتعاون، الإبداع والابتكار
- مهارات محو الأمية الرقمية : محو الأمية المعلوماتية ، محو الأمية الإعلامية ، محو الأمية في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
- المهارات المهنية والحياتية : المرونة والقدرة على التكيف والمبادرة والتوجيه الذاتي والتفاعل الاجتماعي والثقافي والإنتاجية والمساءلة
يتم تعريف العديد من هذه المهارات أيضًا على أنها من الصفات الأساسية للتعليم التقدمي، والذي هو عبارة عن حركة تربوية بدأت في أواخر القرن التاسع عشر ومازالت مستمرة في أشكال مختلفة حتى الوقت الحاضر.
خلفية عامة
منذ أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، أجرت مجموعة متنوعة من الكيانات الحكومية والأكاديمية والخيرية والمؤسسية أبحاثاً هامة لتحديد المهارات والكفاءات الشخصية والأكاديمية الرئيسية التي ينبغي أن يكتسبها الجيل الحالي والجيل القادم، حيث بدأ تحديد وتطبيق مهارات القرن الحادي والعشرين في التعليم وأماكن العمل في الولايات المتحدة، ومن ثم امتدّ إلى كندا، [12] [13] في المملكة المتحدة، [14] نيوزيلندا، [15] ومن خلال منظمات وطنية ودولية مثل ابيك [16] ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. [17]
في عام 1981، أنشأ وزير التعليم الأمريكي "اللجنة الوطنية للتميز في التعليم" لفحص جودة التعليم في الولايات المتحدة، . [18] وأصدرت اللجنة تقرير "الأُمة في خطر: أمر إلزامي لإصلاح التعليم" في عام 1983، ومن أهم استنتاجات التقرير هو أن "يجب أن يركز إصلاح التعليم على الهدف من إنشاء مجتمع تعليمي". [19] وتضمنت توصيات التقرير المحتوى والمهارات التعليمية التالية:
الأساسيات الجديدة الخمس: اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم والدراسات الاجتماعية وعلوم الكمبيوتر أمور أخرى متعلقة بالمناهج: تطوير الكفاءة والدقة والمهارات لتعلم اللغات الأجنبية والفنون المسرحية والفنون الجميلة والدراسات المهنية والسعي للحصول على تعليم عالي المستوى. المهارات والقدرات (مدمجة): [20]
- الشغف للتعلم
- الفهم العميق
- تطبيق ما تم تعلمه
- الفحص والتحقيق والتفكير النقدي والمنطق
- التواصل - الكتابة بشكل جيد، والاستماع بفعالية، والمناقشة بذكاء، وكذلك اتقان لغة أجنبية،
- فهم الثقافات والمجتمعات والبيئات الأخرى والانخراط بها
- التكنولوجيا - فهم الكمبيوتر على أنه جهاز معلومات وحساب واتصال وفهم عالم أجهزة الكمبيوتر والإلكترونيات والتقنيات ذات الصلة.
- تنوع التعلم عبر مجموعة واسعة من المجالات مثل الفنون الجميلة والفنون المسرحية والمهنية
حتى بداية القرن الحادي والعشرين، ركزت أنظمة التعليم حول العالم على تكديس المعرفة في عقول طلابها. [21] ونتيجة لذلك، ركزت المدارس على تعليم مهارات القراءة والكتابة والحساب لطلابها، حيث تم اعتبارها مهارات ضرورية لاكتساب المعرفة. ولكن التطورات الأخيرة في التكنولوجيا والاتصالات السلكية واللاسلكية جعلت المعلومات والمعرفة متوفرة في كل مكان ويمكن الوصول إليها بسهولة في القرن الحادي والعشرين، وبالتالي بالرغم من أن مهارات القراءة والكتابة والحساب لا تزال مهمة وضرورية، إلا أنها لم تعد كافية في الوقت الحاضر. وبالتالي من أجل مواكبة التغيرات التكنولوجية والديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية بدأت أنظمة التعليم في التوجه نحو تعليم طلابها مجموعة من المهارات التي لا تعتمد فقط على الإدراك المعرفي وإنما تعتمد أيضاً على الترابط بين الخصائص المعرفية والاجتماعية والعاطفية. [22]
بذلت الكثير من الجهات والمؤسسات حول العالم جهود ملحوظة في هذا المجال، أهمها لجنة سكرتارية وزارة العمل الأمريكية حول اكتساب المهارات الضرورية، وهي عبارة تحالف وطني يسمى "الشراكة من أجل مهارات القرن الحادي والعشرين"، والمنظمة الدولية للتعاون الاقتصادي والتنمية، والرابطة الأمريكية للكليات والجامعات، والباحثين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والمؤسسات وغيره من مؤسسات التعليم العالي، وبالإضافة إلى المؤسسات الخاصة.
استنتجت دراسات إضافية أخرى أن أفضل المهارات التي تطلبها شركات وفقاً لمجلة فورتشن الأمريكية في عام 2000 قد تحولت من مهارات القراءة والكتابة والحساب إلى مهارات العمل الجماعي وحل المشكلات ومهارات التعامل مع الآخرين. [23] كما كشفت دراسة استقصائية أجرتها منظمة مجلس المؤتمرات العالمية في عام 2006 وشملت حوالي 400 صاحب عمل أن أهم المهارات التي يجب أن تتوفر في الوافدين الجدد في القوى العاملة هي مهارات الاتصال الشفوي والكتابي والتفكير النقدي وحل المشكلات، والتي تعتبر أهم من المعرفة والمهارات الأساسية، مثل القراءة والكتابة والحساب، في حين أن مهارات القراءة والكتابة والحساب لا تزال تعتبر أساسية وضرورية للوافدين الجدد في القوى العاملة، ولكن أكد أصحاب العمل على أن المهارات التطبيقية مثل التعاون والعمل الجماعي والتفكير النقدي "مهمة جدًا" للنجاح في العمل. [24]
انظر أيضًا
- الأكاديميين التطبيقيين
- التعلم القائم على التصميم
- بيئة التعلم
- مساحة التعلم
- التعلم القائم على ظاهرة
- الحقول الجذعية
- مهارات حياتية
المراجع
- Chris Dede, Comparing Frameworks for 21st Century Skills, Harvard Graduate School of Education, 2009. Retrieved 2016-03-09 نسخة محفوظة 14 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
- Stedman Graham, Preparing for the 21st Century: Soft Skills Matter, Huffington Post, April 26, 2015. Retrieved 2016-03-16 نسخة محفوظة 22 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Larry Cuban, Content vs. skills in high schools - 21st century arguments echo 19th century conflicts, November 3, 2015. Retrieved 2016-03-12 نسخة محفوظة 9 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
- Job-hopping is the new normal for millennials, Forbes Magazine, August 14, 2012. Retrieved 2016-03-12 نسخة محفوظة 23 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
- Are millennials more likely to switch jobs and employers, Psychology Today, March 29, 2015. Retrieved 2016-03-12
- Career changers - 4 tips to determine if your skills are transferable, Forbes Magazine, April 28, 2014. Retrieved 2016-03-12 نسخة محفوظة 9 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
- Futurework - Trends and Challenges for work in the 21st century, US Department of Labor report, Chapter 4 نسخة محفوظة 2016-03-13 على موقع واي باك مشين.. Retrieved 2016-03-12
- The Definition and Selection of Key Competencies, OECD, 2005. Retrieved 2016-03-08 نسخة محفوظة 23 نوفمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- 21st-century-workplaces Attitudinal Skills for 21st century workplaces, Arbora. Retrieved 2016-03-12 نسخة محفوظة 9 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
- "Soft Skills" in Big Demand, Education Week, March 8, 2016. Retrieved 2016-03-09 نسخة محفوظة 9 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
- Trilling, Bernie and Fadel, Charles: 21st Century Skills: Learning for Life in Our Times, Jossey-Bass (publisher), 2009.
- C21 - A Parent's Guide to 21st century learning. Retrieved 2016-03-13 نسخة محفوظة 20 أغسطس 2019 على موقع واي باك مشين.
- Canadians for 21st century learning and innovation. Retrieved 2016-03-13 نسخة محفوظة 8 مارس 2019 على موقع واي باك مشين.
- 21st Century Learning Alliance. Retrieved 2016-03-13 نسخة محفوظة 11 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
- New Zealand Council for Educational Research. Retrieved 2016-03-13 نسخة محفوظة 29 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
- APEC Human Resources Development Working Group نسخة محفوظة 2016-03-15 على موقع واي باك مشين.. Retrieved 2016-03-13 [وصلة مكسورة]
- What should student learn in the 21st century? Charles Fadel, Education and Skills Today, May 18, 2012. Retrieved 2016-03-12 نسخة محفوظة 24 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
- Nation at Risk, introduction Retrieved 2016-03-09 نسخة محفوظة 11 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
- Nation at Risk. Retrieved 2016-03-09 نسخة محفوظة 5 سبتمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- Nation at Risk, recommendations. Retrieved 2016-03-09 نسخة محفوظة 17 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Care, Esther. "How Education Systems Approach Breadth of Skills". Brookings. Brookings. مؤرشف من الأصل في 20 أغسطس 2019. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - Erik Brynjolfsson and Andrew McAfee, The Second Machine Age: Work, Progress, and Prosperity in a Time of Brilliant Technologies (W. W. Norton & Company, 2014)
- Cassel, R.N.; Kolstad, R. (1998). "The critical job-skills requirements for the 21st century: Living and working with people". Journal of Instructional Psychology. 25 (3): 176–180. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - Are They Ready to Work? Employers' Perspectives on the Basic Knowledge and Applied Skills of New Entrants to the 21st Century U.S. Workforce (PDF). Washington, D.C.: Partnership for 21st Century Skills. 2006. مؤرشف من الأصل (PDF) في 27 أبريل 2018. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة)
- بوابة تربية وتعليم