مجزرة القسطنطينية 1821

مجزرة القسطنطينية 1821 هي مجزرة قامت بها سلطات الدولة العثمانية ضد المجتمع اليوناني في مدينة القسطنطينية (إسطنبول) انتقامًا لاندلاع حرب الاستقلال اليونانية (1821-1830). بمجرد وصول خبر الانتفاضة اليونانية إلى العاصمة العثمانية، وقعت في المدينة عمليات إعدام جماعية، ومجازر من نوع الهجمات،[1] وتدمير الكنائس، ونهب ممتلكات السكان اليونانيين في المدينة.[2][3] كما وذبح أيضًا عدة مئات من التجار اليونانيين في المدينة.[4] توجت المجازر عندما أمر السلطان العثماني محمود الثاني بشنق بطريرك القسطنطينية الأرثوذكسي غريغوريوس الخامس المقيم في أسطنبول بعد أن اتهمه بالفشل بضبط المسيحيين اليونانيين في طاعة السلطات العثمانية، وذلك بحسب المهمة التي كان من المفترض أن ينفذها، وتم ذلك مباشرة بعد احتفال البطريرك بقداس عيد الفصح عام 1821 وأعدم وهو مرتدٍ كمال زيه الديني، وإكراماً لذكراه تم إغلاق بوابة المجمع البطريركي منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا.

لوحة إعدام البطريرك غريغوريوس الخامس في مضيق البوسفور، بريشة بيتر فون هيس.

كانت الأحداث في القسطنطينية واحدة من الأسباب التي أدت إلى المجازر ضد المجتمعات التركية في المناطق التي كانت الانتفاضة في أوجها[5] نفذت المجازر من قبل السلطات العثمانية، وفي حين أدعت السلطات على أن المجاز مجرد رد فعل سياسي لاندلاع الثورة اليونانية، والتي تركزت في جنوب اليونان. لم تكن هناك علاقة بين ضحايا هذه الأعمال وبين الثورة، كما ولم تجر أية تحقيقات جدية من الجانب العثماني من أجل إثبات أن هناك أي نوع من التدخل من قبل الشعب أو تنفيذ فيهم حكم الإعدام.

ذكرت الصحيفة الفرنسية الدستور (بالفرنسية: Le Constitutionnel) في 21 مايو 1821 أن السلطات العثمانية قررت رسميًا "ذبح جميع الرعايا المسيحيين في الدولة العثمانية".[6][7] وقالت الصحيفة نفسها أن الحكومة العثمانية كانت نيتها "محو المسيحية من على وجه الأرض".[8] وقدم السفيران البريطاني والروسي احتجاجات قوية إلى الدولة العثمانية كرد فعل على إعدام البطريرك.[9] واحتج السفير الروسي على وجه الخصوص، بارون ستروغانوف ضد هذا النوع من المعاملة تجاه المسيحيين الأرثوذكس، في حين بلغ ذروته الاحتجاجية بعد وفاة البطريرك.[10] في يوليو من عام 1821، أعلن ستروغانوف أنه إذا استمرت المذابح ضد الإغريق، فإن هذا سيكون عملاً حربياً من قبل الباب العالي ضد جميع الدول المسيحية.[11] كما تأثر الرأي العام في الدول الأوروبية بالأحداث، وخاصةً في الإمبراطورية الروسية.[12]

كانت الأحداث في القسطنطينية أحد الأسباب التي أدت إلى مجازر ضد المجتمعات التركية في المناطق التي كانت فيها الانتفاضة على قدم وساق.[13] ومن ناحية أخرى، تم إلغاء جزء من سلطة البطريرك المسكوني، والذي تم حصل عليه عام 1453.[14] وكانت الدولة العثمانية قد كُلفت بها للبطريركية حتى ذلك الوقت باعتبارها الممثل الوحيد للجماعات الأرثوذكسية في الدولة. وبصرف النظر عن زعيم الملة الأرثوذكسية، كان البطريرك الأرثوذكسي مسؤولاً أيضاً عن الحقوق القانونية والإدارية والتعليمية لجماعته.[15] ولم تسترد البطريركية قوتها من الفظائع التي وقعت في المدينة عام 1821.[14]

مراجع

  1. Moltke, Helmuth (1984). Unter dem Halbmond: Erlebnisse in der alten Türkei 1835-1839. Thienemann Edition Erdmann. صفحة 17. ISBN 9783522603102. مؤرشف من الأصل في 24 فبراير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. Seewald, Berthold (1994). Karl Wilhelm v. Heideck: ein bayerischer General im befreiten Griechenland (1826-1835). Oldenbourg Verlag. صفحة 40. ISBN 9783486560589. مؤرشف من الأصل في 02 مايو 2020. اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  3. Kluge, Alexander (2006). Tur an Tur mit einem anderen Leben. Suhrkamp. صفحة 321. مؤرشف من الأصل في 24 فبراير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Kossok, Manfred (1989). In tyrannos : Revolutionen der Weltgeschichte : von den Hussiten bis zur Commune (الطبعة 1. Aufl.). [Leipzig]: Edition Leipzig. صفحة 7240. ISBN 9783361002067. مؤرشف من الأصل في 02 مايو 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Breuilly, John (1993). Nationalism and the state (الطبعة 2.). Manchester: Manchester Univ. Press. صفحات 141–142. ISBN 9780719038006. مؤرشف من الأصل في 24 فبراير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Rodogn, Davide (2011-11-21). Against Massacre : Humanitarian Interventions in the Ottoman Empire, 1815-1914 (الطبعة 1. publ.). Oxford: Princeton Univ. Press. صفحة 67. ISBN 9780691151335. مؤرشف من الأصل في 24 فبراير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. Wheatcroft, Andrew (2004). Infidels a history of the conflict between Christendom and Islam (الطبعة 1st U.S.). New York: Random House. ISBN 9781588363909. On May 27, 1821, Le Constitutionnel reported that it had been officially decided in Constantinople to 'slaughter all Christian subjects of the Ottoman empire' الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Athanassoglou-Kallmyer, Nina (1989). French images from the Greek War of Independence (1821-1830) : art and politics under the Restoration (الطبعة illustrated). New Haven: Yale University Press. صفحة 17. ISBN 9780300045321. مؤرشف من الأصل في 19 يونيو 2013. اطلع عليه بتاريخ 05 مارس 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. Frazee, 1969: 32
  10. Frazee, 1969: 36
  11. Webster, Daniel (2006). Great speeches. Teddington, U.K.: Echo Library. صفحة 54. ISBN 9781846375798. مؤرشف من الأصل في 24 فبراير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. Cycon, Dieter (1991). Die glücklichen Jahre : Deutschland und Russland. Herford: Busse Seewald. صفحة 373. ISBN 9783512030376. مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. Breuilly, John (1993). Nationalism and the state (الطبعة 2.). Manchester: Manchester Univ. Press. صفحات 141–142. ISBN 9780719038006. مؤرشف من الأصل في 24 فبراير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  14. Runciman, 1985: 405-406
  15. Clair, William St. (2008). That Greece might still be free (الطبعة New ed., rev., corr., and with additional ill. and updated bibliography.). Cambridge: Open Book Publ. صفحة 3. ISBN 9781906924003. مؤرشف من الأصل في 28 يناير 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

    انظر أيضًا

    • بوابة اليونان
    • بوابة الدولة العثمانية
    • بوابة المسيحية
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.