كونستانس من أنطاكية

كونستانس من هوتفيل (1163-1128) أميرة أنطاكية الحاكمة منذ 1130 وحتى وفاتها، هي ابنة بوهيموند الثاني أمير أنطاكية الوحيدة وزوجته أليس من القدس، كونستانس خلفت والدها بعد وفاته في المعركة بعد عامين من ولادتها، وعلى الرغم من ادعاء ابن عمها روجر الثاني ملك صقلية أقرب قريب من الذكور بمزاعمه في الإمارة، إلا أن والدتها حلت محل الوصاية، لم يرضى نبلاء أنطاكية بذلك فضلوا والدها (جد كونستانس) بالدوين الثاني ملك أورشليم وبفعل أصبح الوصي إلا أنه بعد وفاته في 1131 حاولت أليس السيطرة على الحكومة مرة أُخرى، إلا أن بارونات أنطاكية اعترفوا بصهرها وزوج شقيقتها فولك دي أنجو كالوصي على كونستانس.

كونستانس من أنطاكية

أميرة أنطاكية
جنباً مع جنب ريموند (1149-1136) ورينو (1153-1160 أو 1161)
فترة الحكم
1130 - 1163
وصي العرش أليس من أورشليم
بالدوين الثاني ملك أورشليم
فولك دي أنجو
بالدوين الثالث ملك أورشليم
بوهموند الثاني
بوهموند الثالث
معلومات شخصية
تاريخ الميلاد سنة 1127  
تاريخ الوفاة سنة 1163 (3536 سنة) 
الزوج أرناط (1153–)[1]
ريموند الثاني أمير أنطاكية (1136–)[1] 
أبناء بوهمند الثالث أمير أنطاكية
ماريا، إمبراطورة البيزنطية
فيليبا، ليدى تبنين
بالدوين
أغنيس (آنا)، ملكة المجر
أليس، ماركيزة إستي
الأب بوهيموند الثاني  
الأم أليس من القدس
عائلة سلالة هوتفيل  
الحياة العملية
المهنة سياسية  

أصبحت كونستانس متزوجة في 1136 من ريموند دي بواتييه وخلال السنوات اللاحقة من حكم ريموند لأنطاكية استطعت إنجاب له أربعة أطفال، وبعد مقتل ريموند في 1149 تولى ابن خالتها بالدوين الثالث ملك أورشليم الوصاية عليها، وحاول اقناعها بالزواج مرة أخرى ولكن رفضت مرشحيه، وأيضا رفضت الزواج من إمبراطور بيزنطي مانويل الأول كومنينوس، لاحقاً وقعت في حب في رينو دي شايتون فارس من فرنسا وتزوجت منه في 1153.

بعد وقوع زوجها رينو في الأسر في 1060، وأرادت حكم إمارة بنفسها ولكن بالدوين الثالث أعلن من القدس بلوغ ابنها بوهمند الثالث العمر الخامسة عشر، ولكنها تجاهلت الإعلان، وواصلت إدارة الإمارة بمساعدة الإمبراطور مانويل، ولكنها لاحقاً تركت الحكم لصالح ابنها توفيت بعد فترة وجيزة من ذلك.

الحياة المبكرة

كونستانس التي ولدت في 1128 هي الابنة الوحيدة لـ بوهيموند الثاني أمير أنطاكية وأليس[2][3] ابنة بالدوين الثاني ملك أورشليم،[2][4] توفي والدها في معركة نهر جيحان في فبراير 1130،[5][6] وبعد وفاته تولت والدتها الوصاية،[6] وفقاً للشائعات التي انتشرت في أنطاكية في ذاك الوقت، أرادت أليس إرسال ابنتها كونستانس إلى الدير أو تزويجها إلى رجل عادي،[6] للانفراد بالسلطة لنفسها، ومع ذلك ابن عم بوهيموند روجر الثاني ملك صقلية اعتبر نفسه خليفة بوهيموند الشرعي لأنه كان عضواً بارزاً في أسرة هوتفيل.[7]

بذلك أُرسل مبعوثين من أنطاكية وفداً إلى جدها بالدوين الثاني ملك أورشليم وحُثهُ على القدوم إلى الإمارة،[5] ولكن ابنته أليس قررت المقاومة بحيث أرسلت في طلب عماد الدين زنكي أتابك حلب،[6] تمكنت جنود بالدوين من الاستيلاء على الإمارة قبل وصول مبعوثين أليس بفترة طويلة،[6] اضطرت أليس للتسول من والدها بالرحمة تحت قدمينهِ،[6] وإلا أن والدها قام إزاحتها عن الوصاية وأجبرها نحو مغادرة أنطاكية.[5][8]

الحكم

الطفولة

وفاة زوجها الأول ريموند دي بواتييه، في معركة أنب.
تعذيب عموري دي ليموج، بطريرك أنطاكية اللاتيني من قبل زوجها الثاني رينو دي شاتيون.

اعترف نبلاء أنطاكية بـ بالدوين على أنه الوصي،[8] وبدأت المفاوضات من أجل زواجها من جوسلين الأول كونت الرها وحتى حين ذلك بالدوين سيحكم الإمارة حتى زواجهما،[5][8] إلا أن بالدوين توفي 21 أغسطس 1131، وجوسلين توفي بعده بأسبوع.[9][10]

والدتها أليس سرعان ما وضعت نفسها في الوصاية،[11] ومع ذلك معظم اللوردات أنطاكية رفضوا حكم الإناث، وقاموا بمراسلة خليفة بالدوين فولك دي أنجو (زوج خالتها ميليسندا)[11][12]، أليس تحالفت مع جوسلين الثاني كونت الرها وبونس كونت طرابلس في أوائل 1132، لمنع وصول فولك إلى أنطاكية،[13][12] ومع ذلك اضطر فولك بالسفر إلى أنطاكية عن طريق البحر لأن بونس لم يسمح له مرور عبر كونتية طرابلس،[11][12] وهبط في سان سيمون حيث اعترف بارونات أنطاكية على الفور بأنه وصي [12][14] وعين رينالد مازوير، كونستابل أنطاكية لإدراة الإمارة.[14]

عاد فولك إلى أنطاكية عندما حاول عماد الدين زنكي، حاكم حلب غزو الإمارة في 1132 أو 1133[15] وبعد هزيمة الزنكيين دخل فولك أنطاكية[16] منذ ذلك الوقت كانت أنطاكية بحاجة إلى حكومة ثابتة، بدأت المفاوضات في اقتراح[17] زواجها من ريموند دي بواتييه ابن ويليام التاسع، دوق آكيتاين الأصغر،[17][18] ولكنه لم يُعلن عن قراره علناً خوفاً من التدخل أليس والدته وابن عمها روجر الثاني.[18]

أخت أليس وزوجة فولك ميليسندا اقنعت زوجها بالسماح لأليس العودة إلى أنطاكية في 1135،[16] بحيث أرادت أليس تشديد علاقتها مع الإمبراطورية البيزنطية من خلال تزويج ابنتها إلى مانويل ابن الإمبراطور يوحنا الثاني كومنينوس،[16] ولأجل منع هذا الزواج البيزنطي أرسل فولك مبعوثه إلى فرنسا لحث ريموند دي بواتييه للمجيء إلى أنطاكية مُسرعاً، وهذا ما فعله بحيث سافر مختفياً، لأن روجر الثاني أراد القبض عليه في جنوب إيطاليا.[7][19]

الزواج الأول

وصل ريموند إلى أنطاكية في أبريل 1136، حاول رالف دي دومفرون، بطريرك أنطاكية اللاتيني جعل أليس تعتقد أن ريموند سيتزوج منها بدلا من ابنته ذو التسعة أعوام،[20] ومع ذلك استطاع خطف كونستانس من القصر، وبارك البطريرك رالف الزوجين في الكاتدرائية،[21] وبذلك أصبح ريموند حاكم الإمارة، وبالتالي أدى إلى تقاعد أليس نهائياً في اللاذقية.[21]

في أوائل 1147 قدم روجر الثاني ملك صقلية عرضاً لويس السابع ملك فرنسا لنقل الصليبيين الفرنسيين إلى الأراضي المقدسة مباشرة خلال الحملة الصليبية الثانية[22] وخوفاً من أن يضغط روجر الثاني بادعياءاته في الإمارة، لويس السابع وزوجته إليانور دي آكيتاين (ابنة شقيق ريموند) رفضا ذلك،[23] ولذلك بقيا لويس السابع وجيشه في الإمارة حتى مارس 1148،[24] قبل فترة طويل انتشرت شائعات بين الصليبيين حول إقامة علاقة حب بين ريموند وإليانور،[25] حاول الصليبيون اقناع زوجها بشن حملة ضد حلب عاصمة نور الدين إلا أن قرر لويس السابع مغادرة أنطاكية نحو القدس واضطرت إليانور على مرافقته.[24]

الترمل

قتل زوجها ريموند في معركة أنب خلال حملة استكشافية ضد نور الدين زنكي في 29 يونيو 1149،[26] وبما أن الأبناء كونستانس الأربعة صغار ولم يوصلوا إلى السن القانونية بعد؛ ولم يكن هناك من يدافع عن لإمارة مما حاول نور الدين غزو الإمارة واستطاع الاستيلاء على جميع المناطق شرقي نهر العاصي،[27][28] حاول عموري دي ليموج، بطريرك أنطاكية اللاتيني الدفاع عن الإمارة، ولكن معظم النبلاء فضلوا حاكماً مدنياً بدلاً من ديني،[28][29] ولما عُرف مصير ريموند، سارع ابن خالتها بالدوين الثالث ملك أورشليم نحو الإمارة، وأصبح الوصي،[28][30] واعلن الهدنة مع نور الدين.[28]

عاد بالدوين الثالث إلى أورشليم في صيف 1150،[30] أراد إقناع كونستانس بزواج مرة أخرى؛ واقترح عليها ثلاثة مرشحين (إيف، كونت سواسون، والتر دي سان أومير، رالف دي ميرال) مع ذلك رفضت اقتراحات بالدوين الثالث،[30] وفي أوائل 1152 عندما كانت في طرابلس وإلتقت بخالاتها ميليسندا وهديردنا[31] وحاولا إقناعها بمرشحين بالدوين الثالث، ومع ذلك أُصْرت في رفضها وعادت إلى أنطاكية دون وعدهم بالزواج،[31][32][33] من الممكن أن البطريرك عموري حاول اقناع كونستانس بأن تعارض اقتراحات الزواج؛ لأنه أراد السيطرة على الحكومة لنفسه،[33][34] وأيضا أرسل الإمبراطور مانويل الأول كومنينوس صهره الأرمل روجر روجيريوس دالاسينوس إلى أنطاكية لكي يتزوج منها، إلا أنها رفضت الزواج منه،[35][33][35] واستمرت في رفض الزواج من المرشحين بالدوين حتى التقت فارس فرنسي رينو دي شاتيون[36] بذلك استطعت الزواج[37] منه سراً حتى الحصول على أذن من بالدوين الثالث.[38]

الزواج الثاني

وبعد موافقة بالدوين الثالث تزوج من رينو دي شاتيون علناً في أوائل 1153،[38] وبذلك تولى رينو إدارة الإمارة[36] لم يحظى بشعبية كبيرة في قلوب شعب الإمارة لأنهم اعتبروه بمغرور[36] بسبب قيامه بمحاولات متكررة لجمع الأموال وأيضا صراعه مع البطريرك عموري ومع الإمبراطور مانويل كومنينوس خلال السنوات اللاحقة،[38] ومع ذلك استطاع الإمبراطور مانويل إخضاعه كتابع له في 1159،[39] ولكن تم القبض عليه من قبل مجد الدين حاكم حلب أثناء محاولاته للنهب في نوفمبر 1060 أو 1061 وأصبح سجينه له طيلة خمسة عشر سنة القادمة.[37][40]

وبعد سقوط زوجها الثاني في الأسر، أصبحت لديها نية في إدارة الإمارة بنفسها ومع ذلك عارضها بعض النبلاء الذين فضلوا حاكماً ذكراً،[41] قام بالدوين الثالث بإعلان ابنها البكر ذو الخمسة عشر عاماً بوهمند الثالث شخصاً بالغاً واعتباره الأمير الشرعي للإمارة،[41][42] ومع ذلك تجاهلت كونستانس هذا الإعلان واستمرت في إدارة الإمارة بنفسها، واحتجت على القرار إلى الإمبراطور مانويل كومنينوس.[43]

أرسل الإمبراطور ابن أخيه أليكسيوس برينيوس كومنينوس ويوحنا كاماتروس إلى أنطاكية حول زواج إمبراطور من ابنتها ماريا،[44] تم توقيع عقد الزواج وأكدوا مندوبين على موقفها كحاكمة الإمارة،[44] بالدوين الثالث جاء إلى الإمارة للقاء مبعوثين الإمبراطورية ومع ذلك لم يحتجوا عليه.[44]

بوهمند ابنها بلغ سن الرشد في 1163،[45][46] لتعزيز موقفها طلبت المساعدة من قسطنطينوس كالمنوس، حاكم قيليقية،[47] ومع ذلك بارونات أنطاكية تحالفوا مع ثوروس الثاني ملك أرمينيا وأجبروها على مغادرة أنطاكية،[42] وبعد مغادرتها البلاد سيطر ابنها البكر على الإمارة دون مقاومة،[42] وبعدها بفترة وجيزة توفيت كونستانس في اللاذقية أو الجبيل.[48]

العائلة

المراجع

  1. مُعرِّف شخص في موقع "النُبلاء" (thepeerage.com): https://wikidata-externalid-url.toolforge.org/?p=4638&url_prefix=https://www.thepeerage.com/&id=p21947.htm#i219465 — تاريخ الاطلاع: 7 أغسطس 2020
  2. Hodgson 2007، صفحة 182.
  3. Runciman 1989، صفحة 183, Appendix III (Genealogical tree No. 2.).
  4. Runciman 1989، صفحة 176.
  5. Nicholson 1969، صفحة 431.
  6. Runciman 1989، صفحة 183.
  7. Norwich 1992، صفحة 473.
  8. Runciman 1989، صفحة 184.
  9. Runciman 1989، صفحة 185.
  10. Barber 2012، صفحة 152.
  11. Runciman 1989، صفحة 188.
  12. Nicholson 1969، صفحة 433.
  13. Runciman 1989، صفحات 188, 190.
  14. Runciman 1989، صفحة 190.
  15. Runciman 1989، صفحة 195.
  16. Runciman 1989، صفحة 198.
  17. Nicholson 1969، صفحة 434.
  18. Barber 2012، صفحة 153.
  19. Runciman 1989، صفحة 199.
  20. Runciman 1989، صفحات 199–200.
  21. Runciman 1989، صفحة 200.
  22. Norwich 1992، صفحات 484–486.
  23. Norwich 1992، صفحة 486.
  24. Runciman 1989، صفحة 278.
  25. Barber 2012، صفحة 188.
  26. Baldwin 1969، صفحات 532–533.
  27. Hodgson 2007، صفحات 182–183.
  28. Baldwin 1969، صفحة 533.
  29. Runciman 1989، صفحات 330–331.
  30. Runciman 1989، صفحة 331.
  31. Runciman 1989، صفحة 333.
  32. Hodgson 2007، صفحة 187.
  33. Barber 2012، صفحة 208.
  34. Runciman 1989، صفحة 331 (note 1).
  35. Runciman 1989، صفحة 332.
  36. Runciman 1989، صفحة 345.
  37. Barber 2012، صفحة 206.
  38. Baldwin 1969، صفحة 540.
  39. Baldwin 1969، صفحات 543–544.
  40. Runciman 1989، صفحة 357.
  41. Runciman 1989، صفحة 358.
  42. Barber 2012، صفحة 215.
  43. Runciman 1989، صفحة 359.
  44. Runciman 1989، صفحة 360.
  45. Baldwin 1969، صفحة 547.
  46. Runciman 1989، صفحة 364.
  47. Runciman 1989، صفحات 364–365.
  48. Runciman 1989، صفحة 365 (note 1).
  49. Norwich 1992، صفحات 285, 332.
  50. Runciman 1989، صفحات 48–49, 176, Appendix III (Genealogical trees No. 1-2.).
  51. Dunbabin 2000، صفحة 383.
  52. Meade 1991، صفحات 8, 22.
  53. Dunbabin 2000، صفحة 384.
  54. Meade 1991، صفحات 18, 22.
  55. Runciman 1989، صفحة 330.
  56. Hodgson 2007، صفحة 183.
  57. Garland 1999، صفحة 201.
  58. Runciman 1989، صفحة 378.
  59. Hamilton 2000، صفحات xviii, 40–41.
  60. Runciman 1989، صفحة 365, Appendix III (Genealogical tree No. 2.).
  61. Runciman 1989، صفحة 413.
  62. Runciman 1989، صفحة 365 (note 2).
  63. Chiappini 2001، صفحة 31.
    • بوابة المرأة
    • بوابة أعلام
    • بوابة السياسة
    • بوابة سوريا
    • بوابة التاريخ
    • بوابة تركيا
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.