فقدان السمع

فقد السمع هو العجز الجزئي أو الكلي في حاسة السمع.[1] يمكن أن يظهر فقد السمع منذ الولادة أو يُكتسب في أي وقت خلال الحياة، ويمكن أن يصيب أذنًا واحدة أو أذنين. بالنسبة إلى الأطفال، يمكن أن تؤثر الإعاقة السمعية على قدرة الطفل على تعلم النطق، كما أنها تسبب صعوبات في التواصل الاجتماعي والعمل لدى البالغين. يمكن أن يكون فقد السمع مؤقتًا أو دائمًا. عادة ما يكون فقد السمع المرتبط بالعمر ثنائي الجانب، وينتج عن فقدان الخلايا المهدبة في القوقعة ضمن الأذن الداخلية. يمكن أن يسبب فقد السمع شعورًا بالوحدة، ويلاحظ هذا عند المسنين بشكل خاص. أما الأشخاص المصابون بالصمم فيكون سمعهم شديد الضعف أو غائبًا على الإطلاق.[2][3][4][5][6]

يمكن أن ينتج فقد السمع عن عدد من الأسباب، منها العوامل الوراثية والعمر والتعرض المزمن للضوضاء وبعض الأمراض الإنتانية والاختلاطات أثناء الولادة والرضوض على الأذن وبعض الأدوية والسموم. تعتبر إنتانات الأذن المزمنة سببًا يؤدي إلى فقد السمع بشكل شائع. تؤدي بعض الأمراض الإنتانية التي تصيب الأم خلال الحمل مثل الفيروس المضخم للخلايا (سي إم في) والزهري والحصبة الألمانية إلى فقد السمع لدى الجنين. يُنصح بإجراء اختبارات تحري السمع لدى جميع حديثي الولادة. يمكن تصنيف فقد السمع إلى بسيطة (من 20 إلى 40 ديسيبل) أو متوسط (من 41 إلى 55 ديسيبل) أو متوسط شديد (56 إلى 70 ديسيبل) أو شديد (71 إلى 90 ديسيبل) أو عميق (أكثر من 90 ديسيبل). هناك ثلاثة أنواع أساسية من فقد السمع هي فقد السمع التوصيلي وفقد السمع الحسي العصبي وفقد السمع المشترك.[7][8]

يمكن الوقاية من نحو نصف حالات فقدان السمع حول العالم باتباع تدابير الصحة العامة. تشمل هذه التدابير التمنيع (من خلال اللقاحات بشكل أساسي) والرعاية المناسبة في فترة الحول وحولها وتجنب الأصوات الصاخبة وتجنب تناول الأدوية المؤثرة على السمع. تنصح منظمة الصحة العالمية الأطفال والشباب بتحديد التعرض للأصوات الصاخبة واستخدام مشغل الموسيقى الشخصي لمدة ساعة واحدة في اليوم بهدف الحد من التعرض للضوضاء والأذى الناتج عن هذا التعرض. يعتبر التشخيص الباكر والدعم المناسب في غاية الأهمية لدى الأطفال بشكل خاص. بالنسبة إلى الكثيرين، تعتبر سماعة الأذن الطبية ولغة الإشارة وزرع القوقعة والكتابة المرئية للحوارات أمورًا مفيدة، كما أن قراءة الشفاه مهارة مفيدة يتعلمها بعض المصابين بفقد السمع. لكن إمكانية الحصول على سماعات الأذن الطبية محدودة في العديد من أنحاء العالم.[9]

اعتبارًا من عام 2013، يؤثر فقد السمع على 1.1 مليار شخص بدرجة أو بأخرى. يسبب الإعاقة لدى 466 مليون شخص (5% من التعداد السكاني العالمي)، وإعاقة متوسطة إلى شديدة لدى 124 مليون شخص. من بين أولئك المصابين بإعاقة متوسطة إلى شديدة، يعيش 108 ملايين منهم في دول ذات دخل منخفض أو متوسط. من بين المصابين بفقد السمع، بدأت المشكلة خلال الطفولة لدى 65 مليون شخص منهم. يرى الأشخاص الذين يستخدمون لغة الإشارة وينتمون إلى ثقافة الصم أنهم يملكون اختلافًا وليس إعاقة. يعترض معظم أفراد ثقافة الصم على محاولات علاج الصمم كما ينظر بعضهم إلى عمليات زرع القوقعة بقلق لأنها قد تؤدي إلى زوال ثقافتهم. يعتبر مصطلحا ضعف السمع أو فقدان السمع سلبيين لأنهما يؤكدان على الأمر الذي لا يستطيع هؤلاء الافراد القيام به، على الرغم من ذلك فهما يُستخدمان بشكل متكرر عند الإشارة إلى الصمم في السياق الطبي.[10][11][12][13][14][15][16]

تعريف

  • يُعرف فقد السمع على أنه تراجع في حدة التقاط الأصوات التي يمكن لبقية الأشخاص سماعها عادة. عادة ما يُحتفظ بصفات مثل الشخص ضعيف السمع أو ذي الإعاقة السمعية لوصف الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في سماع الأصوات التي تصل شدتها إلى مستوى الحديث الطبيعي. يمكن تصنيف شدة فقد السمع تبعًا لزيادة شدة الصوت فوق المستوى المعتاد حتى يتمكن المصاب من سماعه.[13]
  • يُعرف الصمم على أنه درجة من فقد السمع يصبح عندها المصاب غير قادر على فهم الكلام، حتى بوجود أدوات لتضخيم الصوت. في حالات الصمم العميق، قد يكون الشخص عاجزًا عن التقاط أعلى الأصوات التي يصدرها مقياس السمع (أداة تستخدم لقياس القدرة السمعية من خلال أصوات ذات لحن نقي وبتواترات متدرجة). في الصمم التام، لا يتمكن المصاب من سماع أي صوت على الإطلاق، وذلك مع جميع وسائل التضخيم ومصادر الصوت الممكنة.
  • إدراك الكلام هو جانب آخر من السمع يتضمن التقاط الكلمات بشكل واضح بصرف النظر عن شدة الصوت الذي تصنعه الكلمة. عند البشر، يُقاس إدراك الكلام عادة باختبارات تمييز الكلام، والتي لا تقيس فقط قدرة الشخص على التقاط الأصوات، إنما تقيم قدرته على فهم الكلام أيضًا. هناك أنواع نادرة جدًا من فقد السمع التي تؤثر على تمييز الكلام بمفرده. نذكر من الأمثلة على ذلك اعتلال العصب السمعي، وهو من أنواع فقد السمع تكون فيه الخلايا المهدبة الخارجية في القوقعة سليمة وذات وظيفة طبيعية، لكن المعلومات السمعية لا تُنقل بشكل مناسب عبر العصب السمعي وصولًا إلى الدماغ.[17]

يفضل كثيرون في مجتمع الصم ومنظمات الدعم والتوعية تجنب استخدام مصطلحات مثل «معاق سمعيًا» أو «أصم أبكم» أو «أصم وأبكم» للإشارة إلى الصم والذين يعانون من صعوبات في السمع، وذلك لأن هذه المصطلحات تعتبر هجومية ومهينة لهؤلاء الأشخاص.[18][19]

معايير السمع

تشمل القدرة السمعية الطبيعية للبشر الأصوات التي يتراوح ترددها من 20 إلى 20,000 هرتز، وتتراوح شدتها بين 0 و120 ديسيبل أو أكثر. لا تعبر شدة 0 ديسيبل عن غياب الصوت، إنما تمثل أكثر الأصوات التي يمكن للأذن البشرية السليمة أن تسمعها خفوتًا؛ يمكن لبعض الأشخاص سماع أصوات منخفضة تصل شدتها إلى 5 ديسيبل أو حتى 10 ديسيبل تحت الصفر. عادة ما تصبح الأصوات صاخبة بشكل غير مقبول عندما تتجاوز شدتها 90 ديسيبل، وتمثل الشدة 115 ديسيبل عتبة الألم السمعية.

لا تستطيع الأذن سماع جميع الترددات الصوتية بالجودة ذاتها، إذ تصل حدة السمع إلى أقصاها عند تردد 3,000 هرتز. هناك العديد من صفات القدرة السمعية البشرية إلى جانب مجال التردد والشدة لا يمكن قياسها كميًا بسهولة. لكن ومن أجل سهولة القياس العملي، يُحدد السمع الطبيعي من خلال مخطط للتردد مقابل شدة الصوت، ويحدد عتبة الحساسية السمعية عند كل من الترددات المدروسة. نظرًا للأثر التراكمي للعمر والتعرض للضوضاء وبقية أشكال الأذى السمعي، قد لا يكون السمع «النمطي» طبيعيًا لكل شخص.[20][21]

الأعراض والعلامات

  • صعوبة استخدام الهاتف.
  • فقدان القدرة على تحديد مكان الصوت.
  • صعوبة فهم الكلام؛ خصوصًا أصوات الأطفال والنساء اللواتي تكون أصواتهن أكثر حدة (ذات تردد أعلى).
  • صعوبة فهم الكلام بوجود ضجيج في المحيط (تأثير حفل الكوكتيل).
  • يشعر المصاب بأن أصوات الكلام أصبحت خافتة أو مكتومة أو ضعيفة.
  • الحاجة إلى رفع صوت التلفزيون والراديو ومشغل الموسيقى وبقية مصادر الصوت حتى يتمكن الشخص من سماعها.

فقد السمع اضطراب حسي، لكنه قد يترافق مع أعراض أخرى مثل:

  • الشعور بالألم أو بوجود ضغط في الأذنين.
  • الشعور بالانسداد.

قد يعاني المصاب من أعراض ثانوية مرافقة مثل:

  • احتداد السمع؛ ويتصف بحساسية عالية يرافقها ألم عند سماع الأصوات التي تقع ضمن مجال معين من التردد والشدة الصوتية، وتُعرف هذه الحالة أيضًا باسم «التجنيد الصوتي».
  • الطنين أو الصفير أو الرنين أو الفحيح أو سماع أصوات أخرى ضمن الأذن عند عدم وجود مصدر صوتي خارجي.
  • الدوار واختلال التوازن.
  • التصويت الطبلي، والمعروف أيضًا باسم التصويت الذاتي، وهو أن يسمع الشخص صوته الخاص وأصواته التنفسية بشكل غير طبيعي، ينتج ذلك عادة عن النفير المخوق (بقاء النفير أو قناة أستاكيوس مفتوحة بشكل دائم)، أو بسبب فتق في القنوات نصف الدائرية العلوية.
  • اضطرابات في حركة الوجه (تشير إلى احتمال وجود ورم أو سكتة) أو لدى الأشخاص المصابين بشلل الوجه النصفي (شلل بل).

مراجع

  1. Deafness. Encyclopædia Britannica Inc. 2011. مؤرشف من الأصل في 25 يونيو 2012. اطلع عليه بتاريخ 22 فبراير 2012. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. "Deafness and hearing loss". World Health Organization (باللغة الإنجليزية). 2020-03-01. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2020. اطلع عليه بتاريخ 13 يوليو 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. "Hearing Loss at Birth (Congenital Hearing Loss)". American Speech-Language-Hearing Association (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 11 نوفمبر 2020. اطلع عليه بتاريخ 13 يوليو 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. "Deafness and hearing loss Fact sheet N°300". March 2015. Archived from the original on 16 مايو 2015. اطلع عليه بتاريخ 23 مايو 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: رابط غير صالح (link)
  5. "Hearing loss: diagnosis and management". Primary Care. 41 (1): 19–31. March 2014. doi:10.1016/j.pop.2013.10.003. PMID 24439878. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Schilder, Anne Gm; Chong, Lee Yee; Ftouh, Saoussen; Burton, Martin J. (2017). "Bilateral versus unilateral hearing aids for bilateral hearing impairment in adults". The Cochrane Database of Systematic Reviews. 12: CD012665. doi:10.1002/14651858.CD012665.pub2. ISSN 1469-493X. PMC 6486194. PMID 29256573. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. "Congenital cytomegalovirus infection: audiologic outcome". Clinical Infectious Diseases. 57 Suppl 4 (suppl_4): S182-4. December 2013. doi:10.1093/cid/cit609. PMC 3836573. PMID 24257423. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. "Deafness and Hereditary Hearing Loss Overview". GeneReviews [Internet]. Seattle (WA): University of Washington, Seattle. 2014. PMID 20301607. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. "1.1 billion people at risk of hearing loss WHO highlights serious threat posed by exposure to recreational noise" (PDF). who.int. 27 February 2015. مؤرشف (PDF) من الأصل في 01 مايو 2015. اطلع عليه بتاريخ 02 مارس 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. Global Burden of Disease Study 2013 Collaborators (August 2015). "Global, regional, and national incidence, prevalence, and years lived with disability for 301 acute and chronic diseases and injuries in 188 countries, 1990-2013: a systematic analysis for the Global Burden of Disease Study 2013". Lancet. 386 (9995): 743–800. doi:10.1016/s0140-6736(15)60692-4. PMC 4561509. PMID 26063472. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. WHO (2008). The global burden of disease: 2004 update (PDF). Geneva, Switzerland: World Health Organization. صفحة 35. ISBN 9789241563710. مؤرشف (PDF) من الأصل في 24 يونيو 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. "The global burden of disabling hearing impairment: a call to action". Bulletin of the World Health Organization. 92 (5): 367–73. May 2014. doi:10.2471/blt.13.128728. PMC 4007124. PMID 24839326. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. Elzouki, Abdelaziz Y (2012). Textbook of clinical pediatrics (الطبعة 2). Berlin: Springer. صفحة 602. ISBN 9783642022012. مؤرشف من الأصل في 14 ديسمبر 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  14. "Sound and Fury - Cochlear Implants - Essay". www.pbs.org. بي بي إس. مؤرشف من الأصل في 06 يوليو 2015. اطلع عليه بتاريخ 01 أغسطس 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  15. "Understanding Deafness: Not Everyone Wants to Be 'Fixed'". www.theatlantic.com. ذا أتلانتيك. 2013-08-09. مؤرشف من الأصل في 30 يوليو 2015. اطلع عليه بتاريخ 01 أغسطس 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  16. Williams, Sally (2012-09-13). "Why not all deaf people want to be cured". www.telegraph.co.uk. ديلي تلغراف. مؤرشف من الأصل في 24 سبتمبر 2015. اطلع عليه بتاريخ 02 أغسطس 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  17. eBook: Current Diagnosis & Treatment in Otolaryngology: Head & Neck Surgery, Lalwani, Anil K. (Ed.) Chapter 44: Audiologic Testing by Brady M. Klaves, PhD, Jennifer McKee Bold, AuD, Access Medicine
  18. Bennett, ReBecca (May 2019). "Time for Change". The Hearing Journal. 72 (5): 16. doi:10.1097/01.HJ.0000559500.67179.7d. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  19. "Community and Culture - Frequently Asked Questions". nad.org. National Association of the Deaf. مؤرشف من الأصل في 27 ديسمبر 2015. اطلع عليه بتاريخ 27 يناير 2016. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  20. ANSI 7029:2000/BS 6951 Acoustics - Statistical distribution of hearing thresholds as a function of age
  21. ANSI S3.5-1997 Speech Intelligibility Index (SII)
    • بوابة طب
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.