غلاسنوست

غلاسنوست (بالروسية: гла́сность) هي سياسة الانفتاح والشفافية في أنشطة جميع المؤسسات الحكومية في الاتحاد السوفيتي، بالإضافة إلى حرية الحصول على المعلومات.[1][2][3] وأطلقت هذه الدعوة بواسطة الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف في النصف الثاني من الثمانينيات. كان أول استخدام لهذه الكلمة (غلاسنوست) في الاتحاد السوفياتي في نهاية عام1950 وتعني باللغة العربية الشفافية، كان غورباتشوف يستخدم هذه الكلمة لتحديد السياسات التي يعتقد انها قد تساعد على التخفيف من الفساد في الطبقات العليا بالحزب الشيوعي والحكومة السوفياتية، وتخفيف التعسف في استخدام السلطة الإدارية في اللجنة المركزية السوفيتية ونشطاء حقوق الإنسان السوفيتيين أوضحوا "ان كلمة غلاسنوست كانت موجودة في الاستخدام منذ عدة قرون، وكان من الطبيعي إعطاء العملية كلمة لاتوصف لانها عملية تقوم بها الحكومة علنا". وكانت غلاسنوست ترمز إلى فترة بالاتحاد السوفيتي كان فيها أقل قدر من الرقابة وحرية أكبر في الحصول على المعلومات.

تحتاج هذه المقالة كاملةً أو أجزاءً منها إلى تدقيق لغوي أو نحوي. فضلًا ساهم في تحسينها من خلال الصيانة اللغوية والنحوية المناسبة.

مجالات العملية

على الرغم من أن غلاسنوست ترتبط بالحرية إلا أن الهدف الرئيسي منها كان جعل إدارة البلاد شفافة وقابلة للنقاش، وذلك للالتفاف على الدائرة الضيقة من الموالين الذين سيطروا في السابق سيطرة تامة على الاقتصاد في البلاد، وذلك من خلال استعراض الماضي وإزالة الرقابة عن المكتبات وإعطاء حرية أكبر للرأي والتعبير، مثل السيطرة على الخطابات وقمع الانتقادات للحكومة التي كانت جزء من أعمال سياسات الحكومة السوفيتية سابقا، بالإضافة إلى حرية أكبر في وسائل الإعلام. في أواخر الثمانينيات تعرضت الحكومة السوفيتية لمزيد من الانتقادات مثل الأيديولوجية اللينينية، ومزيد من السكان السوفيت الذين أصبحت وجهة نظرهم بكل صراحة أن الحكومة السوفيتية أصبحت أكثر فشلا، لم تقدم غلاسنوست الحرية في التعبير عن الرأي فحسب بل وذهبت إلى ماكان غورباتشوف ينوي إليه ولعبت دورا مهما في تغيير رأي المواطنين عن الدولة، الأمر الذي لعب دورا أساسيا في تفكك الاتحاد السوفيتي لاحقا.

الآثار

أدى تخفيف الرقابة على وسائل الإعلام في الاتحاد السوفيتي إلى فقد سيطرتها على الإعلام قبلها بفترة طويلة، سببت وسائل الإعلام كثيرا من الحرج إلى السلطات السوفيتية فبدؤا بفضح مشاكل اجتماعية واقتصادية والتي كانت الحكومة السوفيتية قد تجاهلتها أو غطت عليها منذ زمن طويل، مثل المساكن الرديئة، والنقص في الغذاء، والإدمان على الكحول، والتلوث في مساحات شاسعة من البلاد، بالإضافة إلى ازدياد معدل الوفيات، إضافة إلى قتل الرؤساء السوفييت مابين 25 إلى 60 مليون من شعبهم، وعلاوة على ذلك كان الشعب يستطيع التعرف على المزيد من أعمال حكومة جوزيف ستالين، بما في ذلك عمليات التطهير العرقي وغيرها من الأعمال السرية في السابق. وعلى الرغم من أن "خروتشوف“ ندد بأعمال حكومة ستالين إلا أن الأرقام الحقيقية للفضائح لا تزال مخبئة ولا يعلمها أحد إلى الآن، وبعد النظرة الجيدة عن الاتحاد السوفيتي التي أعطتها وسائل الإعلام تشوهت بسرعة وتم الكشف عن الجوانب السلبية للحياة في السوفييت، وهنا بدأت ثقة الشعب السوفييتي في حكومته تنهار، أدى الاستمرار في الانفتاح السياسي إلى إنتاج نتائج غير مخطط لها، ففي الانتخابات للمجالس الإقليمية في جمهوريات الاتحاد السوفييتي اجتاح القوميون المجالس. وكما أضعف "غورباتشوف“ نظام القمع السياسي الداخلي فإن قدرة الحكومة على فرض إرادتها على جمهوريات الاتحاد السوفييتي قد ضعفت كذلك خلال الثمانينات، وقد تعاظمت النداءات المطالبة بالاستقلال عن الاتحاد السوفييتي خصوصا في جمهوريات بحر البلطيق (أستونيا ولاتفيا وليتوانيا) التي كان ستالين قد ضمهم إلى الاتحاد السوفييتي عام 1940، وبعدها ازداد الشعور بالقومية في جمهوريات أخرى مثل: أذربيجان وأوكرانيا وجورجيا، ومنذ منتصف الثمانينات بدأت دول البلطيق باستخدام معاهدة غلاسنوست التأكيد على حقهم في حماية بيئتهم الداخلية ومعالمهم التاريخية، وبعد ذلك المطالبة بالاستقلال والسيادة وعندما صمدت دول البلطيق أمام التهديدات الخارجية تعرض الكريملين إلى مزيد من المشاكل بتعزيز النزعة الانفصالية عند المزيد من الجمهوريات السوفيتية، وبدعم من الرئيس الروسي ”يلتسن“ تم تأكيد سيادة دول البلطيق على نفسها. بسبب الغلاسنوست ايقظ توترات عرقية في جميع البلاد، ففي فبراير 1988 أصدرت ناغورني-كاراباخ وهي ذات الأغلبية العرقية الأرمينية في جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفيتية قرار يدعو إلى الوحدة مع جمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفيتية والتي أشعلت حرب الناغورني- كاراباخ، أدت غلاسنوست إلى تزايد الاتصال مع العالم الغربي ولاسيما مع الولايات المتحدة والتبادل الثقافي، وتقلصت القيود على السفر والسماح للأعمال التجارية. وفي أواخر الثمانينيات وكحصيلة للغلاسنوست أدت إلى تصفية الدولة السوفيتية، ومبنى ال(داكين) كان مكانا لسلسلة من الاجتماعات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي والتي أدت إلى زيارة 1000 مواطن أمريكي للاتحاد السوفيتي و100 مواطن سوفييتي لزيارة أمريكا، وبعد إطلاق سراح آلاف من السجناء والمعتقلين السياسيين هدف غورباتشوف الأصلي لم يتحقق من العملية وهو إصلاح الاتحاد السوفييتي، وفي عام 1991 انحل الاتحاد السوفييتي بعد محاولة انقلاب فاشلة من عناصر محافظين ضد إصلاحات غورباتشوف.

المراجع

  1. "معلومات عن غلاسنوست على موقع esu.com.ua". esu.com.ua. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. "معلومات عن غلاسنوست على موقع d-nb.info". d-nb.info. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. "معلومات عن غلاسنوست على موقع jstor.org". jstor.org. مؤرشف من الأصل في 03 أبريل 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة حرية التعبير
    • بوابة عقد 1980
    • بوابة الاتحاد السوفيتي
    • بوابة شيوعية
    • بوابة الحرب الباردة
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.