عيسى بن عمر العبدي
عيسى بن عمر العبدي (ولد في منطقة البحاترة نواحي آسفي سنة 1842ـ توفي في سلا سنة 1914)[1] هو قائد مخزني مغربي عين على رأس منطقة عبدة في عهد السلطان عبد العزيز بن الحسن، خلال فترة وصاية الصدر الأعظم باحماد. كان من أهم القياد الكبار في المغرب في الثلاثين السنة التي سبقت الحماية الفرنسية. اشتهر ببطشه وبقسوته وأيضا بالمجزرة التي ارتكبتها قواته في آسفي لقمع انتفاضة أولاد زيد المعروفة بعام الرفسة. وصفه المؤرخ أحمد بن محمد الصبيحي بالحجاج بن يوسف الثقفي في مؤلفه "عيسى بن عمر وفظائعه".[2]
عيسى بن عمر العبدي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الاسم الكامل | عيسى بن عمر |
الميلاد | 1842 آسفي |
الوفاة | 1914 سلا |
الإقامة | آسفي |
الجنسية | مغربية |
الحياة العملية | |
المهنة | قايد |
الحزب | المخزن |
سبب الشهرة | قايد عبدة |
القبيلة | البحاثرة |
امتد مجال سلطته من الوليدية شمالا (منطقة دكالة) إلى ما وراء نهر تانسيفت، في منطقة الشياضمة جنوبا، وامتد غربا إلى غاية مجال مراكش.
حياته
ولد عيسى بن عمر في منطقة عبدة سنة 1842 في عائلة من قبيلة البحاثرة التي ترجع أصولها، حسب الروايات الشفهية[3]، إلى الحجاز وإلى الشرفاء العروسيين بالساقية الحمراء. كانت لعائلته مكانة مرموقة في عبدة لنسبها وأيضا للثروة التي راكمتها بفضل تجارتها مع الأوروبيين ولعلاقاتها مع السلطة المخزنية. ظلت قيادة عبدة حكرا على المنحدرين من البحاثرة بين 1847 و1914. أول قايد من البحاثرة كان عمه أحمد بنعيسى بين 1847 و 1854 في عهد السلطان عبد الرحمن[3]، ثم خلفه ابن أخيه محمد بن عمر الذي استطاع بسط نفوذ وسلطة مطلقة على منطقة عبدة بل ودمج الممتلكات المخزنية مع أملاكه الخاصة، وكان يحظى بحظوة خاصة لدى السلطان الحسن الأول. كان محمد بن عمر يتخذ عيسى، رغم صغر سنه، مستشاره الأول في تسيير أمور القيادة.[3]
خلف عيسى أخاه في عمر 21 سنة وشغل منصب القايد بين 1879 و 1914، لمدة 35 سنة، في فترة حرجة من تاريخ المغرب كانت تتزايد فيها المخاطر الاستعمارية الأوروبية وتزايدت فيهاعبر الضغوط التجارية والمالية والعسكرية والديبلوماسية على الدولة المغربية.[3]
استطاع عيسى بن عمر أن يثبت سلطته على إقليم عبدة على المستوى الإداري والعسكري، وحاز ثقة السلاطين الذين اشتغل تحت إمرتهم: الحسن الأول والمولى عبد الحفيظ والمولى عبد العزيز. كان ايضا من أكبر المعبئين للموارد العسكرية للحركات السلطانية على المستوى البشري والاقتصادي عبر تعبئة القبائل الواقعة تحت نفوذه وإنتاجها الفلاحي.[4]
استطاع عيسى بن عمر أن يدبر بشكل جيد أزمة انتقال السلطة التي عرفت بالبيعة الحفيظية حيث حافظ إلى آخر لحظة على علاقات جيدة مع السلطانين المتنافسين، عبد العزيز وعبد الحفيظ. بعد مبايعته للمولى عبد الحفيظ سنة 1907، كافأه بتعيينه وزيرا للخارجية (وزارة البحرية حسب التسمية المخزنية)، وكان من المعارضين للحماية الفرنسية وحاول أن يخلق توازنا لصد الأطماع الاستعمارية الفرنسية بالتقرب من منافستها ألمانيا.[1]
بعد توقيع الحماية الفرنسية، قامت الإدارة الفرنسية بعزله ونفيه إلى سلا ليظل في إقامة جبرية إلى بين 1914 و1924، سنة وفاته. نقل جثمانه إلى مسقط رأسه حيث تم دفنه بحضور كبير من المشيعين وحسب المصادر التاريخية[1] فقد أخرجت القبائل فرسانها لتحية الموكب الجنائزي لبن عمر.[1][4]
شخصيته
- وصفه فريدريك فايسغربر "كرجل ذي ذكاء حاد، صارم ودقيق، وملتزم دينيا وبأنه كان يردد الأذكار باستمرار، وكان يحيط مجلسه بالعلماء وذا ملبس متواضع".[1]
- كان عيسى بن عمر، على خلاف غالبية القياد الكبار في تلك الفترة، زاهدا في حياة الترف والمجون، ومحبا لمجالسة العلماء (بوشعيب الدكالي كمثال) وقد قال عنه المختار السوسي: "و لا عيب فيه إلا كثرة الفتك بأهل قبيلته فما أسهل إزهاق الأرواح عنده"[5]
جدلية الشخصية
تثير شخصية القايد عيسى بن عمر تقييمات متناقضة في الذاكرة التاريخية الجماعية المغربية[5]، فرغم الصورة السلبية التي رسختها الذاكرة الشعبية وبعض الكتابات التاريخية إلا أن الشخصية لم تكن منبوذة بشكل تام بين ساكنة عبدة بل كانت تحظى بشعبية وتثير الإعجاب، والدليل التشييع الاحتفالي والشعبي الذي رافق إعادة دفنه في عبدة.[1]
بالمقابل يرى مؤرخون آخرون بأن شخصية بن عمر كانت ذات بعد وطني وبأن الفظاعات والممارسات العنيفة التي قام بها كانت تدخل، آنذاك، في منظومة السلطة المخزنية المغربية في التعامل مع الهامش ومناطق "السيبة"، ولم تكن بذلك خاصة ببن عمر وحده بل كانت هيكلية ويتحمل المسؤولية فيها سلاطين المغرب بالدرجة الأولى وكان أول من أطلق يد القياد بتفويضهم صلاحيات شبه مطلقة في تسيير مناطقهم هو المولى عبد الرحمن، مباشرة بعد الهزيمة المذلة في إيسلي، وكانت صدمة عسكرية للمغاربة بعد قرنين من انتصار وادي المخازن، لكي تتفرغ السلطة المركزية لمواجهة الأطماع الإمبريالية الأوروبية. ويبررون ممارساته بصعوبة الفترة التي كان يمر منها المغرب، نظرا للانحلال السريع لبنية الدولة وتزايد الاضطرابات وللفقدان التدريجي للدولة لسيادتها بفعل تعاظم التدخل الأجنبي والمحميين وخروج البوادي عن السيطرة، مما كان يفرض تطبيق سياسة زجرية عنيفة وترهيبية للساكنة.[3]
امتدادات ثقافية
الشعر والأدب
- رواية المغاربة لعبد الكريم الجويطي: حيث تحضر شخصية عيسى بن عمر في الفصول التي تروي معايشة باشا بني ملال لقايد عبدة وتتلمذه على يديه في أصول الحكم وكيفية إخضاع وقمع الساكنة.
- قصائد العيطة المنسوبة لخربوشة[4]، التي كانت رمزا لمقاومة ولاد زيد ضد القايد بنعيسى، ومن أشهر ما نظمت:[5]
"أنا عبـــــــدة لــعبــــدة ولسي عيســـى لا وزيـــدوا آولاد زيـــد راه لحال باقي بعيد نـــــوضـــة نوضـــــة حتى لبولقـشـــــــور ضــــربة ضــــربــــة حتى لباب السي قدور بغـيت السيــــــبـــــــة ما بغـــيــت حـكــام من دابا تمن ايـــــــام عليك أعيسى الثمري سير آعيسى بن عمر آوكـال الجـــــــيـفـة آقتــــال خــــوتـــــــو آمــحـلـل لـــــحـرام سير عمَر الظالــــــم مايـــروح ســالــــم عمـــــَر العـــلفــــــة ماتـــزيـد بـلا علَام راه حلفت الجمـــعة مـــعا الــــثــــلات يا عـــــــويـــســـــى فـيـــك لابـــقــــات"
سينما وتلفزيون
مؤلفات تاريخية واجتماعية
- عيسى بن عمر وفظائعه، أحمد بن محمد الصبيحي.
- القائد عيسى بن عمر وثور ة أولاد زايد وواقعة الرفسة، إبراهيم كريدية.
- عيسى بن عمر، المصطفى فنيتير.
مراجع
- "Relations du caïd Aïssa Ben Omar avec les juifs de Safi". مؤرشف من الأصل في 3 ديسمبر 2019. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - "L'année de la bousculade". مؤرشف من الأصل في 3 أغسطس 2018. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - "عيسى بن عمر … الحجاج". مؤرشف من الأصل في 16 أبريل 2018. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - "حكاية خربوشة والقايد عيسى". مؤرشف من الأصل في 22 سبتمبر 2019. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - "القايد سي عيسى بن عمر العبدي :تاريخه وبطولاته …". مؤرشف من الأصل في 18 مايو 2019. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة)
- بوابة السياسة
- بوابة المغرب
- بوابة أعلام