عملية فيكتوريا

عملية فيكتوريا أو فضيحة فيكتوريا (تُعرف أيضا باسم عملية القانون الحديدي) هي عملية عسكرية نفذها جيش الدفاع الإسرائيلي (IDF) في آذار/مارس 2011 من خلال سلاح البحرية الذي اعترض سفينة فيكتوريا في المياه الدولية في البحر الأبيض المتوسط، ثم اكتشف أنها تحمل معها أسلحة، ووفقا لجيش الدفاع الإسرائيلي فالسفينة كانت مُتجهة للمقاومة الفلسطينية في غزة.

عملية فيكتوريا
جزء من صراع إسرائيل وإيران بالوكالة
تفريغ محتويات سفينة فيكتوريا
المخطط جيش الدفاع الإسرائيلي
الهدف
التاريخ 15 مارس 2011
نفذت من قبل شايطيت 13
النتيجة تدخل ناجح

حسب البيان الذي نشره جيش الدفاع فالسفينة كانت تحمل نحو 50 طنا من الأسلحة، بما في ذلك 704 صاروخا مُضادا للسفن وقاذفات الصواريخ وأنظمة رادار، ثم مجموعة من قذائف الهاون وذخائر البندقية وما إلى ذلك.

الخلفية

تفرض إسرائيل حصارا بحريا على قطاع غزة لمنع تهريب الأسلحة إلى أيدي المنظمات المُتمركزة هناك. ففي عام 2003 اعترض الكوماندوز الإسرائيلي ما عُرف بعملية سفينة نوح في البحر الأحمر، حيث ضبط 50 طنا من الصواريخ وقذائف الهاون والبنادق والذخيرة التي كانت مُتجهة إلى غزة. ثم في عام 2009 اعترضت البحرية الإسرائيلية مُجددا سفينة قبالة سواحل قبرص قيل إنها إيرانية؛ واشتهرت هذه العملية باسم فضيحة فرانكوب؛ حيث أكد جيش الدفاع الإسرائيلي في وقت لاحق أنها كانت تحمل مئات الأطنان من الأسلحة.[1]

تجدر الإشارة إلى أن إيران تُعد أبرز مُزودي حماس بالأسلحة حسب ما يدعيه الجيش الإسرائيلي، الذي يؤكد على أن إيران تُهرب الأسلحة برا عن طريق السودان وسيناء بالإضافة إلى استخدام الطرُق البحرية.[2]

العملية

بنيامين نتنياهو أثناء استعراضه لدليل استخدام أحد الصواريخ التي تم العثور عليها على متن سفينة فيكتوريا

تحركَ القادة الإسرائيليين بناءا على تقارير استخباراتية أكدت على أن 39 من أصل 100 حاوية على سطح السفينة مُحملة بأسلحة إيرانية،[3] حيث كان من المتوقع أن تُحمل من ميناء سوريا إلى حماس.

تم ضبط سفينة فيكتوريا في حوالي 200 ميل بحري من الساحل الإسرائيلي، حيث كانت في طريقها مُتجهة من تركيا إلى ميناء العريش[lower-alpha 1]، ووفقا لجيش الدفاع الإسرائيلي فإن السفينة التقطت البضائع من ميناء اللاذقية في سوريا ثُم أبحرت إلى مرسين في تركيا.[4]

تم اعتراض السفينة من قِبل سلاح البحرية الإسرائيلي الذي وصلت له معلومات استخباراتية "مهمة" ثم تحرك بعدما اشتبه في أنها تحمل بضائع غير مشروعة، وقد طلب الإذن من مجلس إدارة التفتيش للقيام بمهامه، حيث أمر السفينة بالتوقف. وبعد عدة دقائق؛ وصلت زوارق سريعة تحمل قوات خاصة من وحدة النخبة البحرية الإسرائيلية شايطيت 13 التي سحبت السفينة من وسط البحر.

اقتحمت القوات الخاصة السفينة وهم مُدججين بالأسلحة خوفا من أن يكون هناك عملاء إيرانيون أو نشطاء من حماس. بعد ذلك أمرت القوات الخاصة الطاقم بالتجمع والتجمهر على الجسر، ومن ثم بدأت عملية تفتيش البضائع.

قال الجيش الإسرائيلي أن طاقم السفينة لم يكٌن على علم أنها كانت تحمل أسلحة مخبأة، وقد تم توجيه السفينة في وقت لاحق إلى ميناء أشدود لمزيد من التفتيش، ثم أعلنت إسرائيل في وقت لاحق عن إطلاق سراح فيكتوريا والسماح لها بمواصلة رحلتها إلى ميناء الإسكندرية المصري.[5]

ووفقا لنائب قائد البحرية الأميرال راني بن يهودا فإن الأسلحة قد تم نقلها من إيران إلى سوريا قبل عدة أسابيع، عندما أبحرت اثنين من السفن الإيرانية عبر قناة السويس.[6]

الشحنة

أحد الصواريخ التي تم العثور عليها في سفينة فيكتوريا
دليل استعمال أحد الصواريخ باللغة الفارسية، ويُلاحظ أنه يحمل شعار الحكومة الإيرانية

تم ضبط العديد من الصواريخ والرادارات وكذلك قذائف من مُختلف الأنواع وهي كالتالي:

  • 704 صاروخا مضادا للسفن
  • 230 قذيفة هاون عيار 120 ملم
  • 2.270 قذيفة هاون عيار 60 ملم
  • أنظمتا رادار تم تصنيعهما في إنجلترا
  • قذيفتان صاروخيتان
  • رافعتا نظام هيدروليكي
  • 66.960 رصاصة عيار 7.62×39 ملم (تُستخدم عادة في أيه كيه أم).

ووفقا لجيش الدفاع الإسرائيلي دائما كونه مُعترض العملية والمسؤول عن كشف خباياها، فالأسلحة كانت مصحوبة بأدلة مستخدم باللغة الفارسية.[7] وقصد التضليل تم تعبئة الشحنة ووسمها بعلامة "صُنِعَ في بريطانيا".[8]

كانت السفينة مُحملة بـ 704 صاروخا قد يصل مداهما إلى 35 كيلومتر، ثم 130 كيلوغرام من المتفجرات القادرة على إغراق سفينة تزن 1000 طن.

أما صحيفة جيروزاليم بوست فكانت قد أكدت عبر مجموعة من التقارير أن ستة صواريخ كانت مُحملة على متن السفينة قد وصلت إلى قطاع غزة وذلك بعدما تم تغيير حاملتها مخافة من أن يصل إليها جيش الدفاع الإسرائيلي.

ردود الفعل

  • : أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية تعليمات إلى سفير الأمم المتحدة من أجل تقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كما ضغطت على لجنة العقوبات من أجل فرض المزيد من العقوبات على إيران قصد منع وبتر جهودها الرامية إلى تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، خاصة أن ما قامت به إيران في هذه العملية يُعد انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي 1747 الذي يحظر على إيران تصدير أي نوع من الأسلحة.
  • : نفى الجنرال ورئيس الأركان الإيراني عطاء الله صالحي كل "مزاعم" إسرائيل، مؤكدا على أن «إسرائيل هو نظام قائم على الكذب، فهو دائما يصنع الأكاذيب والافتراءات.»
  • : أصدر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك سي بيانا صحفيا قال فيه: «في ضوء ما حدث مؤخرا من استيلاء على أسلحة مُتقدمة من قبل إسرائيل ومصر كانت مُتجهة إلى مجموعات إرهابية في الولايات المتحدة، فإن هذه الأخيرة تُكرر إدانتها القوية لأنشطة التهريب غير المشروعة. ونؤكد أن جميع الدول لديها التزامات في إطار الأمم المتحدة ذات الصلة بالموضوع وقرارات مجلس الأمن لمنع الاتجار في الأسلحة والذخائر ... إيران على وجه الخصوص، حيث أن قرار مجلس الأمن 1747 يمنع إيران من تصدير الأسلحة والمواد ذات الصلة، وأي نشاط عكس هذا فهو دليل آخر يؤكد على أن إيران تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة. وندعو جميع الدول الإقليمية لإنفاذ هذه الالتزامات. كما سنواصل العمل بشكل كبير مع شركائنا من أجل منع نقل الأسلحة إلى الجماعات الإرهابية.[9]»

مشروعية إسرائيل

قرار مجلس الأمن في الأمم المتحدة رقم 1929 يُخول لأي دولة الاستيلاء على كل صادرات إيران بما في ذلك الأسلحة في حالة ما اخترقت مجالها الجوي، البري أو البحري، خاصة وأن إيران ممنوعة كليا من التصدير بسبب برنامجها النووي.

انظر أيضا

ملاحظات

  1. أكدت مصادر أخرى على أن السفينة كانت متوجهة نحو الإسكندرية في مصر

    المراجع

    1. Mark Weiss (16 March 2011). "Israel intercepts ship with 'Gaza-bound weapons'". The Irish Times. مؤرشف من الأصل في 23 أكتوبر 2012. اطلع عليه بتاريخ 22 مارس 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    2. "NATO seizes Iranian arms smuggling en route to Taliban". The Jerusalem Post. 9 March 2011. مؤرشف من الأصل في 23 أكتوبر 2012. اطلع عليه بتاريخ 22 مارس 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)[ ]
    3. Yaakov Katz (18 March 2011). "Victoria's Secret: The inside story of an arms-laden ship". The Jerusalem Post. مؤرشف من الأصل في 23 أكتوبر 2012. اطلع عليه بتاريخ 22 مارس 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    4. Yonat Frilling (15 March 2011). "Israeli Navy Seizes Suspected Arms Vessel". Fox News. مؤرشف من الأصل في 02 أبريل 2015. اطلع عليه بتاريخ 22 مارس 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
    5. Anshell Pfeffer and Barak Ravid (17 March 2011). "Israel to include weapons ship in UN panel on Iran arms smuggling". Haaretz. مؤرشف من الأصل في 24 سبتمبر 2015. اطلع عليه بتاريخ 22 مارس 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    6. Boaz Fyler (15 March 2011). "Navy: Anti-ship missiles, Farsi manual found on seized vessel". YnetNews. مؤرشف من الأصل في 01 مايو 2017. اطلع عليه بتاريخ 22 مارس 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
    7. "Israel Navy uncovers weaponry on-board cargo vessel". Israel Ministry of Foreign Affairs. مؤرشف من الأصل في 15 يناير 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    8. Mark Weiss (16 March 2011). "50 tons of weapons seized by Israel". The Daily Telegraph. مؤرشف من الأصل في 30 مارس 2018. اطلع عليه بتاريخ 22 مارس 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)[ ]
    9. Toner, Mark C. (16 March 2011). "Illicit Arms Smuggling in the Middle East". state.gov. وزارة الخارجية الأمريكية. مؤرشف من الأصل في 19 ديسمبر 2016. اطلع عليه بتاريخ 20 مارس 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

      وصلات خارجية

      • بوابة الحرب
      • بوابة إسرائيل
      • بوابة إيران
      • بوابة السياسة
      This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.