علي شاه ويردي خان الثاني

بعد نشوب الحرب الروسية الفارسية (1651-1653) على أرض القوقاز وجورجيا ومن ثم حدوث انتفاضات عديدة في مملكتي كارتلي وكاخيتي الجورجية التابعة للسلطة الصفوية، هدأت الأوضاع أخيراً، فتزوج شاه إيران آنذاك (الشاه عباس الثاني) عام 1660م بإحدى بنات ملك مملكة كارتلي الجورجية (الملك فاختانغ الخامس) وهي الأميرة (آنوكا) التي أنجبت طفلاً من الشاه بعد مرور عام بإسم (إسماعيل ميرزا). توفي الشاه عباس الثاني في شهر أكتوبر عام 1666م، أي بعد زواجه من الأميرة الجورجية بحوالي ستة أعوام، فخلفه بالحُكم أبنه الشاه سليمان الأول الصفوي الذي يكون أبن زوجة الشاه عباس الأولى (نکيهات خانم). بعد فترة وجيزة عادت الخلافات الصفوية الجورجية مرة أخرى، فقام الشاه سليمان بإخراج أرملة والده الأميرة (آنوكا) من القصر الصفوي وتزويجها عام 1668م لأبن والي لورستان وبروجرد آنذاك الأمير (علي شاه ويردي خان الثاني) بغية إزعاج العائلة المالكة في جورجيا.

لا تذكُر المصادر التاريخية تفاصيل أكثر عن زواج أميرة كارتلي الجورجية وحاكم لورستان المستقبلي؛ سوى إستمرار هذا الزواج 27 عام، إنتهت بحصول الطلاق بين الزوجين سنة 1695م، ووفاة الأميرة آنوكا بعد عامين فقط من الطلاق (عام 1697م).[1] [2] [3]

بعد وفاة الوالي الحسين خان الثاني في خرم آباد، حصلت منافسة شديدة على خلافته بالحكم بين أبنه الأمير علي شاه ويردي خان وأبنه الآخر الأمير علي مردان خان، لكن بمساعدة شاه الدولة الصفوية حسين الأول ودعم من جيوش القزلباش للأمير الأرشد في عائلة خانات لورستان (علي شاه ويردي خان)، تمكن الأمير من الوصول للحكم والتغلب على شقيقه ومنافسه علي مردان خان.

السلطان شاه حسين الصفوي، آخر الحكام الفعليين للدولة الصفوية والذي دعم الوالي علي شاه خان الثاني عسكرياً.

بعد تولي علي شاه للحُكم، أمر بإلقاء القبض على شقيقه الأمير علي مردان خان، ووضعه قيد الإقامة الجبرية في سجن (كرمان) الواقع بأحد أطراف ضواحي بلاد اللور (لورستان).

بعد فترة من تنصيب علي شاه ويردي خان الثاني على حكم اللور، قام محمود شاه هوتاكي (حاكم الدولة الهوتاكية الأفغانية) بالهجوم على إيران ووصل إلى أعتاب العاصمة الصفوية أصفهان، لذلك خرج الخان علي شاه ويردي خان الثاني على رأس جيشه متجهاً إلى الجبهة الصفوية الهوتاكية لدعم السلطان الصفوي ضد الهوتاك الذي كانوا يرومون السيطرة على إيران بأكملها بما فيها أقاليم اللور.

وخلال انشغال الخان اللوري والسلطان الصفوي بالحرب، تمكن الأمير علي مُردان خان من الهروب من إقامته الجبرية في كرمان، ومن ثم اتجه إلى العاصمة خرم آباد مستغلاً غياب شقيقه الوالي.

بعد وصول الأمير علي مردان خان إلى هرم آباد، استغل غياب شقيقه علي شاه، فأخذ يجمع حوله الأعوان والأتباع هناك، حتى تكونت لديه قوة كافية للتمرد. تزامن ذلك بعودة شقيقه علي شاه ويردي خان الثاني إلى لورستان بعد أن خسر الصفويين وحلفائهم الحرب لصالح الأفغان، والذي تفاجئ بوصول شقيقه علي مردان للعاصمة وإعلان العصيان ضده.

بعد أن نجح عصيان علي مردان خان، قام بإلقاء القبض على شقيقه الخان علي شاه ويردي خان الثاني، وأصدر الأوامر بعزله نهائياً ومن ثم أمر بسمل عينيه (وهي عقوبة معروفة للنبلاء في دول عديدة في التاريخ مثل الدولة العباسية والدولة الصفوية لمنع الأمير أو الرجل النبيل من تولي الحكم مرة أخرى)؛ لذلك أصبح علي شاه وردي خان الثاني يُلقب بعد عزله بـ(گور علي شاه وردي خان)؛ بما معناه باللغة العربية (علي شاه ويردي خان الأعمى).[4]

أعلن الأمير علي مردان خان نفسه حاكماً على لورستان بدلاً عن شقيقه المخلوع، ولأول مرة بدون موافقة الشاه. إلا أنه ولإثبات حسن النية؛ توجه الخان الجديد علي مردان خان على رأس جيشه لمساندة الجيوش الصفوية ضد الغزو الأفغاني.

• كتاب تاريخ الكرد الفيليون وآفاق المستقبل الشيخ زكي جعفر / ص241
• ساكي علي محمد : كتاب جغرافية وتأريخ لورستان /ص241
• كتاب الفيليون، الكاتب نجم سلمان مهدي الفيلي / ص36

• بوابة أعلام
• بوابة إيران
• بوابة ملكية