على قدر أهل العزم

على قدر أهل العزم
الاسم على قدر أهل العزم
المؤلف المتنبي
تاريخ التأليف حوالي 955م
اللغة العربية
البلد الدولة العباسية
الموضوع مديح
عدد الأبيات 46
البحر البحر الطويل
القافية الميم
ويكي مصدر


مقدمة

قصيدة المتنبي «على قدر أهل العزم..» تمثل واحدة من قصائد النضج الفني في مرحلته الثانية إذ بدا فيها واضحاً تمكنه من أدواته الشعرية، في الوقت الذي تعبر عن روح الشاعر وتطلعاته السياسية ومجده الذي رأى صورته المتحققة في الممدوح بعد أن لم يحالفه الحظ في تحقيق ما يصبو إليه. هذه القصيدة زاخرة بقيم شعرية عالية المستوى تشكلت بها صيغ وأساليب تفيض بالإمكانات التي وفرتها اللغة العربية للشعراء لان ينهلوا منها كل ظواهر الإبداع والتفرد.

القصيدة

المناسبة التي قيلت فيها هذه القصيدة: أنشد أبو الطيّب المتنبّي من عظماء الشعراء العرب؛ هذه القصيدة على إثر خروج سيف الدولة بجيشه الكبير إلى منطقة الحدث التي كانت قد وقعت في أيدي الرومان، وبحر قصيدة على قدر أهل العزم هو البحر الطويل؛ «عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ»؛ استهلّ المُتنبّي قصيدته بغرض شعري جميل وهو الحكمة، وبدأها عزيمةٍ تشحذ الهمم، وذلك بما يليق باستقبال سيف الدولة الحمدانيّ، وقد بيّن من خلال هذا البيت أنّ العزائم والمكارم تأتي دائمًا على أقدار فاعليها، ويُقاس مبلغ هذه العزائم بمبلغهم، فعندما يكونوا عظامًا تكون هي عظيمة. وفيما يلي القصيدة التي تقع في 46 بيتاً.[1][2]


عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُوَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُهاوَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُوَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ
وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِوَذَلِكَ مالا تَدَّعيهِ الضَراغِمُ
يُفَدّي أَتَمُّ الطَيرِ عُمراً سِلاحُهُنُسورُ المَلا أَحداثُها وَالقَشاعِمُ
وَما ضَرَّها خَلقٌ بِغَيرِ مَخالِبٍوَقَد خُلِقَت أَسيافُهُ وَالقَوائِمُ
هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَهاوَتَعلَمُ أَيُّ الساقِيَينِ الغَمائِمُ
سَقَتها الغَمامُ الغُرُّ قَبلَ نُزولِهِفَلَمّا دَنا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ
بَناها فَأَعلى وَالقَنا تَقرَعُ القَناوَمَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ
وَكانَ بِها مِثلُ الجُنونِ فَأَصبَحَتوَمِن جُثَثِ القَتلى عَلَيها تَمائِمُ
طَريدَةُ دَهرٍ ساقَها فَرَدَدتَهاعَلى الدينِ بِالخَطِّيِّ وَالدَهرُ راغِمُ
فيتُ اللَيالي كُلَّ شَيءٍ أَخَذتَهُوَهُنَّ لِما يَأخُذنَ مِنكَ غَوارِمُ
إِذا كانَ ما تَنويهِ فِعلاً مُضارِعاًمَضى قَبلَ أَن تُلقى عَلَيهِ الجَوازِمُ
وَكَيفَ تُرَجّي الرومُ وَالروسُ هَدمَهاوَذا الطَعنُ آساسٌ لَها وَدَعائِمُ
وَقَد حاكَموها وَالمَنايا حَواكِمٌفَما ماتَ مَظلومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ
أَتوكَ يَجُرّونَ الحَديدَ كَأَنَّهُمسَرَوا بِجِيادٍ ما لَهُنَّ قَوائِمُ
إِذا بَرَقوا لَم تُعرَفِ البيضُ مِنهُمُثِيابُهُمُ مِن مِثلِها وَالعَمائِمُ
خَميسٌ بِشَرقِ الأَرضِ وَالغَربِ زَحفُهُوَفي أُذُنِ الجَوزاءِ مِنهُ زَمازِمُ
جَمَّعَ فيهِ كُلُّ لِسنٍ وَأُمَّةٍفَما تُفهِمُ الحُدّاثَ إِلّا التَراجِمُ
فَلِلَّهِ وَقتٌ ذَوَّبَ الغِشَّ نارُهُفَلَم يَبقَ إِلّا صارِمٌ أَو ضُبارِمُ
تَقَطَّعَ مالا يَقطَعُ الدِرعَ وَالقَناوَفَرَّ مِنَ الأَبطالِ مَن لا يُصادِمُ
وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍكَأَنَّكَ في جَفنِ الرَدى وَهوَ نائِمُ
تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةًوَوَجهُكَ وَضّاحٌ وَثَغرُكَ باسِمُ
تَجاوَزتَ مِقدارَ الشَجاعَةِ وَالنُهىإِلى قَولِ قَومٍ أَنتَ بِالغَيبِ عالِمُ
ضَمَمتَ جَناحَيهِم عَلى القَلبِ ضَمَّةًتَموتُ الخَوافي تَحتَها وَالقَوادِمُ
بِضَربٍ أَتى الهاماتِ وَالنَصرُ غائِبُوَصارَ إِلى اللَبّاتِ وَالنَصرُ قادِمُ
حَقَرتَ الرُدَينِيّاتِ حَتّى طَرَحتَهاوَحَتّى كَأَنَّ السَيفَ لِلرُمحِ شاتِمُ
وَمَن طَلَبَ الفَتحَ الجَليلَ فَإِنَّمامَفاتيحُهُ البيضُ الخِفافُ الصَوارِمُ
نَثَرتَهُمُ فَوقَ الأُحَيدِبِ كُلِّهِكَما نُثِرَت فَوقَ العَروسِ الدَراهِمُ
تَدوسُ بِكَ الخَيلُ الوُكورَ عَلى الذُرىوَقَد كَثُرَت حَولَ الوُكورِ المَطاعِمُ
تَظُنُّ فِراخُ الفُتخِ أَنَّكَ زُرتَهابِأُمّاتِها وَهيَ العِتاقُ الصَلادِمُ
إِذا زَلِفَت مَشَّيتَها بِبِطونِهاكَما تَتَمَشّى في الصَعيدِ الأَراقِمُ
أَفي كُلِّ يَومٍ ذا الدُمُستُقُ مُقدِمٌقَفاهُ عَلى الإِقدامِ لِلوَجهِ لائِمُ
أَيُنكِرُ ريحَ اللَيثَ حَتّى يَذوقَهُوَقَد عَرَفَت ريحَ اللُيوثِ البَهائِمُ
وَقَد فَجَعَتهُ بِاِبنِهِ وَاِبنِ صِهرِهِوَبِالصِهرِ حَملاتُ الأَميرِ الغَواشِمُ
مَضى يَشكُرُ الأَصحابَ في فَوتِهِ الظُبىبِما شَغَلَتها هامُهُم وَالمَعاصِمُ
وَيَفهَمُ صَوتَ المَشرَفِيَّةِ فيهِمِعَلى أَنَّ أَصواتَ السُيوفِ أَعاجِمُ
يُسَرُّ بِما أَعطاكَ لا عَن جَهالَةٍوَلَكِنَّ مَغنوماً نَجا مِنكَ غانِمُ
وَلَستَ مَليكاً هازِماً لِنَظيرِهِوَلَكِنَّكَ التَوحيدُ لِلشِركِ هازِمُ
تَشَرَّفُ عَدنانٌ بِهِ لا رَبيعَةٌوَتَفتَخِرُ الدُنيا بِهِ لا العَواصِمُ
لَكَ الحَمدُ في الدُرِّ الَّذي لِيَ لَفظُهُفَإِنَّكَ مُعطيهِ وَإِنِّيَ ناظِمُ
وَإِنّي لَتَعدو بي عَطاياكَ في الوَغىفَلا أَنا مَذمومٌ وَلا أَنتَ نادِمُ
عَلى كُلِّ طَيّارٍ إِلَيها بِرِجلِهِإِذا وَقَعَت في مِسمَعَيهِ الغَماغِمُ
أَلا أَيُّها السَيفُ الَّذي لَيسَ مُغمَداًوَلا فيهِ مُرتابٌ وَلا مِنهُ عاصِمُ
هَنيئاً لِضَربِ الهامِ وَالمَجدِ وَالعُلىوَراجيكَ وَالإِسلامِ أَنَّكَ سالِمُ
وَلِم لا يَقي الرَحمَنُ حَدَّيكَ ما وَقىوَتَفليقُهُ هامَ العِدا بِكَ دائِمُ

الخلاصة

قصيدة المتنبي ( على قدر أهل العزم …) قصيدة مدح وحماسة لرمز من رموز القوة التي كان يحلم بها وما يزال الشاعر ـ آنذاك ـ سيف الدولة وقد كانت زاخرة بالإشارات والعلامات التي تجسد هذه القوة بدءا بالحروف مرورا بالكلمات والأبيات والتراكيب والجمل والأبيات وبنية النص بكامله.

القصيدة لوحة فنية أتاحت لها اللغة بامكاناتها كافة لتتحول إلى ترجمة صادقة ومعبرة ليتغنى بها المنتصر أنشودة زهو وانتصار مزقت العدو وأعطته درسا ابلغ دروس التاريخ وأكثرها مضاءً تجرع مرارتها من اراد بالعرب والمسلمين سوءاً وتكون فعلا بطوليا يمكن الاقتداء به في التاريخ أيا كان زمانه.

المراجع

  1. ينظر ديوان المتنبي 401.
  2. ينظر أمراء الشعر العربي 333.

    المصادر

    1. أمراء الشعر العربي، انيس المقدسي، دار العلم للملايين، بيروت، ط16، 1987.
    2. حنا الفاخوري (01/01/1987). تاريخ الأدب العربي. المكتبة البولسية لبنان. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
    3. ديوان المتنبي بشرح العكبري ضبطه وصححه ووضع فهارسه مصطفى السقا، إبراهيم الابياري، عبد الحفيظ شلبي، دار المعرفة، بيروت،1397هـ- 1978م.
    4. الصبح المنبى، البديعي، تحقيق مصطفى السقا ومحمد قباوة وعبد زيادة، دار المعارف –مصر 1963.
    5. الوساطة بين المتنبي وخصومة، الجرجاني، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم وعلي محمد البجاوي، عيسى الحلبي 1966.


    وصلات خارجية

    • بوابة الدولة العباسية
    • بوابة أدب عربي
    • بوابة أعلام
    • بوابة اللغة العربية
    • بوابة شعر
    • بوابة التاريخ الإسلامي
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.