عبد الرحمن الفرا

عبد الرحمن محمد الفرا (1889 - 1969)، سياسي فلسطيني، ورئيس بلدية خان يونس في قطاع غزة في الفترة 1936-1957.

يفتقر محتوى هذه المقالة إلى الاستشهاد بمصادر. فضلاً، ساهم في تطوير هذه المقالة من خلال إضافة مصادر موثوقة. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها. (ديسمبر 2018)
تحتاج هذه المقالة كاملةً أو أجزاءً منها لإعادة الكتابة حسبَ أسلوب ويكيبيديا. فضلًا، ساهم بإعادة كتابتها لتتوافق معه. (أكتوبر 2015)
في هذه المقالة ألفاظ تعظيم تمدح موضوع المقالة، وهذا مخالف لأسلوب الكتابة الموسوعية. فضلاً، أَزِل ألفاظ التفخيم واكتفِ بعرض الحقائق بصورة موضوعية ومجردة ودون انحياز. (نقاش) (أكتوبر 2015)
هذه المقالة طويلة جداً وصعبة التصفح. فضلاً ساهم في تطويرها المقالة من خلال تجزئتها إلى مقالات فرعية مفصَّلة، ثُمَّ اكتفِ بمُلخَّص مُختصر عن كل مقالة فرعية.
عبد الرحمن محمد الفرا
أبو اسعد

معلومات شخصية
تاريخ الميلاد 1889
تاريخ الوفاة 14 ديسمبر 1969
الإقامة فلسطين - غزة - خان يونس
الجنسية فلسطيني
الديانة مسلم
الحياة العملية
المهنة رئيس بلدية خان يونس بالانتخاب

نشأته

ولد عبد الرحمن محمد الفرا في عام 1889م في خان يونس لأب كان ملّاك أراضٍ، ويعمل في تجارة الغلال والتمور وزيت الزيتون. عاش عبد الرحمن في كنف أسرة ميسورة الحال، فبعد أن بلغ سن السابعة من عمره لعام 1896م أدخله والده الكتاب بخان يونس ليتعلم القراءة والكتابة وحفظ القران الكريم والحساب على يد الشيخ تيم شعبان أبو لبن " 1865-1958" (درس هذا الشيخ في الأزهر الشريف وتركيا. من مؤسسي جمعية الشبان المسلمين في خان يونس). وبعد أن أنهى دراسته في الكتاب في الفترة ما بين عام 1896-1906م كانت البلاد عامة وخان يونس بصفة خاصة تعاني من التسيب الإداري والفقر المدقع بسبب الاعتداءات البريطانية على رفح وذلك لرسم الحدود التعسفية وبالقوة سنة 1906م (طابا – رفح) لتجعل من قرية رفح رفحين وتغلق الطريق بين رفح وخان يونس مما كان له الأثر السلبي على جميع مناحي الحياة اقتصاديًا واجتماعيًا.

بعد وفاة والده سنة 1905م عاش في كنف إخوانه، الحاج محمد الفرا (أبو عثمان) والحاج حسن محمد الفرا (أبو راشد)، اللذّين حظيا برضا السلطان عبد الحميد. بدأت الحرب العالمية الأولى عام 1914، وكان عبد الرحمن في ريعان شبابه؛ فأصبحت خان يونس الخط الأمامي للعديد من المعارك بين جيوش الحلفاء والقوات العثمانية عاشت خلالها خان يونس فراغًا سياسيًا واقتصاديًا ومعاناة اجتماعية. وبعد الاحتلال البريطاني كان لعبد الرحمن الفرا نشاطه الملموس على جميع مناحي الحياة إلى أن انتخب رئيسًا للبلدية أوائل عام 1936 حيث بدأ في كتابة يومياته بلغة عملية سريعة تقترب من لغة الصحافة باخطائها أحيانا وبصياغة لغوية أقرب إلى اللغة العامية اليومية منها إلى اللغة الفصحى، مما جعل التركيز على المعنى أكثر من التركيز على فصاحه اللغة.

جمعية الشبان المسلمين

لم يمض عام على تشكيل تنظيم الإخوان المسلمين بقيادة المرشد حسن البنا بمصر سنة 1927 حتى وصلت دعوته فلسطين، بحكم الموقع الجغرافي ذو الامتداد الأرضي المباشر لها، يزكى هذه الموجه ما آلت إليه الأوضاع السياسية والاستعمارية بقيادة بريطانيا وتعصبها للصهيونية لخلق قاعدة عسكرية فاصلة وممزقة للوحدة العربية وبالخلاص منهم ومن فكرهم وشرهم "بوعد بلفور" 1917 لزرع شش"إسرائيل". أنشأت حركة الإخوان المسلمين في مصر لتقاوم نفس الاحتلال البريطاني واستجابت فورًا لها فلسطين بأن شكل أبناؤها جمعية الشبان المسلمين سنة 1928م في شتى المدن الفلسطينية (جمعيات) أرادوها حركة عالمية تضاهي جمعيات الشبان المسيحية وعقدوا مؤتمرهم التأسيسي في 18/4/1928 بمدينة يافا ومحاولة من المؤتمرين التعمية والتمويه على سلطة الاستعمار البريطاني الجاثم على أرض فلسطين وجهت الدعوة إلى الحضور بأسماء متعددة: "جمعية الشبان الإسلامية"، "النادي الرياضي بيافا"، "النادي العربي بنابلس"، و"نادي الإخاء الإسلامي بغزة"، وحضر المؤتمر 120 مدعوًا وترأسه راغب الإمام، أكبر الأعضاء سنًا ثم اختير هاني أبو مصلح نائبًا له [1] وفي نفس العام تم تشكيل جمعية الشبان المسلمين في خان يونس، بمبادرة من الشيخ علي محمد غانم شراب وبالتحديد في شهر يونيه سنة 1928 [2], وقد لبى الدعوة القسم الأعظم من السكان، وبعد اجتماعهم أجريت عملية الانتخابات للهيئة الإدارية بطريقة الاقتراع السري، ففاز بأكثرية الأصوات التالية أسمائهم وبالترتيب (الشيخ علي شراب، الشيخ يحيى شبير، سعيد عاشور وادي، عبد الرحمن محمد الفرا، مصطفى أحمد الأغا، عيادة منصور، راغب فارس، إبراهيم غانم شراب، محمد حسن الجريدلي).

انتخبت هذه الهيئة الشيخ "علي شراب" رئيسًا والشيخ يحيى شبير سكرتيراً والسيد راغب فارس أمينا للصندوق، وقد ارتضت هذه الجمعية القانون الأساسي لجمعيات الشبان المسلمين الذي وضعة مؤتمر الأندية الإسلامية السابق الذكر وشرعت في سن لائحة داخلية للجمعية، وقدمت طلبًا للحكومة بواسطة قائمقام غزة للموافقة عليها وتسجيلها رسميًا [3] وكان من أبرز فعاليات هذه الجمعية احتجاجها الشديد ضد ما فعله اليهود من اعتداءات بالقرب من حائط البراق، بإرسالهم احتجاجاتهم للجنة الدفاع عن البراق بالقدس بيوم 2/10/1928 جاء فيه:- ( اعتداء اليهود على البراق أهاج الرأي العام، نرفض هذه الإهانة ونحتج عليها بشدة، نطالب حزم الحكومة والضرب على أيدي المعتدين) [4].

كما طالبت الجمعية من قائمقامية غزة بمخابرة الحكومة في جلب " مدفع " لشهر رمضان لإيقاظ الصائمين في

الأوقات المعروفة، وأرسلت نسخة منه إلى المجلس الإسلامي الأعلى وإلى بلدية خان يونس مؤكدة أن فائدة هذا المدفع ليست بقاصرة على خان يونس وحدها بل تستيقظ منه قرى عديدة تجاورها، كقرية بني سهيلة وعبسان ودير البلح وغيرها[5] (انظر صورة الخريطة). كما أرسلت الجمعية برسالة شكر إلى حضرة السيد محمد علي الطاهر صاحب جريدة "الشورى" بمصر بمناسبة إهدائه جريدة الشورى للجمعية [6].

في يوم 17 المحرم سنة 1348 هجري الموافق 24/6/1929 اجتمع مجلس الإدارة لجمعية الشبان المسلمين بخان يونس، وأجريت انتخابات لحل نصف أعضاء الإدارة عملًا بقرار اجتماع نابلس، وبعد الانتخاب حازوا الأكثرية بإبقاء السادة (عبد الرحمن الفرا، سعيد عاشور وادي، عيادة منصور، الشيخ سعيد حمدان، علي أحمد الأمير الأسطل، الحاج مصطفى أحمد أغا جاسر، صادق محمد سلامة نصر) وانتخبوا من بينهم السادة عبد الرحمن الفرا رئيساً وعثمان عبد الله نائبًا للرئيس وسعيد عاشور وادي سكرتيرًا وخليل عبد الباري أمينًا للصندوق [7].

  • وقد استمر نشاطها بفعالية واضحة بأن قامت بإرسال نداء إلى جميع الإخوان المسلمين جاء فيه:-

إن جمعية الشبان المسلمين في خان يونس في حاجة قصوى إلى المجلات الأدبية العربية والكتب النفيسة القيمة، فهي تستنهض همم ذوى الإحسان وأصحاب الأيادي الكريمة ليتكرموا بإهداء الكتب والمجلات، والجمعية تقدم الشكر من الآن لمن يتبرع بشيء لناديها عملًا بقول الله عز وجل (تعاونوا على البر والتقوى) [8] وعلى أثر ذلك تجاوبت العديد من المؤسسات وأصحاب الصحف وأهل الخير بإرسال هداياهم ومنهم السيد منيف الحسيني صاحب جريدة "الجامعة العربية " بالقدس والشيخ محمد علي كمال صاحب مجلة " الجامعة الإسلامية " بحلب على تكرمهم بإرسال صحفهم، وكذلك الأستاذ الفاضل الشيخ هاشم أفندي البحري بالقاهرة لإهدائه مجلة الفتح لنادي الجمعية [9] لتستمر من بعدها جمعية الشبان المسلمين بخان يونس تتلقى المساعدات الثقافية كما يتضح مما نشرته صحيفة الفتح على لسان سكرتير الجمعية:- (ان جمعية الشبان المسلمين بخان يونس تسدي جزيل شكرها لحضرة العلامة الأستاذ محمد الخضر وحضرات أعضاء جمعية الهداية الإسلامية بمصر بمناسبة إهداء مجلة الهداية لنادي الجمعية وكذلك لحضرة الفاضل رئيس جريدة أم القرى الغراء بمكة المكرمة لإهدائه هذه الصحيفة إلى نادي الجمعية. ولحضرة الأستاذ سليم أفندي المدهون مدير جريدة النذير الغراء في بيروت لإرساله صحيفته هدية ونسأل الله لهم التقدم والنجاح وتعلن الجمعية سرورها بصدور نسخة إنكليزية عن جريدة فلسطين تدافع عن القضية العربية وتطلع الرأي العام والشعوب الأوروبية ليقضوا على الدعاية الكاذبة أمام الرأي العام الأوروبي [10].

*وهكذا كان حرص الجمعية برئاسة السيد عبد الرحمن الفرا شديدًا على التواصل بين النخب الثقافية من أصحاب القلم والعلم، كذلك حرصه على تمتين أواصر الأخوة مع الجمعيات الأخرى، حيث قام بدعوة رئيس جمعية الشبان المسلمين بغزة السيد الفاضل حمدي الحسيني بعد سجنه من قبل الاحتلال لزيارة الجمعية بخان يونس في أواخر أكتوبر سنة 1929 حيث قام الأخير بإلقاء خطاب أمام أعضاء الجمعية وأهالي خان يونس شرح فيه ما تعرض له من أذى في سبيل الله [11].

في 20 من مارس سنة 1930 نشرت صحيفة الفتح صورة برقية أرسلتها جمعية لشبان المسلمين بخان يونس إلى رئيس الكتلة الوطنية بدمشق بمناسبة ذكرى استقلال سوريا، وبرقية أخرى أرسلتها الجمعية إلى رئيس جمهورية لبنان تستنكر فيه إقفال الحكومة اللبنانية المدارس الإسلامية وتعطيلها صحيفة (العهد الجديد) مما يدل على الروح الطيبة التي جعلت رئيس الجمعية وأهالي خان يونس يرون قضيتهم العربية والقومية والإسلامية واحدة مهما اختلفت عناوين الوطنيات الصغرى [12].

تجلت إنجازات رئيس الجمعية الحميدة بطلبه من سماحة رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الحاج أمين الحسيني (الحاج أمين الحسيني من مواليد القدس 1897تولى منصب رئاسة المجلس الإسلامي الأعلى في فلسطين يوم الاثنين 9/1/1922 الموافق 11 جماد الأولى 1340 هجري، ومن الجدير بالذكر أن هذا المجلس حمل لواء المقاومة السياسية للاحتلال البريطاني لأكثر من 15 سنة قبل تشكيل الهيئة العربية العليا وتوفى في بيروت سنة 1974). أن يهب الجمعية قطعة أرض من أراضي أوقاف خان يونس لتشيد عليها مقرًا للجمعية، خاصة وأن غرضها الوحيد السعي للخير والمحافظة على الدين والوطن، وقد استجاب الحاج أمين الحسيني بأن تفضل بإيفاد سعادة الحاج سعيد الشوا عضو المجلس الإسلامي الأعلى ومعه مدير أوقاف غزة يوم 13 رمضان 1348 هـ الموافق 12/ فبراير 1930 إلى خان يونس وبعد المذاكرة مع مدير أوقاف خان يونس صار قياس أربعمائة متر تسلم لرئيس الجمعية.

هكذا كان رئيس جمعية الشبان المسلمين في خان يونس السيد عبد الرحمن ورفقاؤه يعملون من خلال الدوائر الرئيسية الثلاثة الهامة الوطنية والقومية والإسلامية دون إيجاد أي تناقض بينهما. ثم عقد المؤتمر الثاني بمدينة يافا سنه 1929 وقد حضره العديد من رؤساء جمعيات الشبان المسلمين في فلسطين ومن ضمنهم رئيس جمعية الشبان المسلمين بخان يونس السيد عبد الرحمن الفرا وفق ما جاء في رسالة أرسلها له خالد الفرج سكرتير جمعية الشبان المسلمين بيافا بيوم 15/7/1932[13] جاء فيها:- (فإني اذكر اسمكم الكريم منذ مؤتمر جمعيات الشبان المسلمين الذي عقدناه بيافا سنة 1929).

ولعله من المفيد أن نذكر بعض ما جاء في هذه الرسالة من ملاحظات هامة حيث طلب من السيد عبد الرحمن الفرا رئيس الجمعية (( أن يساعده في اختيار متعهد لبيع جريدة "الجامعة الإسلامية[14] " بخان يونس التي ستصدر قريبا وأنها أي الجريدة ستسلك طريقًا وسيطاً في خدمة الإسلام والشرق وسوف لا تناصر حزبًا على آخر)) [15] ثم يلفت انتباه السيد رئيس الجمعية بخان يونس بقوله: (أن يضع في اعتباره عند الكتابة للجريدة، قائلًا ):- { معلوم حضرتكم أنة ليس في البلاد أحزاب بالمعنى الصحيح وإنما هي سياسة عائلية، أرجو أن تأخذوا هذه المسألة بعين الاعتبار فيما يتعلق برسائلكم القيمة} [16]

نشطت جمعيات الشبان المسلمين أثناء ثورة البراق سنة 1929 وكانت تحتج باستمرار ضد وعد بلفور وتعترض على الهجرة الصهيونية غير الشرعية وتقف بكل حزم إمام أساليب بريطانيا التعسفية في فلسطين كما كانت تحرض الشعب للإضراب والتظاهر، وتميز أعضاؤها بحرصهم الشديد على المشاركة في المؤتمرات الفلسطينية التي عقدت في الفترة الواقعة ما بين سنوات 1928- 1929 [17] وكان من أبرز رؤسائها الشيخ طالب مرقه من الخليل وحلمي لمباشر من غزة والسيد عبد الرحمن الفرا وعثمان عبد الله والحاج حافظ أغا جاسر والحاج أحمد أغا جاسر[18] من خان يونس وعبد الرحمن النحوي من صفد وعلى الدباغ من يافا.

في 25/4/1930 تم عقد المؤتمر الثالث لجمعيات الشبان لمسلمين بمدينة حيفا في وقت اشتدت فيه الملاحقة البريطانية التعسفية ضد أعضائها فقبضت على الدباغ رئيس الجمعية بمدينة يافا كما ألقت القبض على حمدي الحسيني رئيس الجمعية بغزة وسجنه كما سبق ذكره ومن ثم أقفلت جمعياتها وجمعية خان يونس والقدس، وفي مدينة نابلس أصدرت أمرًا لجميع الموظفين الأعضاء في الجمعية بتقديم استقالاتهم والانسحاب منها [19].

بالرغم من هذه الإغلاقات والسجن والملاحقة لأعضائها إلا إن جذوة الإيمان والمقاومة لم تنطفئ من صدور أبنائها فها هو السيد / عبد الرحمن الفرا رئيس الجمعية المغلقة وقتها بخان يونس يرسل للسيد / يحيى أحمد البطة [20] من أبناء خان يونس والمتواجد للدراسة بمصر (انظر الصورة)

يعتمده كمندوب لجمعية الشبان المسلمين بخان يونس لحضور مؤتمر جمعيات الشبان المسلمين بمصر وفلسطين بالقاهرة وقد شاركه من خان يونس أيضًا/ السيد عثمان عبد الله وبالفعل حضر/ يحيى البطة المؤتمر وأرسل رسالة مؤرخة بيوم19 صفر 1349 هـ 15/7/1930م للسيد عبد الرحمن الفرا سجل فيها أهم قرارات المؤتمر ومدونًا فيها أسماء المندوبين.

هيئة أوقاف خان يونس

كان للأوقاف بخان يونس هيئة إدارية ترعى أوقاف وخدمة الجامع الكبير بالمدينة كانت هذه الهيئة تتألف من السادة:
عبد الرحمن الفرا، أحمد إبراهيم الأسطل، عثمان عبد الله، راغب شراب , وقد اجتمعت في يوم الثلاثاء الموافق 30 محرم 1350هـ/ 16/6/1931 قرروا فيها ما يلي:
1. أن يجتمعوا كل خمسة عشر يومًا اعتبارا من أول صفر الخير 1350 هــ ولا مانع من اجتماع فوق العادة إذا راو لزوما لذلك.
2. وإذا تغيب أحدهم لا يحق له الاعتراض إذا كانت الهيئة أكثرية.
3. تقرر أن يكون أمين النقدية (أمين الصندوق) أحمد إبراهيم الأسطل، وأن لا يصرف منها أي شيء إلا بأذن الهيئة وأن يأخذ وصل من الهيئة فيما يصرف للجامع وأن باقي الهيئة لم تكن مسئولة عن شيء من النقدية إلا إذا كانت معطية وصل فيها إلى أمين النقدية أحمد إبراهيم الأسطل والوصولات (أي الإيصالات) موقعة من الهيئة جميعًا أو الأكثرية.
4. أما الوصولات المعطاة إلى المستأجرين تكون من أحد المذكور خاصة.
5. تقرر إعلان يوضع في داخل الجامع وخارجه يعلن لعموم الموظفين المواظبة على وظائفهم وكل من يتغيب بدون إشعار الهيئة أو تقصير في وظيفته الخاصة يكون مقصرًا وتعتبره الهيئة غير موظف ولا تدفع له راتب اعتبارا من أول محرم سنه 1350هــ.

ويعتبر هذا الاجتماع بمثابة الإعلان عن وجود هذه الهيئة للأوقاف وكتابة دستورها واختيار أمين صندوقها.
و في نفس اليوم 30 محرم سنة 1350 هـ الموافق 16/6/ 1931 أرسلت الهيئة رسالة لقاضي غزة الشرعي تطلب منه تعيين السيد يحيى اشبير خطيب ومدرس وإمام جامع خان يونس بدل من الشيخ سعيد حمدان والذي نقل لبئر السبع معلما في المدرسة الأميرية.

الخان المحصن - خان يونس (القلعة)

كان للسيد عبد الرحمن الفرا "أبو اسعد" اهتمامه الواضح بالخان، وقد بدى ذلك جليًا في العديد من مراسلاته الدالة على ملاحظاته الدقيقة لما يطرأ عليه من التعديات داخل جدرانه أو الاعتداء على حجارته وما يحدث لها من عوامل التعرية والتشققات سواء قبل رئاسته للبلدية وبعدها كما سيجيء.

فكان من أقـدم الرسائل التي عُثر عليها تلك التي بعثها أبو اسعد لوكيل مدير الآثار في 9 فبراير 1927 حيث أدرك أبو أسعد أهمية الأثر التاريخي لبلدته والمتمثل في خانها ثلاثي الأهمية: الخان والقلعة والجامع وأبدى تجاهه مزيدًا من الحرص للحفاظ عليه والوقوف ضد كل من يحاول الاعتداء على أراضيه، سواء بالبناء داخله أو محاولة استغلال أرضه لمنافع شخصية، خاصة لو علمنا بأنه " أرض وقف " وأثر إسلامي يمثل عنوان المدينة وشخصيتها واسمها وبؤرة عمرانها، وقد ارسل السيد عبد الرحمن الفرا رسالة إلى سماحة رئيس المجلس الإسلامي الاعلى الحاج امين الحسيني يخبره فيها بما يحدث من تعديات ونقل حجارة من سور الخان القديم وعلى اثر ذلك قام سماحته بمخاطبة مدير دائرة الآثار بالقدس ومأمور الاوقاف في غزة الذي قام بعمل تقرير عن حالة القلعة ومسجدها.. كما يبدوا لاحقا لصور هذه الرسائل.

وقد بدى ذلك واضحًا في رسالة بعثها وكيل مدير دائرة الآثار B.L.R. Kai بالقدس بتاريخ 9/2/1927 يشكره فيها بإعلامه بنقل حجارة السور القديم[21] بخان يونس مما دفع مدير الآثار لإرسال مفتش الآثار القديمة للكشف على المكان. انظر صورة الرسالة 9/2/1927 لم تنته مراسلات عبد الرحمن الفرا لدائرة الآثار القديمة بالقدس الشريف كما يبدو جلياً من رسالة أرسلها بتاريخ 26/7/1933 لوكيل مدير الآثار القديمة " روث" ورد عليها الأخير بتقديم شكره على ما احتوت علية الرسالة من معلومات. ( انظر صورة الرسالة).

عبد الرحمن الفرا (مصلح اجتماعي)


يمكن اعتبار يوميات عبد الرحمن الفرا مجرد " عينة " لدراسة الأحوال الاجتماعية والمشاكل العائلية المتنوعة, فمن خلال دراستنا " لليوميات " نلاحظ الجهد الفائق الذي كان يبذله هذا الرجل من أجل إصلاح ذات البين بين أفراد مدينته التي كثيرًا ما كانت تعتورها المشاكل المتعددة والمتنوعة كقضايا القتل " الدم " والاعتداءات الفردية، ومشاكل الأراضي والتعدي عليها.. الــخ من المنازعات والمشاكل، ولقد استبعدنا البعض منها ذات الخصوصية، مهتمين بجوهر الحدث لا بتفاصيله التي لا تقود إلا لمضيعة الوقت والجهد، فقد كان رحمة الله يدونها حتى يحافظ على مواعيد الاجتماع لحلها.

التعليم


مؤمناً عبد الرحمن الفرا إيمانا عميقا بان التعليم هو السلاح الذي نواجه به استعمار بريطاني وصهيوني غاشم، ومدركاً بان " المرأة " ليست عورة يجب تغطيتها وتهميشها بل يجب أن نأخذ قسطاً وافرا من التعليم لتبادر وتقوم بدورها لان عليها واجبات نحو مجتمعها لا يقل أهمية ومسئولية عن الرجل.

وإيمانا منه بذلك كان من أوائل من اخذ ابنته خيرية في بداية ثلاثينيات القرن الفائت إلى رام الله للانضمام لمدارسها والتعلم فيها، تلك خطوة لم تكن بسيطه في نظر العديد من أبناء خان يونس بل والمنطقة الجنوبية برمتها لاعتقادهم السائد بأن البنت عورة يحسبون لخروجها ألف حساب وخروجا عن العادات والتقاليد وان التعليم يفسدها ويقودها إلى أمورا ليست في صالحها وصالح مجتمعها.

هذا في وقت كانت فيه حكومة الانتداب البريطاني الإمبراطورية العظمى تغتر على التعليم في فلسطين ولا تقدم له إلا النذر اليسير من المال بل وتطالب من بلدياتها جمع تبرعات من الناس لتقدم أجر مدرس أو في بناء غرفة للطلاب، لحرصها الشديد لإبقاء هذا الشعب في حاله من الجهل، فلم يكن بفلسطين آنذاك غير مدرسة ثانوية واحدة مكتملة بالقدس تدعى "الكلية العربية".

إذا لم يكن غريباً عليه عندما تسلم رئاسة البلدية بعد سنوات قليلة ومع بداية عام 1936 عام الثورة الكبرى من تخصيص جزءاً من ميزانية البلدية لدعم المدارس الذي لا تتعدى (مدرستان) للذكور وللإناث وذلك بتشكيل (لجنة المعارف المحلية) تحت رئاسته وأعضاء من وجهاء ومخاتير المدينة تشرف على التعليم وتحفيز الناس على جمع التبرعات لإيجار بعض المنازل وبناء بعض الغرف والمدارس حتى تكللت فترة رئاسته وبالتحديد عام 1948 بناء أجمل مدرسة وأكثرها غرفاً في المدينة تضم طلاب جميع المراحل الابتدائية وحتى الثانوية وذلك بشراء أرضها من عائلة العقاد في حين لم يوجد بمدينة غزة عاصمة اللواء الجنوبي حينها إلا مدرسة ثانوية واحدة تتألف من غرف هي في الحقيقة "تخاشيب" كانت للجيش البريطاني المحتل وتسمى مدرسة الإمام الشافعي.

بالإضافة لمساهمته الجليلة في تعليم وتقديم الخدمات للعديد من أبناء خان يونس لتعليمهم الجامعي وكليات الشرطة والكليات العسكرية بمصر والعراق " فترة حكم عبد الكريم قاسم وبعدها " قد تبوأت الدرجات والمراتب العليا من قضاه ومحامين وضباط وممثلين لبعض الدول في هيئة الأمم المتحدة !!.

كان له الدور الريادي في أقامه المعهد الديني " الأزهر " بغزة وأول من بادر بالطلب من الأزهر الشريف بالقاهرة لعلاقاته المتميزة مع مشايخ الأزهر في حينه ورجالات مصر حيث انضم إليه فيما بعد الشيخ محمد عواد رئيس بلدية الفالوجة، ومن إنجازاته على سبيل المثال:-

  • معهد الأيتام، معهد لحفظ القران الكريم، المعهد الديني بغزة (معهد الأزهر) سنة 1953.
  • العمل على دخول الكثير من الطلاب منهم الطالب قاسم حسين الفرا سنة 1933 والطالب قصي العبادله (تبوأ بعد قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية منصب قاضي القضاة) سنة 1939 للكلية العربية في القدس

معتقلو البراق

باشتداد المقاومة بعد هبًة البراق سنة 1929 وازدياد الإرهاب البريطاني والصهيوني ضد المناضلين الفلسطينيين بدأت الأحزاب والجمعيات والمؤتمرات الفلسطينية بعقد العديد من اللقاءات لتوحيد نضالها فكان منها مؤتمر التسليح الذي تم انعقاده بمدينة نابلس سنة 1931 شارك فيه المجاهد عبد الرحمن الفرا (أبو اسعد) يرافقه من خان يونس عثمان عبد الله ومن غزة حمدي الحسيني. طلب الإذن بقيام مظاهرة، وفي نفس العام وبالتحديد يوم 10/8/1931 طلب السيد (أبو أسعد) إذنًا من المندوب السامي للقيام بمظاهرة بمدينة خان يونس فرد علية قائمقام غزة برسالة يوم 13/8/1931 معنونة بـ no.G.N-27. " مستعجل جدًا " هذا نصها:

( وصلني كتابكم يوم 10/8/1931 تطلبون فيه إذنا لعمل مظاهرة سلمية يوم 15/8/1931 الساعة التاسعة صباحًا في خان يونس احتجاجًا على تسليح المستعمرات اليهودية من طرف الحكومة، وعليه أجيبكم أنني آسف لرد طلبكم ولا يمكن السماح لكم بإقامة أية مظاهرة كانت في أي محل كان، إلا أنه يمكنكم تقديم احتجاج خطي بما ترغبون إظهاره وهذا يقدم للمراجع)

توقيع

قائمقام غزة

نتيجة لهذه التوصية قامت بريطانيا بتسليح المستوطنات الصهيونية تنفيذًا لخطة بناء وطن قومي لليهود وعليه كان طلب" أبو اسعد" فيما بعد للمندوب السامي بقيام المظاهرة كما أسلفنا [22].

فلم يكن مستغربا والحالة هذه من السلطات البريطانية محاولة ضبط فعاليات ونشاط السيد عبد الرحمن الفرا كرئيس لجمعية الشبان المسلمين بخان يونس بقوة الإنذار والتهديد المبطن عندما أرسلت له رسالة بواسطة قائمقام غزة بتاريخ 24/4/1934 تنذره فيها بطريقة غير مباشره قائلة.
( لقد صادف منذ مدة أن إحدى الجمعيات أرادت أن تعمل اجتماعًا واحتفالاً وبعد أن أتمت جميع ما يلزم لهذا لم يخطر على بال المسئولين أن هناك قانونًا يحذر أعمال كهذه إلا بعد استحصال إذن من الحكومة، وهذا جعلني أن أقوم بجلب نظركم لقانون البوليس المعدل والمنشور بالجريدة الرسمية بعددها 415 للعمل بموجبه، وليعلم كل من يرغب في دعوة أو عقد أو تنظيم أي اجتماع أو موكب عليه أن يقدم تحريرًا لحاكم القضاء مدة لا تقل عن 3 أيام قبل اليوم المنوي عقد الاجتماع أو تنظيم الموكب لأجل منحه رخصة بذلك وكل من يعمل بغير ذلك لا ينظر لطلبه ويطبق عليه أحكام المادة المتضمنة العقوبات).

توقيع

قائم مقام غزة

وبهذا نرى أن السلطة تناقض نفسها فقد سبق للسيد عبد الرحمن الفرا أن أرسل رسالة يطالب فيها بقيام مظاهرة سلمية احتجاجا على تسليح بريطانيا للمستوطنات الصهيونية وقد رفض طلبه وبشدة.

عبد الرحمن الفرا والمؤتمرات المحلية والإقليمية


1- مؤتمر الأمة الإسلامية الفلسطينية

ويواصل أبو أسعد جهاده من خلال عضويته بمجلس إدارة مؤتمر الأمة الإسلامية وعضواً في اللجنة التنفيذية من بين 32 عضوًا فلسطينيًا منهم في غزة فهمي الحسيني المحامي ورئيس البلدية وحسني خيال [28] وقد وضح ذلك في رسالة موجهة له بتاريخ12/12/1931 – جاء فيها [29] ( طلب إليّ سعادة رئيس مؤتمر الأمة أن أعلمكم بأن مجلس الإدارة الذي انتم أحد أعضائه سيعقد جلسته الأولى عصر نهار الثلاثاء الواقع في 22/12/1931 الساعة الثالثة للمباشرة في مزاولة الأعمال التي ترتبت عليه وللبحث في مسائل أخرى تتعلق بقرار المؤتمر، فأرجو تشريف حضرتكم في الوقت المعين ببيت الداعي الكائن في البقعة الفوقا في القدس) [30] توقيع سكرتير مؤتمر الأمة 19/12/1931

2- عبد الرحمن الفرا والمؤتمر القروي العربي في يافا سنة 1932

ومع بداية عام 1932 تتواصل فعاليات (أبو أسعد) بتلقيه دعوة لحضور المؤتمر القروي العربي الثاني من رئيس المؤتمر القروي العربي الأول عبد القادر شبل (يومي 12-13 – مارس 1932 لأهميته للأبحاث المتعلقة بالقرى والذي سيعقد في قاعة سينما أبي شاكوش بشارع الملك جورج بيافا).

3- مؤتمر الاحتجاج على تهريب الأسلحة لليهود..

شارك عبد الرحمن الفرا في مؤتمر الاحتجاج على تهريب الأسلحة لليهود المنعقد بالغرفة التجارية بالقدس يوم الاثنين 30/8/ 1943:

مطالبته بإعادة جريدة الجامعة الإسلامية

تتواصل مشاركة أبو اسعد واهتماماته بالشأن الثقافي والصحفي فيستنكر توقيف سلطات لانتداب لجريدة (الجامعة الإسلامية)[31] في أوائل عام 1934 فيرسل احتجاجًا للمندوب السامي يطالبه بإعادة استمرارها. فرد علية حاكم اللواء الجنوبي بواسطة قائمقام غزة برسالة مؤرخة 7/2/1934 جاء في نصها: (كلفت أن أخبركم بوصول استدعائكم المقدم إلي فخامة المندوب السامي بمناسبة توقيف (الجامعة الإسلامية) وأن أعلمكم بأن التوقيف لم يصدر إلا بعد التمحيص والدرس الدقيق وأن فخامته لا يري مبررًا لتغيير هذا الأمر في الوقت الحاضر. إن فخامته حريص جدًا على التمسك بحق حرية القول ومن المؤسف أن تسيء الجريدة المذكورة أعلاه استعمال هذا الحق مما أدى إلى توقيفها ) توقيع
حاكم اللواء الجنوبي

عبد الرحمن الفرا ودوره الاقليمي والدولي


أولا: تأييده للمصالحة بين السعودية واليمن

لم ينعزل أبو أسعد رئيس جمعية الشبان المسلمين عن إطاره العربي وهمومه السياسية التي غالبًا ما كانت تطفوا بين البلدان العربية ومنها الخلافات الدائرة بين المملكة العربية السعودية واليمن، كانت على الحدود وتحديدها وأخرى ناجمة عن الخلافات السياسية والتي نشبت بينهما عام 1934 لتنتهي بالصلح بعد وساطة ملوك ورؤساء العرب ومن ضمنهم وساطة الحاج أمين الحسيني مفتى فلسطين، وقد أيد هذا الصلح بين جلالة ملك المملكة العربية السعودية والإمام يحيى وباركه أبو أسعد كما جاء في رسالة بعثها إليه جلالة الملك عبد العزيز آل سعود مؤرخة بيوم 17/ صفر 1353 سبتمبر 1934 جاء فيها وموقعة من سكرتيره الخاص:

( لقد أمرني جلالة مولاي الملك المعظم أن أعرب لكم عن تقديره لعواطفكم الكريمة التي أظهرتموها بمناسبة ما مَنّ الله من نصر وتأييد في الخلاف الذي كان بين جلالته والإمام يحيى ذلك الخلاف الذي كان مؤلمًا لجلالته ولسائر العرب ولكن ما تشاؤون إلا أن يشاء الله ونسأله تعالى أن يجعل هذا آخر شقاق يقع بين العرب وأن يؤلف قلوبهم بعده ويجمع كلمتهم لما فيه عز الإسلام والمسلمين).

ثانيا: عبد الرحمن الفرا وتفاعله ودعمه للشعوب العربية 1- حيث قام بجمع التبرعات لتقديمها لفقراء ومرضى أسوان وقنا في مصر حيث ارسلها بواسطة القنصل المصري بالقدس والذي قام بالرد عليه وشكره على جهوده وقد جاء فيها:

القنصلية الملكية المصرية العامة بمدينة القدس المضمون فلسطين – شرق الأردن رقم الإفادة 827 تحريراً في 30 ابريل 1944 رقم الملف 48/1/3 حضرة المحترم رئيس بلدية خان يونس بعد التحية – تسلمت مع الشكر مبلغ 250و40 جنيها فلسطينيا قيمة ما قمتم وحضرات إخوانكم بجمعه لفقراء قنا واسوان، واني اشكر حضرتكم وحضرات اخوانكم وأهالي خان يونس الكرام الذين دفعتهم اريجتهم إلى التبرع لفريق من اخوانهم، انتهز هذه الفرصة كي أقدم سلامي واحترامي.

مرفق بهذا الإيصال الخاص بالمبلغ المتقدم ذكره

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام

التوقيع / القنصل العام

2- وفي 22/7/1945 أرسل السيد عبد الرحمن الفرا رئيس بلدية خان يونس إلى رئيس الجمهورية العربية السورية السيد شكري القوتلي يخبره بتحويل مبلغ ثلاثمائة جنيه فلسطيني بواسطة بنك الأمة بالقدس لتوزيعها على عائلات شهداء 10/7/1945

عبد الرحمن الفرا وبلدية خان يونس

عبد الرحمن الفرا أول رئيس لبلدية خان يونس بالانتخاب سنة 1935

تسلم السيد عبد الرحمن الفرا رئاسة بلدية خان يونس في عام الثورة الكبرى حيث بدأ بالارتقاء بمدينته نحو التطور الحضاري في ظروف اقتصادية كانت في غاية الصعوبة بالإضافة إلى موائمته بين مهام هذا المنصب الحساس وما له من ارتباط بحكومة الانتداب البريطاني من جهة ومن قيادة المقاومة في منطقته من جهة أخرى حيث كان في النهار رئيسا للبلدية وفي الليل يقود الثوار ويوجه نشاطهم ضد قوات الانتداب البريطاني بوضع الالغام وعمل الكمائن على خطوط السكك الحديدية والطرق الاسفلتية، حتى ما لبث أن انكشف امره فقامت السلطات بالقاء القيض عليه واودعته السجون ثم قامت بنفيه واسرته إلى سمخ على بحيرة طبرية حتى أفرج عنه في نهاية سنة 1937.

فوز السيد عبد الرحمن الفرا في الانتخابات الثانية لبلدية خان يونس

حيث فاز السيد عبد الرحمن الفرا وقائمته بالكامل في هذه الانتخابات محققا فوزا ساحقا حيث لم ينجح أحد من القائمة المنافسة له وعلى اثر ذلك خرجت مظاهرات الفرح في المدينة هاتفين (يا أبو اسعد هيا هيا... أنت رئيس البلدية) وانهالت عليه برقيات التهنئة من كل زعماء وقيادات الاحزاب ورؤساء البلديات من جميع مدن وقرى فلسطين وكذلك وصول الكثير من الوفود بالتهنئة بذلك الفوز.
• حاول السيد عبد الرحمن الفرا إنشاء مدينة جديدة (خان يونس الجديدة) على أراضي الرمال القائمة ما بين مدينة خان يونس وشاطئ البحر ولتحقيق ذلك طالب الجهات الرسمية بتوزيع هذه الأراضي على الأهالي لعشرات المرات دون جدوى واستمرت هذه الطلبات كذلك في عهد الإدارة المصرية للقطاع (1948-1967).... ولو قدر تحقيق هذا الهدف لما قامت سلسلة مستوطنات غوش قطيف بعد احتلال قطاع غزة سنة 1967 ولما اقيم ما سمي بحاجز التفاح والذي استشهد على جانبيه مئات الشهداء.

عبد الرحمن الفرا – عضو اللجنة التنفيذية للحزب العربي الفلسطيني


وفي يوم 3/8/1945 تسلم السيد عبد الرحمن الفرا رسالة بهذا الخصوص هذا نص الرسالة وصورتها الحزب العربي الفلسطيني ص.ب 1357 باب الحديد – القدس حضرة الوجيه الفاضل السيد /عبد الرحمن أفندي الفرا الأكرم - خان يونس تحية واحتراما وبعد, فبالنظر لما نعهد فيكم من الوطنية الصادقة والغيرة القومية الصحيحة وبناء على ترشيح معتمدي الحزب العربي ومكتبة المركزي، تقرر اعتمادكم عضوا في اللجنة التنفيذية للحزب العربي الفلسطيني، آملين منكم التفضل بقبول هذا التكليف. وتفضلوا بقبول التحية ومزيد الاحترام التوقيع وختم/ وكيل رئيس الحزب العربي الفلسطيني انظر صورة الرسالة

عبد الرحمن الفرا وحرب 1948


مثلما كانت له علاقات قوية مع قادة الثورة في فلسطين ورجالاتها استطاع أن يوجد له علاقات قوية مع الكثير من الشخصيات القيادية في مصر من رؤساء أحزاب وأعضاء برلمان ومشايخ الأزهر الشريف ووزراء وقادة ورجالات الجيش المصري حيث كان قد تعرف عليهم قبل وأثناء قيامه بجمع الأسلحة من الإنجاع المصرية وكذلك أثناء قيامه بعملية تنسيق دخول قوات المجاهدين المصريين والمغاربة بقيادة الشهيد البطل أحمد عبد العزيز وكذلك أثناء دخول قوات الجيش المصري لأرض فلسطين كما سيتضح ذلك جليا. بعد أن بدأت المؤامرة تتجسد على أرض فلسطين وتحقيق وعد بلفور المشئوم بإنشاء وطن قومي لليهود فيها.

عند قرب انتهاء الانتداب البريطاني لفلسطين يوم 15/5/1948 بدأت الأحزاب والهيئات الوطنية في فلسطين بالاستعداد لذلك وفي مقدمتها الهيئة العربية العليا لفلسطين بقيادة سماحة مفتي فلسطين. وحيث كان السيد عبد الرحمن الفرا عضوا في الهيئة العربية العليا ممثلا للجنوب المحاذي لمصر فلقد أُوكل اليه جمع السلاح وشرائه منها لعلاقاته الوطيدة مع رجالات مصر البررة حيث قام عبد الرحمن الفرا بهذا الدور على أكمل وجه متجولا في أنجاع مصر من شمالها إلى أقصى جنوبها (الصعيد) وهو يحمل رسالة المرشد العام للإخوان المسلمين الأستاذ حسن البنا حيث اجتمع به في القاهرة يوم 26/3/1948 موجهة إلى جميع شعب الإخوان طالبا منهم تقديم كافة أنواع المساعدة إلى حامل هذه الرسالة بالإضافة إلى رسالة من الهيئة العربية العليا بهذا الخصوص. وعلى سبيل المثال توجه ومعه عبد الرحمن عزام باشا إلى عزبة الشوبك عند لطفي واكد ثم توجه عند أحمد بيك حسين رئيس حزب مصر الفتاة وفي اليوم التالي توجه إلى مدينة المنيا بصعيد مصر برفقة الشيخ عبد الرحمن الغزاوي واجتمع مع رئيس شعبة الإخوان المسلمين هناك الشيخ محمد عبد الحميد وحضر الاجتماع السيد توفيق حشمت والسكرتير فؤاد الصاوي وعمدة المنيا عبد الرحمن بيك شادي وشقيقه حسين بيك عضو مجلس النواب وعلى أثرها تم جمع وشراء كمية كبيرة من الأسلحة تم نقلها في سيارات خاصة إلى العريش ومن هناك نقلت إلى خان يونس بعدة سيارات وكان يتولى نقلها سعيد محمد الفرا شقيق أبو اسعد ومصطفى عبد الله ومصلح زعرب وسعيد السكسك.

على الجانب الآخر كان التنسيق بين السيد عبد الرحمن الفرا ممثلا للهيئة العربية العليا من جهة وقادة الجيش المصري والمجاهدين من جهة أخرى قائما لوضع الخطط اللازمة لإدخال قوات المجاهدين (من الإخوان المسلمين) بقيادة البطل أحمد عبد العزيز وكمال الدين حسين واحمد زكريا الوردياني حيث حضر إلى بلدية خان يونس الأستاذ عبد الهادي شعبان مندوبا للإخوان المسلمين وكذلك حضر ضابط المخابرات المصري عبد المنعم النجار لهذا الهدف حيث قرروا إنشاء لجان قومية للأمن والمالية والمؤن والأمور العسكرية من خلال البدء في تسجيل المتطوعين والكشافين الفلسطينيين..
ولقد وجدوا أن الحل الأمثل لإدخال قوات المجاهدين ان يكون عبر طريق خط السكك الحديدية بعد أن تبين صعوبة إدخالها عن طريق الطرق الإسفلتية لوجود القوات الإنجليزية هناك وخوفا من ان تكون هناك ألغاما أو عبوات ناسفة على هذه الطرق.. ولتحقيق ذلك تم إحضار الكثير من الدواب من الجمال والبغال والحمير لسحب مركبات قوات الفدائيين ووضع عجلاتها بين قضبان السكك الحديدية دون تشغيل موتوراتها أو انوارها حتى لا تلفت نظر القوات الإنجليزية.
• استمرت هذه العملية لمدة تزيد عن أسبوع اختلط فيها الليل بالنهار. وكان كل ما تصل فرقة من هذه القوات إلى مدرسة خان يونس كان هناك مندوبين عن المجاهدين الفلسطينيين للتوجه بهذه القوات وإيصالها إلى هدفها المحدد لها على مستوى مدن وقرى فلسطين الجنوبية.. فرقة تذهب إلى عراق سويدان وفرقة تذهب إلى الفالوجة...الخ. وبمجرد وصول هذه القوات بدأت معركة تحرير المستوطنات الجنوبية وفي مقدمتها مستوطنة كفار دروم (دير البلح) والتي اشترك فيها السيد عبد الرحمن الفرا بنفسه رغم كبر سنه.
• وقد كان دور هذا المجاهد عبد الرحمن الفرا عظيما في تلك الفترة سجله له التاريخ بأحرف من نور حيث كان لا ينام الليل وهو يؤدي عمله الوطني والجهادي وفي النهار كان يمارس وظيفته كرئيسا للبلدية مسخرا كل إمكانيات هذه المؤسسة لخدمة المجاهدين وفيما بعد قوات الجيش المصري التي بدأ دخولها يوم 15/5/1948 وهو يوم انتهاء الانتداب البريطاني حيث صدر قرار هيئة الامم بتقسيم فلسطين بين اليهود والعرب.

  • وتقديرا لدور السيد عبد الرحمن الفرا في تلك الفترة فقد قلد وسام الجيش (ميدالية حرب فلسطين مع المشبك) بمرسوم صدر عن وزارة الحربية والبحرية المصرية، كان هو الفلسطيني الوحيد الذي قلد هذا الوسام.


صورة السيد عبد الرحمن الفرا وعلى صدره وسام ميدالية حرب فلسطين والمرسوم الخاص بذلك

السيد عبد الرحمن الفرا في استقبال ورعاية المهاجرين

لقد بذل السيد عبد الرحمن الفرا بصفته الشخصية وكرئيساً لبلدية خان يونس جهدا عظيما في رعاية المهاجرين الذين لجئوا إلى مدينة خان يونس حيث استقبلتهم المدينة بفتح جميع مساجدها ومدارسها ومؤسساتها والاماكن التي تصلح للإيواء بالإضافة إلى أن الكثير من أهالي المدينة قد استضافوا اعدادا كبيرة منهم في بيوتهم.

خصصت البلدية مساحة كبيرة من الأراضي المملوكة لها والتي كانت مخصصة لإنشاء خان يونس الجديدة وتقع غرب المدينة مباشرة... خصصت هذه الأراضي لإقامة معسكرا لهم حيث رفض السيد عبد الرحمن الفرا كل المواقع الأخرى والبعيدة عن المدينة والتي خصصت لهذا الهدف... ويذلك تعتبر خان يونس هي المدينة الوحيدة على مستوى الضفة والقطاع التي اقيم فيها معسكر اللاجئين ملاصقا مباشرة للمدينة بفضل جهد هذا الرجل، واستمرت هذه الرعاية في تسخير كل إمكانيات البلدية لخدمة المهاجرين من توصيل المياه إلى معسكرهم واعمال النظافة وتقديم المساعدات المادية والتموينية وخلافه من الألبسة والرعاية الصحية ضمن الإمكانيات المتوفرة.

عبد الرحمن الفرا والإدارة المصرية


استمر جهاد هذا الرجل ما بعد النكسة حيث كان أول من طالب الإدارة المصرية بما له من علاقات وصداقات قوية مع القيادات المصرية لا سيما قادة الجيش المصري بقبول أبناء فلسطين في الكليات العسكرية الحربية والشرطية والبحرية المصرية وبفتح باب التطوع للشباب الفلسطيني. وتم ذلك حيث تكونت أول كتيبة فلسطينية بقيادة عبد المنعم عبد الرءوف والتي أصبحت فيما بعد نواة جيش التحرير الفلسطيني ولقد أدت هذه الكتيبة دورا عظيما في رد الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على القطاع والتي استشهد نتيجتها أعدادا كبيرة من الفلسطينيين. وبعد قيام الثورة المصرية سنة 1952 برز دور عبد الرحمن الفرا في ترسيخ العلاقة بين رجال الثورة وبين رجال الهيئة العربية العليا لفلسطين بقيادة سماحة المفتي الحاج أمين الحسيني حيث كان يتقدم بالطلب من الإدارة المصرية باعتبارها المسئولة عن قطاع غزة لتلبية حاجات السكان من مواد تموينية وتعليمية وصحية وفتح الحدود للشباب بهدف العمل في الخارج بحثا عن الرزق وحل مشكلة البطالة التي تفاقمت كثيرا حيث حل بالقطاع أكثر من ضعف سكانه الأصليين من المهاجرين.

على إثر تكرار الاعتداءات اليهودية على قطاع غزة وخصوصا المعسكرات الوسطى والمنطقة الشمالية وشرق مدينة خان يونس ومثال ذلك ما قمات به مجموعات يهودية مجرمة بالتسلل بعد منتصف الليل إلى معسكرات البريج والمغازي والتي تقع على خط الهدنة (الحدود) مباشرة قامت هذه المجموعات باستخدام الأسلحة البيضاء في ذبح ضحاياهم من اللاجئين الفلسطينيين حتى لا يشعر بوجودهم وجرائمهم أحد ويقوم لنجدتهم... ونتيجة لتلك الأحداث وتكرارها قامت شبه ثورة في القطاع سنة 1954 مطالبة بالانتقام من اليهود بتشكيل قوات فدائية... ولقد تبنى السيد عبد الرحمن الفرا مطلب الجماهير هذا وبالتعاون مع السيد زكي خيال والشيخ عبد الله أبو ستة بنقل هذه المطالب إلى القيادة المصرية وفي مقدمته الرئيس جمال عبد الناصر ووزير الحربية عبد الحكيم عامر.. وعلى اثر ذلك تم تشكيل وحدات الفدائيين بقيادة ضابط المخابرات المصري الشهيد البطل مصطفى حافظ حيث كانت قيادته وقيادة الكتيبة الفلسطينية في مدينة خان يونس.. ولقد ابلت هذه الوحدات بلاءً حسنا مكبدة اليهود خسائر فادحة في الارواح والمعدات مما اشفى غليل الشعب الفلسطيني.

* وفي ليلة 31/8/1955 قامت فرقة مدرعة إسرائيلية بالهجوم على مركز شرطة مدينة خان يونس حيث تتمركز فيه قيادة الحركة الفدائية وقذفته بالمدافع ودارت معركة شرسة لم تستطع القوات الإسرائيلية تحقيق أهدافها وعند الفجر وبعد انتهاء المعركة حضر القائد اللواء يوسف العجرودي من رفح واجتمع عبد الرحمن الفرا وإياه مع قائد كتيبة خانيونس البكباش يوسف وحاكم خان يونس الصاغ عبد اللطيف الغزالى وتم إحصاء الشهداء ومنهم ضابط البوليس الحاج مصباح عاشور والجاويش حسن السعافين وسعيد البحري الذي قتل اليهودي قبل دخوله المركز... ديب جلس، عبد الرحيم رزق الفرا، على محمد جربوع، محمد الشيخ، إسماعيل الفالوجي، رشدي حباب صوالى، الناطور، على غنيم، إسماعيل حمدان، محمد على الاسطل، أحمد خماش، عوني الجردلى، سعادات، عيد شبير، مصطفى اغا. بالإضافة إلى عدد من الكتيبة الفلسطينية ومن الجنود المصريين حوالى 13 وكذلك استشهاد خمسة عند الدوار (مدخل المدينة) واثنين من بنى سهيلا وحسن جربوع وتدمير ترمبه البنزين في خانيونس وكراج بامية ودار سكر التي يسكنها حاكم خان يونس محمد عبد اللطيف الغزالى... الخ وفي تلك الليلة كان للسيد عبد الرحمن الفرا ادوارا جليلة باذلا مجهودا ملموسا ومقدما مساعدات قيمة كما جاء في شهادة التقدير من الحاكم العام لقطاع غزة اللواء عبد الله رفعت..

بسم الله الرحمن الرحيم

وزارة الحربية

الإدارة المصرية بفلسطين غزة في 22/9/1955

مكتب الحاكم العام / " سكرتارية " / رقم الملف: ح.ع. / 10/1/55

السيد عبد الرحمن الفرا رئيس بلدية خان يونس المحترم

ان ما قمتم به من خدمات جليلة ومجهودات ملموسة، وما بذلتموه من مساعدات قيمة ليلة 31/8/1955 – اثر حادث الاعتداء الأثيم على مركز بوليس خانيونس – لجدير بالشكر والثناء على هذه الوطنية الصادقة والروح العالية التي لمستها الإدارة فيكم. وانني لانتهز هذه الفرصة لاسجل لكم وافر شكري وتقديري على هذه المجهودات القيمة.

سائلا المولى عز وجل ان يوفقنا جميعا لما فية الخير للعروبة والإسلام.

والله ولي التوفيق
لواء

الحاكم الإداري العام للمناطق

الواقعة تحت رقابة القوات المصرية

بفلسطين عبد الله رفعت

السيد عبد الرحمن الفرا والعدوان الثلاثي 1956


قال رسول الله "ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة " رواه الترمذي
* يبدو أن مجازر اليهود المتتالية أصبحت قدر الشعب الفلسطيني ومذابح اليهود في خان يونس كثيرة إحداها هي مجزرة 1956 التي راح ضحيتها أكثر من 500 شهيدا معظمهم من الشباب.

  • كانت الأحداث الأخيرة قد أخذت منحى تصادمي بين مصر عبد الناصر من جهة وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى، خصوصا بعد أن قام الرئيس جمال عد الناصر بتأميم قناة السويس وتقديمه الدعم الكامل والشامل للثورة الجزائرية. فبدأت التعبئة الإعلامية عبر وسائل الإعلام. ما لبث إسرائيل أن انضمت إلى بريطانيا وفرنسا لتصنع بذلك حلفا ثلاثيا. جاء ذلك بعد زيادة العمليات الفدائية الفلسطينية ضد إسرائيل عبر غزة بمساعدة مصر وبقيادة الشهيد البطل / مصطفى حافظ. كل هذه العوامل مهدت لما يسمى بالعدوان الثلاثي على مصر وقطاع غزة الذي بدأ في نهاية شهر أكتوبر وبداية شهر نوفمبر، حيث بدأ اجتياح الأراضي المصرية عبر مدينة بور سعيد والإنزال الجوي وقصف الأساطيل لمنطقة قناة السويس، واجتياحا آخر من قبل الجيش الإسرائيلي لشبه جزيرة سيناء بالإضافة إلى قطاع غزة. ونحن في هذا المقام لا نريد أن نعترض ما حدث في هذه الحرب على جبهاتها المختلفة ولكننا نريد أن نركز على ما حدث لمدينة خان يونس في بداية هذه الحرب.

حيث بدأ الجيش الإسرائيلي الهجوم على كامل قطاع غزة برا وبحرا وجوا، بادئا بالقصف الشديد بمدفعيته ودباباته وطائراته السوبر مستير أحدث ما أنتجته ماكينة الصناعات الحربية الفرنسية. يوازي هذا القصف توغلا في أراضي القطاع عبر عدة محاور لاستكشاف قدرة القوة العسكرية ومراكز تواجدها على أراضي القطاع وخلق حالة من الفوضى تساعد الإسرائيليين في تحقيق بعض الأهداف.

كان أشد مواجهات هذه المحاور هو محور خان يونس باعتبار أن القيادة العسكرية للقوات الفلسطينية المصرية بقيادة الفريق أول "يوسف العجرودي" الذي أصبح فيما بعد الحاكم العام لقطاع غزة.. كانت في خان يونس كذلك قيادة القوات الفدائية بقيادة الشهيد / مصطفى حافظ... استطاعت دبابات القوات الإسرائيلية دخول المدينة إلا أنها سرعان مإندحرت نتيجة الضربات المؤلمة التي ألحقتها بها المقاومة التي تشكلت من القوات السابقة الذكر وبعض المتطوعين من أبناء المدينة، لتعود إسرائيل بدك المدينة محاولة دخولها مرة أخرى. إلا أنها لاقت ما لاقته في المحاولة الأولى واندحرت مرة أخرى بعد أن تكبدت خسائر كبيرة في الدبابات والأفراد.

تكررت هذه العملية عدة مرات على مدى 6 أيام حتى تمكنت القوات الإسرائيلية من المدينة ودخولها. وهنا بدأت مجزرة خان يونس التي وصل عدد شهداءها إلى أكثر من 500 شهيد قام بإحصائها السيد عبد الرحمن الفرا ورصدت في كتاب يوميات المجاهد عبد الرحمن الفرا "أبو اسعد" للمؤرخ والباحث الفلسطيني الكبير سليم عرفات المبيض غطوا بدمائهم الزكية جميع مناطقها الشرقية والبلد والمعسكر.

نهاية المعركة وبداية المجزرة

  • بعد أن تمكنت القوات الإسرائيلية من المدينة وانتهاء المعركة ولجوء نسبة كبيرة من الأهالي إلى منطقة المواصي القريبة من شاطئ البحر الأبيض المتوسط للاختفاء تحت أشجارها ولتوفر المياه الصالحة للشرب فيها... استطاع السيد عبد الرحمن الفرا رئيس بلدية خان يونس العودة إلى البيت قادما من مقر قيادة القوات بقيادة الفريق أول يوسف العجرودي وبرفقته حاكم خان يونس المدني البكباشي محمود داوود التنير وهيئة أركانه من ضباط وجنود بالإضافة إلى الملازم أول المشرف عبد الغني مصطفى وضابط بوليس خان يونس أحمد الزين "أبو الأديب" وبرفقته عدد لا بأس به من رجال الشرطة والدكتور خيري أبو رمضان وزوجته الدكتورة دلال وكذلك لجأ إلى المنزل عدد كبير من شباب المنطقة وكذلك مجموعة من شباب المعسكر. حتى وصل عدد المتواجدين في المنزل إلى حوالي 60 رجل وشاب بما فيهم العسكريين بكامل لباسهم العسكري وأسلحتهم... جميعهم مكثوا في الدور السفلي "الأرضي" حيث أن المنزل مكون من 3 أدوار، بدأوا بسماع زخات الرصاص وصرخات النسوة والأطفال. وعرفوا بعدها بان اليهود يدخلون المنازل ويأخذون الشباب ويقتلوهم بعد رصهم ووجوههم للحائط... عرفنا ذلك من بعض العجائز من النسوة اللاتي كن يطرقن الأبواب ويوصون السامع بضرورة إخفاء الشباب لان اليهود يسوقوهم ويقتلونهم.
  • كان الوضع قد أصبح رهيبا، رعبا وإرهابا وبغيا وتجبرا من عدوا لا يرحم ولا يعترف بأخلاقيات الحروب ومعاهداتها ومواثيقها الدولية. بجانب هذا كله كانت مشكلة المياه والغذاء قد أخذت تتفاقم لمدة أكثر من 6 أيام، توقف إمداد المنازل بالمياه. والذي خفف من وطأة ذلك هو أن شهر نوفمبر عادة ما يكون باردا مما يقلل من الشعور بالظمأ وكذلك وجود خزان ماء صغير في بيت رئيس البلدية لا تتعدى سعته 1 م3 مكون من عدة براميل موجودة في الدور الثالث للمنزل مما فرض على الجميع الاقتصاد في استخدام الماء. أما المأكل فلقد كانت زوجته رحمها الله وهي السيدة المصرية كريمة الشيخ الأزهري... تقوم بعجن الطحين وجعله كرات صغيرة ومن ثم تقوم بوضعه في الزيت المغلي حتى يصفر لونه ويتم تقديمه إلى المتواجدين في المنزل.
  • استمر هذا الوضع يوما كاملا حتى حدث قصفا مزلزلا للبيت اعتقد من فيه من شدته أن المنزل قد انهارت أدواره العليا... تبين فيما بعد أن الدبابات الإسرائيلية قامت بقصف المنزل بعدد3 دانات فتحت عدة فتحات في حوائط الدور الثاني والثالث. امتنع السيد عبد الرحمن الفرا عن ترميمها من الخارج فيما بعد وحولها إلى نوافذ من الداخل لتظل ذكرى لذلك العدوان.

وبعد عملية القصف بحوالي 30 دقيقة حدث طرقا على أبواب منزل رئيس البلدية. حيث استوضح عن الطارق. أجاب أنا أبو حمدي الدنديس "كان لاجئا سياسيا وهو مجاهد من الخليل " وأضاف أن معه ضابط من الجيش الإسرائيلي يريد مقابلتك. وبعد فتح الباب وخروجه إلى الشارع " وكأنه يريد أن يدهم هذا الضابط الذي تراجع للخلف واخذ وضع الركبة والنصف طالبا منه الوقوف فوقف. كان حول هذا الضابط مجموعة كبيرة من الجنود وكان يوجد في أول الشارع عدد من الدبابات وقد وجهت مدافعها إلى المنزل سأل هذا الضابط هل أنت رئيس البلدية؟ أجاب: نعم. "عرفنا فيما بعد أن اسمه بن يمين حيث انه أصبح الحاكم العسكري لمدينة خان يونس " وقال له الضابط ان القائد يريد أن يقابلك.. فأجابه لا مانع لدى ولكن يجب أن أكمل ارتداء ملابسي فسمح له بدخول المنزل.. كان كل من في المنزل يترقب ليعرف ما الذي يحدث... توجه السيد عبد الرحمن الفرا إلى حاكم خان يونس محمود التنير واخبره بما حدث. فاستوضح الحاكم منه.. هل هو ضابط أم جندي؟ أخبره بأنه ضابط عندها طلب الحاكم من السيد عبد الرحمن الفرا أن يخبر هذا الضابط الإسرائيلي عن وجودهم فرفض واستكثر أن يتم اسر هؤلاء الضباط والجنود الأعزاء من بيته كيف وهو المجاهد الكبير الذي قاد المقاومة في 1936 وما قبلها وما بعدها وهو عضو الهيئة العربية لفلسطين وعضو اللجنة المركزية للحزب العربي الفلسطيني بقيادة مفتي فلسطين أمين الحسيني وهو الذي نفته بريطانيا إلى سمخ "طبرية"... هنا أعاد الحاكم المصري الطلب منه بضرورة تنفيذ طلبه خشية أن يأتي جنود عاديين ويقومون بقتل كل من في المنزل.. بكى عبد الرحمن الفرا عندها بكاء الرجال مكررا حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله وتوجه للضابط اليهودي واخبره بوجود من هم في المنزل... وافق الضابط على أن يخرجوا فرادى رافعين أيديهم إلى أعلى وممسكين بأسلحتهم من فوهاتها.. وبالفعل تم ما أراده هذا الضابط وخرج كل من كان يرتدي زيا عسكريا ويحمل سلاحا.. يرافقهم بالطبع السيد عبد الرحمن الفرا.. أخذوهم إلى الشارع الرئيسي واصطفوهم وطلبوا منهم السير دون النظر والالتفات لليمين واليسار والخلف حيث كان الجنود الإسرائيلين يسيرون من خلفهم ويقومون بتوجيه مسارهم.. في الطريق من المنزل إلى مركز الشرطة الذي اتخذه اليهود مركزا لقيادتهم بدأت تظهر ملامح جرائم الجيش الإسرائيلي... قتلى في الشوارع والمحلات التجارية مفتوحة ومنهوبة من قبل الجيش الإسرائيلي وحالة من الوجوم والرعب تسود المدينة.. وعندهما وصلوا للمركز تم فصل العسكريين عن السيد عبد الرحمن الفرا لإكمال عملية إجراءات الأسر الخاصة بهم تاركينه منفردا في غرفة وعليه حراسة.. كان أحد الحراس يقف مواجها له.. وجها لوجه وكانت نظراته فيها الكثير من العدوانية والتوتر... أراد السيد عبد الرحمن الفرا أن يكسر حده الصمت والرعب.. فسأل ذلك الجندي.. هل تعرف العربية.. فأجاب الجندي بنعم.. قال له لما أنت متضايق.. نظر الجندي وقال له أنا لم أحقق طلب والدتي ووصيتها التي أوصتني بقتل عشرين فلسطيني عربي حيث إنني لم اقتل حتى ألان سوى 19 فلسطيني.. فقال له السيد عبد الرحمن الفرا لماذا لا تقتلني وبذلك تكمل رقم العشرين وتحقق وصية والدتك... عند ذلك تجهم وجه هذا الجندي القذر مزيحا نظره عنه.

  • بعد انتهاء الضباط الإسرائيلين من إجراءات عملية الأسر للضباط والجنود المصريين حضر الحاكم للسيد عبد الرحمن الفرا يطلب منه مرافقته لمقابلة القائد " عرفنا بعد ذلك ان رتبته واسمه سيغان آولوف/ حاييم غاؤون الذي أصبح فيما بعد الحاكم العام لقطاع غزة طيلة اربعة أشهر هي مدة الاحتلال وعندما أصبح السيد عبد الرحمن الفرا في مواجهته اراد هذا القائد محادثته واستجوابه... أوقفه قائلا له ... قبل كل شئ وبصفتي رئيسا منتخبا لبلدية خان يونس فأنا مسئول عن المدينة وأهلها وتأمين احتياجاتهم وخدماتهم .. ولقد رأينا ونحن قادمون إليك .. الجثث في الشوارع والكلاب والقطط تنهشها ورأيت المحلات مفتوحة ومنهوبة "كل ذلك تم من قبل الجيش الإسرائيلي " كذلك المدينة بلا ماء منذ أكثر من 8 أيام والأهالي يحتاجون إلى الماء وإلى دفن القتلى وإغلاق محلاتهم وأمور أخرى. لذلك فإنني أطالبكم بتلبية هذه الطلبات. وافق هذا القائد على طلبات رئيس البلدية مكلفا الحاكم بن يمين بمرافقته وضابط الشرطة الفلسطيني أحمد الزين "أبو الأديب " لقد جاءت طلبات رئيس البلدية انطلاقا وانسجاما مع مبدأ وفلسفة ما جاء على لسان سيدنا عبد المطلب جد الرسول مخاطبا ابره الحبشي... "أما الإبل فأنا ربها وأما البيت فله رب يحميه "

خرج "عبد الرحمن الفرا" ومرافقه الضابط أحمد الزين مع الحاكم الإسرائيلي بن يمين في سيارة جيب مكشوفة كان يقودها الحاكم اليهودي بنفسه.. في مهمة البحث عن ميكانست موتورات آبار مياه البلدية.. فتوجهوا إلى منزله ولم يجدوه حيث أن الكثير من سكان المدينة قد غادروها متوجهين إلى منطقة المواصي المحاذية للبحر للاختفاء بين أشجارها ولوجود المياه فيها.. وبعد السؤال والتحري حددوا مكانه وإحضاره ومن ثم تشغيل الموتورات ودخول المياه للمنازل لأول مرة منذ بداية الحرب.

أثناء عملية التجوال في شوارع المدينة بدأت الحقيقة المرعبة بادية لعبد الرحمن الفرا رئيس البلدية.. عشرات الجثث في الشوارع والنهب والتخريب كان باديا في جميع أنحاء المدينة والروائح تفوح من كل جانب.. وأثناء عملية التجوال وجد عبد الرحمن الفرا 3 مجموعات كبيرة من الأهالي كان الجيش قد جمعهم ووضع عليهم حراسة مشددة.. فسأل الحاكم الإسرائيلي لماذا هؤلاء الناس هنا..؟ قال له الحاكم.. هؤلاء مخربين.. فاعترض على ذلك وحدثت مشادة بينه وبين الضابط اليهودي قائلا له... هؤلاء معظمهم عواجيز ونساء وأطفال فانتم قتلتم معظم الشباب ويجب أن يعود هؤلاء إلى منازلهم. فقال له الحاكم...على مسؤوليتك وهل تضمنهم... أجاب رئيس البلدية بالموافقة...عندها أمر الحاكم الضابط الإسرائيليين بالسماح بعودة الناس إلى بيوتهم... وحينها حدثت التناقضات كلها فلقد تعالت الأصوات من هؤلاء الأهالي فمنهم من كان يكبر وبعض النساء تزغرد فرحين لان أسرهم لم يمسها سوء ومنهم من كانت تبكي وتصرخ لفقدانها عزيز عليها زوج أو أخ أو ابن.

  • استمر عبد الرحمن الفرا يجاهد ويعمل على تحقيق مطلبه بدفن الشهداء وإغلاق المحلات حتى ووفق على طلبه والسماح للأهالي بالتجول لمدة ساعة... خرج الناس إلى الشوارع لقضاء حوائجهم ودفن شهدائهم وعاد الهاربين إلى منطقة المواصي إلى منازلهم... كانت المشاهد في الشوارع مؤثرة كل إنسان منهم كتبت له حياة جديدة... يأخذون أنفسهم بالعناق والبكاء على ما فقدوه من أحباء وأعزاء...إخوان وأبناء وأحفاد.. وعلى ما عانوه من ظلم وإرهاب وما لا قوه من خوف وقصف شديد من الدبابات والرشاشات والطائرات الفرنسية الملعونة... حيث كانت فرنسا الداعم الأكبر عسكريا لإسرائيل في حينه وفي نفس الفترة بالتعاون النووي الإسرائيلي الفرنسي وتم إنشاء المفاعلات النووية الإسرائيلية بالخبرة الفرنسية وكان منسقها من الجانب الإسرائيلي شمعون بيريس الرئيس الإسرائيلي الحالي والحائز على جائزة نوبل للسلام...
  • في اليوم التالي طافت الميكروفونات شوارع المدينة تطلب من كل الرجال من سن 16 سنة فما فوق التوجه إلى ساحات محددة وكل من يتأخر يعرض نفسه للقتل. خرج الرجال إلى هذه الأماكن ووضعوا عليهم حراسات شديدة ومن ثم سمحوا للجيش باستباحة المنازل... فدخلوا المنازل وعاثوا فيها فوضى وسرقة وتنكيلا ومنزل عبد الرحمن الفرا رئيس البلدية مثالا على ذلك حيث دخل الجنود إليه واصطفوا زوجته وأولاده وبناته بجوار الحائط وبدءوا في تفتيش المنزل..كان عبد الرحمن الفرا يحتفظ بمعظم هداياه التي تهدى إليه من الأقارب والأصدقاء في خزانته أو بوفيه صغير. سرقوا هذه الهدايا جميعها وسرقوا عدد 2 سيف أحدهم جرابه من الفضة المرصعة بالأحجار الكريمة والأخر كان من الجوهر ولم يكن أحد يعرف في العائلة لأي جد من جدود العائلة هذا السيف.. بالإضافة إلى سرقتهم لخنجر ذا قيمة عالية "شبريه" مرصع بالأحجار الكريمة بالإضافةإلى بعض الأشياء الأخرى حتى وصلوا إلى مكتبته وعثروا فيها على مجموعات الصور الخاصة به مع الرؤساء والملوك ورجالات الأمة العربية والإسلامية أمثال الشهيد / حسن البنا والرئيس جمال عبد الناصر. والبطل أحمد عبد العزيز والشهيد مصطفى حافظ..الخ كان عدد الصور التي أخذوها حسب تقديره لا تقل عن 50 صورة...(انظر الصورة) وكذلك صادروا سيارته السوداء وهي من نوع دودج أمريكية الصنع حيث أنها الوحيدة التي أعادوها من بقية المسروقات ولكنهم، أعادوها بحالة رثة بعد أن سرقوا منها الكثير من الإكسسوارات مثل الراديو وخلافه.

لقد كانت فترة عصيبة على الجميع وخاصة على عبد الرحمن الفرا رئيس بلدية خان يونس الذي تحمل المسؤولية على أكمل وجه يساعده في ذلك مجلس بلدي كريم حقق وحدة المدينة أمام طغيان وجبروت الاحتلال رغم بلواهم التي أصابتهم فلقد فقد عبد الرحمن الفرا بن شقيقه قاسم سعيد محمد الفرا موظف البلدية 25 سنة وكذلك الشهيد علي سليمان حسن الفرا 32 سنة وكذلك الشهيد سليمان رزق هنداوي الفرا 35 سنة وكذلك الشهيد قاسم عبد الله الفرا 30 سنة... وكذلك فقد نائبه الحاج عيادة بربخ أبناءه الشهيد مجدي بربخ" أبو فيصل " وكان أحد سكرتارية البلدية وكذالك ابنه عطا بربخ "المدرس".. حتى وصل عدد شهداء المدينة إلى ما يزيد عن 500 شهيد حسب ما جاء في يوميات عبد الرحمن الفرا... حيث أن أسماءهم وصورهم التي جمعها قد طلبها منه سماحة المفتي الحاج أمين الحسيني وعندما بدا الأستاذ / سليم عرفات المبيض في إعداد كتاب يوميات الوالد عبد الرحمن الفرا عرف من خلال قراءته لهذه اليوميات عن صور هؤلاء.

ترسخت هذه الصورة وهذه الأحداث وغيرها في ذاكرة كل من كان حيا وعاش تلك الاحداث من خلال إعادة ذكرها وهو يقصها على الأقرباء والأصدقاء ومن خلال يوميات السيد عبد الرحمن الفرا التي دونها يوميا بخط يده حيث بدأ تدوين يومياته منذ 1936 وحتى 1962 "

  • من معارك المدينة يجب أن نذكر ملحمة الشهيد البطل احمد أبو ألكاس بطل معركة خان يونس 1956 الذي تمترس فوق بناية أبو دقة واخذ يكيل لليهود ما يستحقونه وأبلى بلاء عظيما وعندما تمكنوا من هذا الشهيد المغوار قاموا بإلقاء جثمانه الطاهر من فوق هذه البناية .. ثم توجهوا بعد ذلك إلى إحدى شقق هذه البناية وكان يقطنها مجموعة من الأطباء المصريين.. قاموا بقتلهم جميعا. وبعد هدوء الوضع نوعا قام رئيس البلدية واحضر سيارة البلدية وبمساعدة بعض المرافقين من موظفين البلدية قام بدفنهم في مدافن الشهداء بخان يونس.. وبعد خروج اليهود من القطاع حضرت اسر هؤلاء الأطباء ونزلوا في منزل عبد الرحمن الفرا رئيس البلدية ثم رفع رفاتهم وأخذوها إلى مصر لتدفن هناك في مدافن أسرهم " وأسماء هؤلاء الأطباء مذكورين في كتاب يوميات عبد الرحمن الفرا رئيس بلدية خان يونس الذي أعده المؤرخ الفلسطيني الكبير الأستاذ / سليم المبيض " كما جاء سابقا.
  • هناك أشياء يجب أن تذكر منها كيف وصل أبو حمدي الدنديس (عبد المجيد الدنديس) مقتاداً من قبل الجيش الإسرائيلي حيث قصها بنفسه بعد ذلك على رئيس البلدية فقال له كان الجنود الإسرائيليين قد جمعوا عددا من الرجال واصطفوهم ووجوههم للحائط وقبل بدء إطلاق النار وقف جيب عسكري .. سمعت من فيه ينادي ويسأل من يعرف منزل رئيس البلدية فأجبته أنا ."والحديث لابو حمدي الدنديس"..فقال تعال خرجت من طابور القتل طالباً مني ذلك الضابط الركوب في سيارته الجيب وبمجرد ركوبي السيارة تم إطلاق النار على من كانو معي واستشهدوا جميعا قائلا لوالدي "يعني اسمك يا أبو اسعد كتب لي عند الله عمراً جديدا "
  • كذلك قصة مسدس حاكم خان يونس البكباشي محمود داود التنير حيث قام بتسليمه لرئيس البلدية قبل أسره. ورغم أن اليهود قد صادروا جميع أسلحة السيد عبد الرحمن الفرا التي كان عددها 6 قطع من رشاشات وبنادق ومسدسات جميعها كانت مرخصة ودفاتر الترخيص أصبحت في حوزة اليهود... جميع هذه الأسلحة مع باقي الأسلحة البيضاء السيوف والخنجر جميعها كان لها قيمة ومعزة خاصة عند أبو اسعد إلا انه أخفى مسدس الحاكم المصري طيلة مدة الاحتلال حتى حدوث الانسحاب حيث توجه للعريش وقام بتسليم المسدس إلى الحاكم المصري بنفسه حيث ظلت العلاقة قوية بينه وبين البكباشي محمود داود التنير وباقي الضباط والفريق يوسف العجرودي حتى وفاته.
  • ثم استمرت الحياة لتبدأ المقاومة ومن ثم الانسحاب وهبة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مطالبا بعودة الإدارة المصرية رافضا التدويل... وكان له ما أراد لتعود الإدارة المصرية يوم 14 مارس 1957 حيث قام يومها نائب الحاكم العام لقطاع غزة بتسليم رئيس البلدية عبد الرحمن الفرا العلم ليرفعه على سارية مركز المدينة "انظر الصورة" وسط هتافات وتكبير وتهليل الجموع الغفيرة من الشعب ووسط إطلاق النار الكثير من المقاومين. وكان الهتاف الأول لهذه الجماهير يمثل اعتزاز هذا الشعب بكفاحه.

”خان يونس يا بور سعيد...كفاحك كفاح مجيد"

خلاف الهيئة العربية العليا لفلسطين مع الإدارة المصرية


خلاف الهيئة العربية العليا لفلسطين برئاسة سماحة المفتي الحاج أمين الحسيني مع الإدارة المصرية في عهد جمال عبد الناصر

بعد إنشاء دولة إسرائيل تكاثرت مشاريع التسوية لما سموه الصراع العربي الإسرائيلي وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر المشروع النرويجي سنة 1952 ومشروع جاما الأمريكي سنة 1955 ومشروع جونستون 1955 ومشروع دلاس 1955 وجميعها لم تأخذ بعين الاعتبار وكأنها قد ألغت مشاريع التقسيم التي كانت تنص على إنشاء دولة يهودية بجانب دولة فلسطينية، حيث كانت هذه المشاريع تأخذ بعين الاعتبار الوضع الحدودي القائم عند فرض الهدنة الملعونة بالإضافة إلى حل إنساني واقتصادي لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين وتوطين معظمهم في البلاد العربية. وفي منتصف 1956 حاولت الإدارة المصرية خلق قيادة محلية جديدة في غزة تحل محل قيادة الهيئة العربية العليا لفلسطين بقيادة المفتي بهدف عمل كيان فلسطيني مستقل في قطاع غزة.. قامت الهيئة العربية برفض هذه الفكرة وطالبت بعمل انتخابات لعموم الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده.. ترك هذا الرفض اثرا كبيرا في العلاقة بين الطرفين انعكس على مظاهر هذه العلاقة في الامور الدبلوماسية والبروتوكولية وممارسة الإقصاء والتعتيم الإعلامي واحيانا التشويه والاسائة اتجاه رجال وشخصيات أعضاء الهيئة العربية العليا واتهام سماحة المفتي بتجارة الاسلحة وخلافه من قبل بعض الصحفيين في مصر امثال محمد التابعي وناصر الدين النشاشيبي وإحسان عبد القدوس. وعلى سبيل المثال نعرض اثر هذا الخلاف على السيد عبد الرحمن الفرا حيث تجلى ذلك في 20/7/1957 عندما تم حل المجلس البلدي بقرار من الحاكم العام لقطاع غزة اللواء محمد حسن عبد اللطيف بهدف اجراء انتخابات بلدية بعد مدة. وكلما اقترب موعد هذه الانتخابات ويتضح للإدارة المصرية حتمية فوز السيد عبد الرحمن الفرا كانت الإدارة تؤجل ذلك وتحدد مواعيد أخرى للانتخابات حيث تكرر ذلك لثلاث مرات بعدها تم إلغاء انتخابات البلديات في قطاع غزة والجدير بالذكر أهمية منصب رئيس البلدية في النظام الإداري الفلسطيني حيث كان السيد عبد الرحمن الفرا هو الوحيد من أعضاء الهيئة العربية العليا لفلسطين الذي يتبوأ هذا المنصب.


وقد تلقى السيد عبد الرحمن الفرا بتاريخ 18/7/1957 رسالة شكر من جامعة الدول العربية، الامانة العامة، إدارة فلسطين (الشعبة السياسية) جاء فيها:-

السيد عبد الرحمن الفرا رئيس بلدية خان يونس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فإن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (إدارة فلسطين) تنتهز بمناسبة عودة مندوبيها من القطاع غزة فتشكركم لكريم رعايتكم لهما أثناء زيارتهما لخان يونس المدينة الباسلة ولمساعدتكم الشخصية القيمة لهما. متعكم الله بالطمأنينة وأعاننا وإياكم على طرد الغاصب من أرض الوطن الحبيب. وإذ تكرر الإدارة شكرها نرجو أن تتفضلوا بقبول فائق الاحترام

التوقيع مدير إدارة فلسطين

وحيث أن شخصية السيد عبد الرحمن الفرا القوية والنزيهة التي لا تتهاون أو تتنازل في موضوع حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته بالإضافة إلى:

الأسباب التي أدت إلى تنحيته من البلدية:

  1. علاقاته المتينة مع محمد نجيب قبل الثورة وبعدها وأثناء رئاستة للجمهورية حتى عام 1954 وخلاف الرئيس محمد نجيب مع عبد الناصر
  2. رئاسته لجمعية الشبان المسلمين وعلاقته بقادة الاخوان المسلمين في مصر ومن ضمنها شخصيات عديدة (كتبها عندما حضر مندوبه لاجتماع الاخوان المسلمين بالقاهرة).
  3. تصرفات بعض العائلات المنافسة له على مركز رئاسة البلدية وتغلغلهم في أجهزة المخابرات المصرية.
  4. علاقته وزياراته المتكررة لسماحة الحاج أمين الحسيني بمصر وعضويته بالهيئة العربية العليا لفلسطين برئاسة المفتي وموقف مصر من الحاج أمين منذ إخراجه من غزة في عهد فاروق وإسكانه بمصر ومحاوله تنحيته في عصر الثورة، خصوصا بعد رفض الهيئة العربية العليا لمشروع توطين اللاجئين الفلسطينين في سيناء.

كل هذه العوامل وغيرها لعبت دورا رئيسيا لتنحيته.

الخاتمة


الخاتمة كما جاءت بقلم المؤرخ والباحث الفلسطيني الكبير الأستاذ سليم عرفات المبيض في كتابه يوميات المجاهد عبد الرحمن محمد الفرا "أبو اسعد" والكتاب من أربع أجزاء كل جزء حوالي 650 صفحة صدر سنة 2012.

هكذا توقفت يوميات هذا الرجل المجاهد عام 1962، وقد بلغ من العمر ثلاث وسبعون سنة.
فإذا كان تاريخ الشعوب يُنسخ ويُسجل ثم يُسرد من خلال زعمائهم، ورجالاتهم الأوفياء، فإن تاريخ مدينة خان يونس وجغرافيتها، وعبق تراثها الشعبي، ونضالاتها البطولية، ضد الانتداب البريطاني الأسود والصهيونية البغيضة، وما تعرض رجالاتها من سجن ونفي وتعذيب في فترة حياة هذا الرجل الوطني القدير عبد الرحمن الفرا (أبو أسعد) قد سجل من خلال يومياته هذه، بل ومن خلال مسيرة حياة هذا الرجل الذي واظب على سجلاتها يوماً بيوم، رغماً عن إقصائه ظلماً عن رئاسة البلدية عام 1957م متحديا كل المسئولين عن إيراد سبب واحد لذلك، وبالرغم من ذلك نرى فعاليات هذا الرجل المناضل في تسجيل يومياته حتى عام 1962 أي لمدة 5 سنوات وهو خارج رئاسة البلدية - كما يبدو تاريخياً – ولكن الواقع ومن قراءتنا ليومياته وهو خارج رئاسة البلدية – ظاهرياً- فإنه استمر بفعالياته الحثيثة لخدمة مدينته وأهلها دون كلل، وظل مثابراً على خدمة حتى قراها لدرجة أننا ومن خلال قراءتنا بما سجله لا نشعر البتة أنه ترك رئاسة البلدية ليؤكد لنا بأن خدماته لم يكن هدفها " الرئاسة " أو كرسي الرئاسة، كما بدى جليا وواضحا من تقديم آرائه وأفكاره واقتراحاته لجميع من حكموا القطاع وذلك من خلال دعواتهم شبه اليومية لسماع اقتراحاته التي كانت محل احترام وتقدير منهم سواء وهو في رئاسة البلدية أو خارجها والتي كانت تتطرق لمعظم القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية وحتى العمرانية بالإضافة لدورة البناء كمصلح للعديد من القضايا والمشاكل الاجتماعية بأسلوبه الشعبي المتميز وقدرته على إصلاح ذات البين بين أهالي المدينة بل والقطاع وقراة، من رفح وحتى بيت حانون –كما قرأنا- وما بذله من جهد ومال في سبيل الإصلاح حتى طبعت بصماته في وجدان وعقول معظم سكان خان يونس وقراها بل ومعظم أبناء القطاع، والتي ترجمت بالفعل يوم وفاته في أواخر ديسمبر من عام 1969م عن عمر يناهز الثمانين عاماً، يومها أضرب سكان خانيونس عن أعمالهم، وأغلقت جميع حوانيتها بشكل لا مثيل له من قبل وأبت جميع سكانها ووجهائها وقد أوقفوا نعشه الطاهر عند مدخل المقبرة رافضين مواراته الثرى حتى يُخرج الاحتلال الصهيوني لقطاع غزة آنذاك ابنه مصطفى كامل من السجن لكي يودع أباه خاصة وإنه الوحيد الموجود بالقطاع، وقد حكم عليه وهو لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره بالسجن 149 سنة [33]، وعندما سمعت شقيقاته هذا الحكم الجائر قامت إحداهن " أمينة " وضربت بقوة القاضي العسكري الصهيوني بالكرسي الذي كانت تجلس عليه مما أدى إلى اعتقالها أكثر من مرة، واعتقال شقيقتيها " نفيسة وهند " بالسجن وقد تعرضنَّ لسوء المعاملة والاضطهاد وعليه كان عناد أهل خان يونس أثناء مفاوضاتهم التي استمرت لأكثر من ساعات لرفضهم، فقد أذعنوا أخيرا وأخرجوا مصطفى كامل من السجن بسرايا غزة مقيداً بالسلاسل ومعصوب العينين داخل حاملة جنود نصف مدرعة، ولم يخبروه إلى أين ذاهب، وعند وصولهم إلى خان يونس، فكوا الأغلال ورفعوا من على عينيه الغطاء، فوجئ بأنه أمام حشد هائل من الناس وأبيه مسجى على نعشه فقبل والده وودعه الوداع الأخير لبضع دقائق فقط وودعته كل أهالي خان يونس والعديد من وجهاء القطاع والضفة الغربية..
ولتستمر من بعد وفاته عذابات أسرته.. أبناءه وبناته من العدو اليهودي حيث أذاقوهم كل صنوف العذاب والاضطهاد من ترحيل وسجون ومنع سفر واعتداءات على أملاكهم وقطع الأرزاق بمنعهم وحرمانهم من التوظيف حتى في البلدية.. بل زادوهم عذابا في تسليط الخونة والعملاء في إيذائهم، والإساءة لهم..الخ. يرحمك الله يا أبا أسعد لما خلفته لنا من مآثر يشهد بها كل أبناء شعبك، لم لا وهي لا زالت باقية على ملامح خان يونس وفي أفئدة سكانها وكبار أبنائها من رجال العلم والثقافة والإصلاح والتجار والزراع وكبار الضباط... الخ.وقد سجلتها في يومياتك بصورة متميزة عن أقرانك من رؤساء بلديات فلسطين وقد بلغ عددهم الكثير ممن تبوأووا رئاسة نحوا من واحد وعشرين بلدية لعموم المدن الفلسطينية لم نقرأ أو نرى واحداً منهم قد سجل يومياته أو في مذكراته حتى اليوم لِنَسُد العديد من الثغرات في تاريخ فلسطيننا الحديث وطيلة حقبة الاستعمار البريطاني الأسود والصهيوني البغيض!!! – مؤملين إن وجدت أن تنشر- من أولي الأمر.
وأخيراً فإننا نعترف بعدم قدرتنا على أن نوفيك حقك لشمولية عطائك المتعدد والمتنوع، ولعل في قراءتها قراءة متمعنة ومتأنية، ومدققة بعيدة عن التعصب الذميم ما يبرهن على ما نقول.[34] تقرير قناة press tv عن كتاب يوميات عبد الرحمن الفرا للمؤرخ الفلسطيني سليم المبيض

تقرير لؤي يوسف لقناة القدس-كتاب عبد الرحمن الفرا

استقبال المدعوون لحضور ندوة كتاب يوميات عبد الرحمن الفرا

ندوة اطلاق كتاب يوميات المجاهد عبد الرحمن الفرا الجز الأول

ندوة اطلاق كتاب يوميات المجاهد عبد الرحمن الفرا الجزء الثاني

مراجع

      [1] بيان نويهض الحوت – القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917-1948 مؤسسة الدراسات الفلسطينية- ط – بيروت 1981 – صــ 189
      [2] صحيفة الفتح – العدد الصادر يوم 28/6/1928 صفحة 7.
      [3] صحيفة الفتح – العدد 102 – القاهرة الخميس 10 محرم 1347 الموافق 28/ يونيه 1928 ص 7
      [4] صحيفة الفتح – العدد 117 – 27 ربيع ثاني 1347 الموافق 11/10/1928 صفحة 5
      [5] صحيفة الفتح – العدد 137 – يوم الخميس 18 رمضان 1347 الموافق 28/2/ 1928 صفحة 6
      [6] صحيفة الفتح – العدد 137 – يوم الخميس 18 رمضان 1347 الموافق 28/2/ 1928 صفحة 6
      [7] صحيفة الفتح – العدد 155 – الخميس 4 صفر 1348 هـ الموافق 11 يوليه 1929 صفحة 13.
      [8] صحيفة الفتح – العدد 155 – الخميس 4 صفر 1348 هـ الموافق 11 يوليه 1929 صفحة 13.
      [9] صحيفة الفتح – عدد 160 القاهرة يوم الخميس 10 ربيع الأول سنة 1348-15 أغسطس1929 ص6.
      [10] صحيفة الفتح العدد 165 الخميس 7 جمادي الأولى 1348 هـ - الموافق 20 أكتوبر/ 1929 ص3.
      [11] صحيفة الفتح العدد 171 الخميس 28 جمادي الأولى 1348 هـ - الموافق 31 أكتوبر /1929 ص3.
      [12] صحيفة الفتح العدد 188 الخميس 28 رمضان 1348 هـ - الموافق 27 فبراير/1929 ص15.
      [13] كانت الجمعية حينها مغلقة من قبل قوات الاحتلال البريطاني.
      [14] جريدة الجامعة الإسلامية / صاحبها الشيخ سليمان التاجي الفاروقي من مواليد الرملة عام 1882 تعلم في الأستانة وأتقن اللغة الفرنسية والإنجليزية والتركية وكان يقوم بتفسير القران الكريم في جامع ايا صوفيا أصدرت في صيف 1932 جريدة الجامعة الإسلامية وبعد النكبة انتقلت إلى الأردن وتوقفت عن الإصدار سنة 1949 وتوفى في القدس عام 1958.
      [15] رسالة ضمن أوراق أبو اسعد
      [16] رسالة ضمن أوراق أبو اسعد جريدة الجامعة الإسلامية / صدرت في صيف 1932 للشيخ سليمان التاجي الفاروقي وبعد النكبة انتقلت إلى الأردن وتوقفت عن الإصدار سنة 1949.
      [17] تيسير جبارة – تاريخ فلسطين – ط3-دار الشروق ص 161
      [18] بيان الحوت – القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917 – 1984 مؤسسة الدراسات الفلسطينية – ط1- بيروت 1981ص 189-190
      [19] بيان الحوت – المرجع السابق ص 190
      [20] يحيى أحمد شاهين البطة / من مواليد خان يونس عام 1914 تخرج من الأزهر الشريف في الثلاثينيات الأولى من القرن الماضي وله عده مقالات منشورة في صحيفة الفتح القاهرية أهمها تلك المعنونة (درس بليغ للمسلمين) وقد تزوج من مصرية تجنس بالجنسية المصرية وتوفي بالقاهرة عام1983 ومن أولاده حازم شاهين المصور بالتلفزيون المصري وبشري شاهين العاملة بالتلفزيون المصري للمزيد ارجع لصحيفة الفتح القاهرية عدد 221 الخميس 24 جماد أول 1349- السنة الخامسة صفحة 10
      [21] مما يدل على أن بعض السكان أخذوا في هدم سور الخان ونقل حجارته لاستخدامها لأغراضهم الشخصية وأول من قام بهدم جزء من السور هو ح. غ
      [22] انظر – جريدة حكومة فلسطين الرسمية – عدد ممتاز 24/10/1930 – القدس ص 1102
      [23] جريدة فلسطين العدد 225 يوم 12/12/1931 وانظر أيضا جمال محمد قدوره – الأحزاب السياسية الفلسطينية 1929-1936- دار مكتبة الحياة مؤسسة الجليل التجارية ص 253
      [24] الرسالة ضمن أوراق المؤلف.
      [25] رسالة ضمن أوراق المؤلف
      [26] جريدة الجامعة الإسلامية، منشئها الأستاذ التاجي الفاروقي
      [27] جريدة حكومة فلسطين الرسمية – عدد ممتاز – 24 تشرين أول 1930 – القدس ص 1092
      [28] خفض هذا الحكم بعد المرافعة للعديد من المحامين عن الأسرى إلى عشرين عاما قضى منها بالسجن عشر سنوات ثم أفرج عنه ليبدأ هذا التلميذ حياته من جديد بعد أن بلغ السابعة والعشرين من عمره وظل مثابراً على استمرار علمه حتى حصل على الدكتوراه في الهندسة من جامعة القاهرة، ويعمل الآن محاضراً في الجامعة الإسلامية بغزة قسم الهندسة المعمارية.
      [29] هذه بعض محطات جهاد هذا الرجل كما جاءت في كتاب المؤرخ والباحث الفلسطيني الكبير الاستاذ سليم عرفات المبيض.. (يوميات المجاهد عبد الرحمن محمد الفرا "أبو أسعد" رئيس بلدية خان يونس 1936-1962) والتي لخصها المؤرخ في اربع أجزاء كل جزء حوالي 650 صفحة وتم نشرها في 2012.

      • بوابة السياسة
      • بوابة أعلام
      • بوابة فلسطين
      This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.