طراد بن فندي الملحم آلحسنة

سياسي وشاعر وعضو في البرلمان السوري ولد الشيخ طراد بن فندي الملحم في بادية حمص بمنتصف العقد الثامن من القرن التاسع عشر الميلادي، حيث تعلم الفروسية وفنون القتال منذ نشئته، وشارك مع الجيش الفيصلي خلال الثورة العربية، ودخل دمشق مع عشيرة الحسنة سنة 1918 م، ثم تزعم قومه بعد وفات والده سنة 1926 م، كما عين نائب عن منطقته بادية حمص في البرلمان السوري، ومن مواقفه التاريخية رفض تقسيم بلادالشام، حيث ابرق مستنكرا ثم اكد ذلك في مهرجا تدمر 1932 م، شارحا الاوضاع الصعبة التي يعيشها أهل المنطقة جراء التقسيم الجائر، كذلك موافقته على صلح بادية الشام، الذي انعقد في المفوضية الفرنسية ببيروت 1929 م، بين ضنا عبيد وضنا مسلم، واللتزم بقرارت الاتفاق المذكور، هذا وقد قتل الشيخ طراد مغدورا سنة 1946 م، على يد أحد افراد قبيلة النعيم العدنانية الكبرى، في بلاد الشام اثر خلاف بينهم. من كرم الشيــــخ طــــراد بن مـــلــحـــم رحمــه الله..

يفتقر محتوى هذه المقالة إلى الاستشهاد بمصادر. فضلاً، ساهم في تطوير هذه المقالة من خلال إضافة مصادر موثوقة. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها. (ديسمبر 2018)
هذه مقالة غير مراجعة. ينبغي أن يزال هذا القالب بعد أن يراجعها محرر مغاير للذي أنشأها؛ إذا لزم الأمر فيجب أن توسم المقالة بقوالب الصيانة المناسبة. يمكن أيضاً تقديم طلب لمراجعة المقالة في الصفحة المُخصصة لذلك. (يوليو 2013)

في أثناء الحرب العالمية الأولى حصل في بلاد الشام مجاعة عظيمة ونقص في المؤن للعرب عموما وكان الشيخ طراد بن فندي بن ملحم شيخ قبيلة المنابهة من عنزة ومعه مجموعة يجلبون القمح من حوران ويحملونه على جمال وفي أثناء مسيرهم اعترض لهم رجل شاعر قد مسته الحاجة فقال هذه الأبيات بالشيخ طراد وأعطاه جمل بحمله من القمح...

وهذا ما قال الشاعر ( والقصيدة ذات سبك رائع ومميز ) :

يا طراد قوك والعوافي وكيـف أنـتعنيت لك مضيوم يا شيخ وأنخاك يـا منجـد المنظـام يـا شيـخ لاهـنـتعز القصيـر وعـز مـن هـو تنصّـاك لان السبع بالزور بس أنت ما لنـتيالصيـرم اللـي تنثـر الــدم يمـنـاك الله وأمـــــان الله بـقــولــي تـيـقـنــتأنـك جبـل لبنـان مــا جـبـل غـطـاك نويت اجيك بحاجتي وين ما كنتاشكي عليك الجوع يا عز من جـاك

يعرف الشيخ طراد بن فندي الملحم بشيخ الحسنة الداهية وهو أحد أبرز زعماء قبيلة الحسنة أحد أقسام قبيلة عنزة الشهيرة والحسنة من ضنا مسلم أحد الجذمين الرئيسيين لقبيلة عنزة اليوم وهم أبناء عمومة الرولة القسم المعروف من جذم ضنا مسلم أيضاً. ولكن الحسنة نزحوا من نجد إلى بوادي الشام قبل أبناء عمومتهم الروله بزمن ووصلوا إلى بادية حمص واستقروا هناك وكان نزوحهم في مطلع القرن الثامن عشر الميلادي 1700م 1112هـ على وجه التقريب ولانجد في تاريخ العرب المتأخر وخصوصاً في الثلاثة القرون الماضية موقعة أومعركة وبالأخص في بادية الشام اِلا وللحسنة دور بارز فيها فقد دخلوا في حروب وصراعات مع كثير من قبائل تلك المنطقة مثل السرحان وبنى صخر والحديديين وبنى خالد واللهيب والفواعرة والجبور والنعيم والعقيدات والدروز وغيرهم ولكن أشد حروبهم ووقعاتهم كانت تلك التي جرت مع قبائل شمر والسلطة العثمانية أثناء سيطرتها على المنطقة وحروب قاموا بها خلال فترة الانتداب الفرنسى على بلاد الشام. نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة ومن أهم مواقفهم تاريخياً وقوفهم مع الشريف فيصل بن الحسين بن على أثناء اعلان الثورة العربية الكبرى عل الاتراك عام 1916م حيث أعتقل الأتراك الشيخ محمد الملحم وتم اعدامه بالشام لوقوفه ضدهم ومحاربته لهم مع أبناء قبيلته ومن ابرز شخصيات أسرة الملحم الشيخ طراد الملحم المولود عام 1888م والذي تولى قيادة قبيلة الحسنة بعد وفاة والده الشيخ فندى الملحم عام 1926م وعين عضواً بالبرلمان السورى وكان قد شارك بنفسه عام 1917م محارباً إلى جانب الشريف فيصل بن الحسين ضد السلطات العثمانية ودخل مع فرسان الحسنة دمشق عام1918م مما جعل الملك فيصل ملك سوريا فيما بعد يتعامل معه كشيخ من شيوخ عرب البادية المهمين حيث نال التكريم والحفاوة والتقدير من الملك فيصل طيلة حكمه. ويعرف عن الشيخ طراد الملحم حبه لابناء قبيلته ولعنزة عموماً وكان متسامحاً كريماً وله شخصية قوية وفارساً مغواراً صادق الحديث ويعتبر مرجعاً أساسياً لأهالى حمص ولقبيلة عنزة خلال وجوده في البرلمان وله كلمة مسموعة ومهاب الجانب لدى الحكومات السورية المتعاقبة أيام الأنتداب الفرنسى على بلاد الشام وقام بعدة محاولات ومساعى حميدة لراب الصدع بين القبائل المتناحرة اَنذاك كالصلح المشهور الذي عقدته المفوضية الفرنسية العليا في بيروت عام 1929م بين ضنا عبيد وضنا مسلم والذي كان الشيخ طراد طرفاً أساسياً فيه وعاملاً مهماً من عوامل نجاح هذا الصلح الذي وافق عليه والتزم به ومما يعرف عن الشيخ طراد الملحم أنه شاعر مجيد وان كان قليل الشعر كقصيدته المشهورة التي منها هذه الأبيات وهى رداً على أحد مشائخ القبائل :

نبي ربي ماهو جدِ للأحاد....والنص بالقراَن تلقاه موجود جدك أبولهب على الظلم معتاد...تبت يديه النار والحبل ممسود حنا اللي ياولد بالكون لِكاد...يشهد لنا الشابور والسيف والعود يشهد لنا الشابور بجنوب الأجناد...ورسن القلايع عند مانجيهن قود من دور تغلب مابنا قط سيَاد...ظلامه وماظامنا ثقل عود وحنا اللي ياولد للراس جِلاد...ورثِ ولاورث ووروث ومالود

ومن اشعاره الغزلية يقول يالله يا رحمن يا معدل الميل اطلب انا يارب غرو رجوحي لا دق في مصيون عرضه ولا قيل ولا هو من الي بالردية سموحي ام القرون مجدلتهن على ميل سفايفن من فوق هجنن تلوحي افديه انا بمالي ورزقي مع الخيل وافديه انا ميزان عقلي وروحي

وقد توفى عام 1946م وحزنت لوفاته بلاد الشام كلها وقبائل عنزة جميعها لما لهذه الشخصية الفذة من مكانة كبيرة عند العرب لمواقفه البطولية والقومية العالية وبعد وفاته تولى مشيخة الحسنه ابنه الشيخ ثامر ثم الشيخ عبد العزيز الملحم وتعتبر أسرة الملحم من بيوت العرب المشهورة والعريقة ولهم باع طويل في الرئاسة وهم أحد ثلاث أسرلهم حق الذبيحة عند قبيلة عنزة فوالده الشيخ فندى الملحم يعتبر من أذكياء عنزة ودهاتهم ومن الشجعان المتمرسين بخوض الحروب والمعارك وكانت ولادته عام 1863م ووفاته عام 1926م ويستفاد من الموروثات الشعبية أن لاَل الملحم عراقة في المشيخة وامتيازاً في الكرم وحب المعالى وهناك مراسلات بينهم وبين الشيخ المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بداية الدولة السعودية الأولى وكذلك مراسلات بينهم وبين الامام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود تدل على قِدم تواصلهم ومحافظتهم على جذورهم النجدية الأصيلة.

عندما تاتي سيرة الاعلام لابد ان يتبادر إلى الذهن سيرة الشيخ طراد الملحم (حصان الشنبل) الذي كان محط انظار الناس في الباديه والحاضره لعشرات السنين والذي مازال ذكره يعطر المجالس بفضل ماخلده من مواقف وطنيه مشرفه وسيره عطره يتناقلها الرواة جيلاً بعد جيل

انه الشيخ طراد بن فندي بن سعود بن فارس المزيد الملحم

ولد في اواخر القرن التاسع عشر الميلادي وتوفي في عام 1946 ميلادية

كان متعدد المواهب ظهرت عليه علامات النبوغ في سن مبكره فقد كان خطيبا مفوهاً جريئاً حاضر البديهة يجمع بين الحكمة والدهاء وقوة الشخصية

استطاع بفضل اجادته للقراءة والكتابة ومخالطته للنخبة المثقفة وصداقته مع كبار السياسين ان يكوّن ثقافته الخاصة فحاز على جميع صفات القائد الناجح

تولّى المشيخة بعد والده الشيخ فندي بن سعود الملحم واختير عضواً في البرلمان السوري ممثلاً لقبيلة المنابهة من عنزة وكان هو المتحدث باسم نواب العشائر واستطاع بفضل الثقة التي اولاه اياها نواب العشائر وتعاونه مع نواب كتلة الشعب إضافة لما يتمتع به من حنكة وبعد نظر ان يلعب دورا مهما وبارزا في الحياة السياسيّة في سوريا في الثلاثينيات والاربعينيات من القرن العشرين

يقول أحد الصحافيين الذين عاصروا تلك الفترة كان كبار السياسيين يلتقون يوميا في مقهى الطاحونة الحمراء وكانت الحلقة تتكون من (صلاح البيطار -هاني السباعي - فريد مرهج - حلمي الاتاسي - الشيخ طراد الملحم )وكانت الكثير من القرارات الكبرى تتبلور من خلال هذه الملتقيات

وعلى الرغم من ثقافته ومخالطته للنخب السياسية والاجتماعية الا ان حب البادية وبيت الشعر كان مزروعا في حنايا نفسه فقد كان متعصبا لحياة البادية عاشقا لها وهو وان جاء في فترة انتهت فيها المغازي بين القبائل ولكنه اظهر شجاعة فائقة في المعارك التي شارك فيها

اما على الصعيد الاجتماعي فقد اجتهد في رأب الصدع واصلاح ذات البين إضافة إلى صدق الحديث ورجولة الموقف والتواضع وكرم الضيافة مما كان له الاثر الكبير في اعجاب الناس به ومحبتهم له

مواقفه الوطنية

كان الهم الوطني حاضرا في حياة طراد بل كان هاجسه الأول مبتدئاً بتأييده للثورة العربية ووقوفه إلى جانب الملك فيصل الأول ضد الاتراك ولما احتلت فرنسا سوريا لعب دورا مهما في دعم الثوار بالمال والسلاح كما كان له الفضل بعد الله في اطلاق الكثير من المعتقلين من السجون الفرنسية ومنهم من كان محكوما بالإعدام اما نجدته لمدينة حمص فهي قصة لايزال يذكرها اهلها وذلك انه لما قتل الثوار عدد من الجنود الفرنسيين في مدينة حمص اشتد غضب الفرنسيين وجهزوا مدافعهم لقصف المدينة انتقاما لمقتل جنودهم فلما علم الشيخ طراد هب لنجدة حمص واهلها ودخل على الحاكم الفرنسي وابلغه بأنه سيقف هو وقبيلته وجميع أبناء القبائل مع اهالي حمص صفا واحدا مما سيكون له عواقب وخيمة هذا الموقف الشجاع جعل الفرنسيين يتراجعون عن موقفهم ويقبلون بالديَة عن مقتل جنودهم وهذا جميل يحفظه اهالي حمص للشيخ طراد الذي كان سببا في حماية مدينتهم من الدمار

اما موقفه المعارض لتقسيم سوريا فيظهر جليّا في الكلمة التي القاها في تدمر اثناء اجتماع المندوب الفرنسي مع شيوخ ووجهاء سوريا عام 1932م للتفاهم حول انشاء حكومة للبادية يكون مقرها تدمر فقال طراد موجها خطابه للمندوب الفرنسي (باسمي وباسم الحضور الكرام من زعماء ووجهاء سوريا نتشرف في لقائكم في مدينتنا العربية تدمر ولكن نأسف في عدم اتفاقنا معكم في ما طرحتم من افكار فنحن في سوريا نرفض رفضا قاطعا كل ما من شأنه الاسائه إلى بلدنا وخاصة مشروعكم القاضي بتقسيم سوريا إلى دويلات متعددة اما حلمنا الكبير فهو بناء سوريا الكبرى وحلمنا الأكبر هو جلائكم عنّا ) والحديث عن مآثر الشيخ طراد ومواقفه الوطنية يطول ولكن لعل ما اوردته يوضح الخط الوطني له

الشعر في حياة طراد كان أبو ثامر شاعر متميز يجيد جميع انواع الشعر فنجده في هذه الابيات يمجد حياة البادية داعيا أبناء عمه إلى ترك الحرث والزراعة والاتجاه إلى البيوت الشامخة وسط الصحراء فيقول

يا اهل البويضا جنبوا عن رداها - ومساكنـن بالحـرث دوروا بدلهـا دوروا بيوتٍ شامخة فـي علاها - والخيل بالفرسان توحي صهلهـا ملكادكـم يـا عـيـال ينـثـر دمـاهـا - وعـدوكـم بالـكـون يشـكـي مللها والقصيدة طويلة اوردت الابيات كمثال فقط

وفي قصيدة اخرى يقول مفتخرا

حنا بنـي وايـل علـى روس الاشهـاد _ صفوة ضنا عدنان من ساس وجدود يشهـد لنـا الشابـور باجنـاب الاجيـاد - ورسان القلايع حيـن مانجيبهـا قـود مــن دور وايــل مـالـنـا قـــط سـيّــاد - ظلامة ولا ظـلـمـنـا ثــقــل عــــود

والقصيدة أطول من ذلك

اما غزله فقد كان من النوع العفيف النظيف فتجده يقول

يا الله يارحـمـن يـامـعـدل الـمـيـل _ اطلبك انـا يـارب غـروٍ رجـوحـي لادق في مصيون عرضه ولاقيـل - ولا هو من اللي بالردية سموحي إلى آخر القصيدة

وفي قصيدة اخرى يقول صبـن غزيـر وهلـن الدمـع ياعـيـون - علـى الــذي بالـسـر مـاقـيـل بـاحــي ابوحـجـاجٍ فــي جبـيـنـه مـثــل نـــون - خط القلـم مـن فـوق بيـض الطلاحـي عسى الذي ينساك يا الترف مضمون - عله صويـبٍ فـي عطـيـب السـلاحـي

هذه نماذج فقط من شعره تدل على مايتمتع به من قوة في اللفظ وجزالة في المعنى

وفاته لمّا عجز اعدائه عن التصدي له والدور البارز والمتنامي الذي اخذ يلعبه على الساحة السياسية دبروا خطة للتخلص منه فتم اغتياله في دمشق عام 1946م اثناء خروجه من فندق امية في ساحة المرجة فعم الحزن كافة ارجاء البلاد لما يتمتع به من مكانه في قلوب الناس

وانه وان غاب فأن سيرته لاتزال باقية في صدور الناس واسمه مسجل بأحرف من ذهب في ذاكرة التاريخ

المصدر

http://www.bnabar.com/vb/showthread.php?t=3685

مصادر

  • كتاب - اركان البادية - للدكتورابراهيم عبد الكريم كريدية - مكتبة نوفل - بيروت لبنان - الطبعة الثالثة 2004 م.
  • بوابة السياسة
  • بوابة سوريا
  • بوابة أدب عربي
  • بوابة شعر
  • بوابة أعلام
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.