ضبط الاكتظاظ
في نقل البيانات ونظرية الطابور, يعرف ضبط الاكتظاظ بإنه مسعى يقوم به المرسل للمحافظة على استقرار مستدام للشبكة وتفادي اكتظاظها وانهيارها. يتولى مرسل البيانات مهمة ضبط الاكتظاظ حيث يقوم بإنشاء نافذة تسمى نافذة الاكتظاظ تخصص لرصد حجم البيانات الذي يمكن للشبكة ان تنقله دون مشكلات. في الشبكات الحديثة والسريعة، تكون نافذة الاكتظاظ كبيرة جدا وتتيح للمرسل بعث حزم البيانات باحجام كبيرة جدا. لكن قد يتعذر على المرسل الوصول لهذه المستويات إذا كان المستقبل غير قادر على استيعاب أحجام كبيرة من البيانات. فالمستقبل من ناحيته لديه نافذة يسجل فيها السعة القصوى للأحجام التي يقدر على تلقيها. فإذا كانت نافذة المستقبل، وتدعى النافذة المعلنة، صغيرة ونافذة الاكتظاظ كبيرة، فإن المرسل لا يستفيد من كبر سعة نافذة الاكتظاظ ويكون مضطرا إلى إرسال البيانات حسب ما يمليه عليه المستقبل. أما إذا كانت سعة الشبكة ضعيفة أو تمر بظروف سيئة كشبكة الجوال في أجواء ممطرة. فإن نافذة الاكتظاظ تكون غالبا أصغر من النافذة المعلنة وهي التي تحدد أحجام الإرسال في هذه الحالة.
خوارزميات ضبط الاكتظاظ
برزت الحاجة إلى خوارزميات تضبط الاكتظاظ منذ السنين الأولى للشابكة وتحديدا سنة 1986. حيث لاحظ العلماء في جامعة بيركلي انحدار معدل التراسل في وصلة طولها 400 ياردة من 32000 بايت\ثانية إلى 5 بايت\ثانية. وهذا تدهور كبير للغاية في معدل التراسل ويجعل كفاءة تشغيل الشبكة في حدود الصفر تقريبا، وعند الفحص تبين أن أن سبب هذا الانهيار عائد لازدحام طرأ على الشبكة لم تتمكن الأجهزة من التعامل معه بشكل سليم حيث واصلت بعث الحزم وإغراق الشبكة بالبيانات حتى انهارت كليا. من هذا المنطلق، ثابر العلماء للسعي إلى اجتراح خوارزمية تمكن الأجهزة الحاسوبية من معرفة أوضاع الشبكة وقدرتها على نقل البيانات والتعامل معها وفقا لذلك.
ثمة الكثير والكثير من الخوارزميات الي تستعمل لضبط الاكتظاظ في الشبكات عموما والشابكة خصوصا. أقدم هذه الخوارزميات هي خوارزمية تاهو وبعدها بقليل خوارزمية كيوت التي لم يذع صيتها وتلتها خوارزمية رينو ثم رينو الجديد وهو السائد حاليا في الشابكة، وأخيرا وليس أخرا خوارزمية فيقاس.