صناعة نفطية

يشمل قطاع النفط جميع عمليات التنقيب والاستخراج والتكرير والنقل (غالبًا بواسطة ناقلات النفط وخطوط الأنابيب) وتسويق المنتجات النفطية. جدير بالذكر أن المنتجات الأعلى قيمة في هذا القطاع هي زيت الوقود ووقود السيارات (البنزين). النفط (الزيت) هو أيضًا المادة الخام للعديد من المنتجات الكيميائية، من بينها المستحضرات الدوائية والمذيبات والأسمدة والمبيدات الحشرية واللدائن. وينقسم قطاع النفط عادةً إلى ثلاثة مكونات رئيسية هي: صناعات المنبع والصناعات الوسطى وصناعات المصب. وتدرج عادةً الصناعات الوسطى مع صناعات المصب.

احتياطي النفط العالمي، عام 2009.

إن النفط ضروري للعديد من الصناعات، ومهم للحفاظ على الحضارة الصناعية في شكلها الحالي، ومن ثم يمثل أهمية بالغة للعديد من الدول. ويعتبر النفط مسؤولاً عن نسبة كبيرة من استهلاك الطاقة العالمي، والذي يتراوح بين نسبة منخفضة تبلغ 32% في أوروبا وآسيا وحتى 53% في الشرق الأوسط.

وأنماط الاستهلاك في المناطق الجغرافية الأخرى هي: أمريكا الوسطى والجنوبية (44%) وأفريقيا (41%) وأمريكا الشمالية (40%). ويستهلك العالم 30 مليار برميل (4.8 كم³) من النفط سنويًا، والدول المتقدمة هي أكبر المستهلكين. وقد استهلكت الولايات المتحدة 25% من النفط المنتج في عام 2007.[1] وتمثل جميع مراحل إنتاج النفط وتوزيعه وتكريره وبيعه بالتجزئة أضخم صناعة في العالم من حيث القيمة الدولارية.

تقدم الحكومات، مثل الحكومة الأمريكية، دعمًا حكوميًا ضخمًا لشركات النفط، إلى جانب تنزيلات ضريبية كبيرة في كل مرحلة تقريبًا من مراحل التنقيب عن النفط واستخراجه، بما في ذلك تكاليف إيجار حقول النفط ومعدات الحفر.[2]

معلومات تاريخية

التاريخ الطبيعي

توزيع مجموع الاحتياطيات العالمية النفطية لكل مليون برميل.

النفط هو سائل طبيعي يوجد في التكوينات الصخرية. ويتكون من مزيج مركب من الهيدروكربونات ذات الأوزان الجزيئية المتنوعة، بالإضافة إلى مركبات عضوية أخرى. ومن المسلم به عمومًا أن النفط يتكون في الغالب من بقايا العوالق القديمة الغنية بالكربون، وذلك بعد التعرض للحرارة والضغط في قشرة الأرض على مدى مئات الملايين من السنين. ومع مرور الوقت، تغطي البقايا المتحللة طبقات من الطين والطمي، فتنغمر أكثر داخل القشرة الأرضية وتُحفظ بين طبقات ساخنة ومضغوطة، وهكذا تتحول تدريجيًا إلى خزانات نفطية.[بحاجة لمصدر]

التاريخ المبكر

استخدم البشر النفط في حالته غير المكررة لما يزيد عن 5000 عام. وبشكل عام، تم استخدام النفط منذ التاريخ البشري المبكر للحفاظ على اشتعال النيران، وأيضًا في الحروب.

ظهرت أهمية النفط في الاقتصاد العالمي ببطء، وذلك مع استخدام زيت الحوت في الإضاءة حتى القرن التاسع عشر والأخشاب والفحم في التدفئة والطهي حتى القرن العشرين. وتسببت الثورة الصناعية في زيادة الحاجة إلى الطاقة؛ وتمت تلبية هذه الحاجة بشكل أساسي باستخدام الفحم، بالإضافة إلى مصادر أخرى، من بينها زيت الحوت. ومع ذلك، تم التوصل إلى إمكانية استخراج الكيروسين من النفط الخام واستخدامه كوقود في الإضاءة والتدفئة. وتزايد الطلب على النفط، وأصبح في القرن العشرين السلعة الأكثر قيمة التي يتم تداولها في الأسواق العالمية.[3]

التصنيف

عادةً ما تقسم الصناعة النفطية إلى ثلاثة قطاعات رئيسية حسب مرحلة الإنتاج وهي:[4][5]

  1. مرحلة التنقيب والاستخراج Upstream (أو صناعات المنبع)
  2. مرحلة النقل Midstream
  3. مرحلة التكرير والتصنيع Downstream

و يشمل قطاع صناعات المنبع البحث عن حقول النفط والغاز تحت الأرض أو تحت البحر، وحفر الآبار الاستطلاعية، ومن ثم حفر وتشغيل الآبار واستخراج النفط و/أو الغاز الطبيعي إلى السطح. وقد برز توجه كبير نحو إلحاق الغاز غير التقليدي بصناعات المنبع وبما حصل من تطورات مشابهة في معالجة ونقل الغاز الطبيعي المسال.

لقد عٌرف عن قطاع صناعات المنبع حيازته على الحصة الأكبر من الاندماج والاستحواذ والتصفيات. حيث بلغت قيمة اتفاقات الاندماج والاستحواذ الإجمالية في قطاع صناعات المنبع للنفط والغاز 254 مليار دولار في عام 2012م (في 679 اتفاق). وجزء كبير من هذه الاندماج والاستحواذ (33% في عام 2012م) ناتج عن طفرة الإنتاج الصخري/غير التقليدي خاصة في الولايات المتحدة ثم الاتحاد السوفيتي السابق ووكندا.

و بلغت القيمة الإجمالية لأصول التنقيب والإنتاج المعروضة للبيع رقما قياسيا عند 135 مليار دولار في الربع الثالث من عام 2013م. وقبل ذلك تضافعت قيمتها من 46 مليار دولار في عام 2009م إلى 90 مليار دولار في عام 2010م. ومع استمرار الاندماج والاستحواذ ظلت القيمة الإجمالية على ماهي عليه تقريبا حيث بلغت 85 مليار دولار في ديسمبر 2012م. ولكن، شهد النصف الأول من عام 2013م دخول أصول جديدة قيمتها 48 مليار دولار تقريبا إلى السوق. ومما يلفت النظر تضاعف القيمة الإجمالية لأصول التنقيب والإنتاج المعروضة للبيع ثلاث مرات في الربع الثالث من 2013م عما كانت عليه في 2009م أي في أقل من أربع سنوات.

المراجع

  1. "The World Factbook". Country Comparison - Oil Consumption. Found at https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/rankorder/2174rank.html نسخة محفوظة 2013-05-04 على موقع واي باك مشين.
  2. New York Times, 2010 July 3, "As Oil Industry Fights a Tax, It Reaps Subsidies," http://www.nytimes.com/2010/07/04/business/04bptax.html?_r=1 نسخة محفوظة 2019-06-14 على موقع واي باك مشين.
  3. Halliday, Fred. The Middle East in International Relations: Power and Ideology. Cambridge University Pres: USA, 270
  4. Upstream, midstream & downstream نسخة محفوظة 2014-01-07 على موقع واي باك مشين.
  5. Industry Overview نسخة محفوظة 2017-05-08 على موقع واي باك مشين. from the website of the Petroleum Services Association of Canada (PSAC)
    • بوابة نقل
    • بوابة شركات
    • بوابة صناعة
    • بوابة طاقة
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.