سوق المناخلية

سوق المناخلية من أسواق وأحياء دمشق القديمة، مازال محافظاً على شكله وإن تغيرت خصوصيته المهنية من صناعة المناخل والغرابيل إلى تجارة الخردوات والعدد الصناعية، ويبقى للمكان قوة جاذبة تُبقي عشاقاً قُدامى وتستقطب آخرين بين زوار وسياح.

يفتقر محتوى هذه المقالة إلى الاستشهاد بمصادر. فضلاً، ساهم في تطوير هذه المقالة من خلال إضافة مصادر موثوقة. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها. (أغسطس 2015)

موقع السوق

يقع ضمن سور دمشق الأثري، ويعود تاريخه إلى أكثر من 1800 عام؛ أي ما يقارب تاريخ بناء الجامع الأموي وقلعة دمشق.. يحده من الشرق حي العمارة، ومن الغرب قلعة دمشق، ومن الجنوب أحد فروع نهر بردى الذي يفصله عن سوق العصرونية، ومن الشمال شارع الملك فيصل.

سبب التسمية

ويعود سبب تسمية السوق "المناخلية" إلى العمل الذي امتهنه أهالي الحي وهو صناعة المناخل والغرابيل، وتوسع نشاط السوق حتى شمل بيع مواد البناء والخرداوات، حتى إنه سمي يابان دمشق لجودة السلع المنتجة فيه ورخصها، وتعد عائلات السمان والطباع والأيوبي من كبرى العائلات العاملة في هذا المجال.

سكان المناخلية

نقلاً عن كبير حارة حي المناخلية، السيد بسام الأيوبي أحد تجار المناخلية وقاطنيها، وهو عضو في لجنة التراث الشعبي: «إن الشيخ فاروق عرابي هو كبير الحي وأحد وجهائه؛ فهو خلفٌ لشيخ الحارة السابق صفوح السمان؛ الذي أشرف في حياته على رعاية 40 جمعية خيرية، وأعال 400 عائلة ماتزال رعايتهم متابعة بعد وفاته حتى اليوم، وأهم العائلات التي تقطن الحي منذ القدم هي: "محروس، أبو قورة، الموالدي، المنعم، صالحة، الكوة، العلبي"».

مازال سكان المناخلية يحافظون على العادات والتقاليد المتوارثة عن سلفهم؛ فعلى سبيل المثال فيما يتعلق بأمر الزواج، لا داعي لسؤال كل من في الحي، يكفي سؤال رجل واحد وهو كبير الحي، فكلمته قد تُعلي من رصيد الرجل أو لا.

كان جميع أصحاب المحلات يعيشون في السوق كأسرة واحدة، حتى إن هناك تقليدا شائعا بين جميع أصحاب المحلات، وهو عندما يفتح الجميع دكاكينه ويأتي لأحدهم زبون في الصباح، فيشتري ما يريد، فإن صاحب الدكان الذي باع الزبون لا يقبل أن يبيع لزبون آخر حتى يستفتح جاره، ويبيع، وبالتالي يرسل الزبون الآخر لجاره قائلا له: <<أنا استفتحت ببيعة، اذهب إلى جاري واشتر من عنده حتى يستفتح>>.

أهمية السوق التاريخية

أرادت محافظة دمشق في السابق، تنفيذ مشروع استثماري بتمويلٍ خليجي، يقتضي هدم شارع الملك فيصل، وجزءاً لا بأس به من أحياء المدينة القديمة، ومنها سوق المناخلية، فقام عدد من تجار الحي كمالكين لمحالٍ تجارية في الحي بالتقدم بطلب إلى مجلس الشعب لإعادة النظر في المشروع، لتجنيب الحي الضرر الذي سيلحق به، كما التجؤ إلى الصحافة واليونيسكو، وتابعوا الموضوع إلى أن تم إلغاء الهدم.

وسوق المناخلية التي تغير فيها كل شيء وخضع للتطوير والتجديد قبل سنوات قليلة، من خلال تجربة ناجحة قام بها أصحاب دكاكينها، حيث تبرعوا، وبشكل شخصي، لترميم السوق بإشراف الجهات الرسمية المعنية في لجنة حماية مدينة دمشق القديمة، فقدموا نموذجا جميلا للحافظ على مكان تاريخي بمبادرة ذاتية محلية وبتمويل جماعي.

معالم السوق

يتبع حي المناخلية إدارياً إلى حي العمارة الجوانية، يفصل بينهما شارع بين السورين، وهو شارع سكني وتجاري، ويضم الشارع جمعية دار الحديث الشريف الممولة خيرياً من قبل التجار بإشراف وزاة الأوقاف، وكذلك المدرسة الشرعية للإناث، كما يضم فندق بيت التراث العربي الواقع عند نهاية الشارع، فضلاً عن وجود حمام سامي الذي أنشئ في العهد لأيوبي عام 590 هـ، وفي الحي أيضاً جامع سنان آغا الذي بناه زنكي تركي منذ نحو 600 عام، وجامع المعلا، الذي يحتضن أكبر مئذنة في دمشق.

تضم سوق المناخلية أكثر من 200 دكان، وبطول يصل لنحو 500 متر، وهي بعكس الأسواق القديمة المعروفة كالحميدية ومدحت باشا والبزورية، تتوضع باتجاه واحد فقط، وتتقابل الدكاكين على الطرفين. وتتميز المناخلية بأنها سوق متعرجة وفي عدة اتجاهات، وهذا ما جعل سقفها المعدني الذي جدد مع السوق يتعرج هو الآخر ليشكل منظرا جميلا تتقابل وتتلاقى فيه الزوايا، لتشكل قببا ودوائر وشبه منحرفات، حيث تجذب انتباه الزائر والمتجول في السوق، الذي يشاهد دائما وهو يرفع نظره للأعلى مستمتعا بهذا المنظر الجميل، وتم لاحقاً رصف أزقة الحي بالحجارة المصقولة وتعبيد الشوارع الأخرى مما أضفى صفة جمالية مناسبة على بنيانه الأثري.

السوق تضم مباني تاريخية جميلة ومهمة، ومنها: جامع سنان باشا، الذي يضم قبر الوالي العثماني سنان، الذي أمر ببناء هذا الجامع والمتميز بعمارته الجميلة وبظاهرة قديمة ما زالت تحير الزائرين والباحثين، وهي وجود حجرين في محراب الجامع يعالجان مرض اليرقان من خلال قيام المريض بمد لسانه ولحس واحدة من الحجرين، ولذلك كان الكثير من الزائرين، خاصة من الهند وباكستان وبلدان أخرى، يأتون خصوصا للجامع، ليمدوا ألسنتهم ويلحسوا الحجر، ليشفوا من مرض الريقان (اليرقان). هذه معلومة شعبية قديمة ومنقولة بالتواتر الشفهي ، ولا يعرف مدى دقتها وصحتها وتفسيرها العلمي، ولكن ما يدل على وجود هذه الظاهرة القديمة هو وجود علامات ألسن الزائرين على الحجرين ظاهرة للعيان حتى الآن.

كذلك في محراب الجامع هناك أحجار أخرى تتميز برائحة خاصة (لا يستطيع الداخل للجامع شمها) ولكنها تطرد البراغيث والناموس والبق ولو فتحت النوافذ فلا تدخل هذه الحشرات المزعجة على الرغم من وجود أحد أفرع نهر بردى بجوار نوافذ الجامع، ووجود البراغيث والبق بكثرة في النهر الملاصق للنوافذ ظاهرة غريبة لم يجد لها المهتمون أي تفسير.

ومن معالم السوق التاريخية أيضا هناك باب الفرج، إحدى بوابات دمشق السبع، وسمي كذلك لأنه كان الفرج للمدينة، وما زال الباب موجودا وبجانبه مسجد مكتمل مع مئذنته لهما نفس الاسم, وهناك الأقواس الحجرية التي تزين واجهات دكاكين السوق.

وصلات خارجية

مراجع

      • بوابة سوريا
      This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.