رمزية (الفنون)

نشأت الرمزية في الفن الحديث كرد فعل في مواجهة الواقعية، وبمنطق الرمزية الحديثةانتساب مظاهر العالم الحسوس إلى الأفكار الأولية على نحو خفى، إذ أن هدف الرمزية هو إلباس الفكرة شكلاً حسياً. ويزعم «برجسون» إمكانية التوصل إلى الحقيقة فقط، عن طريق الخبرة الحدسية المعبر عنها ؛ بخاصة في العمل الفنى، وأن فكرة اعتبار العمل الفنى في آخر الأمر؛ من شأن العاطفة أو هو تبعة للروح الباطنة للفنان أكثر من أن يكون نتيجة للتأمل في الطبيعة لم تكن الفكرة التي سيطرت على مواقف الفنانين الرمزيين فحسب؛ بل قد وجدت صدى لها يهيمن على فلسفات الفن في القرن العشرين في المذاهب التعبيرية والدادائية والسريالية وحتى في فن «موندريان» و«التجريديين».[1]

هذه مقالة غير مراجعة. ينبغي أن يزال هذا القالب بعد أن يراجعها محرر مغاير للذي أنشأها؛ إذا لزم الأمر فيجب أن توسم المقالة بقوالب الصيانة المناسبة. يمكن أيضاً تقديم طلب لمراجعة المقالة في الصفحة المُخصصة لذلك. (أكتوبر 2013)

أما لوحة «مسراب» 2010 للفنان محسن عطيه فإن أسلوبها مجازى يستثمر التورية في ترجمة أحاسيس داخلية تتحول إلى لغز يغرى بالاندفاع نحو خوض محاولة فك اللغز القابع وراء التشكيلات، التي تجمع بين المتناقضين الغموض والتجلى بحيث يضيف المشاهد شيئا من تجاربه الذاتية لتدعيم تفسير المعنى؛ وبذلك تتحول الصور الخيالية إلى حضور عاطفى.

الفنان الرمزى يصور اللامرئى

يود الفنان الرمزى أن يصور اللامرئى من خلال المرئى بطريقة ساحرة وشاعرية؛ حيث تجتمع المعانى المختلفة المختبئة خلف الصور «فغاية الفنان الرمزى هي الإيحاء بالدهشة والعاطفة، بعقد الرابطة بين المرئى واللامرئى؛ تلك هي غاية الرمز».[2]

وقد كتب ياسر النعيمى في صحيفة أخبار العرب -2003 [3] عن الأسلوب الرمزى للفنان محسن عطيه يقول:في إسلوبه شئ ينفذ إلى ما وراء المرئى. وتتميز تقنيات لوحاته بالاستخدام المتنوع للخامات؛فهو يدفع بأدائه إلى آفاق التلقائية والإدهاش، ووعلى لى الرغم من الأبعاد الخيالي، التي توحى بها صور أعماله الفية؛ المتمثلة في أساليب الشفوفية.

بين أزمنة وأمكنة مختلفة في إطار وحد؛ بما يناسب نوع الفن الذي يتشكل في أحضان الخيال والعاطفة والجمال.

التأمل الباطنى والخيالى

يتوصل الفنان الرمزى إلى بداهته بالتأمل الباطنى والخيالى ؛ليستعيد إلى نفسه الشفافية؛ وهو يضفى مظاهر المخلوقات على الأحوال النفسية.

أما الغموض الذي من المحتمل أن يتصف به عمل فنى؛ فهو ما يثير الرغبة في التأمل؛ دون الحاجة إلى الفهم.

ومن نماذج الفن بنزعته التجريدية- الرمزية لوحة الرباعية 2000 التي تتكون من أربعة أجزاء للفنان محسن عطيه وقد رسمت بنزعات تجمع بين الرمزية والتجريدية والسريالية.

وقد كتبت وفاء حلمى عن هذه اللوحة في صحيفة العربى -الإسبوعى،[4] تقول: والجديد في الكادرات الأربعة التي تشكل المشهد الكلى، أنها ليست مشاهد مباشرة؛ إنما مشاهد رمزية يمكن أن يراها المتلقى بأكثر من معنى؛ وأكثر من وجهة نظر ؛فهى يمكن أن تكون صورة تكررت لمكان ما في الريف، فيه النهر والسماء والزرع وظلال السواقى التي هي بنفس البشر.

وهناك كذلك لوحة للفنان محسن عطيه بعنوان «مبهج» 2008 وكانت قد نشرت مقالة للناقدة ثريا درويش قبل إنتاج هذه اللوحة بعامين؛ غير أنها تكاد تلقى ضوءاً على الأسلوب الفنى الذي يتبعه الفنان منذ بداية مشواره الفنى واستمر يعمقه؛ فكتبت تقول: الألوان تلعب دورا أساسياً في لوحات الفنان؛فتبدو أحياناً تتحاور فيما بينها، ومرات أخرى كأنها في صراع دائم مع الآخر، لكنها دوما تتميز بالقوة والسخونة والضارة.موضوعاته ذات أبعاد فلسفية شديدة الرمزية، يتناولها بإسلوب تجريدى- رمزى ؛تمتزج فيه العديد من التناقضات التي تثير فكر ومشاعر المتلقى، وتدعوه للتفاعل معها.[5]

إن للفنان محسن عطيه عالمه الخاص، تنطلق ريشته من أعماق التراث الحضارى وعناصره المختلفة ؛ليحلق بنا بين الحقيقة والخيال؛ برؤية ذاتية شديدة المعاصرة؛ تغوص في أعماق المجتمع وقضاياه، وبين المشاعر والأحاسيس الإنسانية؛ ثم يعيد صياغتهم برؤية مستقبلية تتميز بالتلقائية وقوة التعبير تحرر كعادته من كل القوالب والحلول التقليدية لتنقلنا لوحاته لآفاق واسعة؛ تتوحد فيها المادة والروح والزمان والمكان وتتعانق الألوان والخطوط في رؤية شمولية شديدة الحيوية والحركة تقترب كثيرا من عالم الأسطورة.

مراجع

  1. محسن عطيه؛ الفن وعالم الرمز، دار المعارف بمصر ؛الطبعة الثانية 1996ص98
  2. محسن عطيه؛ الفن وعالم الرمز؛ دار المعارف بمصر؛ 1996 ص101
  3. ياسرالنعيمى؛ أخبار العرب، العدد 1127، 28 ديسمبر 2003.
  4. وفاء حلمى؛ العربى الإسبوعى؛ 30 يناير 2000.
  5. ثريا درويش؛ الأخبار؛ 2 مارس 2006
    • بوابة فنون
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.