دمار طبريا في عام 1660 م

وقع دمار طبريا عام 1660 م[1] أثناء الصراع الدرزي على السلطة في منطقة الجليل، في نفس العام الذي وقع فيه تدمير صفد. أدى تدمير الدروز لطبريا إلى هجر الطائفة اليهودية للمدينة،[2][3] حتى أعاد ظاهر العمر بناؤها في أوائل القرن الثامن عشر. ومع ذلك، عزت الباحثة الإسرائيلية مور ألتشولر تدمير طبريا في عام 1660 إلى تعرضها لزلزال.[4] ومن الممكن أن يكون الدمار ناجماً أيضاً عن حصيلة كلا الحدثين.

طبريا خلال القرن السادس عشر

بينما توسعت الدولة العثمانية على طول الساحل الجنوبي للبحر المتوسط تحت حكم السلطان سليم الأول، بدأت الممالك الكاثوليك في إنشاء لجان محاكم التفتيش. مما أدى إلى فر العديد من الكونفرسوس، (المارانوس أو المورسكيون) واليهود السفرديم إلى الولايات العثمانية وأقاموا في البداية في القسطنطينية، سالونيك، سراييفو، صوفيا والأناضول ثم شجعهم السلطان على الإقامة في فلسطين.[5][6] في عام 1558، حصلت المارانوسية البرتغالية المولد، دونا غراسيا، على حقوق جباية الضرائب في طبريا والقرى المحيطة بها من قبل السلطان سليمان القانوني. بحيث تخيلت أن تصبح المدينة ملاذاً لليهود وحصلت علي إذن بإقامة حكم ذاتي يهودي هناك.[7] وفي عام 1561 شجع ابن أخيها، يوسف ناسي، أمير طبريا (لورد طبريا)،[8] اليهود على الاستقرار في طبريا.[9] وبعد حصوله على فرمان من السلطان، أعاد هو ويوسف بن أدروت بناء أسوار المدينة ووضع قاعدة لصناعة النسيج (الحرير) وزراعة أشجار التوت وحث الحرفيين على الانتقال إلى هناك.[9] وعندما اعترف السلطان بولاية الأمير فخر الدين المعني الثاني على عربستان (من حلب إلى حدود مصر) في عام 1624،[10] جعل الزعيم الدرزي من طبريا عاصمة له.

دمار عام 1660

أدى تدمير طبريا على يد الدروز إلى فرار الجالية اليهودية بالكامل.[2][3] وعلى عكس طبريا، التي أصبحت مهجورة لسنوات عديدة، فقد تعافت مدينة صفد القريبة من الدمار الذي ألحقه بها العرب في نفس العام بسرعة نسبية،[11] فلم تصبح مهجورة بالكامل،[12] وظلت مركزاً يهودياً هاماً في الجليل.

النتائج المتلاحقة

في عشرينيات القرن الثامن عشر، حصن ظاهر العمر وهو حاكم بدوي في الجليل العثماني، بلدة طبريا ووقع اتفاقاً مع القبائل البدوية المجاورة لمنع عمليات النهب. وقد شهد ريتشارد بوكوك، الذي زار طبريا عام 1738، بناء حصن في شمال المدينة وتقوية الأسوار القديمة وعزا ذلك إلى وجود نزاع مع الباشا (حاكم) دمشق.[13] وتحت كنف ظاهر العمر، شُجعّت العائلات اليهودية على الإقامة في طبريا.[14] فقد دعا الحاخام حاييم أبو العافية من سميرنا لإعادة لم شمل الجالية اليهودية.[15]

انظر أيضاً

المراجع

  1. A Descriptive Geography and Brief Historical Sketch of Palestine. P.409. "Sultan Seliman surrounded it with a wall in 5300 (1540), and it commenced to revive a little, and to be inhabited by the most distinguished Jewish literati; but it was destroyed again in 5420 (1660)." نسخة محفوظة 12 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  2. Joel Rappel, History of Eretz Israel from Prehistory up to 1882 (1980), Vol.2, p.531. 'In 1662 Sabbathai Sevi arrived to Jerusalem. It was the time when the Jewish settlements of Galilee were destroyed by the Druze: Tiberias was completely desolate and only a few of former Safed residents had returned..."
  3. Barnay, Y. The Jews in Palestine in the eighteenth century: under the patronage of the Istanbul Committee of Officials for Palestine (University of Alabama Press 1992) (ردمك 978-0-8173-0572-7) p. 149
  4. Altshuler, M. The Messianic secret. Chapter 8:The beginning of redemption in Galilee. (بالعبرية: ספר – הסוד המשיחי) نسخة محفوظة 14 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
  5. Toby Green (2007) Inquisition; The Reign of Fear Macmillan Press (ردمك 978-1-4050-8873-2) pp xv–xix
  6. Alfassa.com نسخة محفوظة 2007-10-12 على موقع واي باك مشين. Sephardic Contributions to the Development of the State of Israel, Shelomo Alfassá
  7. Schaick, Tzvi. Who is Dona Gracia? نسخة محفوظة 2011-05-10 على موقع واي باك مشين., The House of Dona Gracia Museum.
  8. Naomi E. Pasachoff, Robert J. Littman, A Concise History of the Jewish People, Lanham, Rowman & Littlefield, 2005 , p.163
  9. Benjamin Lee Gordon, New Judea: Jewish Life in Modern Palestine and Egypt, مانشستر, Ayer Publishing, 1977, p.209
  10. The Druze of the Levant نسخة محفوظة 2012-03-09 على موقع واي باك مشين.
  11. Sidney Mendelssohn. The Jews of Asia: especially in the sixteenth and seventeenth century. (1920) p.241. "Long before the culmination of Sabbathai's mad career, Safed had been destroyed by the Arabs and the Jews had suffered severely, while in the same year (1660) there was a great fire in Constantinople in which they endured heavy losses..."
  12. Gershom Gerhard Scholem (1976-01-01). Sabbatai Sevi: The Mystical Messiah, 1626–1676. Princeton University Press. p. 368. (ردمك 978-0-691-01809-6). "In Safed, too, the [Sabbatai] movement gathered strength during the autumn of 1665. The reports about the utter destruction, in 1662 [sic], of the Jewish settlement there seem greatly exaggerated, and the conclusions based on them are false. ... Rosanes' account of the destruction of the Safed community is based on a misunderstanding of his sources; the community declined in numbers but continued to exist."
  13. Richard Pococke: A General Collection of the Best and Most Interesting Voyages and Travels in All Parts of the World: Many of which are Now First Translated Into English ; Digested on a New Plan By John Pinkerton by Longman, Hurst, Rees, and Orme, 1811 A Description of the East and Some other Countries, p. 460 نسخة محفوظة 9 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  14. Moammar, Tawfiq (1990), Zahir Al Omar, Al Hakim Printing Press, Nazareth, page 70
  15. Joseph Schwarz. Descriptive Geography and Brief Historical Sketch of Palestine, 1850 نسخة محفوظة 20 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
    • بوابة الدولة العثمانية
    • بوابة لبنان
    • بوابة إسرائيل
    • بوابة اليهودية
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.