حمه لخضر

هذه مقالة غير مراجعة. ينبغي أن يزال هذا القالب بعد أن يراجعها محرر مغاير للذي أنشأها؛ إذا لزم الأمر فيجب أن توسم المقالة بقوالب الصيانة المناسبة. يمكن أيضاً تقديم طلب لمراجعة المقالة في الصفحة المُخصصة لذلك. (نوفمبر 2017)

شخصيّة البطل حمّه لخضر

نسبه

الشهيد الشايب محمد الأخضر (حمه لخضر)

معلومات شخصية
الميلاد خلال 1930
الدبيلة ولاية الوادي
تاريخ الوفاة 10أوت1955
الجنسية جزائري

      ولد القائد البطل حمّه لخضر خلال1930 بقرية الجديدة ينتمي إلى قبيلة أولاد زقزاو وهي أحد فروع فرقة ربائع الشمال من عرش الربائع، ويذكر حمّه لخضر بلقبين هما عمارة حمّه لخضر أو الشايب حمّه لخضر وكلاهما صحيح ذلك أنّ الجدّ الأوّل عمارة قد أنجب ولدين هما محمّد وتحمل عائلته لقب "عمّاري" وأحمد الّذي أنجب (07) سبعة أولاد حملت فروع كل ابن لقب خاص لأنّ السلطات الاستعماريّة رفضت توحّد العائلة الكبرى في لقب واحد، محاولة منها لتشتيت هذا العرش الثائر فحمل حمّه لخضر لقب "الشايب" والأبناء هم كالآتي:

-  عبد الله: وهو الابن الأكبر حملت عائلته لقب "لمقدّم" لأنّه كان مقدّما للزّواية العزوزيّة في المنطقة.

- بلقاسم (داسي): وهو الابن الثّاني حملت العائلة اسمه "داسي".

- مبروك: وهو الابن الثّالث حملت العائلة اسمه "برايكة".

- عمر: وهو الابن الرّابع حملت العائلة اسمه "بن عمر".

- محمّد: وهو الابن الخامس يلقب بقسيبة فلقبت العائلة بكنيته "قسيبة".

- خليفة: وهو الابن الخامس حملت العائلة اسمه "خلائفة".

- مسعود: وهو الابن السابع وحمل أبناؤه لقب العائلة "عمارة" لعدّة اعتبارات.

وبعدما توفّيت أمّ الأولاد السبعة وهي حدّي بنت علّاق قرّر أحمد بن عمارة الزواج بعدما أصبح شيخًا هرمًا ويقولون له أبناؤه السبعة "الشايب" لوقاره وسنّه فتزوّج من فاطمة سديرة فأنجبت:

- إبراهيم: وهو الابن الثامن وحملت العائلة لقب "الشايب" لأنّ إخوته يقولون له ابن الشايب وهو والد البطل حمّه لخضر.

تزوّج إبراهيم بن أحمد بن عمارة من حفصيّة بنت عبد الله حامد وأنجبت منه خمسة أطفال ثلاثة أولاد هم حمّه لخضر، أحمد والعيد وبنتين هما بشيرة وسعديّة.

نشأته

      نشأ وتربّى الشّهيد حمّه لخضر في أسرة بدويّة تعتمد على تربية المواشي (الإبل، الغنم) وزراعة النخيل في قرية الجديدة لأنّ العائلة كانت كثيرة الترحال قاصدة الأماكن الرعويّة مثل الدويلات، أم الطبول بئر بوحبلين، العقلة وهذا في الفترة الممتدّة بين شهر نوفمبر حتّى شهر جوان وهي مرحلة الرعي ثمّ تعود إلى المقرّ الرئيسي قرية الجديدة ما بين شهر جويلية حتّى أكتوبر وهي مرحلة جني التمور، لذلك نقول جمعت العائلة بين تربية المواشي وزراعة النخيل، وفي سنّ العاشرة من عمره تقريبًا بدأ يحفظ القرآن الكريم ويتعلّم بعض مبادئ العلوم الشرعيّة على يد العلّامة الشهيد لمقدّم علي، علمًا أنّ التحفيظ والتدريس كان يتمّ في مناطق مختلفة كالصحراء أو في قرية الجديدة (هود، دار كاف، زريبة) لأنّه لا يوجد مقرّ رسمي لتحفيظ القرآن وتعليم العلوم الشرعيّة كمسجد أو زاوية مثلًا، تزوّج الشاب حمّه لخضر وعمره حوالي 22 سنة من السيّدة الجبّاريّة بنت عثمان برائكة سنة 1952م، وأنجب منها ابنة وحيدة عام 1953م سمّيت مبروكة ثمّ التحق عام 1954 بالثورة التحريريّة المباركة حتّى استشهد عام 1955م .1

تكوينه السياسي والعسكري:

مع بداية شبابه عرف البطل حمّه لخضر باهتمامه الكبير بالسّلاح خاصّة وأنّ والده إبراهيم بن أحمد كان يملك سلاحًا خاصًّا من نوع خماسي، وكان البطل حمّه لخضر يأخذه ويستعمله أحيانًا ويتدرّب على الرمي والتسديد، إضافة إلى كونه مولعًا بالصيد فاشتهر بصيد الغزال والأرانب وهي الحيوانات الّتي تعرفها بيئته، وكان لا يشقّ له غبار مقارنة بأقرانه، كما يروي هؤلاء الأقران أنّ البطل حمّه لخضر كان ينافس في الرمي ويباري في القنص مع أبناء عمومته وشهدوا له بالتفوّق في شتّى أنواع الأسلحة مثل الخماسي والستاتي والثماني وغيرها.

وفي أواخر الحرب العالميّة الثانية اتّصل بأعضاء الحركة الوطنيّة عن طريق جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين وبدأ نشاطه السرّي من خلال إنشاء خليّة على يد العلّامة لمقدّم علي وضمّت الخليّة ميهي محمّد بلحاج وكلّف البطل حمّه لخضر بشراء السّلاح ونقله إلى جبل أحمد خدّه والي منطقة الأوراس خلال سنتي (1948-1949م)، في إطار جمع السلاح وتدريب الشباب وهو البرنامج الّذي سطّرته المنظّمة الخاصّة الّتي تأسّست سنة 1947م قبل أن يتمّ اكتشافها سنة 1950م.

حاول البطل حمّه لخضر السفر إلى المشرق العربي وتحديدًا إلى فلسطين تلبيةً لنداء الجهاد في الحرب العربيّة الإسرائيليّة الأولى عام 1948م لكن الظروف منعته، وبقي في الوطن رفقة إخوانه للتحضير للثورة التحريريّة المباركة.

جهاد البطل الشهيد حمّه لخضر

سجّل البطل حمّه لخضر ملاحم بطوليّة بداية من معركة هود كريّم حتّى استشهاده في معركة هود شيكة.

القائد حمّه لخضر والتحضير للثّورة التحريريّة

      كلّ الاستعدادات كانت مظبوطة من طرف القائد حمّه لخضر لتفجير الثورة بمنطقة وادي سوف ساعة الصفر من ليلة الفاتح من نوفمبر 1954م لكن الأقدار شاءت أن تتأخّر حوالي أسبوعين وذلك بسبب اعتقال القائد حمّه لخضر قبل هذا الموعد وتأخّر إطلاق سراحه إلى يوم 06 نوفمبر 1954م، ووصلته الأخبار بأنّ موعد تفجير الثورة قد نجح مثلما خطّط له، وقد حقّقت نتائج مبهرة خاصّة في منطقة الأوراس المنطقة الأولى الّذي يعتبر أحد قادتها بالأخصّ إعلاميًّا ونفسيًّا، فسارع بالاتّصال بمجموعته وركّز على هدفين هامّين أوّلهما جمع السّلاح وثانيهما تدريب الشباب وتجنيدهم كخطوة أولى ثمّ قسّم العمل إلى قسمين:

القسم الأوّل: وتقوم به الفئة الأولى وعملهم مدني من خلال جمع الأموال والأسلحة وتجنيد الشباب وتوفير المؤونة.

القسم الثاني: وتقوم به الفئة الثانية وعملهم عسكري من خلال الأعمال الفدائيّة والعسكريّة، لكن هذه التحرّكات تمّ رصدها من طرف القوميّة واكتشف العدوّ الفرنسي أمر المجموعة وتخطيطها وبدأ يتجسّس وداهموا قرية الجديدة يوم 15 نوفمبر 1954م من أجل إلقاء القبض على البطل حمّه لخضر لكنّه لاذ بالفرار ولم يتمكّنوا من اعتقاله، لتكون هذه الحادثة سبب مباشر في تفجير الثورة بمنطقة وادي سوف والّتي قادها البطل حمّه لخضر .

حمّه لخضر قائد عسكري

      بين نوفمبر 1954م و شهر أوت 1955 قاد حمّه لخضر العديد من المعارك سجّل فيها انتصارات ساحقة وكبّد فيها العدوّ خسائر فادحة داخل وخارج المنطقة نذكر منها:

معركة هود كريم 17/11/1954م

      في يوم 16 نوفمبر 1954م انطلقت المجموعة نحو منطقة السويهلة (20) ذاهبة إلى المسمّى "واري الحاج البشير"و الحاج باي الباي بن عزالي وصلت المجموعة للسويهلة ليلا وكان هناك عرس لشخص يدعى مبارك لطرش المدعو مبارك بر تناولو العشاء والشاي هناك وسألو عن منزل الشخصين واري بشير والحاج الباي بن عزالي رافقهم شخص من القرية لواري بشير أولا اعطاهم عشرة آلاف قديما وبعدها توجهو لدار الحاج الباي لما كانو عند باب المنزل يتحدثون معه جاءت مجموعة من العسكر الفرنسي مع الڨومية التي كانت ترصد حركة المجاهدين وتم إطلاق النار بينهم فلاذت بالفرار، ليعودوا إدراجهم متّجهين نحو المقرن تبعتهم قوات العدو(21) ثمّ توجّهوا إلى الجديدة وأخذوا معهم باقي عناصر المجموعة وواصلوا طريقهم نحو حاسي خليفة (22) وكانوا يعلمون أنّ العدوّ يلاحقهم لذلك حاول البطل حمّه لخضر التمويه بالعدوّ الفرنسي معتمدًا في ذلك على دردوري خزّاني لما له من خبرة وتجربة حربيّة حيث كان من الّذين شاركوا في الحرب العالميّة الثانية(23)، وبقيت مجموعة من العسكر الفرنسي في السويهلة بحثا عن أحمد باي بن الباي الذي كان مختبئاً في دار القراميط إلى الصباح ليعثرو عليه وتم إلقاء القبض عليه وتعذيبه واستنطاقه ثم اقتادوه مع والده إلى مركز التعذيب في ولاية الوادي بقي الباي الباي تحت التعذيب والاستنطاق لمدة 17 يوم أما أحمد باي فقد بقي تحت التعذيب لمدة 3 أشهر ونصف

بدأت المعركة المشهورة يوم 17 نوفمبر 1954م على السّاعة الحادية عشر صباحًا واستمرّت حتّى اللّيل ونتج عن هذه المعركة خسائر فادحة من جانب العدوّ حوالي 80 قتيلًان ومن جانب الثورة خلّفت المعركة جريح واحد والّذي ألقي عليه القبض "شعباني بلقاسم" (24)، أمّا البقيّة فقد خرجوا سالمين وهم 12 مجاهدًا يتقدّمهم القائد حمّه لخضر:

- صوادقيّة صالح.

- زيد عبد القادر.

- ريغي عبد الرزّاق.

- دردوري خزّاني.

- لمقدّم مبروك.

- داسي العربي.

- فرجاني العربي.

- شنيبة بلالة البشير.

- العايب البشير.

- شراحي مصباح.

- عبد الباري عمّار.

واتّجهوا في طريقهم نحو المنشيّة، ثمّ الزرق، أين لاحقهم العدوّ لكن لم يستطع مواجهتهم لتحصّنهم في أماكن صعبة وعالية ثمّ واصلوا المسير إلى مكان قرب جارش ثمّ إلى جبل زريف ز

معركة أمّ الكماكم

      انطلق البطل حمّه لخضر من قرية الجديدة باعتبارها القاعدة الخلفيّة محمّلًا بأسلحة متعدّدة لتسليح الشباب المتطوّع في صفوف جيش التحرير والمتواجد بجبل زريف، وانتقل بعدها إلى مدينة الرديف التونسيّة، للالتقاء بالقائد بن عمر الجيلاني وبعض المواطنين أين تكمن من جمع كمّية لا بأس بها من المؤونة والأسلحة، وفي طريق العودة من تونس نحو جبل زريف حدث اشتباك دام ليلة كاملة ويوم ومن هناك تسلّل البطل حمّه لخضر نحو جبل أمّ الكماكم أين حدثت معركة عنيفة.

وبعد نجاح هذه المعركة انتقل البطل حمّه لخضر إلى جبل الجرف أين تقابل مع عمر الفرشيشي ولزهر الجدري أين تقرّر ذهاب البطل حمّه لخضر إلى ليببيا رفقة مصطفى بن بولعيد لجلب الأسلحة ثمّ تغيّر القرار واستبدل بالبطل عمر القرشيشي لدرايته الكبيرة بالأراضي التونسيّة، وقد وقعت عدّة معارك أخرى قادها البطل حمّه لخضر في الأوراس أبرزها غابة الأبراج، شليا، معركة عالي الناس، تبرقة، شرشار، الجبل الأبيض.

معركة صحن الرتم

      بأمر من قائد منطقة العمليّات بالأوراس شيحاني بشير تطوّعت فرقة من المجاهدين بقيادة البطل حمّه لخضر مهمّتها جمع الأسلحة وتدعيم صف الثورة بالمال والسلاح  انطلقت الفرقة في شهر مارس 1955م، وعبرت إلى الوادي عن طريق نقرين وتوجّهت إلى منطقة عميش وانقسموا إلى ثلاث مجموعات:

_ المجموعة الأولى توجّهت إلى النخلة قاصدة منزل أحد القومية المدعو "معمّر".

_ المجموعة الثانية توجّهت إلى الربّاح واتّصلوا بالمدعو كشحة عبد القادر الّذي سلّم إليهم ثلاث بنادق، وبعدها توجّهوا إلى الزاوية القادريّة حيث قدّم لهم الشيخ الإمام الشريف مساعدات مختلفة.

_ المجموعة الثالثة توجّهت إلى البيّاضة وأشرف عليها لمقدّم مبروك قاصدة الزاوية التيجانيّة وطلبوا المساندة من الطريقة فالتزم بذلك ودفع ثمن بندقيّة.

لقد مكّنت هذه المهمّة في عميش من تجنيد حوالي 15 مجاهدًا ليصل عدد المجاهدين إلى 22 مجاهدًا حيث تكفّل محمّد بن الحاج بتوفير اللّباس لهم ثمّ توجّهوا شمالًا مرورًا بالزقم والبهيمة (حساني عبد الكريم حاليا) وفي طريقهم إلى القاعدة الخلفيّة قرية الجديدة وأثناء مرورهم بقرية "أولاد لخضر" قام البطل حمه لخضر بقطع الأسلاك الهاتفيّة الرّابطة بين الجديدة والدبيلة، كما قام بالاستيلاء على سلاح من حرّاس أحد شيوخ المنطقة، وفي حادثة بطوليّة شهدها العامّة من الناس أقدم البطل حمّه لخضر على قتل أحد القوميّة رميًا بالرّصاص في سوق الجديدة(........)، واتّجه نحو المقرن بحثًا عن حركي آخر (.........) لقتله لكنّه لم يجده وهو ما أدّى إلى تسرّب أخبار المجاهدين وتحرّكاتهم بالمنطقة فتوجّهوا إلى هود بصحن الرتم شمال الجديدة، وفي يوم 16 مارس 1955م اندلعت المعركة حوالي السّاعة الرّابعة صباحًا بين مجموعة من الجنود الفرنسيّين والمجاهدين تكبّد فيها العدوّ خسائر فادحة فاقت 70 قتيلًا ومن جهة المجاهدين فكانت كالآتي:

_ استشهاد 07 وهم:

-       سديرة البشير.

-       خالدي العيد.

-       حماتي علي.

-       داسي العربي.

-       ريغي عبد الرزّاق.

-       وادة قدّور.

-       خزّاني إبراهيم.

_ الجروح والإصابات 04 وهم:

-       لمقدّم مبروك وبوغزالة عبد الكامل وتمّ إلقاء القبض عليهما.

-       البطل حمّه لخضر وشنيبة بلالة البشير وتمكّنا من الفرار مع البقيّة وطلب من المجموعة الاتّجاه نحو الشمال وبقي هو يقاتل تارة ويختبأ تارة أخرى لدرايته الكبيرة بالمنطقة وبقي يلاحقه ضابط وجنديين حتّى مسافة حوالي 20 كلم أين تمكّن من القضاء عليهم في مكان يسمّى الهزبري وواصل المسير شمالًا حتّى المكان المسمّى بئر لمزيرة وهو مكان تواجد بعض أقاربه الّذين قدّموا له علاجًا وأوصلوه إلى الجبل وطلب منهم إخبار العدوّ الفرنسي حتّى لا يتضرّروا بعده ولكنّهم رفضوا وهو ما سبب عزلهم عن الثورة والزجّ بهم في محتشد أميه ربح وفي جبل زريف الساهل اتَصل بأحد المجاهدين في المكان المسمّى رأس العش وأدخلوه أحد الدواميس وبقي يعالج جراحه إلى أن شفي تمامًا.

معركة شمال الخنقة

      والمقصود بالخنقة خنقة سيدي ناجي وهي منطقة يعرفها البطل حمّه لخضر لأنّه مارس فيها الرعي كثيرًا  وهذه المعركة عبارة عن كمين نصبه لسيارة عسكريّة تمكّن من القضاء على من فيها من جنود وأحرق بعدها السيّارة ثمّ رجع إلى الجبل الأبيض.

معركة نقرين

      خطّط البطل حمّه لخضر للهجوم على الثكنة العسكريّة بنقرين خاصّة وأنّها أحد أكبر الثكنات العسكريّة بالمنطقة وأكثرها تحصينًا لذلك لم يحقّق الهجوم نتائج معتبرة وفي المقابل فقد حمّه لخضر أحد جنوده الّذي استشهد هناك ثمّ واصل العدو ملاحقتهم حتّى جبل زريف.

معركة فركان

      نزل البطل حمّه لخضر صحبة دوريّة متكوّنة من 11 مجاهدًا إلى منطقة فركان في مهمّة لجمع المؤونة وما يلزمهم من الزاد وفي طريق عودتهم صدفة وجدوا شاحنات الفرنسيّين وهي تصادر مواشي المواطنين القاطنين هناك فأمر البطل حمّه لخضر برمي الرصاص على الجنود الفرنسيّين أين تمكّنوا من إصابة 18 جنديًّا فرنسيًّا والبقيّة فرّوا هاربين تاركين وراءهم الأغنام الّتي تكفّل المجاهدين برعيها لأنّ الرّعاة اعتقلوا من طرف الفرنسيّين ثمّ غنم البطل 600 رصاصة.

معركة عقب الجنحان

      وهي استمرار لمعركة فركان أين واصل الجنود الفرنسيّين ملاحقة المجموعة والمتكوّنة من 11 مجاهدًا في المقابل فاق عدد الجنود الفرنسيّين 300 عسكري موزّعين بين السيّارات والشاحنات وبدأت المعركة في المكان المسمّى عقب الجنحان ليلًا واستمرّت حتّى اللّيلة الموالية تكبّد فيها العدوّ خسائر فادحة ماديّة وبشريّة مقابل إصابة أحد المجاهدين إصابة خفيفة لأنّ المنطقة جبليّة ومحصّنة.

معركة هود شيكة 08-09-10 أوت 1955

      عقد لقاء على أعلى مستوى قيادي حضره قائد المنطقة الأولى بشير شيحاني، وعبّاس لغرور، الجيلاني بن عمر، لزهر الجدري، البطل حمّه لخضر  تمخّض عنه تكليف هذا الأخير بالذهاب إلى وادي سوف ومعه وحدة عسكريّة متكوّنة من 32 مجاهدًا متطوّعين عن طريق رفع الأيدي لأنّ العمليّة اختياريّة لا إجباريّة، والمهمّة هي جمع الأسلحة وتجنيد الشباب وتأمين المؤونة، كما أنّ هناك هدف خاص للبطل حمّه لخضر وهو الثأر من العدو الفرنسي بعد الزج بعائلته في محتشد أميه ربح وحسب رواية رفقائه فإن حمّه لخضر قد قرّر رفع العلم الوطني في مقرّ الملحقة العسكريّة في الوادي وهي جرأة كبيرة تؤكّد بطولة وشجاعة الشهيد، ثمّ انطلقت المجموعة في رحلة دامت 06 أيّام حتّى وصلت الوادي وفي طريقها تمكّنت المجموعة من تجنيد العديد من الشباب نذكر منهم:

يحياوي الطاهر، لجدل بشير، سوالم البشير، تواتي سليمان، تواتي محمّد.

وعند وصوله إلى منطقة الجديدة الغربيّة أرسل البطل حمّه لخضر دوريّات إلى الجديدة، المقرن، الرقيبة، ، قمار، الوادي، عميش، ولكن العدوّ الفرنسي اكتشف أمرهم وبدأ يقوم بتحرّيّاته وتحرّكاته في الجهة وحشد قوّاته القادمة من الأغواط، بسكرة، ورقلة، ورغم قلّة الإمكانيّات استعدّ كذلك البطل حمّه لخضر لهذه المعركة من خلال تجنيد عدد من الشباب للمعركة منهم: محمّد عريف، مصباح لخويمس، إبراهيم رحومة، الهاشمي رحومة، السباع العياط، إبراهيم الزاوي، لزهاري الزاوي، مريم رحومة، واندلعت يوم 08 أوت 1955م بكمين لدوريّة عسكريّة بها 35 جنديًّا تمّ القضاء عليهم جميعًا باستثناء جندي واحد أمره البطل حمّه لخضر بإيصال الخبر لقيادته لكنّه فقد عقله وبقي مجنونًا إلى بعد الاستقلال، ثمّ انتقلت المعركة إلى المكان المشهور بهود شيكة دامت المعركة 03 أيّام بلياليها أين تكبّد العدوّ خسائر فادحة وفوجئ بقوّة المجاهدين وشراستهم ولجأ إلى الاستنجاد بالطائرات وفرق المظلّيّين الّتي قدمت من تولوز وعن نتائج المعركة فقد كانت مجزرة للفرنسيّين بأتمّ معنى الكلمة حيث بلغ عدد القتلى ما بين 550 و650 قتيل حسب رواية جنود المعركة وإن كان هذا الرقم عليه تحفّظ كبير، إضافة إلى تحطّم 04 طائرات والعديد من الدبّابات والشاحنات، ومن جهة المجاهدين خلّفت استشهاد 38 شهيدا أبرزهم البطل حمّه لخضر كما بلغ عدد الأسرى 04 مجاهدين وتمكّن سبعة من الفرار إلى الجبل.

وفاته

      يقول المولى عزّ وجلّ في محكم تنزيله <<ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربّهم يرزقون>>، تعتبر معركة هود شيكة عمليّة استشهاديّة بأتمّ معنى الكلمة لأنّها معركة بين جيش جرّار عصري مجهّز بأعتى الأسلحة المتطوّرة ومدعوم من حلف شمال الأطلسي مقابل ثلّة من المجاهدين بوسائل وأسلحة تقليديّة في منطقة صحراويّة مكشوفة وفي عزّ الحرّ وفصل الصيف مصدر قوّتهم الوحيد النصر أو الشهادة الّتي كتبت للبطل حمّه لخضر يوم 10أوت 1955م، وبعد نهاية المعركة نقلت جثّة الشهيد إلى مسقط رأسه قرية الجديدة أين بقي يومين في الصباط ليدفن بعدها بمقبرة القرية، رحم الله الشهيد القائد البطل حمّه لخضر الّذي استشهد حاملًا راية الإسلام والعروبة، وراية الوطن الغالي، يقول تعالى: <<يأيّتها النفس المطمئنّة ارجعي إلى ربّك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وادخلي جنتي>>

وقد خلّده عدّة شعراء منهم شاعرة الثورة بالمنطقة فاطمة منصوري وكذلك صاحب الإلياذة مفدي زكريّا الّذي قال فيه: [1]

أننـــــسى ثــــلاثـــة أيــــام نحسوسوسـتـال ينــدب فــي النائــحين
و أخضر يحصد حمر الحواصــل فـــيها ويقطـع منـــها الوتيــــــن

مراجع

  1. مفدي زكرياء (١٩٨٧). إلياذة الجزائر. الجزائر: المؤسسة الوطنيّة للكتاب. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة أعلام
    • بوابة الجزائر
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.