حقوق الإنسان في ألمانيا

تتمتع حقوق الإنسان في ألمانيا بمستوى عال من الحماية، نظريًا وعمليًا، وهي مكرسة في الدستور الألماني "القانون الأساسي لجمهورية ألمانيا الاتحادية". صادقت الدولة على معظم معاهدات حقوق الإنسان الدولية. تشير تقارير المنظمات المستقلة كمنظمة العفو الدولية إلى مستوى عال من الامتثال لحقوق الإنسان في ألمانيا، مع الإشارة إلى عدة قضايا، تتعلق بوحشية الشرطة[1] وسوء معاملة اللاجئين. في تقرير "الحرية في العالم" عام 2008 الصادر عن فريدم هاوس "بيت الحرية" الذي تموله الولايات المتحدة، حصلت ألمانيا على الدرجة 1 (وهي الأفضل) لكل من الحقوق السياسية والحريات المدنية.

القانون

يركز دستور ألمانيا الذي دخل حيز التنفيذ في 8 مايو 1949 بشكل خاص على حقوق الإنسان، العبارة الأولى فيه: "كرامة الإنسان مصونة"، تُفسر بأن الدستور يحمي مجموع الحقوق الإنسانية. هذه الفقرة محمية من خلال "بند الخلود" ولا يمكن تغييرها. ولها آثار واسعة في الممارسة القضائية، فاستخدمت مثلًا في تبرير الحق في التقرير الذاتي للمعلومات في استنتاج صدر عام 1983 من المحكمة الدستورية الفيدرالية في ألمانيا.

بعد التجارب من جمهورية فايمار، ترى ألمانيا نفسها دولة ديمقراطية محصنة: الأفعال الهادفة إلى إزالة النظام الديمقراطي لا تشملها حقوق الإنسان.

يضمن الدستور كل الحقوق الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (والذي لا يعد بحد ذاته ملزمًا قانونيًا) باستثناء حق اللجوء غير المحدود.

يسمح التصديق على الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان للمواطنين باللجوء إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لتقديم الاستئناف.

أُسست الخدمة العسكرية الإلزامية للمواطنين الذكور في عام 1956.[2] ويمكن للمعترضين على الخدمة العسكرية بدافع من الضمير أن يختاروا تأدية الخدمة المدنية بدلًا من العسكرية. خلال فترة الخدمة العسكرية أو المدنية تُعلق بعض الحقوق كحق حرية التنقل. اعتبارًا من 1 يوليو 2011 لم يعد للحكومة الصلاحية في فرض الخدمة، لذلك تعد الخدمة العسكرية في الوقت الراهن في ألمانيا بحكم الطوعية. ولا توجد خطط لإلغاء القوانين التي تسمح بالتجنيد.[3]

المعاهدات

ألمانيا عضو في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. تعترف بالولاية القضائية للمحكمة الجنائية الدولية.

مشاركة ألمانيا المعاهدات الأساسية لمجلس أوروبا مشاركة ألمانيا المعاهدات الأساسية للأمم المتحدة
صدق عليه في عام 1952 الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان (ECHR) صدق عليها في عام 1969 اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري
صدق عليه في عام 1957 البروتوكول 1 (ECHR) صدق عليه في عام 1973 العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (ICCPR)
صدق عليه في عام 1968 البروتوكول 4 (ECHR) تاريخ الانضمام 1993 البروتوكول الاختياري الأول  (ICCPR)
صدق عليه في عام 1989 البروتوكول 6 (ECHR) صدق عليه في عام 1992 البروتوكول الاختياري الثاني  (ICCPR)
وقع في عام 1985 البروتوكول 7 (ECHR) صدق عليه في عام 1973 العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
وقع في عام 2000 البروتوكول 12 (ECHR) صدق عليها في عام 1985 اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (CEDAW)
صدق عليه في عام 2004 البروتوكول 13 (ECHR) صدق عليه في عام 2002 البروتوكول الاختياري  (CEDAW)
صدق عليه في عام 1965 الميثاق الاجتماعي الأوروبي (ESC) صدق عليها في عام 1990 اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب (CAT) 
وقع في عام 1988 البروتوكول الإضافي لعام 1988 (ESC) صدق عليه في عام 2008 البروتوكول الاختياري  (CAT)
لم يُوقع البروتوكول الإضافي لعام 1995 (ESC) صدق عليها في عام 1992 اتفاقية حقوق الطفل
وقع في 2007 الميثاق الاجتماعي الأوروبي المعدل صدق عليه في عام 2004 البروتوكول الاختياري بشأن إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة (CRC)
صدق عليها في عام 1990 الاتفاقية الأوروبية لمنع التعذيب والمعاملة والعقوبات اللا إنسانية أو المُهينة صدق عليه في عام 2009 البروتوكول الاختياري بشأن بيع الأطفال واستغلالهم في البغاء وفي المواد الإباحية (CRC)
صدق عليه في عام 1998 الميثاق الأوروبي للغات الإقليمية أو لغات الأقليات لم تُوقّع اتفاقية حماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم
صدق عليها في عام 1997 الاتفاقية الإطارية لحماية الأقليات القومية صدق عليها في عام 2009 اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (CRPD)
وقعت في عام 2005 اتفاقية مكافحة الإتجار بالبشر صدق عليه في عام 2009 البروتوكول الاختياري  (CRPD)
وقع في عام 2003 صك الأمم المتحدة متعدد الأطراف لمكافحة الفساد وقعت في عام 2014 اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد

التقارير

انتقدت تقارير منظمة العفو الدولية في عامي 2005 و2006 بعض حالات الوحشية عند الشرطة، إضافة إلى سوء معاملة اللاجئين والهجمات العنصرية، مع أنها حالات نادرة جدًا وتلقى عقوبات شديدة.

في تقرير الحرية في العالم سنة 2008 الذي أصدره بيت الحرية الممول من قبل الولايات المتحدة، أعطيت ألمانيا الدرجة 1 (وهي الدرجة الأعلى) للحقوق السياسية والحريات المدنية.

المواضيع

الاعتقال

يجري الحبس الاحتياطي بأمر من القاضي، لا يمكن احتجاز المشتبه به أكثر من ستة أشهر دون إدانة.[4]

ألغيت عقوبة الإعدام. يجوز للمحكمة أن تأمر باحتجاز شخص إلى أجل غير مسمى حتى بعد إتمام الحكم، إذا أُدين بجرائم خطيرة وشهد خبير بأنه يشكل خطرًا على العامة.

اختُطف المواطن الألماني خالد المصري من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في عام 2005 وحُجز دون محاكمة لعدة أشهر، رغم براءته. أُبلغت المخابرات الألمانية في وقت مبكر بذلك، لكنها لم تتخذ أي إجراء، وكان هذا موضوع نقاش سياسي مكثف.

حرية التعبير

يكفل الدستور الألماني حرية التعبير ولكن يعد تحريض الناس جريمة، ويُعرّف بأنه نشر الكراهية أو إهانة جزء من السكان. في عام 1994 أضيفت فقرة تمنع إنكار جرائم النازية علانية.[5]

حرية التجمع

تتطلب التجمعات العامة في الهواء الطلق إخبار السلطات المحلية مسبقًا، دون الحاجة لطلب التصاريح. لا يمكن للسلطات المحلية أن تحظر التجمعات إلا لأسباب تتعلق بالسلامة العامة أو تورط منظمات محظورة.

حرية الصحافة

حرية الصحافة أمر راسخ في ألمانيا، يصنف مؤشر حرية الصحافة لعام 2009 الصادر عن منظمة مراسلون بلا حدود ألمانيا في المرتبة 18 من أصل 175 دولة.

أبرز حادثة تتعلق بتقييد حرية الصحافة هي فضيحة شبيغل عام 1962، عندما أمر وزير الدفاع فرانز جوزيف شتراوس بالقبض على العديد من الصحفيين بعد مقال اتهمه بتلقي الرشوة. أدت هذه الفضيحة إلى طرد شتراوس من منصبه وألحقت أضرارًا بالغة بسمعة المستشار كونراد أديناور.

وحشية الشرطة

نظام إنفاذ القانون في ألمانيا هو اليوم واحد من أفضل الأنظمة في العالم تنظيمًا ورقابة. وخاصة بعد التجارب التي عاشتها ألمانيا تحت الحكم النازي، يراعي الشعب الألماني والسياسة الألمانية قوة الشرطة وعملها. يخضع استخدام الأسلحة النارية في ألمانيا -حتى من قبل رجال الشرطة- إلى تنظيم صارم، وحالات إطلاق النار سنويًا قليلة جدًا مقارنة بالدول الأخرى.[6]

التعذيب

لا توجد تقارير عن وجود تعذيب منهجي في ألمانيا ولكن هناك بعض الحوادث المتعلقة بالتعذيب.

في عام 2002 أمر نائب رئيس شرطة فرانكفورت فولفغانغ داشنر ضابطًا مرؤوسًا بتهديد شخص مشتبه بقيامه بالاختطاف واستخدام القوة للحصول على معلومات حول مكان وجود المختطف، قُتل الطفل المختطف بعد وقت قصير من الاختطاف، لكن المشتبه به أخبر الشرطة أن الطفل لا يزال على قيد الحياة، وقرر داشنر خرق القانون لإنقاذ حياة الطفل. وكتب داشنر بنفسه مذكرة رسمية حول أفعاله، أثار هذا جدلًا عاطفيًا حول مشروعية هذه التدابير. أُدين داشنر بأقل عقوبة ممكنة (غرامة) وبقي ونائبه في الخدمة.[7]

في محاكمة ضد المشتبه بتورطه في الإرهاب منير المتصدق، استخدمت المحكمة الألمانية الأدلة التي قدمتها سلطات الولايات المتحدة على الرغم من الأدلة الواسعة عن انتشار التعذيب في معسكرات الاعتقال الأمريكية. رُفضت الإدانة في الاستئناف بسبب عدم وجود أدلة. حكم على المشتبه في يناير 2007 بالسجن 15 سنة.[8]

المراقبة

تخضع العديد من الأحزاب كالحزب الوطني الديمقراطي الألماني اليميني، والبرنامج الشيوعي للحزب اليساري، للمراقبة من قبل المكتب الفيدرالي لحماية الدستور. انتُقد استخدام مخبري الشرطة في بعض الأحيان باعتباره مفرطًا. كانت هناك حركة لاعتبار الحزب الوطني الديمقراطي غير شرعي إلا أنها توقفت، بعد أن تبين أن الكثير من أفعال الحزب خاضعة لتحكم المكتب الفيدرالي لحماية الدستور. إضافة إلى الأحزاب وضعت الحكومة الألمانية الكنيسة العلموية (السيانتولوجية) وأفرادها في ألمانيا تحت المراقبة من قبل المكتب الفيدرالي منذ عام 1997 بسبب هدفها المزعوم بإلغاء النظام المبني على الدستور الألماني.[9]

المراجع

  1. Prof. Dr. Tobias Singelnstein (n.d.). "Strafverfahren gegen Polizisten wegen Körperverletzung im Amt" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 23 يونيو 2016. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. German law: Wehrpflichtgesetz (WehrPflG) vom Juli 1956, Fundstelle: BGBl I 1956, 651, Neugefasst durch Bek. v. 30. 5.2005 I 1465 (see wording of the law) نسخة محفوظة 22 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  3. "Kabinettsbeschluss: Wehrpflicht wird zum 1. Juli 2011 ausgesetzt" (باللغة الألمانية). RP Online. مؤرشف من الأصل في 30 يونيو 2016. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 14 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  5. Christoph Gusy: Polizeirecht. 72009, (ردمك 978-3-16-148921-1)
  6. "Tod im Arrest: Polizist im Jallow-Prozess zu 10.800 Euro Strafe verurteilt". Spiegel.de. مؤرشف من الأصل في 9 مايو 2018. اطلع عليه بتاريخ 10 يناير 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. "Bundesverfassungsgericht - Presse - Verfassungsbeschwerde eines im Maßregelvollzug Untergebrachten gegen medizinische Zwangsbehandlung in einem weiteren Fall erfolgreich - auch baden-württembergische gesetzliche Regelung verfassungswidrig". Bundesverfassungsgericht.de. مؤرشف من الأصل في 11 يناير 2018. اطلع عليه بتاريخ 10 يناير 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. "Psychiatrische Zwangsbehandlung ist Folter" (PDF). Bpe-online.de. مؤرشف من الأصل (PDF) في 24 مارس 2016. اطلع عليه بتاريخ 10 يناير 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. Méndez, Juan E. "Report on torture and other cruel, inhuman or degrading treatment or punishment". OHCHR. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); مفقود أو فارغ |url= (مساعدة)
    • بوابة ألمانيا
    • بوابة القانون
    • بوابة حقوق الإنسان
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.