حقل أتاكور البركاني

يُعتَبر أتاكور حقلًا بركانيًا متواجدًا في الجزائر، و"أتاكور" هي كلمة من اللغة الطارقية وتعني الجزء المنتَفِخ، وكذلك تعني العُقْدة الموجود آخر شيء ما.[3] ويقع هذا الحقل في سلسلة جبال هقار، ويتكون من عدة خصائص بركانية مثل تدفُّق الحِمَم، بالإضافة إلى ما يقارب ال450 شقَّا بركانيًا تشكل مشهدًا خلَّابًا.

حقل أتاكور البركاني
قمة تاهات ضمن حقل أتاكور

الموقع الجزائر  
إحداثيات 23°17′20″N 5°32′01″E  
الارتفاع 2,918[1] متر (9,573 قدم)
المساحة 2150 كيلومتر مربع [2] 
السلسلة جبال هقار  
القمة الأم تاهات  
حقل أتاكور البركاني

ويعدّ أتاكور أحد أكبر الحقول البركانية في هذه المنطقة الجبلية، حيث يتموضع الحقل على منطقة تكوًّن جبال، كما أن النشاط البركاني فيه أدى إلى تشكّل صخور البازلت و التراكيت والفونولايت. وقد شهد هذا الحقل نشاطًا بركانيًا في عدة حقبات زمنية، حيث ابتدأ منذ 20 مليون سنة، واستمر إلى حقبة الهولوسين. أما في الوقت الحاضر، يشهد الحقل نشاطًا دخانيًا.

الجغرافيا والجيومورفولوجيا

يقع الحقل في سلسلة جبال هقار،[1] وتصل ارتفاعات التضاريس فيه إلى 3000 متر[4] بالرغم من أن الصخور البركانية تشكل السطح الخارجي منها فقط.[5] وتتخذ التربة شكلًا صحراويًا.[6] ويعتبر الحقل أنه ذو منظر خلَّاب،[1] حيث ترتفع القمم والقَصَبَات البركانية فوق التضاريس المحيطة.[4]

ويتكون الحقل من قباب الحمم البركانية، ومناطق متكونة من تدفق الحمم،[1] والفوَّهات البركانية،[7] ومَخاريط الرماد، و القصبات البركانية[1] التي تغطي ما يقارب 2500 كيلو متر مربع[7] بحجم يصل إلى 250 كيلو متر مكعب من الصخور البركانية.[8] وتشكل صخور البازلت هضبة سميكة طولها 400 متر،[4] بالإضافة إلى أخاديد عميقة تقود إلى الحقل البركاني[9] وتفصل جبال الهقار إلى عدة أقسام.[10] وتتفرع عدة أودية من الحقل البركاني،[11] حيث كان بعضها يصل إلى بحيرة تشاد في الماضي،[12] أما الأودية الأخرى فتكمل طريقها عبر العرق الشرقي الكبير باتجاه شط ملغيغ.[13] ويوجد في أتاكور ما يقارب ال450 مركزًا بركانيًا حديثًا، تشكل قباب الحمم البركانية 400 منها، أما ال50 الباقية فهي براكين طبقية[14] تضم مخاريطًا بركانية حديثة[7] ترافقها تدفقات للحمم البركانية يصل طولها إلى 20 كيلو مترًا.[15] و تعبتر قمَّتي أَسِكْرام(Assekrem) و تاهات(Tahat)[8] من بين البراكين الأقدم في أتاكور، وتعبر قمة تاهات أعلى قمة في سلسلة جبال هقار.[16] بعض البراكين يمتلك في أتاكور يمتلك فوهة، وبعضها فوهتين، أما باقي البراكين فقد استمرت بالثوران حتى لم يبقَ منها سوى القصبات البركانية،[17] بينما تحتوي قباب الحمم البركانية العديد من الأشكال تتراوح من الأعمدة شديدة الانحدار وصولًا إلى تدفقات الحمم القصيرة والسميكة،[18] ويعود الفضل لهذه الأشكال في الحصول على منظر طبيعي خلّاب في أتاكور.[19] وقد اخترقت بعض القباب والقصبات طبقات بازلتية قديمة.[20] ومن الأمثلة على البراكين الطبقية هو مخروط وادي تيمورتي(Oued Temorte cone)، وهو ذو ارتفاع يصل إلى 300 متر وعرض يصل إلى 800 متر وقد أطلق أكثر من 10 كيلومترات من الحمم المتدفقة. كما أطلق خبثًا، و رمادًا بركانيًا، و لويبات.[21]

تصوير بانورامي من قمة أسِكْرام

الجيولوجيا

أتاكور هو أحد مجموعة الحقول البركانية في سلسلة جبال هقار حول مدينة تامنراست التي تضم 4 حقول بركانية أخرى غير أتاكور.[22] و يوجد هناك أمواج زلزالية ضعيفة تعزز من الاعتقاد بوجود أتاكور في الوشاح،[23] و لكنها لا تظهر لتعكس وجود بقعة ساخنة.[24]

و تشكل صخور ما قبل الكمبري قاعدة المكان، حيث تشكل تضخمًا طوله 1 كيلو متر[22] معروف باسم تضخم هقار،[25] و هو جزء من درع الطوارق التابع لحقبة الطلائع الحديثة،[26][27] و درع الطوارق هو تشكيل جيولوجي يقع ما بين القشرة القارية غرب إفريقية والقشرة القارية الكبيرة في الجزء الشمالي المركزي في إفريقيا. و تبرز هذه القاعدة في الأودية شديدة العمق[28] التي يظهر بأنها أحدث من النشاط البركاني في منطقة هقار.[29] و تحدث العديد من الفوالق النشطة عبر المنطقة.[30] و قد أطلق أتاكور خلال ثورانه صخور البازلت(basalts) و الفونوليت(phonolite) و التراكيت(trachyte).[1] و هناك نوعين من البازلت: البازلت القلوي، والبازينيت(basanite)، و تشكل صخور البازلت 80% من كل الصخور البركانية في أتاكور، وهناك نسب قليلة من صخور البينمورايت(Benmoreite)، و الهاوايت(Hawaiite)، و الريولايت.[7] و هناك بلورات بارزة في بعض الصخور تضم مجموعة الأمفيبول، و البيروكسين، و الأوليفين، و الزركون.[21] و يظهر أن الصخور البركانية تشكلت أساسًا بسبب الانصهارات التي حدثت في منقطة عمود وشاح.[31]

تاريخ النشاط البركاني

حدث النشاط البركاني في أتاكور في فترة تمتد من 20-12 مليون عامًا مضى،[32] و في فترة من 6.7-4.2 مليون عامًا مضى، ومن 1.95 مليون عام مضى إلى يومنا هذا،[33] و قد حدث معظم النشاط البركاني في الفترة الأولى من العصر البروديغالي و العصر السيرافالي.[32] أما الفترة الثانية والثالثة من النشاط البركاني فقد صاحبها تكوين للجبال أيضًا.[8] و قد أطلق النشاط البركاني صخور الفونوليت والتراكيت، ثم لاحقًا أطلق البازلت،[1] بالرغم من ذلك يعتقد بأن بازلت الفيضانات تشكلت في العصر الثالث الأقدم،[34] و أن النشاط البركاني الذي أطلق الفونولايت والتراكيت قد حدث بعد النشاط البركاني البازلتي.[20] و تعبتر البراكين الطبقية مع ما يصاحبها من تدفق الحمم من أحدث مظاهر النشاط البركاني في أتاكور.[21]

و قد استمر النشاط في الهولوسين، حيث تغطي الحمم المتدفقة معالم حقبة الهولوسين[1] كرواسب البحيرات ذات عمر ال10 آلاف عامًا،[35] و الفخار.[1] و يطلق التراث الشفهي الطارقي على جبال هقال اسم "جبال النار"،[15] مما يدل أن الطوارق شهدوا نشاطًا بركانيًا.[1] و يدل الشذوذ في تدفق المحلي الحرارة،[36] و الدخان المتصاعد نادر الحدوث، والموجات الزلزالية التي يتم رصدها على أن النشاط البركاني لا يزال قائمًا.[15]

المناخ والتاريخ

يقع أتاكور في منقطة مدارية(جنوب مدار السرطان) و مرتفعة. و تحدث الأمطار بشكل متكرر أكثر من الصحراء المحيطة، كما يمكن أن يهطل على هيئة ثلج في الشتاء.[4] و يكون معدل سقوط الأمتار السنوي في قمة أسِكرام من 100-150 مللي مترًا.[9] و قد كان معدل هطول الأمطار مؤثرًا فيما مضى أكثر من الآن،[37] كالعصر الحجري القديم حيث تشكلت تضاريس ناتجة من التعرية الثلجية على ارتفاع 2000 متر،[38] بالإضافة إلى الركام الجليدي[39] مثل قمة تاهات.[40] أما آخر فترة كانت فيها المنطقة غارقة في المياه والجليد كانت العصر الحجري الحديث.[34]

أما الحياة النباتية في أتاكور فيتم تقسيمها إلى 3 أحزمة، أولها الحزام السوداني المنخفض حيث يقع على ارتفاع 1700-1800 متر ويضم الأشجار والشجيرات،[4] ثم حزام البحر الأبيض المتوسط ذي الارتفاع المتوسط حيث يقع على ارتفاع 1800-2400 متر ويضم الزيتون، ثم حزام البحر المتوسط المرتفع حيث يقع على ارتفاع أكثر من 2400 متر، ويضم نبات الظيان اللهبي.[6] و يستخدم حقل أتاكور البركاني كمَرْعى.[9]

مراجع

  1. Global Volcanism Program of Atakor volcanic field نسخة محفوظة 13 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  2. معرف بركان في سميثسونيان: https://volcano.si.edu/volcano.cfm?vn=225005
  3. Bernus 1991، صفحة 118.
  4. Kubiëna 1955، صفحة 116.
  5. Capot-Rey 1969، صفحة 241.
  6. Kubiëna 1955، صفحة 117.
  7. Dupuy, Dostal & Chikhaoui 1993، صفحة 132.
  8. Sesiano 1980، صفحة 74.
  9. Rognon 1963، صفحة 13.
  10. Büdel 1955، صفحة 102.
  11. Bernus 1991، صفحة 118,119.
  12. Pachur & Altmann 2006، صفحة 27.
  13. Pachur & Altmann 2006، صفحة 87.
  14. Girod 1963، صفحة 359,361.
  15. Sesiano 1980، صفحة 76.
  16. Ayadi et al. 2000، صفحة 111.
  17. Girod 1963، صفحة 359.
  18. Girod 1963، صفحة 363.
  19. Sesiano 1980، صفحة 75.
  20. Büdel 1955، صفحة 106.
  21. Conquéré, F.; Girod, M. (1 November 1968). "Contribution à l'étude des paragenèses précoces des basaltes alcalins: Les spinelles du volcan de l'Oued Temorte (Massif de l'Atakor, Sahara Algérien)". Contributions to Mineralogy and Petrology (باللغة الفرنسية). 20 (1): 1–2. doi:10.1007/BF00371063. ISSN 0010-7999. مؤرشف من الأصل في 09 يونيو 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  22. Dupuy, Dostal & Chikhaoui 1993، صفحة 131.
  23. Ayadi et al. 2000، صفحة 121.
  24. Ayadi et al. 2000، صفحة 122.
  25. Ayadi et al. 2000، صفحة 112.
  26. Bouzid et al. 2015، صفحة 2.
  27. Bouzid et al. 2015، صفحة 3.
  28. Sesiano 1980، صفحة 73.
  29. Büdel 1955، صفحة 104.
  30. Sesiano 1980، صفحة 72.
  31. Dupuy, Dostal & Chikhaoui 1993، صفحة 143.
  32. Bouzid et al. 2015، صفحة 4.
  33. Bouzid et al. 2015، صفحة 5.
  34. Rognon, P.; Mensching, Horst (1969). "Zur Geomorphologie des Hoggargebirges (Zentrale Sahara)". Erdkunde. 23 (1): 62. JSTOR 25640889. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  35. Beccaluva, Luigi; Bianchini, Gianluca; Wilson, B. Marjorie; Wilson, Marjorie (2007). Cenozoic Volcanism in the Mediterranean Area (باللغة الإنجليزية). Geological Society of America. صفحة 324. ISBN 9780813724188. مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  36. Lesquer, A.; Bourmatte, A.; Ly, S.; Dautria, J.M. (January 1989). "First heat flow determination from the central Sahara: relationship with the Pan-African belt and Hoggar domal uplift". Journal of African Earth Sciences (and the Middle East) (باللغة الإنجليزية). 9 (1): 46. doi:10.1016/0899-5362(89)90006-7. ISSN 0899-5362. مؤرشف من الأصل في 18 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  37. Kubiëna 1955، صفحة 132.
  38. Capot-Rey 1969، صفحة 242.
  39. Rognon 1963، صفحة 25.
  40. Rognon 1963، صفحة 26.

    المراجع

    • بوابة الجزائر
    • بوابة جبال
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.