حروب جين سونغ

حروب جين سونغ هي سلسلة من النزاعات التي نشبت بين شعب الجورشن من سلالة جن (1115 - 1234) وشعب الهان من سلالة سونغ الحاكمة (960-1279).

حروب جين سونغ
 
بداية نوفمبر 1125 
نهاية القرن 13 
الموقع الصين  

بدأت شرارة الصراع سنة 1115، عندما تمردت قبائل الجورشن على أسيادهم من شعب الخيتان المنغولي التابع لمملكة لياو (907-1125)، معلنين تشكيل سلالة جين الحاكمة، مما جعلهم يتحالفون مع سلالة سونغ ضد عدوهم المشترك من مملكة لياو، مقابل غزوهما للعدو بشكل مشترك وحيازة جل أقاليمه المنهارة، بالإضافة إلى تنازل الجورشن عن 16 محافظة كانت قد سقطت تحت سيطرة لياو منذ 938 إلى مملكة سونغ. لكن هزيمة الجورشن السريعة أمام العدو وإخفاقات السونغ العسكرية جعلت الجورشن يترددون في التخلي عن المحافظات. وبالرغم من سلسلة المفاوضات الفاشلة التي أزعجت كلا الجانبين، هاجم الجورشن أنصارهم السونغ في عام 1125، باعثين جيشًا إلى تايوان وجيشًا آخر إلى يانجينغ (عاصمة كايفنغ) عاصمة مملكة السونغ أنذاك.

فوجئ جنرال مملكة السونغ تونغ غوان بخبر الغزو فانسحب من تايوان، لكن تمكن الغزاة من محاصرته واعتقاله في وقت لاحق. في المقابل وعندما اقترب جيش الجورشن الثاني من العاصمة، تنازل الإمبراطور هويتسونغ عن العرش وهرب إلى الجنوب. ليتم تنصيب ابنه الأكبر الإمبراطور تشنزونغ. حاصر الجورشن مدينة كايفنغ عام 1126، قبل أن ينسحبوا من العاصمة بعد مفاوضات قادها الإمبراطور تشنزونغ تقضي بالموافقة على تعويض سنوي كبير. قبل أن ينقض الصفقة ويأمر قوات مملكة السونغ بالدفاع عن المحافظات بدلا من تحصين العاصمة، ليعود الجورشن للحرب محاصرين مدينة كايفنغ مرة أخرى في عام 1127، فقبضوا على الإمبراطور تشنزونغ ونهبوا العاصمة في حدث شهير عرف باسم حادث جينغ كانغ. مما أدى إلى فصل شمال وجنوب الصين بين سلالة جن وسلالة سونغ الحاكمة. تراجعت بسببها عائلة سونغ الإمبراطورية إلى جنوب الصين، وبعد إقامة قصيرة في عدة عواصم مؤقتة، انتقلوا في نهاية المطاف إلى لينان (هانغتشو حاليا). وقد قسم هذا التراجع السلالتين إلى قسمين، هما سونغ الشمالية وسونغ الجنوبية.[1]

حاول الجورتشن احتلال جنوب الصين في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، ولكن تم ردعهم من قبل متمردين موالين للسونغ في الشمال وبهجوم مضاد من قبل جنرالات السونغ يو في وهان شيزونغ وآخرين. استعاد الجنرالات بعض الأراضي ولكنهم تراجعوا بأوامر من إمبراطور السونغ الجنوبي غاوزونغ، الذي دعم الحل السلمي للحرب. حددت على إترها معاهدة شاوشينغ (1142) حدود الإمبراطوريتين على طول نهر هواي، ولكن الصراعات بين السلالتين استمرت حتى سقوط سلالة جين الحاكمة في عام 1234. كانت الحرب التي قادها إمبراطور سلالة الجين الرابع وان يان ليانغ ضد السونغ غير ناجحة. حيث خسر معركة كايشي (1161) مما أدى لاغتياله من قبل ضباطه الساخطين.

ورغم ذلك كان هناك غزو اخر من قبل الجين بدافع الثأر من السونغ (1206-1208) لكنه قوبل بالفشل أيضًا. وبعد عقد من الزمن، شن الجين حملة عسكرية فاشلة ضد السونغ في عام 1217 لإسترجاع الأراضي التي خسروها ضد المغول الغزاة. فقرر السونغ التحالف مع المغول في عام 1233، وفي العام الموالي استولوا على كيتشو فيما عرف بحصار كايتشو وآخر ملجأ لإمبراطور الجين. لتنهار السلالة في عام 1234.

بعد زوال الجين، أصبحت سلالة السونغ نفسها هدفا للمغول الذي أسقطها في عام 1279.

ولدت حقبة الحروب العديد من التغيرات التكنولوجية والثقافية والديموغرافية في الصين. فقد جلبت المعارك بين السونغ والجين إدخال الأسلحة المختلفة منها ولأول مرة البارود. كما كان حصار ديان في 1132 أول استخدام مسجل للرمح الناري، وهو سلف مبكر للأسلحة النارية. كانت هناك أيضا تقارير عن معارك دارت مع قنابل البارود الأولية مثل huopao الحارقة أو tiehuopao المنفجر، السهام الحارقة، والأسلحة الأخرى ذات الصلة. في شمال الصين، كان الجورتشن الأقلية الحاكمة لإمبراطورية كانت تقطنها أغلبية السونغ. استقر المهاجرون الجورشن في الأراضي المحتلة واستيعابها مع الثقافة المحلية. أسست جين، وهي سلالة غزو، بيروقراطية إمبراطورية مركزية على غرار السلالات الصينية السابقة، مستندة شرعيتها على الفلسفة الكونفوشيوسية. إعادة توطين الأغنية من الشمال في جنوب الصين. كان الشمال هو المركز الثقافي للصين، كما أدى احتلاله للجزيرة إلى تقويض المكانة الإقليمية لأسرة سونغ. ومع ذلك، سرعان ما عادت سونغ الجنوبية إلى الازدهار الاقتصادي، وكانت التجارة مع جين مربحة على الرغم من عقود من الحرب. توسعت لينان، عاصمة سونغ الجنوبية، لتصبح مدينة رئيسية للتجارة.

التحالف الهش

كانت جماعة الجورتشن مجموعة من القبائل المزارعة الناطقة بالتونغوسية والتي تقطن مناطق في شمال شرق آسيا والتي أصبحت حاليا جزءًا من شمال شرق الصين. كان العديد من قبائل الجورتشن التابعين لسلالة لياو (907-1125)، وهي إمبراطورية حكمها شعب الخيتان البدو التي شملت معظم منغوليا الحديثة، وهي جزء من شمال الصين وشمال شرق الصين وكوريا الشمالية وأجزاء من الشرق الأقصى الروسي.[2] إلى الجنوب من لياو تقع إمبراطورية سلالة الهان التابعة لسلالة سونغ الصينيةالحاكمة (960–1276).[3] كان خلال كل من السونغ ولياو يعيشون في سلام، ولكن منذ هزيمة السونغ العسكرية في عام 1005، أصبحوا مجبورين على دفع تعويض سنوي قدره 200,000 قماشا من الحرير و 100,000 أوقية من الفضة لجارهم الشمالي.[4]

في عام 1114،[5] وحد الزعيم وانيان أغودا (1068-1123) القبائل المتنافرة في الجورتشن وقاد ثورة ضد مملكة لياو. وفي عام 1115 عين نفسه إمبراطورا لسلالة جين إبان عصرها الذهبي (1115-1234).[6] بعد أن أخبره أحد المنشقين عن لياو بنجاح انتفاضة الجورشن، رأى إمبراطور السونغ هوايزونغ (1100-1127) وقائده العسكري الرفيع تونغ غوان في ضعف مملكة لياو فرصة لاستعادة المقاطعات الستة عشر، وكل المدن والممرات التي ضمها لياو منهم في عام 938، رغم محاولاتهم الفاشلة باستعادتها مرارًا وتكرارًا دون جدوى.[7] لذلك سعى السونغ للتحالف مع جين ضد عدوهم المشترك لياو.[8]

معلومات

      مراجع

      1. Guerres entre les dynasties Jin et Song نسخة محفوظة 10 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
      2. Holcombe 2011، صفحة 129.
      3. Ebrey 2010، صفحة 136.
      4. Mote 1999، صفحة 116.
      5. Haywood, John; Jotischky, Andrew; McGlynn, Sean (1998). Historical Atlas of the Medieval World, AD 600-1492. Barnes & Noble. صفحة 3.21. ISBN 978-0-7607-1976-3. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
      6. Franke 1994، صفحة 221.
      7. Mote 1999، صفحات 64–65, 195, and 208.
      8. Levine 2009، صفحة 628.
        • بوابة التاريخ
        • بوابة الحرب
        • بوابة الصين
        • بوابة تاريخ آسيا
        This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.