تاريخ نيجيريا

التاريخ المبكر

أثبت البحث الأثري الذي أعده ثورستن شو (Thurstan Shaw)، وستيف دانيالز (Steve Daniels)[1] أن هناك شعبًا كان يعيش بالفعل في جنوب غرب نيجيريا (وعلى وجه التحديد في آيو إليرو (Iwo-Eleru)) في وقت مبكر منذ عام 9000 قبل الميلاد وربما عاشوا قبل ذلك في يوجويل أوتارو (Ugwuelle-Uturu ) (أوكيجوي (Okigwe)) في جنوب شرق نيجيريا حيث كانت تُستخدم الحصوات الحجرية.[2] تقدم لنا أفران الصهر في تاروجا (Taruga) التي يعود تاريخها للقرن الرابع قبل الميلاد الدليل الأقدم على صنع الأدوات المعدنية في علم الآثار.

وقد تم العثور على أقرب النماذج المعروفة عن هيكل عظمي لـحفرية ذات سمات الشخص الأسود , منذ ما يقرب من 10,000 عام في لي لوري (Iii Ileru) في نيجيريا الغربية ويشهد ذلك على وجود سكان في المنطقة منذ القدم.[3]

طور رعاة السافانا أيضًا صناعات الخزف والأدوات الحجرية منذ الألفية الرابعة ق.م على الأقل، وحافظت عليها المجتمعات الزراعية اللاحقة. وفي الجنوب، فتح الصيد وجني الثمار مجالًا لزراعة الاكتفاء الذاتي في الوقت ذاته، والاعتماد على البطاطا الحلوة الأصلية وزيت النخيل أكثر من الحبوب المهمة في الشمال.

وقد وقرت سلالات اليوروبا (Yoruba) التابعين لرواد العصر الحجري الحديث رأس الفأس الحجري، التي كانوا يستوردونها بكميات كبيرة من الشمال واستخدموها في الغابات لتطوير الزراعة، على أنها "صواعق" ألقتها الآلهة على الأرض.[3]

كشفت أعمال الحفر في سد خاينجي (Kainji Dam) عن أعمال حديدية بحلول القرن الثاني الميلادي. وقد مر الزمن من العصر الحجري الحديث إلى العصر الحديدي على ما يبدو دون المرور بالعصر البرونزي المتوسط. يعتقد آخرون أن التكنولوجيا تحركت غربًا من وادي نهر النيل، على الرغم مما بدا من أسبقية العصر الحديدي في وادي نهر النيجر ومنطقة الغابة لدخول التعدين في سافانا العليا بأكثر من 800 عامًا. تعد حضارة النوق أقدم الحضارات النيجيرية التي عرفت الحديد، حيث ازدهرت تقريبًا بين الفترة من 900 قبل الميلاد و200 بعد الميلاد في جوس بلاتو (Jos Plateau) في شمال شرق نيجيريا. لا توجد معلومات كافية من بداية الألفية الأولى بعد الميلاد عقب هيمنة النوق (Nok)، ولكن بحلول الألفية الثانية بعد الميلاد كانت هناك حركة تجارية نشطة قادمة من شمال أفريقيا عبر الصحراء الكبرى إلى الغابات، حيث كان شعب السافانا يعملون كوسطاء في عمليات تبادل السلع المختلفة.

اليوروبا

كان شعب اليوروبا من الناحية التاريخية هو المجموعة المهيمنة على الضفة الغربية من النيجر. تعد إيجالا (Igala) أقرب القبائل المشتركة معهم في اللغة، والذين عاشوا على الضفة الأخرى من بنوي (Benue) المتفرع من نهر النيجر، وقد اعتقد البعض أنهم انقسموا منذ حوالي 2,000 عام. نظم اليوروبا أنفسهم في مجموعات أبوية، حيث احتلوا المجتمعات القروية وعاشوا على الزراعة. واندمجت مجتمعات القرى المجاورة التي تسمى إيلي (ile) مع العديد من دول المدينة الإقليمية التي تكونت فيها ولاءات العشيرة التابعة لزعماء السلالات منذ القرن الثامن الميلادي تقريبًا. وقد اقترن التمدن بمستويات عالية من الإنجازات الفنية، خاصة في تيراكوتا (terracotta) ونحت العاج وتقدم صناعة صهر المعادن المُنتجة في إيفي.

قدست اليوروبا (ومازال عدد منهم حول العالم يقدسون) الآلهة المتألفة من الإله الأعلى للجميع أولورين (Olorun)، و400 من الآلهة الصغيرة ذوي المهام الخاصة. ويعتبر أدودوا (Oduduwa) خالق الأرض وجد ملوك اليوروبا. تقول إحدى الأساطير العديدة عنه، أنه أسس إيفي وأرسل أبناءه وبناته لتأسيس الممالك المماثلة في أرجاء مختلفة تعرف اليوم بيوروبلاند (Yorubaland).

علم التأريخ

سيطرت مدرسة إيبادان (Ibadan School) على الدراسة الأكاديمية لتاريخ نيجيريا. وقد نشأت في جامعة إيبادان في الخمسينيات واستمرت مهيمنة حتى السبعينيات من القرن العشرين الميلادي. كانت جامعة إيبادان أول جامعة تم افتتاحها في نيجيريا، وأنشأ علماؤها أقسام التاريخ في معظم جامعات نيجيريا الأخرى، ونشروا تاريخ إيبادان. كتب علماؤها أيضًا الكتب المدرسية التي استُخدمت في جميع مستويات التعليم في نيجيريا للعديد من السنوات. وقد ظهر نتاج تلك المدارس في "سلسلة تاريخ إيبادان."[4]

يشمل العلماء البارزون لمدرسة إيبادان سابوري بيوباكو (Saburi Biobaku) وكينيث ديك (Kenneth Dike) وجي إف إيه أجايا (J.F.A. Ajay) وأديلي أفيجبو (Adiele Afigbo) وإيه أيه أيانديلي (E.A. Ayandele) واوه لكيما (O. Ikime) وتيكاما تامونو (Tekena Tamuno). ومن العلماء الأجانب الذين اقترنوا بهذه المدرسة بشكل كبير، مايكل كراودر (Michael Crowder) وعبد الله أميتا (Abdullahi Amith) وجيه بي ويبستر (J.B. Webster) وآر جيه جافين (R.J. Gavin) وروبرت سميث (Robert Smith) وجون دي عمر كوبر (John D. Omer-Cooper). تميزت المدرسة بقوميتها النيجيرية الصريحة وتوجهت نحو تشكيل الهوية النيجيرية عن طريق نشر أمجاد تاريخ ما قبل الاستعمار. كانت المدرسة تقليدية جدًا في مواضيعها، واقتصرت إلى حد كبير على التاريخ السياسي الذي رفضه الزملاء في أوروبا وأمريكا الشمالية بعد ذلك. ورغم ذلك، كانت حديثة جدًا من ناحية المصادر المستخدمة. كانت معظم المواد المستخدمة عبارة عن تاريخ شفوي واتبع في تلك المدارس أسلوبًا لجمع المعلومات في عدة تخصصات. وانطبق ذلك بطريقة خاصة بعد تأسيس معهد الدراسات الإفريقية الذي جمع بين خبراء من جميع التخصصات.

بدأت مدرسة إيبدان في التراجع في سبعينيات القرن العشرين الميلادي. أدت الحرب الأهلية النيجيرية لإثارة البعض تساؤل عما إذا كانت نيجيريا بحق دولة متحدة ذات تاريخ قومي. في الوقت نفسه تطورت مدارس منافسة. في جامعة أحمد بيلو (Ahmadu Bello University) في زاريا، نيجيريا (Zaria) نشأت المدرسة الإسلامية المناصرة للسلطة التشريعية التي رفضت النماذج الغربية الحديثة التي تصب في صالح التقاليد العلمانية لـخلافة صكتو والعالم الإسلامي. وصلت مدرسة الماركسية الجديدة من أنحاء أخرى في أفريقيا واكتسبت عددًا من المناصرين. بدأ أيضًا التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والثقافي طريقه نحو الازدهار.

في الثمانينيات، بدأت المنح الدراسية النيجيرية تتقلص بوجه عام، وتأثرت مدرسة إيبادان كثيرًا. نظر الحكام العسكريون للجامعات بارتياب عميق وقدموا لها تمويلات ضئيلة. وقد تم انتقاء أصحاب العقول النيرة لتقلد مناصب رفيعة في إدارة الدولة ليتركوا العمل الأكاديمي. ترك البعض البلاد تمامًا للبحث عن وظائف في جامعات الغرب. وقد تسبب الانهيار الاقتصادي في فترة الثمانينيات في حدوث أضرار كبيرة للمجتمع العلمي، خاصة الانخفاض الحاد في العملة النيجيرية. وقد أدى ذلك إلى صعوبات كبرى في توجيه الدعوة إلى العلماء الأجانب والاشتراك في النشرات العلمية وحضور المؤتمرات. وتأثرت العديد من الصحف النيجيرية المحلية من بينها صحيفة المجتمع التاريخي النيجرية، والتي كانت نادرًا ما تصدر، إذ لم ينعدم ذلك بالأحرى.[5]

معرض صور

انظر أيضًا

المراجع

  1. Shaw, Ian; Jameson, Robert (2002), A dictionary of archaeology (الطبعة 6, illustrated, reprint), Wiley-Blackwell, صفحة 314, ISBN 978-0-631-23583-5, مؤرشف من الأصل في 24 يناير 2020 الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |separator= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: ref=harv (link)
  2. Shaw, T.& Daniells, S. G. H. 1984. Excavations At Iwo-Eleru, Ondo State, Nigeria. West African Journal of Archaeology
  3. "Nigeria EARLY HISTORY Sourced from The Library of Congress Country Studies". مؤرشف من الأصل في 3 يوليو 2017. اطلع عليه بتاريخ 15 مايو 2010. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة).
  4. Olutayo C. Adesina, "Teaching History in Twentieth Century Nigeria: the Challenges of Change," History In Africa (2006) vol, 33. pp 17+ online نسخة محفوظة 20 أبريل 2010 على موقع واي باك مشين.
  5. Olutayo C. Adesina, 'The Crisis in Research and Academic Publishing in Nigerian Universities" (2002) [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 28 أغسطس 2008 على موقع واي باك مشين.

    وصلات خارجية

    • بوابة نيجيريا
    • بوابة التاريخ
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.