تأثير الطاقة النووية على البيئة
برزت في السنوات الأخيرة دعوات عالمية مختلفة تدعو لاستغلال الطاقة النووية كحل بديل للحاجة لمصدر طاقة نظيف عوضاً عن النباتات المنتجة لثاني أكسيد الكربون. إلا أن الطاقة النووية لا تعتبر بالضرورة مصدرا للطاقة النظيفة فهي ذات تأثير سلبي على البيئة بجوانب خطيرة تتطلب إعادة النظر فيها، لا سيما قبل بناء محطات الطاقة النووية هنا وهناك.
جوانب تأثير الطاقة النووية
ثاني أكسيد الكربون
تعتبر الطاقة النووية مصدرا نظيفا للطاقة؛ لأن محطات توليد الطاقة لها لا تطلق غاز ثاني أكسيد الكربون وهو أمر صحيح ولكنه مخادع، فمحطات الطاقة النووية لا تطلق غازات ثاني أكسيد الكربون خلال العمل ولكنها تطلق انبعاثات منه في العمليات المرتبطة بها وبأنشطتها وتشغيل المصانع التي تتصل بها، كما أن محطات توليد الطاقة النووية تستخدم اليورانيوم كوقود، وعملية استخراج اليوارنيوم تطلق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في البيئة الميحطة، فضلا عن إطلاق الغاز نفسه خلال عملية بناء محطات نووية جديدة، كما أن عملية نقل النفايات المشعة تسبب انبعاث هذا الغاز المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري.
انبعاث إشعاعي بمستوى منخفض
تطلق محطات الطاقة النووية باستمرار انبعاثات إشعاعية بنسبة منخفضة في البيئة، ويختلف العلماء في تقدير الآثار الناجمة عن النسبة المنخفضة للإشعاعات المستمرة. وأظهرت الدراسات التي تناولتها كبرى الحقول العالمية في كارنفيل ومايوكلينك واوكسفورد وهارفارد، وحتى مراكز منظمات الصحة العالمية والبيئة ربطت زيادة معدل الإصابة بالسرطان بين الذين يعيشون بالقرب من محطات الطاقة النووية.
واتضح أن التعرض الطويل للإشعاع على المدى الطويل ولو لكمية قليلة يصيب الأفراد بتلف في الحمض النووي الخاص بهم، أما الأثر على الحياة البرية والحيوانات لم تتناوله الدراسة بشكل واضح وكاف، وما تزال تجري الدراسات لتحديد حجم الآثار الناجمة عن انخفاض مستويات الإشعاع في البيئة لاسيما فيما يتعلق بخطر الإشعاعات على الحياة بشكل واضح وخصوصا فيما يتعلق بطبقة الأوزون.
النفايات الإشعاعية
تعتبر النفايات الإشعاعية مصدر قلق كبير على مستوى عالمي؛ حيث إن النفايات الناتجة عن محطات الطاقة النووية تبقى فاعلة ونشطة لمئات الآلاف من السنين، وحاليا يتم تخزين الكثير من النفايات المشعة من محطات توليد الكهرباء نظرا لضيق المساحة ولكن في نهاية المطاف سيتعين على مستخدميها نقلها لمكان آخر، وقد اقترحت خطط دولية ان تدفن النفايات المشعة في جبال بعيدة أو تلقى في الفضاء.
ويرتبط موضوع دفن النفايات المشعة بالعديد من القضايا من حيث خطورة النقل والأثر المحتمل عن وقوع حوادث والضرر الناجم عنها، فوقوع حاث على سبيل المثال لشاحنة عملاقة تنقل النفايات المشعة يزيد من خطر تسربها، فضلا عن الخوف من تسربها بعد الدفن من البراميل المخزنة بها ويبقى الخوف من امتلاء مواقع دفنها في الأرض والحاجة لأماكن جديدة مستقبلا.
ويتبلور القلق الدولي حول محطات الطاقة النووية في آلية تخزين والتخلص من النفايات الناتجة عنها والأثر المستمر لها والمرتبط بأخطارها العالية.
نظام تبريد المياه
تستخدم أنظمة التبريد للحفاظ على محطات الطاقة النووية من الإنهاك والتعرض لارتفاع درجة الحررة، وهناك نوعان من المشاكل البيئية المرتبطة بأنظمة التبريد في محطات الطاقة النووية.
وتتعلق المشكلة الأولى بنظام التبريد الذي يسحب الماء من النهار أو من البحار والمحيطات؛ حيث يتم التقاط كائنات حية عبر نقل المياء للمحطة إذ تتعرض للنفوق، فيما المشكلة الثانية ترتبط باستخدام هذه المياه للتبريد وعملية إعادتها للمصدر نفسه؛ إذ تكون أكثر دفئا من المياه العادية في بيئتها الطبيعية بنسبة 25 درجة، ما يسبب قتل الكائنات والحياة النباتية والأسماك في بيئتها الطبيعية بسبب ارتفاع درجة حرارة الماء.
حوادث محطات الطاقة النووية والإرهاب
وفقا لاتحاد العلماء المهتمين بالبيئة على مستوى العالم فإنه من المهم تنظيم إجراءات السلامة العامة المتبعة عالميا في كافة محطات توليد الطاقة النووية لتكون آمنة.
وحتى لونها يعني كارثة بيئية وإنسانية بمستوى عال، كما أن تصاعد الأزمات الدولية في مختلف دول العالم يبقى القلق من وقوع هذه المحطات وموادها بأيد غير رحيمة وغير مسؤولة لتستغلها بأعمال إرهابية مستخدمة خططا مرضية للرد على نظام أو حتى الانتماء لجماعات متطرفة وهو خوف يتزايد يوميا.
خلاصة القول إن مصادر الطاقة النظيفة مفيدة للبيئة ولكن الخلاف يكمن في الشكل الذي ينبغي أن تتخذه هذه المصادر، فمؤيدو الطاقة النووية يزعمون سهولة تنفيذها وإنشائها، فيما المعارضون لها يقترحون إنشاء مجمعات للرياح واستغلال طاقتها واستخدام الشمس والحرارة الأرضية المنبعثة من باطنها كمصادر للطاقة النظيفة ولكن جميعها مرتبط بقضايا بيئية أيضا، ولكن أثرها يقل بكثير عن محطات الطاقة النووية أو محطات توليد الطاقة التي تعمل بحرق الفحم.
- بوابة علم البيئة