الموسيقى في الصحراء الغربية
تتميز "الموسيقى الصحراوية"[1]، بكونها مزيج بين الموسيقى العربية والإفريقية وتظهر بصمات هذه الأخير جلية في الإيقاع ويتم الرقص على إيقاع طبل خشبي على شكل قدح ضخم تم تمديد قطعة جلدية فوق فوهته و ربطت بإحكام و يرقص الصحراويين على رمال الصحراء لكن النساء هن اللواتي يقمن بالحركات التعبيرية، و يؤدينها ببراعة أكبر وهي تعابير مرتبطة ربما بكون المرأة تقليديا هي صاحبة الطبل الأولى وبالتالي ذات حس إيقاعي رهيف.
أما الرقص أو (الركيص)، فهو فن إيقاعي لدى الرجال أكثر حركية وأكثر التصاقا بالشباب ومن الركيص نذكر: (ركصة كيرة) التي يؤديها رجلان متقابلان يقتصران على تحريك الأرجل.
و فيما يخص الرقص النسائي، نلاحظ أن المسنات يرقصن وهن يضعن اللحاف على وجوههن مكتفيات بحركات اليدين (التريتيم) على إيقاع موسيقى هادئة بعكس ركيص الفتيات الأكثر صخبا كرقصة(كمبة بي بي).
وتبقى رقصة (الكدرة) أشهر الفنون الإيقاعية لما تجمعه من أداء غنائي وحركي في عرض جماعي، وتختص هذه الرقصة بالنساء حيث ترقص امرأة واحدة وسط حلقة من الرجال (الكارة) يصفقون ويرددون الأهازيج تحميسا للراقصة
أما الموسيقى الحسانية فهي مرآة تعبيرية للإحساس النفسي والجمعي لمبدعها، فالغناء أو -الهول- بالتعبير الحساني يشكل نزعة تصوفية عند الحساني ويعتبر شرطا لإقامة الحفلات والأفراح الاجتماعية كالزفاف والولادة.
أما العازف أو (ايكيو) فيتفانى في نغماته الموسيقية مستعينا بالات موسيقية تسمى (أزوان) وفق نظام صوتي متناغم. ومن مميزات الموسيقى الحسانية ارتباطها بالشعر الحساني، فلا انفصال بين لغنى وأزوان، إنهما كل متجانس.
يحتفظ الصحراويون بطقوس شعبية فريدة في مجال الموسيقى، يعتمدون فيها بالأساس على استعمال مجموعة من الآلات الإيقاعية والهوائية والوترية التي تم صنعها، اعتمادا على ومواد مستمدة من خامات البيئة الصحراوية كجلد الأغنام والإبل، من الخشب والتراب وغير ذلك كثير، ومن أهم هذه الآلات الموسيقية. نذكر:
- التيدنيت :
وهي الآلة الأصيلة في أزوان الحساني وتتكون من حوض صغير مستطيل يتخذ من شجر آدرس غالبا، ومن جنبة وهي جلد رقيق تجتمع أطرافه بعضها إلى بعض كغطاء للحوض بأسلاك من عصب مأسورة على ظهر الحوض ومن عود في أعلى الحوض في غلظ الأصبع وطول الشبر فأكثر، ومن أربعة أوتار وتعمل غالبا من زغب أذناب الخيل أو من مادة بلاستيكية في هذا العصر ويسمى الوتران الأوسطان والطويلان بـ المهرين وأحدهما مهر ويسمى الطرفان أي الوتران القصيران على طرفي المهرين بـتيشبطن واحدهما تاشبط يكون الأعلى منهما أقصر من الأسفل (عدد الأوتار في التيدينيت أربعة أو خمسة عند بعضهم)، ومن حربة وهي قصبة من نحاس فيها حديدة تجعل في رأس الحوض فيها دائرة من حلق صغيرة ومن تامنانت وهي عود يمد على وسط "الجنبة" ومن الدبوس وهي عود آخر تناط بأحد أطرافه رؤوس الزغب وطرفه الآخر متصل بالعود الأعلى الذي في رأسه الحربة وتحرك أوتار التيدنيت بـ"الظفر.
وفي التيدنيت تسمى المقامات اظهورة بتسميات مختلفة تبعا لكل جانبة حيث تعزف التيدنيت على ثلاث "جوانب" وهي الطرق الموسيقية.
- الطريق "البيضة":
لون أبيض يغلب فيه أسلوب العرب فسواد كرر يسمى فيه بـ"مكه موسى" ورديفه الفائز ويسمى بياض فاغو بـ"اسروزي" ورديفه الحر ويسمى بياض "سنيمة" بـ"لحجب" ويسمى بياض "لبتيت" بـلعتيك أو "المتقارب" وهذه هي الطريق "البيضة"
- الطريق "الكحلة":
وهي اللون الأسود الذي يغلب فيه أسلوب السودان فمقام "كر" فيها يسمى بـ(انتماس) ورديفه "سيني كر" وفاغو "تنجوكة" ورديفه سيني فاغو ولكحال يسمى فيها بـهيبة ولبياظ يسمى بـمغجوكة أو اغوراس عند بعضهم ولبتيت يسمى فيها بـأعظال.
- الطريق" لكنيدية"
وهي لون متركب من اللونين السابقين وأقوى منهما وتسمى عندهم بـ الجانبه العاقر أي أنها لا تحتوي على أشوار خلافا للسابقتين، ويسمى فيها "كر" بـ أنوفل وفاغو باشبار و لكحال بـالموسطي أو اتزخريف ولبياظ بـمنجلة ولبتيت بـبيكي لمخالف.
كل هذه الألوان الموسيقية والتسميات تتعلق بهذه الآلة التيدنيت لا غيرها وتعزف فيها أوزان موسيقية تخضع لإيقاعات خاصة.
الآلات الموسيقية الصحراوية
آردين
وهو الآلة النسائية التي تختص بضربها المرأة، وتتميز هذه الآلة بقدمها وتتكون من قدح كبير، يصنع من مادة خشبية يلف بجلد مدبوغ وبعد ان يصبح كهيئة الطبل التقليدي يؤخذ فيجعل عليه عود ليس بالرقيق ولا بالغليظ يقسم سطح القدح الدائري إلى نصفين، يثبت فيأخذ بعد ذلك عود طويل نسبيا فيثبت عند أحد رأسي العود السابق بشكل يجعله شاقوليا أو مائلا قليلا على العود الآخر وتثقب فيه ـ أي العود الطويل ـ ثقوب تزيد في بعض الأحيان على اثني عشر ثقبا فتدخل فيها مسامير صغيرة، وتشد الأوتار المثبتة في العود الأول لتكون أطرافها الأخرى مثبتة في تلك المسامير وذلك لتستطيع العازفة أن تشدهاـ والعكس ـ متى شاءت بمجرد أن تحرك تلك المسامير بشكل لولبي تبعا لما يتطلبه التحول وهو (التبرام) من مقام موسيقي إلى آخر.
وأوتار هذه الآلة تتخذ من زغب أذناب الخيل في القديم وأصبحت الآن تتخذ من مادة ابلاسيتيكية وأخرى حديدية في بعض الأحيان.
ولتزويق هذه الآلة تتخذ النساء الحناء وغيرها من الأصباغ لزخرفة الأدمة البيضاء على ظاهر القدح الآنف الذكر الذي هو قاعدة "الآردين"، كما تتخذ الحلق الصغيرة من حديد فتثبت في دوائر على سطح قاعدة الآردين حيث تصدر أصواتا عند ضرب العازفة للأوتار والطبل الذي قد يتخذ كذلك لإصدار إيقاعات موزونة إذا لم يوجد طبل مستقل لذلك.
تجدر الإشارة إلى أن التيدينيت وآردين هي الآلات الموسيقية الأصلية في الفن الحساني القديم، وقد توجد آلات أخرى قديما لاكنها في الوسط الموسيقي ليست بالمعتمدة في العزف فهي تختص بأناس يعزفون عليها في الأرياف وعند الرعاة مثل
النيفاره
تصنع "النيفارة" من عصا على طول المتر تقريبا مجوفة إلى نصفها وبها ثقوب، فيمسكها النافخ وينفخ فيها فتصدر أصواتا يتحكم فيها بوضع أصابعه على الثقوب، ولم تعد هذه الآلة موجودة إلا في بعض الأرياف وعند بعض الرعاة وكذلك وجدت في القديم آلات أخرى مثلا : داغمبه أو داغم.
وتعتبر آلة الطبل العادي أيضا من الآلات الحاضرة والضرورية في المجلس الموسيقي الحساني.
كما أدخلت في العصر الحديث آلات أخرى وجدت لنفسها مكانا مهما في الموسيقى الحسانية كآلة:
الكيتار
التي أدخلت قبل نصف قرن تقريبا من الآن وهي نوعان:
- الكيتارالعادي
يصدر الصوت الجهير بمجرد ضرب أوتاره وهو الأول من حيث الوجود في وهيئته لا تختلف كثيرا عن هيئة الكيتار الكهربائي وأوتاره من مادة ابلاستيكية.
- الكيتار الكهربائي:
وهو الذي يصدر أصواته عن طريق ربطه بمكبر صوت كهربائي، ولا يختلف عن السابق إلا بخاصيته الكهربائية وأوتاره التي تتخذ من مادة حديدية في الأصل وابلاستيكيية أحيانا.
- الأورغ:
وهي الآلة المستحدثة في اللون الموسيقي الحساني فلم تك موجودة إلى عهد قريب ولكنها أصبحت تتغلغل داخل الموسيقى الحسانية فبرزت أياد موسيقية بارعة في العزف عليها، وتجد مكانا مناسبا خاصة في مختلف المناسبات.
انظر أيضاً
المراجع
- الموسيقى الصحراوية حاضرة في معرض الموسيقى العالمية ب “بودابيست” نسخة محفوظة 10 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
- بوابة الصحراء الغربية
- بوابة موسيقى
- بوابة فنون
- بوابة المرأة