القيود المفروضة لدخول المسجد الأقصى

تعليمات دخول الحرم القدسي الشريف أو جبل الهيكل هي تعليمات تفرض لدخول جبل الهيكل/الحرم الشريف في القدس، وهو مكان مقدس للمسلمين و اليهود و المسيحيين. [1][2] في حين أنه قد اعترف رسميا بأن الحكومة الأردنية هي من تتولى مسؤولية إدارة المكان من خلال الوقف في عمان,[3][4] إلا أنالحكومة الإسرائيلية تفرض تعليمات وشروط لدخول الحرم القدسي للأسباب سياسية وامنية. وبالإضافة إلى ذلك فإن قانون الدين اليهودى / هالاخاه يفرض قيودا على دخول "جبل الهيكل".

تعليمات الدخول للسياح، حيث تبين مواعيد الفتح والتحذيرات الحاخامية.
منظر جبل الهيكل/الحرم القدسي الشريف من الجهة الجنوبية.
الشرطة الإسرائيلية تحرس مدخل جبل الهيكل / الحرم القدسي الشريف.

القيود المفروضة أثناء الإمبراطورية العثمانية

لعدة قرون، كان هناك حظر مطلق على غير المسلمين لدخول الحرم الشريف/جبل الهيكل. كان الوضع خالي من التوترات نسبيا حيث أن اليهود رضخوا لممارسة السلطة الإسلامية سلطتها على الموقع.[5] في عام 1839، سمح لغير المسلمين بدخول جبل الهيكل عقب اصلاحات التنظيمات في التأسيس والتشريعات العثمانية، ولكن من أجل القيام بذلك كان عليهم الحصول على تصريح خاص من المحافظ[6].حمل المسلمون عبر الحرم اليهود الذين تمكنوا من الحصول على إذن لزيارة جبل الهيكل في ذلك الوقت، مثل موسى مونتيفيوري وبارون روتشيلد، حتى لا يخلوا بالحظر الحخامى لليهود الذي يمنعهم من الوقوف على أرض هذة المنطقة المقدسة [2].

تحت الإنتداب البريطاني والحكم الأردني

لم تعطى المادة 13 من ميثاق الانتداب الممنوحة لبريطانيا من عصبة الأمم الحق لمجلس إدارتها إما أن يتدخل في شئون جبل الهيكل أو في إدارة الأماكن الإسلامية المقدسة البحتة. كانت طلبات اليهود المتعلقة بالسماح لهم بالذهاب إلى أماكنهم المقدسة خلال فترة الحكم البريطاني في فلسطين تركز على ذهابهم إلى الحائط الغربي، وليس إلى "جبل الهيكل"، الذي كان، في أي حال، منطقة محظورة على اليهود وفقا لتعاليمهم اليهودية بمنع دخولهم اياه. كان الصراع بين المسلمين واليهود يتركز على رغبة اليهود في ضمان وجود إمكانية دخول منظمة للجدار من الجانب الغربي للجبل. في وقت مبكر من عام 1920، ذكر الحاخام أفراهام يتسحاق كوك إنه حتى وإن كان الجبل تحت سيطرة أيدى أخرى، فإنه سوف يكون في نهاية المطاف في حيازة اليهود وهذا الإعلان قد فسره المفتي أمين الحسيني من قبل كدليل على وجود مؤامرة سياسية لانتزاع السيطرة على الحرم نفسه. في الفترة التي تلت ذلك، أصبح جبل الهيكل بمثابة "دولة داخل دولة" والتي لا تستطيع السلطات البريطانية دخولها حتى عندما أصبحت مركز الثورة العربية، و حتى فر المفتي من المكان. نظم أمر الملك في المجلس الصادر عن السلطات الحكومية للاانتداب البريطاني على فلسطين في عام 1934 الوضع القانوني لهذا المكان المقدس من خلال التأكيد على الوضع الديني الراهن بشأن السيادة منذ العصر العثماني.[7]

في نهاية الحرب العربية–الإسرائيلية عام 1948,كان الحرم الشريف/جبل الهيكل تحت سيطرة الفيلق الأردني. منذ ذلك الوقت وحتى استولت إسرائيل على الموقع عام 1967 خلال حرب الأيام الستة، فإن المسلمين الإسرائيليين لم يتمكنوا من دخول القدس الشرقية والوصول إلى الحرم الشريف[8] و هذا ما كانت تفرضه الحكومة الإسرائيلية في بعض الأحيان.[9]

منذ عام 1967 إلى الحاضر

عقب الإستيلاء الإسرائيلي على المدينة القديمة في عام 1967، جائت موجة مواتية من مشاعر عاطفية معربة عن الإحباط المقمع الذي دام طويلا بسبب كل الأوضاع المهينة المفروضة على إقامة الطقوس الدينية والتعبد في المكان الذي يوجد فية بقايا المعبد والذي كان يحل محلة الحائط الغربي فيما سبق. و وفقا لميرون بينفييستى، اظهر البعض بشكل جلي الرغبة في الانتقام.

صفت جميع الحسابات على الفور بهدم الربع الخاص بالمسلمين المجاور لجبل الهيكل بأكملة.[10]

و بعد ذلك إتخذت الحكومة الإسرائيلية عدة تدابير تتعلق بجبل الهيكل تهدف إلى طمأنة العالم بأن ليس لديها أي نية لطرح هذه المسألة-أى مسألة سيادة جبل الهيكل- حتى تناقش هذة المسألة في مفاوضات الوضع النهائي. ومن بين هذه التدابير كان هناك توجيهات تحظر رفع الاعلام الإسرائيلية في هذا المكان المقدس، وقرار يحول دون تطبيق عدد من القوانين الإسرائيلية الخاصة بالحرم الشريف، بما في ذلك القوانين التي تحكم الأماكن المقدسة، والتنازل عن السلطة الإدارية للوقف الاسلامي .

وصف عوزي ناركيس الترتيبات المتخذة في ذلك الوقت كما يلي:[11]

«ان جيش الدفاع الاسرائيلى سوف يخلي منصة جبل الهيكل و سوف ينتشر مرة اخرى خارجه. ستكون الادارة الاسرائيلية مسئولة عن الامن العام و لكن لن تتدخل في الحماية الداخلية و التفتيش الداخلى للجبل.»

حاليا، هناك أحد عشرة بابا مفتوحا لعامة المسلمين.و يسمح لغير المسلمين الدخول من باب المغاربة فقط.[12][13][14]

 قيود الهلاخاه

هذة لافتة موضوعة بالنيابة عن رئيس حاخام إسرائيل، موضحا قانون حظر دخول جبل الهيكل المذكور في الهالاخاه مع بعض الغموض الذي يلتف حول سؤال: ما إذا كان من المفترض أن يلتزم الوثنيون بهذه القاعدة أيضا؟!

بعد أن استولت إسرائيل على الجبل عام 1967، أعلن رئيس حاخام إسرائيل أن دخول "جبل الهيكل" ممنوعا لليهود، وفقا لحظر الهالاخاه لأنه ضد قانون الطهارة (وفقا لهذا القانون، فان النجاسة تحدث عن طريق الاتصال بالموتى في المقابر.... الخ). و من ثم، أكد قانون الحظر القديم أن اليهود ممنوعون من دخول منطقة قدس الأقداس، ولكن هذا الحظر لا ينطبق على الكهنة ذو المناصب المرتفعة، مع الأخذ في الاعتبار أيضا أنه طالما لازال الموقع الدقيق للهيكل الثاني غير معروف بعد، فأي يهودي يمشى على أرض هذا المكان سيكون عرضة بأن يخطوا دون قصد فوق قدس الأقداس.

وفقا لبن ميمون، يجب أن يظهرالجميع نفس الاحترام للهيكل الذي أمر به قبل تدميره. وأضاف أنه "لا يجوز لأحد الدخول إليه إلا في الأماكن المحددة التي يسمح بالدخول اليها." هناك جدال مستمر بشأن الهالاخاه يدور حول ما إذا كان دخول جبل الهيكل أمر جائز أم ممنوع. على جانب، يخاف يهود الحريديم الذين يحظرون دخول جميع الأشخاص في جميع مناطق الجبل من أن يدخل زائرا مكان المعبد. على جانب أخر، واستنادا بالهالاخاه ذاتها، فإن هناك بعض الاشخاص الذين لا يعتقدون بأن هناك أى مخالفات أو أسباب تمنع اليهود من دخول جبل الهيكل طالما يراعون قوانين الطهارة المذكورة في الهالاخاه وطالما يذهبون إلى مناطق معينة فقط من الجبل. بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك آخرون (أساسا من الصهيونيين المتدينيين) يؤمنون أن زيارة الموقع لاقامة شعائر الميتزفه،أى الصلاة، يجب أن تعتبر واجب ديني.[15]

سياسة تقييد إسرائيلية

تمنع الصلاة اليهودية تماما في جبل المعبد. و يجوز لليهود الدخول لزيارة المكان فقط وفي اوقات محدده فقط. أما المسلمون، فيسمح لهم بالصلاة بحرية في جبل المعبد ولكن يجوز للمسيحين و اليهود زيارة المكان بصفتهم سياح، فهم ممنوعون من الغناء أو الصلاة أو اقامة أى نوع من أنواع العروض الدينية.في أوقات التوتر السياسي والخوف من أعمال الشغب يوم الجمعة وفي بعض الايام اليهودية أو الإسلامية المقدسة يكون دخول الحرم مقصورا على الرجال المسلمين فوق عمر معين، والذي يختلف وفقا للقرارات التي يتخذها مسؤولو الأمن. هذة القيود لا تفرض على المرأة المسلمة، حيث يمكنها الدخول بغض النظر عن عمرها.[16]

انظر أيضا

مراجع

  1. Trudy Ring, Robert M. Salkin, Sharon La Boda (eds.),International Dictionary of Historic Places: Middle East and Africa, Taylor & Francis, Volume 4, 1994 p.379. نسخة محفوظة 9 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
  2. Abraham Ezra Millgram, Jerusalem Curiosities, Jewish Publication Society, 1990 p.60. نسخة محفوظة 20 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
  3. Michael Dumper,The Politics of Sacred Space: The Old City of Jerusalem in the Middle East Conflict, Lynne Rienner Publishers, 2002 p.33. نسخة محفوظة 20 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
  4. Wendy Pullan, Maximilian Sternberg, Lefkos Kyriacou, Craig Larkin, Michael Dumper (eds.),The Struggle for Jerusalem's Holy Places, Routledge, 2013 p.133. نسخة محفوظة 20 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
  5. Meron Benvenisti,City of Stone:The Hidden History of Jerusalem, University of Caliufornia Press 1996 pp.77-82 p.77. نسخة محفوظة 16 أغسطس 2019 على موقع واي باك مشين.
  6. יהושע בן-אריה, גידולה של ירושלים במאה ה-19 - השפעות דתיות וחברתיות, בתוך: יואל רפל (עורך), תולדות ארץ ישראל, כרך ב', שער עשירי - "התקופה העות'מאנית", עמ' 544.
  7. Moshe Amirav, Jerusalem Syndrome: The Palestinian-Israeli Battle for the Holy City, Sussex Academic press 2009 p.179. نسخة محفوظة 21 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  8. Yitzhak Reiter (2008). Jerusalem and its Role in Islamic Solidarity. Palgrave. صفحة 130. In June 1967, Israel’s Muslim citizens were able to access al-Haram al-Sharif after a 19-year period of exclusion during Jordanian rule in East Jerusalem. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. A. R. Peled (1994). "The Crystallization of an Israeli Policy towards Muslim and Christian Holy Places, 1948-1955". The Muslim World. 84: 95–121. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. Benvenisti p.82
  11. Yitzhak Reiter (7 April 2017). Contested Holy Places in Israel–Palestine: Sharing and Conflict Resolution. Taylor & Francis. صفحة 23. ISBN 978-1-351-99885-7. مؤرشف من الأصل في 20 فبراير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. "Tourism Min. plan to widen Jewish access to Temple Mount angers Palestinians". Haaretz. 7 October 2014. مؤرشف من الأصل في 02 مايو 2015. اطلع عليه بتاريخ 05 نوفمبر 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  13. "Israel issues tender for new settlement units". Al Jazeera. 18 December 2011. مؤرشف من الأصل في 05 أغسطس 2017. اطلع عليه بتاريخ 05 نوفمبر 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  14. Elaine McArdle, "How to visit Temple Mount as a tourist: Old City, Jerusalem, Israel," The Whole World is a Playground, January 1, 2015 نسخة محفوظة 05 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  15. Rabbi Eliezer Melamed, Part I - Rabbi Goren and the Temple Mount; Part II - Inheriting the Land of Israel on the Temple Mount - on Arutz Sheva 618-619. نسخة محفوظة 24 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  16. "Riots erupt in capital as thousands mourn slain terrorist". The Times of Israel. مؤرشف من الأصل في 31 يناير 2019. اطلع عليه بتاريخ 27 أبريل 2016. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة القدس
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.