العقيدة الصلاحية

حدائق الفصول وجواهر الأصول قصيدة صنفها الإمام تاج الدين محمد بن هبة الله البرمكي (ت. 599 هـ) وأهداها للسلطان صلاح الدين الأيوبي، فأقبل عليها وأمر بتعليمها حتى للتلاميذ في المدارس، وصارت تسمّى فيما بعد بـ"العقيدة الصلاحية"، نسبة إلى صلاح الدين الأيوبي. وقد أولاها السلطان صلاح الدين عناية كبيرة، لأنها تتضمن بيان معتقد أهل السنة والجماعة من أن الله موجود بلا مكان وأنه لا يَشبهه شيء، ولا يجري شيء إِلا بعلمه وإرادته، وأنه لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، وإثبات أن الله خالق لأعمال وأفعال العِباد مع الإِقرار بالبعث والحشر والثواب والعِقاب وعذاب القبر ونعيمه وأن الجنة حق وغير ذلك من المسائل.[1]

العقيدة الصلاحية

الاسم العقيدة الصلاحية
العنوان الأصلي منتخب حدائق الفصول وجواهر الأصول في علم الكلام على أصول أبي الحسن الأشعري
المؤلف تاج الدين محمد بن هبة الله المكي الحموي
الموضوع العقيدة الإسلامية، أصول الدين، علم الكلام
العقيدة أهل السنة والجماعة، أشعرية
الفقه شافعي
البلد  مصر
اللغة عربية
معلومات الطباعة
الناشر دار المشاريع، مؤسسة الكتب الثقافية
كتب أخرى للمؤلف

نسبة العقيدة الصلاحية لصلاح الدين

قال جلال الدين السيوطي في (الوسائل في مسامرة الأوائل) ما نصّه: «فقد كان السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله –كما وصفه أصحاب التراجم– شافعي المذهب أشعري الاعتقاد، وقد كان له اعتناء خاص بنشر عقيدة الإمام الأشعري رحمه الله، وقد أمر السلطان صلاح الدين الأيوبي المؤذنين في وقت التسبيح أن يعلنوا بذكر العقيدة الأشعرية، فوظّف المؤذنين على ذكرها كل ليلة. وقد كان السلطان صلاح الدين رضي الله عنه حافظ القرآن وحافظ كتاب "التنبيه" في الفقه الشافعي وحافظ كتاب "الحماسة". وكان دَيِّناً ورعاً غازياً مجاهداً تقياً. ولما كان للسلطان المذكور صلاح الدين رضي الله عنه هذا الاهتمام بعقيدة الإمام الأشعري، ألف الشيخ النحوي محمد بن هبة هذه الرسالة وأسماها"حدائق الفصول وجواهر الأصول" وأهداها للسلطان، فأقبل عليها وأمر بتعليمها حتى للصبيان في الكتاب، وصارت تسمى فيما بعد بالعقيدة الصلاحية نسبة إلى السلطان صلاح الدين الأيوبي رضي الله عنه» واستمر ذلك مدة طويلة حتى بعد وفاته كما ذكر السيوطي.[2][3]

وفي الروايات والآثار عن نسبة العقيدة الصلاحية إلى زمان صلاح الدين يقول القاضي بهاء الدين بن شداد632 هـ) في كتابه (النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية): «...وكان -أي السلطان صلاح الدين- حسن العقيدة كثير الذكر لله تعالى، قد أخذ عقيدته على الدليل بواسطة البحث مع مشايخ أهل العلم وأكابر الفقهاء، وفهِمَ من ذلك ما يحتاج إلى تفهمه بحيث كان إذا جرى الكلام بين يديه يقول فيه قولاً حسناً وإن لم يكن بعبارة الفقهاء، فتحصل من ذلك سلامة عقيدته عن كدر التشبيه غير مارق سهم النظر إلى التعطيل والتمويه جارية على نمط الاستقامة موافقة لقانون النظر الصحيح مرضية عند أكابر العلماء، وكان قد جمع له الشيخ قطب الدين النيسابوري عقيدة تجمع جميع ما يحتاج إليه في هذا الباب، وكان من شدة حرصه عليها يعلمها الصغار من أولاده حتى ترسخ في أذهانهم في الصغر، ورأيته وهو يأخذها عليهم وهم يلقونها مِن حِفظِهم بين يديه...»[2][4]

نبذة عن المؤلف

قال عنه تاج الدين السبكي في طبقاته: «كان فقيها فرضيا نحويا متكلما، أشعري العقيدة، إماما من أئمة المسلمين، إليه مرجع أهل الديار المصرية في فتاويهم. وله نظم كثير؛ منه: أرجوزة، سماها: حدائق الفصول وجواهر الأصول، صنفها للسلطان صلاح الدين، وهي حسنة جدا، نافعة، عذبة النظم.»[5]

بعض أبيات من القصيدة

فصل في إثبات الصانع

وصانِعُ العـالَـــمِ لا يَحويِــــــهِقُطْرٌ تعالى اللهُ عن تَشبيهِ
قَد كانَ مَوجودًا ولا مكانــــــاوحُكمُهُ الآنَ على مَا كانَا
سُبحانَهُ جَلَّ عَن المكــــــــانِوعَزَّ عَنْ تغيُّرِ الزَّمانِ
فقَدْ غلا وزادَ في الغُلــــــــــوّمَنْ خصَّه بجهةِ العُلُوّ
وحصَرَ الصانعَ في السمـــاءِمبدِعَها والعرشِ فوقَ الماءِ
وأثبتوا لذاتِـــه التحيُّــــــــــــزَاقد ضلَ ذو التشبيهِ فيما جوَّزَا

فصل في الاستواء

قد استوى اللهُ على العرشِ كماشاءَ ومَنْ كيَّفَ ذاكَ جسَّمَا
والاستواءُ لفظُـــهُ مشهُــــــــورةْلها معانٍ جمَّةٌ كثيرةْ
فنكِــــلُ الأمَــــــرَ إلى اللهِ كمــــافوَّضَهُ مَنْ قبلَنا مِنْ عُلمَا
والخَوضُ في غوامِضِ الصفـــاتِوالغوصُ في ذاكَ منَ الآفاتِ
إذ في صفاتِ الخَلقِ مَا لا عُلِمـافَكيفَ بالخالِقِ فانْحُ الأسلَما

فصل في جملة الإيمان

وجُملةُ الإيمانِ قولٌ وعمَـــــــلْونيَّةٌ فاعملْ وكُنْ عَلى وَجَلْ
فإنَّــــه ينقُصُ بالعِصيـــــــــــانِفاخضَعْ إذًا في السرّ والإعلانِ
وَواظب الطَّاعةَ والعِبـــــــــــادَةْتزِدْ بها فاغتنِمْ الزيادةْ
هــذا مَقَـــامُ المتقدّمينــــــــاذَوي التُّقى الجَمّ المحدّثينا
وهذهِ اللفظةُ في التَّحقيــــقِمَوضوعةٌ في الأصلِ للتصديقِ
وذاكَ فِعــلُ القلـــبِ كالإرادةْلا يَقبلُ النُّقصانَ والزّيادةْ
هذا الذي مالَ إليهِ الأشعريوَهوَ عن التشبيهِ والإفكِ عَري[1]

انظر أيضاً

مراجع

  1. مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية. نسخة محفوظة 11 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  2. "العقيدة الصلاحية- (صلاح الدين الأيوبي ومذهبيته الأشعرية)". مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية. مؤرشف من الأصل في 1 مارس 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. الوسائل في مسامرة الأوائل للحافظ جلال الدين السيوطي، الناشر: دار الكتب العلمية/بيروت، الطبعة الأولى: 1986م. وانظر كتاب: حدائق الفصول وجواهر العقول في علم الكلام على أصول أبي الحسن الأشعري،تصنيف الإمام النحوي المتكلم محمد بن هبة المكي (نظمها برسم السلطان صلاح الدين الأيوبي)، الطبعة الأولى: 1327 هـ/مكتبة الخانجي-مصر.
  4. كتاب: النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية في مناقب السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، تأليف: ابن شداد، ص: 6-16.
  5. طبقات الشافعية الكبرى. نسخة محفوظة 12 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.

    وصلات خارجية

    • بوابة كتب
    • بوابة الإسلام
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.