الطيب بن خضراء
ولد الطيّب بن عبد الله بن الهاشمي بن خضراء في مدينة سلا بالمملكة المغربية عام 1307 هـ الموافق عام 1889 م من أسرة عريقة في الأدب والعلم والفقه والقضاء. حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ الفقيه الحاج محمد بريطل وتلقى العلوم العربية والشرعية على يد والده الفقيه الحاج عبد الله بن الهاشمي بن خضراء قاضي قضاة المملكة الشريفة ومستشار السلطانين المولى الحسن الأول بن محمد والمولى عبد العزيز بن الحسن نور الله ضريحهما، كما على يد خيرة علماء مدينة سلا من بينهم الفقيه الطيب بن المدني الناصري والفقيه أحمد بلفقيه الجريري والفقيه أحمد بن خالد الناصري ثم انتقل مع والده إلى مدينة فاس حيث تلقى مختلف العلوم بجامعة القرويين وبعد تخرجه عاد إلى مدينة سلا والتحق بالبلاط الملكي بعد أن برز نبوغه في الأدب العربي حيث اختاره الحاجب الملكي السيد التهامي عبابو رئيسا لكتابته الخاصة، ونظم قصائد شعرية في مواضيع شتى أدبية وعلمية ودينية وصوفية تضمن بعضها ديوان عبد الرحمن بن زيدان المسمى اليمن الوافر وتوجها برائعته البليغة همزية التنوير التي ضاهى بها همزية الشيخ محمد البوصيري، وبعد أن انتهى من نظمها شرفه الله تعالى برؤية صادقة للنبي ص في المنام، ولما استيقظ من نومه سجل الرؤيا في هذه الأبيات الشعرية :
الطيّب بن خضراء | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 1307 هـ (1889 م) سلا، المغرب |
الوفاة | 1370 هـ (1950 م) سلا، المغرب |
الجنسية | المغرب |
الحياة العملية | |
المهنة | رئيس الكتابة الخاصة للحاجب الملكي السيد التهامي عبابو شاعر |
يا سيد الرسل قد طابت سجاياك | و أكمل الله بك النور برؤياك | |
و أجمل الله فيك الحسن أكمله | و من خلاصة صفو النور سواك | |
شرفتني باللقاء في المنام و قد | قبلت بالشوق و الإجلال يمناك | |
و أسأل الله أن ينيلني شرفا | طول المدى نظرات في محياك |
إنتاجه الشعري
همزية التنوير [1]
لك من نورك الكريم ابتداء | يا نبيا نوابه الأنبياء | |
أنت اصل و الكون فرع و من نور | ك بالله كانت الاشياء | |
قد براك الاله من صفوة النو | ر المصفي قد جل فيه الصفاء | |
ما راتك الأعيان الا كشمس | بسناها لكنهها اخفاء | |
ليس يدريك في الحقيقة الا | ربنا من أتاك منه اصطفاء | |
فقت كل الورى و حسنا | فسبا الناس حسنك الوضاء | |
لك قدر يعلو وجاه عظيم | ومقام ما فوقه أعلاء | |
لم تنزل في مقام قربك فرجا | في ارتقاء و كل خلق وراء |
تتلقى فيض العلوم من اللـ | ـه فما للعلم القديم انتهاء | |
قد تبدت لك الحقائق طرا | و تبدت لآدم الأسماء | |
كنت نورا في حضرة الله مولا | ك ولا ءادم حواء | |
كنت في عالم البطون نبيا | لك من فبل الأنبياء استنباء | |
اخذ الله عهد كل نبي | لك بالنصر حبذا النصراء | |
بك في الغيب قد تشرفت الاجـ | ـداد و الأمهات و الآباء | |
هم كرام وانت خير كريم | هم بدور العلا و أنت ذكاء | |
أنت نور في الساجدين تقلبـ | ـت إلى أن دنا لك الابداء | |
فازدهى عالم الظهور بانوا | ر محياك لاح منه البهاء |
ان فجرا ولدت فيه سعيد | فجرت من نعيمه النعماء | |
ولدتك المولاة ءامنة بالـ | ـيمن و الأمن و استنار الضياء | |
فرأت نورا ضاء شرقا وغربا | ورأت ذاك عندها الشفاء | |
شامت الشام و القصور تراءت | شاهدتها كأنها تلقاء | |
أبصرت بصرى من ضيانك أبصا | ر أناس ضمتهم البطحاء | |
أشرق الكون كله منك بالنو | ر وعم الورى بك اءلالاء | |
وزهت أنجم العلا وتوالت | بك للخلق انعم ورخاء | |
وتبدت بك البشائر نترى | وقد استبشرت بك الأنحاء | |
وتجلى الهناء واهتزت الأر | ض بأفراح مولد والسماء | |
يا له مولجدا كريما به الإسـ | ـلام يسمو تعمه السراء |
كم بدت فيه من خوارق عادا | ت رأتها الأبصار والبصراء | |
فبدا في ايوان كسرى انكسار | واعترى أهله البلى والبلاء | |
وعسرا الفرس في المياه جفاف | وبنار المجوس حل انطفاء | |
نكست أصنام الأباطيل إذ حا | ن لها بالحق المبين انمحاء | |
وانقضت في العلا شياطين سمع | وعليها بالشهب كان القضاء | |
ولقد رد الفيل عن حرم اللـ | ـه وبالطير ردت الأعداء |
صاح في الكفر صائح الفتك والهتـ | ـك واردة في فناه الفناء | |
سعد الكون كله بنبي | خاتم بشرب به النباء |
أرضعته الفتاة من ءال سعد | ساقها السعد نحوه والهناء | |
واستلذ الحبيب منها لبانا | وبجسم الحبيب فاض النماء | |
وغدا عيشها رغيدا جزاء | لرضاع النبي جل الجزاء |
سيد شب في عبادة مولا | ه وقد راقه لذلك الخلاء | |
راقه النسك والتحنث في غا | ر حراء فطاب منه حراء | |
وأتاه الأمين جبريل بالوحـ | ـي من الله حبذا الايحاء | |
جاءه باقرأ باسم ربك بدءا | واستمر الإيحاء والإلقاء | |
وازرته خديجة إذ حوى اعـ | ـباء وحي ما مثلها أعباء | |
يا لها زوجة لخير نبي | زانه الرأي والحجا والذكاء | |
سبقت للإسلام حيث دعاها | لهدى المصطفى الحبيب اهتداء | |
ولها من رب البرايا سلام | جاءها إذ لها بطه اعتناء | |
فلكم خففت عن المصطفى عب | ء عناء فزال عنه العناء |
أحيي محيا المصطفى [2]
أُحِّيـي مُحـيَّا الـمـصطفى وأُعــــــــــــظِّمُ | لعـلـيَ بـالـبشـرى أفـــــــــــوز وأغنم | |
له أبـداً أهدي جـواهـرَ مدحتــــــــــــي | ويـنثر لـي الـمعـنى حـلاةً فأنظــــــــم | |
أرى كلَّ خـيرٍ فـي مديح محــــــــــــــمدٍ | وفـي حـبـه فهـو الـحـبـيب الـمعـظـــــم | |
هـواه ثـوى حشْوَ الفؤاد وإننــــــــــــي | لى وجهـه الأبـهى مَشـوقٌ متـــــــــــيَّم | |
متى تزدهـي عـيـنـي لـديـــــــــه بنظرةٍ | فـيسعـد جسمـي بـاللِّقـاء ويـنعـــــــــم | |
صرفت له بـالـحُبّ والشَّوق وجهتـــــــــــي | فجذوة شـوقـي بـالـمحــــــــــــبَّة تُضرَم | |
لقـد هـاج وجْدي صـبحُ مـولـده الـــــــذي | غدا مِسكُه فـوق العـلا يـتــــــــــــنسَّم | |
عـلِمْنـا يـقـيـنًا أنه جلَّ مـولـــــــــداً | بـه كـــــــــــــــان للإسلام فخرٌ مُتَمَّم | |
لـمبعثه نـورٌ مبـيـنٌ لــــــــــــــواؤه | طرازٌ ببرهـان النـبـــــــــــــوءة مُعْلَم | |
يلـوح عـلـيـنـا نـورُ أحــــــــمدَ دائمًا | ويبـدو لنـا مـنه السبـيلُ الـمقـــــــوَّم | |
سعـدنـا بـه فـي النَّشْأَتـيـن وإننـــــــا | ننـال بـه مـا فـيـه أجــــــــــرٌ ومغنم | |
يذكّرنـا القـرآنُ رفعةَ جـاهـــــــــــــه | ويُثنـي عـلى أخلاقه ويُعـــــــــــــــظّم | |
درى كلُّ خلقٍ انه خــــــــــــــــير مُرسلٍ | يُبـيِّن آيـاتِ الهدى ويُعــــــــــــــــلّم | |
نسجت له مدحـاً وبُحت بـلـوعتــــــــــــي | إلـيـه عسـى يحنـو عـلـيَّ ويرحــــــــــم | |
أخـيِّم فـي أعتـابـه فأنـا الــــــــــذي | لـدى قـلـبـه حـبُّ النـبـي مخــــــــــيِّم | |
محـبته مفروضةٌ وهـي نعــــــــــــــــمةٌ | يـقـابـلهـا بـالـحـمد والشكر مسلــــــم |
انظر أيضاً
المراجع
- دعوة الحق، س.7، ع4 /يناير 1964 ص 73 نسخة محفوظة 14 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- الطيّب بن خضراء نسخة محفوظة 03 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- بوابة أدب عربي
- بوابة شعر
- بوابة أعلام
- بوابة المغرب