الحرب في الصومال (2006–2009)

الحرب في الصومال هو نزاع مسلح شاركت فيه خصوصا القوات الإثيوبية والتابعة للحكومة الفيدرالية الانتقالية الصومالية والقوات الصومالية من أرض البنط ضد مجموعة إسلامية صومالية، هي اتحاد المحاكم الإسلامية وميليشيات أخرى انضمت إليها للسيطرة على البلاد. يوجد ارتباط واضح بين الحرب في الصومال التي اندلعت في 2009 ولا زالت مستمرة إلى الآن وحرب 2006. بدأت الحرب رسميا قبل 20 يوليو 2006 عندما غزت القوات الإثيوبية المدعومة أمريكيا الصومال تمهيدا لانتقال الحكومة الفيدرالية الانتقالية إلى بيدوا.[17] دعت الحكومة الفيدرالية الانتقالية في الصومال الإثيوبيين إلى التدخل، عندما أصبح هذا "قرارا غير شعبي".[18] بعد ذلك، أعلن زعيم اتحاد المحاكم الإسلامية شيخ حسن ظاهر أويس أن "الصومال في حالة حرب وعلى كل صومالي أن ينضم للقتال ضد إثيوبيا".[19] في 24 ديسمبر، أعلنت إثيوبيا البداية الرسمية لحربها ضد اتحاد المحاكم الإسلامية.[20]

الحرب في الصومال (2006–2009)
جزء من الحرب الأهلية الصومالية، الصراع الإثيوبي–الصومالي والحرب على الإرهاب
الوضع السياسي في الصومال بعد الانسحاب الإثيوبي
معلومات عامة
التاريخ 20 ديسمبر 2006 – 30 يناير 2009
(سنتان وشهر واحد و10 أيامٍ)
الموقع جنوب الصومال
النتيجة انتصار سياسي لتحالف إعادة تحرير الصومال
  • سقوط حكومة اتحاد المحاكم الإسلامية في مقديشو.
  • استعادة الحكومة الفيدرالية الانتقالية والجنود الإثيوبيين السيطرة مؤقتا على مقديشو وجنوب الصومال (2006–2008).
  • اندلاع التمرد الإسلامي مرة أخرى.
  • استرداد الإسلاميين لمقديشو ومعظم جنوب ووسط الصومال، بما في ذلك مقر الحكومة الفيدرالية الانتقالية في بيداوا، التي حاصرها تنظيم الشباب (2008–2009).
  • انسحاب القوات الإثيوبية من البلاد.
  • توقيع اتفاق تقاسم السلطة بين الحكومة الفيدرالية الانتقالية وإسلاميي تحالف إعادة تحرير الصومال، الذين انتزعوا السيطرة السياسية من الحكومة الفيدرالية الانتقالية والمنشقين عن تحالف إعادة تحرير الصومال.
  • الزعيم الإسلامي المعتدل لتحالف إعادة تحرير الصومال شريف شيخ أحمد يصبح رئيسا صوماليا جديدا.
  • استمرار الحرب الأهلية بالصراع بين الإسلاميين المتطرفين والمعتدلين.
  • تطبيق قوانين الشريعة من قبل إدارة شريف أحمد.
المتحاربون
الغزو:
اتحاد المحاكم الإسلامية
جبهة تحرير أورومو
التمرد:
تحالف إعادة تحرير الصومال
الشباب
ألوية رأس كامبوني
الجبهة الإسلامية
معسكر أنولي
مزعوم:
تنظيم القاعدة
مجاهدون أجانب
إثيوبيا
الحكومة الفيدرالية الانتقالية
أرض البنط
غامدوغ
الزعماء المنشقين الموالين لإثيوبيا
المجموعات الصوفية[1]
بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال
القادة
شريف شيخ أحمد
حسن أويس[3]
يوسف إنداكادي
فؤاد محمد خلف
آدم حاشى عيرو  
أبو منصور
حسن تركي
محمد إبراهيم هيله
محمد أبو علي عائشة
علي صالح نبهان
أبو طه السودان  
ملس زيناوي
غابري هيرد
سيراج فرجيسا
كوما ديميكسا
سامورا يونس
باشا ديبيلي
عبد الله يوسف أحمد
محمد عمر حبيب  (أ.ح)
عبدي حسن عوالي
عبد الرزاق أفغادود
محمد موسى حرسي
بروس ويليامز
القوة
8.000 مقاتل من اتحاد المحاكم الإسلامية
قوات مزعومة:[4]

3.000، 4.000 أو 8.000 مقاتل أجنبي[5][6][7]

الصومال: 10.000 جندي[8]
إثيوبيا: 10.000 جندي[9]
بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال: 5.250 جندي
الخسائر
6.000–8.000 قتيل[9][10]
7.000 جريح (ادعاء إثيوبي)[10][11]
إثيوبيا:
2.773 قتيل (375 قتيل في معركة)[12]
الصومال (الحكومة الفيدرالية الانتقالية):
+891 قتيل
15.000 فار[13]
أوغندا:
7 قتلى
كينيا:
6 قتلى
بوروندي:
قتيلين
المجموع: +3.679 قتيل

الخسائر المدنية:
16.724 قتيل[14]
1.9 مليون مشرد[15]
الخسائر المدنية في 2008؛ 7.674 مدني[16]
 

قال رئيس الوزراء الإثيوبي، ملس زيناوي، أن دخول إثيوبيا للحرب كان بسبب تهديد مباشر لحدودها وهي تحتاج للدفاع عنها. صرح زيناوي كذلك أن "قوات الدفاع الإثيوبية أجبرت على دخول تلك الحرب لحماية السيادة العليا لإثيوبيا...وكذلك لنقل الحكومة إلى الصومال، ولا نريد نحن التدخل في الشؤون الداخلية للصومال...تدخلنا بسبب ظروف معينة".[21]

دخل اتحاد المحاكم الإسلامية، الذي سيطر على مناطق جنوب الصومال الساحلية، في قتال مع قوات الحكومة الفيدرالية الانتقالية الصومالية، والحكومات الذاتية المحلية لأرض البنط وغامدوغ، ودعمت كلها من قبل القوات الإثيوبية. اندلعت الحرب رسميا في 20 ديسمبر مع معركة بيدوا، بعد انتهاء مهلة الأسبوع التي فرضها اتحاد المحاكم الإسلامية على إثيوبيا (في 12 ديسمبر) لتنسحب من البلاد.[22] ومع ذلك، رفضت إثيوبيا مغادرة مواقعها الواقعة حول بيدوا، عاصمة الحكومة الفيدرالية الانتقالية. في 29 ديسمبر، بعد عدة معارك ناجحة، دخلت القوات الإثيوبية والتابعة للحكومة الفيدرالية الانتقالية مقديشو دون مقاومة نسبيا. أعلنت الأمم المتحدة أيضا أن عددا كثيرا من الدول العربية بما في ذلك مصر تدعم اتحاد المحاكم الإسلامية من خلال إريتريا. رغم أنها لم تعلن حتى لاحقا، عن مرافقة عدد صغير من جنود القوات الخاصة الأمريكية للقوات الإثيوبية والتابعة للحكومة الفيدرالية الانتقالية بعد انهيار وانسحاب اتحاد المحاكم الإسلامية لتقديم المشورة العسكرية ويشتبه حتى تقديم ممر لمقاتلي تنظيم القاعدة.[23] أبعد كل من الدعم الأمريكي للحكومة الفيدرالية الانتقالية وإثيوبيا ودعم مختلف الدول العربية لاتحاد المحاكم الإسلامية احتمالات اندلاع حرب بين القوات الحكومية الصومالية والإثيوبية المتحالفة من جهة والقوات الإريترية والتابعة لاتحاد المحاكم الإسلامية من جهة أخرى.

في يناير 2007، قالت إثيوبيا أنها ستنسحب "في غضون عدة أسابيع"،[24] لكن عارضت الحكومة الفيدرالية الانتقالية، ومسؤولون أمريكيون وأمميون الانسحاب الإثيوبي بسبب احتمال وقوع "انفلات أمني"، عندما سيطالب اتحاد المحاكم الإسلامية بانسحاب إثيوبيا فورا.[25]

تبادل كلا الجانبين إعلانات الحرب وإطلاق النار في عدة مناسبات قبل ذلك. خشي المراقبون الدوليون ودول أفريقيا الشرقية من احتمال أن يؤدي الهجوم الإثيوبي إلى حرب إقليمية، بمشاركة إريتريا، التي لديها علاقة معقدة مع إثيوبيا، والتي تتهمها هذه الأخيرة بدعم اتحاد المحاكم الإسلامية.[26]

في يناير 2009، انسحبت القوات الإثيوبية من الصومال بعد سنتين من التمرد، الذي أدى إلى خسارة مناطق ونهاية نفوذ الحكومة الفيدرالية الانتقالية وتوقيع اتفاق لتقاسم السلطة بين مجموعة إسلامية منشقة تحت قيادة شيخ شريف شيخ أحمد هي تحالف إعادة تحرير الصومال ورئيس وزراء الحكومة الفيدرالية الانتقالية نور حسن في جيبوتي.  انفصل تنظيم الشباب عن اتحاد المحاكم الإسلامية رافضا لاتفاق السلام وسيطر على مناطق تشمل بيدوا. استمرت مجموعة إسلامية أخرى، هي أهل السنة والجماعة، التي تحالفت مع الحكومة الانتقالية ودعمت من قبل إثيوبيا، في مقاتلة تنظيم الشباب وسيطرت على مدن مثله.[27][28][29]

بعد أن استطاعت المعارضة الإسلامية المعتدلة الحصول على 200 مقعد في البرلمان، انتخب زعيم تحالف إعادة تحرير الصومال شيخ أحمد رئيسا للحكومة الفيدرالية الانتقالية في 31 يناير 2009.[30] منذ ذلك الحين، يتهم تنظيم الشباب الإسلامي المتطرف الرئيس الجديد للحكومة الفيدرالية الانتقالية بإنشاء حكومة انتقالية علمانية واستمرت الحرب الأهلية من وصوله إلى القصر الرئاسي في مقديشو.[31]

القوات المشاركة

يصعب إيجاد القوات المشاركة بسبب عوامل كثيرة، بما في ذلك عدم الوجود الرسمي للمنظمة أو لأنها تشتغل بطريقة سرية. كان عند إثيوبيا بضعة مئات من المستشارين فقط في البلاد في الأشهر التي سبقت الحرب. ومع ذلك، تشير تقارير مستقلة إلى مشاركة قوات أكثر. ووفقا للبي بي سي، "تقدر الأمم المتحدة أنه ما لا يقل عن 9.000 من القوات الإثيوبية قد تكون موجودة في البلاد في حين أن وكالة الأنباء الفرنسية تشير أن العدد يتراوح ما بين 12–15,000"،[32] في حين اتهمت منافستها الإقليمية إريتريا بنشر 2.000 جندي لدعم الجماعة الإسلامية. لم يتم التحقق من هذا الادعاء وليس هناك أي دلائل على أنه صحيح.

خلفية

خلفية تاريخية

بدأت الحروب بين الصومال، أو الدول الإسلامية التي كانت قائمة فيها، وإثيوبيا، في القرن 16. على سبيل المثال، كان أحمد بن إبراهيم الغازي الذي يعتبر الزعيم الإسلامي ذو الشعبية الكبيرة في الثقافة الصومالية قد دعى في القرن 16 إلى الجهاد ضد إثيوبيا لإقامة سلطنة عدل. وضع التاريخ الحي المؤلم، بسبب تقاليده الثقافية، أسس انقسامات عرقية وطائفية طويلة الأمد شكلت أساس النزاع بين البلدين.

وفي الآونة الأخيرة، أصبح النزاع الحدودي قائما على تسوية 1948 التي منحت منطقة أوغادين إلى إثيوبيا. أدت معارضة الصومال لهذا القرار إلى القيام بمحاولات متكررة لغزو إثيوبيا بهدف استعادة السيطرة على أوغادين لإنشاء الصومال الكبير. تم القيام بهذه الخطة من أجل ضم السكان الصوماليين الذي يعيشون في أوغادين التي تسيطر عليها إثيوبيا إلى إخوانهم الذين يعيشون في جمهورية الصومال. تسببت هذه التوترات العرقية والسياسية عبر الحدود إلى اشتباكات بين الحين والآخر.

معلومات الحرب، التضليل والدعاية

حتى قبل بداية الحرب، كانت هناك تأكيدات واتهامات كبيرة واستخدام لتكتيكات التضليل والدعاية التي قامت بها مختلف الأطراف قبل، أثناء، وبعد الصراع. ويشمل هذا التأكيدات على وجود تزوير في عدد القوات المشتركة، وكذلك المبالغة أو التقليل من عدد الإصابات أو السيطرة على وسائل الإعلام (أو إغلاقها) لنقل ما تريد الحكومة قوله، وغيرها من المعلومات التي تقدمها وسائل الإعلام لكسب تأثير الدعم الشعبي والرأي الدولي.

تفتت دولة الصومال والحكومة الفيدرالية الانتقالية

قبل اندلاع الحرب الأهلية بعامين وخلال عام 1988، أعلنت عشيرة "هارتي" التي تشكل فرعا من قبائل "دارود" عن قيام دولة منفصلة ذات حكم ذاتي في الشمال الشرقي للصومال أطلقوا عليها اسم أرض البنط إلا أنها أعلنت استعدادها للمشاركة في وضع دستور جديد لتشكيل حكومة مركزية جديدة. أعقب ذلك في عام 2002 إعلان انفصال دولة "الصومال الجنوبية الغربية" وقيام الحكم الذاتي بها فوق مناطق باي وباكول وجوبا الوسطى وجدو وشبيلا السفلى وجوبا السفلى والتي أصبحت جميعها تحت تصرف الدولة الناشئة وذلك على الرغم من أن المحرض الأساسي للانفصال، جيش الراحانيون الذي تأسس عام 1995، لم يكن قد فرض سيطرته الكاملة إلا على باي وباكول وأجزاء من جدو وجوبا الوسطى، ومع ذلك، سارع بإعلان انفصال تلك المناطق عن دولة الصومال وتأسيس دولة الصومال الجنوبية الغربية.

وعلى الرغم من إضعاف الخلافات بين حسن محمد نور شاتيجادود، قائد جيش الراحانيون، ونائبيه لقوة الجيش الفعلية، إلا أن دولة الصومال الجنوبية الغربية أصبحت مركزا للحكومة الفيدرالية الانتقالية منذ فبراير من عام 2006 خاصة مدينة بيدوا والتي اتخذت عاصمة لجمهورية الصومال الجنوبية الغربية، وأصبح شاتيجادود وزيرا للاقتصاد في الحكومة الانتقالية الجديدة بينما أصبح نائبه الأول الشيخ عدن محمد نور مادوبي متحدثا رسميا باسم البرلمان الصومالي وكذلك نائبه الثاني محمد إبراهيم حسبسادي الذي أصبح وزيرا للمواصلات، كما احتفظ شاتيجادود بمنصب شيخ شيوخ محاكم الراحانيون العرفية.

عقدت الحكومة الفيدرالية الانتقالية في عام 2004 مؤتمرا في العاصمة الكينية نيروبي لرسم الخطوط العريضة للدستور الصومالي الموحد الجديد،[36][37] كما أعلنت عن اتخاذ مدينة بيدوا عاصمة لها على الرغم من أنها أعلنت عاصمة لدولة الصومال الجنوبية الغربية في وقت سابق. تعرضت الصومال لكارثة تسونامي عندما ضربت الشواطئ في أعقاب زلزال المحيط الهندي الذي ضرب المنطقة عام 2004، مما أدى إلى تعطل الجهود السياسية بالبلاد نظرا للكارثة البيئية التي عانت منها البلاد وتسببت في مقتل 300 شخص على أقل تقدير وتدمير قرى بالكامل. ولم تهنئ الصومال بعد كارثة تسونامي حيث حلت بها كارثة بيئية أخرى حيث أغرقت البلاد الأمطار الغزيرة والفيضانات التي اجتاحت منطقة القرن الإفريقي بالكامل مما تسبب في تشريد ما يقرب من 350.000 نسمة.[38] واستأنفت الصراعات القبلية والعشائرية في الصومال عام 2006 حيث أعلنت مناطق جدو وجوبا الوسطى وجوبا السفلى انفصالها عن الصومال وإقامة دولة حكم ذاتي أطلقت على نفسها اسم "أرض الجوبا" ويتزعمها العقيد باري عدن شاير هيرالي رئيس تحالف وادي جوبا، وكحال أرض البنط لا تريد حكومة أرض الجوبا الاستقلال بنفسها عن دولة الصومال ولكن تؤيد فكرة الوحدة تحت اتحاد فيدرالي يضم كل مناطق الحكم الذاتي بالصومال.

الاستعداد للحرب

في عام 2006، اندلعت المواجهات مجددا بين تحالف قادة مقديشو العسكريين والمعروف باسم "تحالف حفظ السلام ومكافحة الإرهاب" من جهة والميليشيات العسكرية الموالية لاتحاد المحاكم الإسلامية والذين يطالبون بإعمال قوانين الشريعة الإسلامية في البلاد. وأثناء إحكامه على مقاليد الأمور، أصدر اتحاد المحاكم الإسلامية جملة من القوانين الاجتماعية والتي تتفق مع تعاليم الشريعة الإسلامية ومنها تحريم مضغ القات والذي كان واحدا من أهم خطوات إرثاء قيم اجتماعية جديدة وتغيير سلوك المجتمع.[39] كما زعم أيضا أنه منع إذاعة مباريات كرة القدم ونشرات الأخبار،[40] وهو ما نفاه اتحاد المحاكم الإسلامية.[41] وفي سؤاله أثناء إحدى المقابلات حول ما إذا كانت المحاكم الإسلامية ترغب في بسط سيطرتها على جميع أراضي الصومال، أجاب زعيم اتحاد المحاكم الإسلامية شريف شيخ أحمد، بأن بسط النفوذ على الأرض ليس هو الهدف الأسمى بل إن إحلال السلام وكرامة الشعب الصومالي وقدرته على العيش والتعايش بحرية وقدرته على تحديد مصيره بيده هو كل ما يصبو إليه اتحاد المحاكم الإسلامية.[42]

سقط مئات القتلى بين صفوف المدنيين على مدار تلك المواجهات، ووصفها سكان مقديشو بأنها أسوأ معارك تشهدها البلاد على مدار عقد كامل من الحرب الأهلية واتهم اتحاد المحاكم العسكرية الولايات المتحدة بتمويل القادة العسكرين، والذي أطلق عليهم لقب أمراء الحرب، عن طريق وكالة الاستخبارات المركزية وتزويدهم بالسلاح وذلك لمنع اتحاد المحاكم الإسلامية من الوصول للسلطة. ومن جانبها، لم تنف أو تؤكد وزارة الخارجية الأمريكية مزاعم اتحاد المحاكم الإسلامية واكتفت بالتصريح بأن الولايات المتحدة لم تقم بأي فعل يخرق اتفاقية حظر بيع السلاح المفروض على الصومال، في حين كشفت صحيفة "المشاهد" البريطانية عن رسائل إلكترونية تفضح تورط شركات أمريكية خاصة تقوم بأعمال مخالفة لقوانين الأمم المتحدة ومسؤولة عن بيع وتوريد السلاح للفصائل المتحاربة بالصومال.[43]

صورة لمدينة كيسمايو.

مع أوائل يونيو من عام 2006، تمكن اتحاد المحاكم الإسلامية من إحكام سيطرته على مقديشو في أعقاب معركة مقديشيو الثانية، التي استمرت من السابع من مايو حتى الحادي عشر من يونيو، وتبعها سقوط أخر المدن الحصينة التابعة لتحالف حفظ السلام ومكافحة الإرهاب وهي مدينة جوهر الجنوبية دون مقاومة تذكر، مما أدى إعلان نهاية جيش تحالف حفظ السلام ومكافحة الإرهاب رسميا الذي هربت فلوله الباقية نحو الشرق أو قامت بعبور الحدود الإثيوبية.

ومع نهاية جيش التحالف، نادت الحكومة الفيدرالية الانتقالية المدعومة من إثيوبيا بضرورة تواجد قوات دولية لحفظ السلام من دول شرق أفريقيا وهو الأمر الذي عارضه بشدة اتحاد المحاكم الإسلامية الرافض للتواجد الأجنبي على أراضي الصومال عامة وبخاصة القوات الإثيوبية؛[44] حيث أوضح اتحاد المحاكم الإسلامية وجهة نظره في هذا الشأن معللا رفضه بتاريخ إثيوبيا الطويل كقوة إمبريالية استعمارية سابقة ولا تزال تحتل أقليم أوغادين ذي الأغلبية الصومالية والتي تسعى لاحتلال سائر أنحاء الصومال أو الحصول على تفويض عام لحكم الصومال بالوكالة. الأمر الذي دفع المحاكم الإسلامية إلى زيادة نفوذه في الجنوب الصومالي عن طريق المفاوضات والمناقشات السلمية مع شيوخ العشائر أكثر منه استخدام القوة العسكرية.

الصومال في ذروة سلطة اتحاد المحاكم الإسلامية، ديسمبر من عام 2006.

وخلال الفترة التي اندلعت فيها المعارك مجددا بداية من عام 2006، بقي اتحاد المحاكم الإسلامية بعيدا عن الأراضي المتاخمة للحدود الإثيوبية مما جعل هذه المناطق ملاذا للمدنيين الصومالين هربا من المعارك الضارية في شرق البلاد وكذلك الحكومة الفيدرالية الانتقالية نفسها والتي اتخذت من مدينة بيدوا مقرا وملاذا لها حتى أعلنت إثيوبيا صراحة عن عزمها التدخل عسكريا لحماية بيدوا في حالة تعرضها لأي تهديد عسكري من قبل ميليشيات اتحاد المحاكم الإسلامية.

انتقلت القوات الإثيوبية إلى الأراضي الصومالية في 20 يوليو 2006.[45]

في 1 أغسطس 2006، أرسل اتحاد المحاكم الإسلامية عربات خارج الصومال نحو الحدود الإثيوبية شمال بلدوني. قالت القوات الإثيوبية أنها عبرت الحدود لوقف أنشطة اتحاد المحاكم الإسلامية. وفي الخامس والعشرين من سبتمبر عام 2006، اندفعت ميليشيات اتحاد المحاكم الإسلامية نحو ميناء كيسمايو وهو آخر الموانئ الواقعة تحت سيطرة الحكومة الفيدرالية الانتقالية.[46]

في 9 أكتوبر، ردت القوات الإثيوبية باجتياح واحتلال بيور هكبا، مما اضطر اتحاد المحاكم الإسلامية لإعلان الحرب على إثيوبيا في نفس اليوم.[47] أشارت مقالة صحفية أخرى إلى أن السيطرة الإثيوبية كانت فقط من أجل مرور قافلات للقوات. زعم الإسلاميون أنهم استعادوا السيطرة على المدينة بعد انسحاب الإثيوبيين.

مراجع

  1. "Somalia signs deal with militia – Africa". الجزيرة الإنجليزية. 16 مارس 2010. اطلع عليه بتاريخ 09-07-2011. نسخة محفوظة 05 يونيو 2011 على موقع واي باك مشين.
  2. "Malawi to send peacekeepers to Somalia | ReliefWeb". Reliefweb.int. 22 يناير 2006. اطلع عليه بتاريخ 09-07-2011. نسخة محفوظة 4 مارس 2016 على موقع واي باك مشين. "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 6 مايو 2009. اطلع عليه بتاريخ 1 أغسطس 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
  3. allAfrica.com: Somalia: Islamist Groups Merge to Fight Sheikh Sharif (Page 1 of 1) نسخة محفوظة 07 أكتوبر 2012 على موقع واي باك مشين.
  4. "Fighting erupts in northern Somalia as peace talks falter, says Islamic official". International Herald Tribune, Associated Press. 6 November 2006. Retrieved 05-01-2007. نسخة محفوظة 04 ديسمبر 2008 على موقع واي باك مشين.
  5. "Somali prime minister says government is surrounded". Associated Press. 6 نوفمبر 2006. اطلع عليه بتاريخ 05-01-2007. نسخة محفوظة 26 فبراير 2008 على موقع واي باك مشين.
  6. Yare, Hassan (13 ديسمبر 2006). "Troops dig in as Somalia war fears grow". Relief Web, Reuters. اطلع عليه بتاريخ 05-01-2007. نسخة محفوظة 11 أكتوبر 2008 على موقع واي باك مشين.
  7. Mohamed, Guled (25 ديسمبر 2006). "Ethiopian jets strike Somali airports". رويترز. اطلع عليه بتاريخ 05-01-2007. نسخة محفوظة 12 أكتوبر 2008 على موقع واي باك مشين.
  8. "Somalia 'needs peace force soon' ". BBC News. 5 يناير 2007. اطلع عليه بتاريخ 27-05-2010. نسخة محفوظة 26 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  9. Ignatius, David (13 مايو 2007). "Ethiopia's Iraq"The Washington Post. اطلع عليه بتاريخ 27-05-2010. نسخة محفوظة 02 أغسطس 2009 على موقع واي باك مشين.
  10. "Ethiopian army accomplished 75% of mission in Somalia – Zenawi". Sudan Tribune article. Retrieved 09-07-2011. نسخة محفوظة 26 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  11. "Ethiopian PM says Somalia's Islamists have suffered thousands of casualties". International Herald Tribune, Associated Press. 26 ديسمبر 2006. اطلع عليه بتاريخ 05-01-2007. نسخة محفوظة 26 فبراير 2008 على موقع واي باك مشين.
  12. GEESKA AFRIKA MAGAZINE AND HAN- geeskaafrika.comArchived on 14 April 2009, at the Wayback Machine. نسخة محفوظة 26 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  13. " 'Thousands' desert Somalia forces"BBC News. 12 ديسمبر 2008. اطلع عليه بتاريخ 27-05-2010. نسخة محفوظة 26 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  14. "Sharif back in Mogadishu as death toll hits 16,210". رويترز. 11 ديسمبر 2008. نسخة محفوظة 17 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  15. "ReliefWeb ť Document ť Nearly 9,500 Somalis die in insurgency-group". Reliefweb.int. 16 September 2008. Retrieved 09-07-2011. نسخة محفوظة 21 أكتوبر 2008 على موقع واي باك مشين.
  16. "Home". Garowe Online. 10 مارس 2009. اطلع عليه بتاريخ 09-07-2011. نسخة محفوظة 12 مارس 2009 على موقع واي باك مشين.
  17. "Somalian Islamists Demand Ethiopian Troops Withdraw" July 20, 2006, Dow Jones International News
  18. "President Yusuf made the failed and unpopular decision to call in troops from neighbouring Ethiopia". BBC News. 30 ديسمبر 2008. اطلع عليه بتاريخ 09-07-2011. نسخة محفوظة 08 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  19. Apunyu, Bonny (22 ديسمبر 2006). "Carnage as Somalia 'in state of war' ". CNN. تمت أرشفته من the original في 6 يناير 2007. اطلع عليه بتاريخ 05-01-2007. نسخة محفوظة 26 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  20. "Ethiopian prime minister says his country is at war with Islamists in Somalia". International Herald Tribune, Associated Press. 24 ديسمبر 2006. اطلع عليه بتاريخ 05-01-2007. نسخة محفوظة 26 فبراير 2008 على موقع واي باك مشين.
  21. "Ethiopia launches open war in Somalia". New York Times. 26 ديسمبر 2006. اطلع عليه بتاريخ 17-01-2007. نسخة محفوظة 12 سبتمبر 2012 at Archive.is "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 17 مارس 2020. اطلع عليه بتاريخ 15 أبريل 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  22. Abdinur, Mustafa Haji (23 ديسمبر 2006). "Somali Islamists give Ethiopia one-week deadline to withdraw troops". وكالة الأنباء الفرنسية. اطلع عليه بتاريخ 2007-01-05. نسخة محفوظة 11 أكتوبر 2008 على موقع واي باك مشين.
  23. "Al-Qaida suspects still alive in Somalia". Associated Press. 11 يناير 2007. تمت أرشفته من the original في 9 يناير 2007. اطلع عليه بتاريخ 11-01-2007. نسخة محفوظة 26 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  24. Rice, Xan (3 يناير 2007). "Ethiopian troops to leave Somalia 'within weeks' "The Guardian. لندن. اطلع عليه بتاريخ 27-05-2010. نسخة محفوظة 13 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  25. disputes with Ethiopian withdrawal from Somalia. [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 17 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  26. "Somalia Conflict Risk Alert" (Press release). International Crisis Group. 27 نوفمبر 2006. اطلع عليه بتاريخ 05-01-2007. نسخة محفوظة 05 أغسطس 2009 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  27. "Moderate Islamists seize town from Somali insurgents"[وصلة مكسورة]. Monstersandcritics.com. 29 يناير 2009. اطلع عليه بتاريخ 09-07-2011. "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 31 يوليو 2010. اطلع عليه بتاريخ 5 سبتمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
  28. "Moderate Islamic group claims victory over rival hardline group". Mareeg.com. اطلع عليه بتاريخ 09-07-2011. نسخة محفوظة 26 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  29. "Ahlu Suna Wal Jamea supported by Ethiopian government". Ethioforum.org. اطلع عليه بتاريخ 09-07-2011. نسخة محفوظة 12 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  30. "Moderate Islamist picked as Somali president". Edition.cnn.com. 31 يناير 2009. اطلع عليه بتاريخ 09-07-2011. نسخة محفوظة 12 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  31. Sheikh, Abdi (7 فبراير 2009). "Rebels target new president". In.reuters.com. اطلع عليه بتاريخ 09-07-2011. نسخة محفوظة 14 أبريل 2009 على موقع واي باك مشين.
  32. "Remnants of Somalia Islamists still pose a threat – official". Associated Press. 4 يناير 2007. اطلع عليه بتاريخ 04-01-2007. [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 24 مايو 2012 على موقع واي باك مشين.
  33. Chick, Court; Albert Grandolini (2 سبتمبر 2003). "Somalia, 1980–1996". Central, eastern, and southern Africa database. onwar.com. اطلع عليه بتاريخ 05-01-2007. "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 20 فبراير 2014. اطلع عليه بتاريخ 13 يناير 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
  34. "Ethiopian-Somalian Border Clash 1982". Wars of the World. onwar.com. 16 ديسمبر 2000. اطلع عليه بتاريخ 05-01-2007. نسخة محفوظة 24 فبراير 2012 على موقع واي باك مشين.
  35. "Somalia: Ethiopia Denies Troop Incursion Allegations". University of Pennsylvania – African Studies Center. 12 أبريل 1999. اطلع عليه بتاريخ 15-01-2007. نسخة محفوظة 26 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  36. "The Transitional Federal Charter of the Somali Republic". Somalia.cc. 2004. اطلع عليه بتاريخ 2007-01-02. نسخة محفوظة 25 يونيو 2008 على موقع واي باك مشين.
  37. "The Transitional Federal Charter of the Somali Republic"(PDF). iss.co.za. 2004. اطلع عليه بتاريخ 2007-01-02. [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 25 مارس 2009 على موقع واي باك مشين.
  38. "No end in sight for flood-stricken Somalia" (Press release). اللجنة الدولية للصليب الأحمر. 2006-12-11. اطلع عليه بتاريخ 2007-01-02. "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 7 مايو 2008. اطلع عليه بتاريخ 5 يونيو 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
  39. "Regional court orders closure of khat kiosks". Garowe Online. 2006-11-22.
  40. Farah, Mohamed Abdi (2006-11-22). "Islamists put curfew on Bulo-Burde town after unrest". SomaliNet. اطلع عليه بتاريخ 2007-01-02. [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 1 أغسطس 2013 على موقع واي باك مشين.
  41. World Cup ban in Mogadishu denied. BBC News. نسخة محفوظة 21 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  42. Sheikh Sherif welcomes dialogue with Washington. ANN. 9 يونيو 2006. نسخة محفوظة 13 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  43. Barnett, Antony; Patrick Smith (10 سبتمبر 2006). "US accused of covert operations in Somalia". Observer. اطلع عليه بتاريخ 2007-01-02. نسخة محفوظة 12 يناير 2008 على موقع واي باك مشين.
  44. Somali Islamists to ask AU to end peace force plan. رويترز. 9 سبتمبر 2006.
  45. "Ethiopian Troops Enter Somalia to Resist Islamic Militia". PBS. 20 يوليو 2006. اطلع عليه بتاريخ 05-01-2007. [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 19 يناير 2014 على موقع واي باك مشين.
  46. "Islamists seize Somalia port". CNN. 2006-09-25.
  47. بفلانز، ميكي (10-10-2006). "Somalia Extremists Declare Jihad On Ethiopia". New York Sun. ديلي تلغراف. اطلع عليه بتاريخ 2007-01-02. نسخة محفوظة 05 مايو 2008 على موقع واي باك مشين.
    • بوابة أفريقيا
    • بوابة إريتريا
    • بوابة الحرب
    • بوابة الصومال
    • بوابة عقد 2000
    • بوابة إثيوبيا
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.