الحرب الأهلية الإسبانية في مقاطعة قرطبة

شكلت جبهة قرطبة خلال الحرب الأهلية الإسبانية، وهي منطقة قتال استمرت طوال الحرب، حيث انتشرت فيها حرب الخنادق التي استمرت عمليًا حتى نهاية الحرب.

يفتقر محتوى هذه المقالة إلى الاستشهاد بمصادر. فضلاً، ساهم في تطوير هذه المقالة من خلال إضافة مصادر موثوقة. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها. (فبراير 2021)
جبهة قرطبة
جزء من جبهة الأندلس - الحرب الأهلية الإسبانية
معلومات عامة
التاريخ 18 يوليو 1936 - 27 مارس 1939
البلد إسبانيا  
الموقع قرطبة عاصمة المقاطعة (إسبانيا)
الحالة حرب الخنادق.
تغييرات
حدودية
احتلال الجبهة القومية لمقاطعة قرطبة.
المتحاربون
الجمهورية الإسبانية الجبهة القومية
القادة
خوسي مياخا
خوان سارافيا
فرناندو مارتينيز
خواكين بيريز سالاس
مانويل ماتالانا
ليوبولدو مينينديث
كيبو ديانو
سرياكو كيسكاخو
خوسيه إنريكي فاريلا
مونيوز كاستيانوس
خوان ياغوي

البداية

جرت في إسبانيا انتخابات يوم 16 فبراير 1936، حضرها ائتلافان كبيران من الأحزاب: الجبهة الشعبية (ائتلاف من الأحزاب الجمهورية واليسارية) وتكتل الأحزاب اليمينية (بأسماء مختلفة في مقاطعات إسبانيا؛ ففي قرطبة سمي بمرشحي مناهضة الثورة). وفازت الجبهة الشعبية في مقاطعة قرطبة كما في إسبانيا كلها بحصولها على 158,011 صوتًا و 10 نواب مقابل 110,165 صوتًا لـ 3 نواب للائتلاف المحافظ. وبعد الانتخابات جددت بعض المجالس البلدية مدرائها بأعضاء من الجبهة الشعبية، كما جرى في العاصمة قرطبة ومدن أخرى من المقاطعة، لكن جرى إعادة أعضاء مجالس لمدن أخرى بالمقاطعة لسنة 1931، أخرجتهم الحكومة في ثورة 1934. فتم تعيين أنطونيو رودريغيز دي ليون من الاتحاد الجمهوري حاكمًا مدنيًا، ليحل محل أنطونيو كارديرو فيلوسو.

بحلول شهر يوليو كان الوضع الاجتماعي في الإقليم متوترًا: فمن ناحية كانت البرجوازية المالكة للأراضي تخشى أن تؤدي إصلاحات الحكومة الجديدة إلى إنهاء امتيازاتها؛ ومن ناحية أخرى ازداد وعي الطبقة العاملة والتفافها حول نقابتي UGT و CNT.

1936

الانقلاب العسكري

في 18 يوليو وقع الانقلاب العسكري بقيادة الجنرال مولا في أجزاء كثيرة من إسبانيا. وفي نفس اليوم تلقى العقيد سيرياكو كاسكاخو الحاكم العسكري للإقليم ورئيس فوج المدفعية الثقيلة رقم 1 في قرطبة، أمر من كيبو ديانو في إشبيلية بإعلان حالة التمرد. ويُعتقد أن هذا الأمر لم يفاجئه، لأن قبل انتخابات فبراير تم فعليا تداول إرشادات من خوسيه كالفو سوتيلو (زعيم اليمين) في بعض دوائر قرطبة، نقلها خوسيه كروز كوندي من مدريد. وهو ضابط عسكري وعمدة قرطبة في عهد ديكتاتورية بريمو دي ريفيرا، وتم التواصل معهم في اجتماعات خاصة مع ممثلي الجيش (كاسكاخو نفسه) والحرس المدني.

وفي قرطبة تقبلت البرجوازية الزراعية تلك المفاجأة: فانضم إلى التمرد كبار ملاك الأراضي في قرطبة، ومعهم عدد كبير من المستأجرين ومديري المزارع والمهنيين الذين ينتمون إلى أسر كبيرة من أصحاب الأراضي. بالإضافة إلى دائرة المزارعين والغرفة الزراعية ومنظمات أرباب العمل الأخرى التي كانت تخشى الإصلاح الزراعي الذي قامت به حكومة الجمهورية. وأيضًا انضم إلى المتمردين تمثيل مهم لنخبة قرطبة الصناعية والتجارية من الدائرة التجارية وغرفة التجارة والصناعة. فكانت عنصر الانقلاب الرئيسي من داخل الجيش هي ثكنة المدفعية برئاسة العقيد كاسكاخو، أما في المقاطعة فكان الحرس المدني هو قوة الانقلاب الرئيسي.

ففي الساعة 4 من بعد ظهر يوم 18 يوليو وقع العقيد كاسكاخو على إعلان حالة التمرد، وغادرت ثكنة المدفعية قوة مكونة من 200 رجل متوجهة نحو مبنى الحكومة المدنية. وقد أُبعِد عدة ضباط من الحرس المدني ممن لم يتم التأكد من دعمهم للانقلاب، ووضع لويس زوردو وهو ضابط بالحرس المدني على رأس ثكنة فيكتوريا، مما ضمن دعم الحرس المدني. في الوقت نفسه تلقى أكثر من مائة يميني متمركز في ثكنات المدفعية أسلحة وشكلوا فرقة دعم شبه عسكرية.

وبدا أن الحاكم رودريغيز دي ليون كان على استعداد لتسليم الحكومة إلى المتمردين، لكن القرار الحازم للعديد من الشخصيات ومنهم العمدة مانويل سانشيز باداخوز والنائبين فيسينتي مارتين روميرا ومانويل كاسترو مولينا ورئيس المجلس الإقليمي خوسيه غيرا، وشكلوا حرس للحماية بقيادة الكابتن مانويل تارازونا أمايا. واستمرت المقاومة حتى الساعة التاسعة ليلاً، عندما وضعت مدافع الفوج حداً للمقاومة. فتم القبض على قادة المقاومة واعدموا لاحقًا باستثناء الحاكم المدني الذي كان متعاونًا مع التمرد، (وكذلك تمكن مانويل كاسترو مولينا من الهروب إلى منطقة الجمهورية). وقبيل الساعة الثانية عشرة ليلاً سيطر المتمردون على أهم مناطق المدينة مثل مكتب البريد وساحة تينديلاس ومبنى البلدية. سرعان ما تم إخماد المقاومة بحرق مقرات حزبي الاتحاد الوطني للعمل والشيوعي الإسباني، فاختزل نضال العمال إلى قتل محامي سيدا (خوسيه ماريا هيريرو) وحرائق صغيرة في بعض الكنائس.

في نفس الليلة قام العقيد كاسكاخو القائد الفعلي للمنطقة بتعيين عمدة ورئيس مجلس المقاطعة وحاكم مدني جدد. وقطع الطريق البري والسكك الحديد عن العاصمة، وقبض على العديد من نواب ملقة في محطة لوس كانسينوس في قرطبة قادمين من مدريد نحو مدينتهم ملقة، الذين اعدموا في الفترة بين 28 و 30 يوليو.

فأضحت الأوضاع في المقاطعة مواتية لقادة الانقلاب بعد أن انضمام مختلف ثكنات الحرس المدني في البلدات إليهم. وهناك بعض الاستثناءات في معقل الأناركية لبوخالانكي (حيث وُضِع الحرس المدني في خدمة سلطات الجمهورية) إلى جانب مع كانيتي دي لاس توريس وفالنزويلا وفيلا ديل ريو؛ ونويفا كارتيا التي ظل رئيسها مخلصًا للجمهورية؛ إل فيزو وبينيارويا-بويبلونييفو. ولاحقا تمكنت وساطة رئيس البلدية فرناندو كاريون والنائب الاشتراكي إدواردو بلانكو من الحفاظ على ولاء الحرس المدني للمنطقة بأكملها للحكومة، التي تركزت في بينياريا. وفي جنوب المقاطعة حافظت دنيا منسية على ولائها للحكومة الديمقراطية بعد انضمام الحرس المدني للمدينة في 20 يوليو، بعد فرارهم إلى كابرا، وتشكيل لجنة للدفاع عن الجمهورية في المدينة المذكورة.

وهكذا استيقظت مقاطعة قرطبة في صباح يوم 19 يوليو على 48 بلدية من أصل 75 بلدية بيد المتمردين.

الرد الجمهوري

بعد محاولة الانقلاب تلك بدأت عدة مدن بتشكيل لجان للدفاع عن الجمهورية، مكونة من اليساريين والأهالي الذين قاتلوا لإعادة المناطق التي أخذها المتمردين. وبتلك الطريقة أخمدت كتلة العمل الانتفاضة في المدور ومونتورو في 19 يوليو، وقدم رجال الميليشيات يوم 20 يوليو من جيان من CNT والشباب الاشتراكي الموحد في بالما ديل ريو، حيث أجبروا الثوار المتحصنين في الثكنات على الاستسلام. وفي بيانة استولى الفوضويون على المدينة بأكملها.

وفي 21 يوليو عادت مدن نويفا كارتيا (حيث وصل طابور من قرطبة في اليوم السابق) وسانتا يوفيميا وفيلارالتو وبيدرو عبد إلى السيطرة الجمهورية. وفي 22 يوليو انتهى الفلاحون من إسبيخو وكاسترو ديل ريو بطريقة دموية مع اليمينيين، الذين فقدوا أيضًا مونتورو (حيث مات أكثر من 40 شخصًا) وفيلافرانكا دي قرطبة. في بيدرو عبد قتل عشرات الجمهوريين على يد طابور من قرطبة. فازداد الصراع عنفًا: ففي 23 يوليو انتصر اليساريون في بوساداس وبوينتي جينيل بعد إراقة دماء كثيرة، وهو ما حدث أيضًا في فرنان نونيز.

وفي الأيام التالية عادت إلى السيطرة الجمهورية كلا من إل كاربيو وفوينتي بالميرا وفيلانيوفا دي قرطبة (قرطبة) وجميعها يوم 24 يوليو، وتوريكامبو في 25 يوليو وبيدروتشي في 26 يوليو. وحاول اليساريون بمساعدة طابور من عمال المناجم من بينارويا الدخول إلى هينوخوسا ديل دوكي في 27 يوليو، إلا أن المتمردون تمكنوا من منعهم بمساعدة الحرس المدني في بوزوبلانكو. ثم استعاد الجمهوريون فوينتي بالميرا يوم 29 ونويفا كارتيا يوم 30 يوليو.

بعد تلك المناوشات التي كان تنظيمها محليًا من قبل عمال البلدات، تغير الدفاع مع وصول طابور من الميليشيات والنظاميين تحت قيادة الجنرال مياخا. ووصل هذا الطابور إلى مونتورو من الشرق بتاريخ 28 الشهر. وكان هدفه الأول هو استعادة قرطبة التي كان مياخا بنفسه يتفاوض مع العقيد كاسكاخو عبر الهاتف أثناء القصف على المدينة.

نظرًا لصعوبة الاستيلاء على عاصمة المقاطعة، ركز مياخا على المدن، بدءًا من المنطقة الشمالية ومقاطعة البطروج حيث استعاد أنيورا في 5 أغسطس، وأداموز يوم 10أغسطس، وبلالكزار 14 أغسطس، والكاراكيخوس وفيلانيوفا ديل دوكوي وهينوخوسا ديل دوكي وبوزوبلانكو في 15 أغسطس، فقبض على العديد من اليمينيين والحرس المدني، وتم إرسالهم في قطارين إلى فالنسيا حيث أعدموا جميعا. وفي 25 أغسطس استولت القوات الجمهورية على آخر معقل للمتمردين في البطروج بالاستيلاء على دوس توريس. وفي 20 أغسطس خطط الجنرال مياجا لشن هجوم من خمس جبهات على قرطبة غير المحمية. إلا أن الهجوم فشل وتمكن طابور واحد فقط من الاقتراب لسبعة كيلومترات من العاصمة على طريق إسبيخو ولكن أوقفه طيران المتمردين.

منطقة المتمردين

  • بوابة إسبانيا
  • بوابة الحرب الأهلية الإسبانية
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.