الثقافة في موريتانيا

شكلت موريتانيا[1]، منذ نشأتها حالة فريدة وجسرا تاريخيا بين العرب وإفريقيا. ومنذ أن بدأت هجرات القبائل العربية والبربرية الأولى إلى هذه الربوع بدأ نوع من الامتزاج والتعايش بين تلك القبائل والمجموعات والإفريقية لا إكراه فيه و كان مؤسسا في تشكيل بنية سكانية واجتماعية أخذت من تاريخ المنطقة كل مقومات الترافد الثقافى. وشكل الإسلام السنى المالكى عبر تاريخ البلاد المحدد الأول للهوية المشتركة وجسرا رابطا بين المجموعات المتعايشة في الفضاء الموريتانى من العرب والبولار والسوننكى والولوف ومع تعلقها الشديد بالدين والتدين كمقوم ثابت للعيش المشترك انتجت هذه المجموعات عبر تاريخها المشترك تراثا ثقافيا متنوعا يمتد على خارطة الوطن الثقافية من الموسيقى والشعر إلى المعمار والمخطوطات والعادات والتقاليد والأهازيج والفنون الشعبية والعادات والتقاليد المتداخلة والمتشابهة. و يمكن اعتبار موريتانيا اليوم حالية فريدة في التعايش بين ثقافات متنوعة وأعراق متعددة متصالحة وهو ما أنتج عملية تثاقف مستمرة في الزمان و المكان بين مجموعات تنتج نمطا ثقافيا واجتماعيا متعددا بتعدد الألسن يستجيب بطريقة مدهشة لمتطلبات الوحدة السياسية ويحترم ضرورات التنوع الثقافى. هذا النمط الثقافى المبتكر شكل الإسلام أبرز مكوناته وكانت الثقافة العربية الإسلامية تعززها الذهنية المتدينة أهم عوامل الصهر لكن مع وصول المستعمر كانت بذور الفرقة قد حصلت وإن لم تصل يوما إلى قطيعة حقيقية بالمعنى الإبستيمولوجى ويعتبر بعض الدارسين أن هذا (التمازج العربي الأفريقي) أساسه التنوع وليس ألاختلاف الا أنه يقوم على بنية مجتمعية ليست صلبة النسيج بما فيه الكفاية. فالتمثلات المحلية للأسلمة لم تقض مطلقا على الذهنية السائدة في ترسيخ الترابية في المجتمع التقليدي. ويدرك الموريتانيين أكثر من غيرهم أن اختلاف الأعراق والثقافات والألسن هو من ايات الله في خلقه و أحد مظاهر القوة والاستمرار ويتحدث علما الألسن عن مفارقة غريبة هي أن المجموعات المتعايشة في الفضاء الموريتانى لم تٌضمن قاموس لغتها التمييزية أي نمط سلطوي يحفظ خصوصيتها أوفوقيتها على حساب الآخرين، الأمر الذي أسس عمليا بهذه التركيبة الإنسانية المتعددة لمشروعية تاريخية صلبة في منطقة كانت وما زالت نقطة لتلاقح الحضارات والثقافات. محددات الثقافة الموريتانية:

الدين

الإسلام هو المحدد الأول في الثقافة الموريتانية وهو المصدر والمرجع للتفكير الإجتماعى واالثقافى وقد ظل الدين الإسلامى والمذهب المالكى رغم كل مظاهر التدين الشعبى جامعا وموحدا لكل الموريتانيين رغم التنوع في التقاليد الثقافية والاجتماعية واللسانية .

اللغة

رغم احتفاظ المجموعات المتعايشة في الفضاء الموريتاني بخصوصياتها اللغوية ورغم تعدد اللهجات الا أن اللغة العربية ظلت عامل ربط ثقافى متين بين السكان بحكم الضرورات الدينية التي تحتم تعلم اللغة العربية لفهم الدين والشريعة الإسلامية ولكن الملاحظ أن اللغة العربية لم تنتج أي نمط لغوى سلطوي يميزها عن غيرها أو يقلل من شان اللغات المحلية الأخرى وقد انتقل الكثير من مصطلحات اللغة العربية إلى اللغات الإفريقية بسهولة كما استقبلت اللهجة الحسانية وليدة اللغة العربية الكثير من الكلمات من اللهجات المحلية دون أى استعلاء ثقافى.

البدواة

وهنا لا تعني استغلال وسائل الإنتاج الرعوية كامتهان تربية المواشي وممارسة الزراعة خاصة في منطقة النهر. والرعى وتنمية المواشى وزراعة النخيل في المناطق لصحراوية وهي تشكل المشترك الإجتماعى والبيئي وإنما نعني أكثر من ذلك ديناميكية انتاج المعرفة في المجتمعات البدوية القبلية الإفريقية والعربية في موريتانياأي نظام المحاضر الذي ظل وفيا للقيم الكبرى للأمة ومساهما في تشكيل وجدانها الدينى والثقافى والإجتماعى وشكل المصدر المشترك لكل الموريتانيين ومرجعا ثقافيا فعالا في علا قاتهم بالآخر.

رحلة العلامات الثقافية

تشكل بنية المجتمع الموريتانى المتعدد الأعراق والثقافات فضاء حرا لانتقال العلامات الثقافية بين المجموعات المتعايشة وفي كل الاتجاهات. وتؤكد الدراسات الآنتربولوجية أن انتقال العلامات الثقافية ساهم في تكريس عملية التثاقف المستمرة بين العرب والأفارقة وتشمل هذه العلامات العادات والتقاليد والأزياء والأوانى والأطعمة والمصطلحات اللغوية والأهازيج والإيقاعات والآلات الموسيقية والشعر والمتون الفقهية التي تشكل مجتمعة الذاكرة الجماعية للموريتانيين.

الثقافة الولفية

الولوف هم الأكثر في السنغال ( 43.5 ٪ ) ، 16 ٪ في غامبيا، و نحو 9 ٪ في موريتانيا. الملاحظ أن الحيز الجغرافي للولوف في موريتانيا يقع في ولاية اترارزة ويمتد إلى كرمسين من الحدود الجغرافية لمنطقة الولوف مصدر الولوف لكل جماعة عرقية أفريقية معالمها الثقافية الشفوية، وحسب المصادر الروائية التقليدية يعود مصدر الولوف إلى نهر النيل دفاتر يورو بواى دايو و يعزز هذا المصدر بحوث المصريات للشيخ أنتا ديوب ( في الأمة الزنجية والثقافة ) . الأبحاث التي أجريت من قبل هؤلاء المؤرخين والعلماء، تبين أن لغة الولوف هي الأقرب إلى المصرية القديمة. الرواية الاخرى الشفهية تؤكد ان منطقة الوالو التي ينتمى اليها الولوف الموريتانيين هي مهد شريحة الولوف ( انظر اساطير زرع قرى الولوف في موريتانيا \ معهد اللغات الوطنية أكتوبر 1987 ) ويحكى ايضا ان الولوف هو جد كلمة وولوف كلمة تعنى القادمين من. وعليه والاف تعنى اصحاب البلد لاف وهذا البلد هو مملكة والو والولوف الموريتانيين ينتمون لمجموعة تسمى والو والو اى الولوف الاصليين من نهر السنغال.

المزج الثقافى

تعايش الولوف مبدئيا مع البيظان رفقة الهالبولار والسونيكى والسيرير ومن هذا التعايش ولد قبيلة اولاد بنيوك في اترارزة التي اشتهرت بالاسماء : افال . دينغ . امبودج . اترارزة على الرغم من الحروب والغارات، والتي نجم عنها زواج الملكة جمبت بأمير شهدت ثقافة الولوف مختلف التأثيرات التي شكلت أساسها وأصالتها من خلال التنظيم الاجتماعي و الرسوخ القوى لشعائر الفكر الإسلامي حيث ان غالبية الولوف في (السنغال، غامبيا ) كونوا مسلمين

البنية الاجتماعية

البنية الاجتماعية التقليدية للولوف هي نفس البنية البولارية، بيد أن الطبقية الاجتماعية على الرغم من أنها تميل إلى الاختفاء لا تزال قائمة في العائلات خصوصا الريفية منها. نلاحظ أن الألقاب في الولوف لا تنتمي إلى أي تصنيف اجتماعى، كما تنص على ذلك الذاكرة الجماعية اسم الولوف ينتمي إلى أي شخص انجاى .ديوب .كى . انينك . سيك . صار .انيص. اتيام . واد امبودج . صمبا . دياو الخ للولوف ومع ذلك، فإن ألاسماء الأرجح في الولوف هي: ندياي ديوب، فال .كي هناك أسماء يحملها الولوف من اصل بولارى، سريري، بامبارا : بعض الأسماء تتطابق على سبيل المثال الأخير ندياي مطابق ديارا فال / كوليبالي، ديوب/ تراوري، غي / سيسوكو على الرغم من أن الولوف مسلمون هناك أسماء معينة خاصة بالولوف مامادو، مودو، ومور ( اسم محمد ) ؛ عبده، دودو، عبد و ( عبد الله ) ، بابكر، مباي ( أبو بكرين ( تحديدا خاصة با لولوف على سبيل المثال: مكط . مكجودية . ة ى يريم . مادكين . امباينغ . افاتو . اندى يتميز المجتمع الولوفى التقليدي أيضا بالنظام الطبقي . في الولوف المجموعة الأكبر عددا هي " الجير " أو " جور " ، وتسمى أحيانا الرجل النبيل أو الحر، وهم في الغالب من المزارعين و ملاك الأراضي عموما. . بعد ذالك تأتى طبقة الصناع التي تحتل مكانة أدنى في السلم الهرمى تقليديا من قبل " الجير ونميز :

الفنانين وهم المغنين والموسيقيين. الذين يمثلون ذكريات ألأسر التي يحفظونها عن ظهر قلب في علم الأنساب من " الجير " المرتبطين بهم .

الحدادون : هناك فئتين : أولئك الذين يعملون الحديد يدعون تك وصائغى المجوهرات الذين يدعون بلاميس

  • لاووبى: صناع الخشب من اصل بولارى
  • وودى: هم صناع الاحذية
  • راب: النساجين

في الجزء السفلي من السلم العبيد، ديام بالولفية تقليديا، يعيشون تحت سلطة العائلات التي يخدمونها . واليوم لم يعد العبيد موجودين على هذا النحو، ولكن الأسر ورثت هذه الهوية التي اصبحت وصمة عار، لأنه على الرغم من تغيير العقليات الزواج بين اثنين من طبقات من أصول مختلفة لا يزال محظورا.

الفلسفة والقيم السلوكية

القيمة المعنوية الاولى هي الشجاعة والمثابرة و الروح القتالية والاحترام و الكرم و الشرف وتسمى ديوم.. هناك أيضا تيرانغا الذي تمثل القدرة على استقبال أي أجنبي باحترام وأريحية وجعله يحتفظ بذكريات طيبة عن اقامته كما هو الحال في جميع المجموعات العرقية الأفريقية، والتي تبين بشكل دائم التضامن و التماسك الاسرى المنبثق عن الأحداث الجوهرية الثلاثة الأكثر أهمية في الحياة الأسرية : الولادة .الزواج والوفيات . مرتبط بثنائية الابوة المسماة كنيو وتلك الموروثة عن الاسم المسماة سانت منذ اسلامها ظل المجتمع نتحدث ايضا عن الشجاعة الموروثة من الاب المسماة فيلت . الام تحمل الدم ديرت صفة دياكو الذكاء كهيل والقدرة الروحية نديب (اكل الارواح) وتؤكد بعض الامثلة اهمية الام في الثقافة الولفية كيل دافو كوك نامب يعنى الذكاء من ثدى الام ديوم ديا ندى يعنى النت كأمها

اننشار ثقافة الولوف

فمن المستغرب أن نلاحظ أنه بعد الحسانية، الولوف هي اللغة الأكثر استخداما في نواكشوط ونواديبو . وهي أيضا لغة مشتركة في جميع أنحاء السنغال. تنتشر الثقافة الولوفبة عن طريق شبكة الإسلام (من خلال المشايخ مثل القادرية التجانية والمريدية و بواسطة وسائل الإعلام، والموسيقى، والأزياء والتحضر، و الاقتصاد غير المصنف . هناك ميل في الولوف لإقامة علاقات عاطفية أو ودية مع الجماعات الأخرى المجاورة . تعكس بعض العبارات مثل " سما نار بى " ساما بيل بى القرابة الهزلية جزء لا يتجزأ من الثقافة الولوفية تظهر بين الأفراد على سبيل المثال بين افال، نيانغ، دينغ، ديان بين الوالو والو والسونكى تتجلى الولفية من خلال ما يسمى الثقافة المادية ( الطبخ، و الملابس ، والحلاقة ..الخ . الموسيقى الحديثة الولوفية تكسر الحواجز و هي مقبولة من قبل الجماعات العرقية الأخرى ضمنيا.

طبول الحرب

يسمى الطبل والطبلد بالبولار والتابلت في اللغتين وتعنى التحصين وتستخدم الشريحتين نفس العبارة ولتحديد علاقة القرابة التعاقدية أو التحالف تحت اليمين هو جونغو * سيك * . في البولارية يعنى هذا المصطلح علاقة الجوار المباشر .ياوغوندى هو التطاول من فوق حظيرة أو حائط للتحدث مع جاره أو تبادل شيء ما ..

محاكاة الازياء

القفطان أو الجلباب محاكاة عربية الملحفى التي يرتديها النساء السونكيات هي الاخرى من اتصل عربى أو بربرى و أيضا بعض أسماء العناصر من النساجين السونكيين مجرد رسم لنماذج بولارية أو محاكاة بمبار .غير ان الحجاب نيامسولى يعتبر تقليد بمباريا ذو طابع سونكى وكان هذا القماش يحاك على شكل فضفضة دراعة مطرزة وتتكون من نيام. كل قماش مزخرف لدى السونكى كما هو الحال لباندياغرا ويتو نيانغا الذي يعتبر اسمه من اصل بمبارى في بعض الاماكن السونكية في فوتا .وكان الفتيات والنساء يتكفلن بالتطريز على الاحزمة والدراعات وبد ذالك تتم صباغة القماش باللون المفضل

الثقافة البولارية

موريتانيا ارض تلاقى مابين النهرين مسكونة من قبل مجموعات شهدت عدة قرون من المواجهات والتحالفات وهذه المجموعات متفرقة تدعى بالعربية البظان هال بولار السونكى وولوف و تتميز كل مجموعة بتنوعها اللغوى والثقافى وهنا نتطرق بإيجاز إلى مجموعة البولار وبعد ذالك عن احدى المجموعات الاخرى وأخيرا النفوذ الذي تعرضت لهفيما بينها . الهلبولار المدعوون البيل أو التوكلير يتكلمون البكما هو الحال بالنسبة للولوف المنتمين لمجموعة غرب المحيط من الاسرة الزنجية الكوروفانية .طريقة تنوع حياتهم توزعهم إلى منمين ومزارعين في غالبيتهم وتتغير العادات الثقافية حسب طريقة الحياة ونمط العيش يستعمل المنمين عادة اللبن وتبقى الحيوانات هي مصدر الرزق ورمز الغناء وتهيمن الحبوب على معيشة القرويين . الزى متشابه رغم ان المنمين يرتدون غالبا ملابس قصيرة وبسيطة . التنظيم الاجتماعى يتميز لدى القرويين بنظام شرائحى صلب والانتماء إلى شريحة ما يعلن عنه عند الولادة ومدى الحياة . زمن المفارقات ان الشريحة هي عبارة عن الهوية التي تمنحها الاسطورة القديمة قيمة .الادب الشفهى يشهد ترتيبا حسب الفئة والنوع والمجموعة الاجتماعية المهنية ابانبادو والنجار الفاتتنغ مصحوب بالهدو مقتبس من المحيط الرعوي حيث تنشب الخلافات حول البقرة والمراة السيدو يغنى الشجاعة والحرب والمجد من خلال الكومبودا والكونتى والكيمبالو للاتصال مع المحيط المائى وعندما يهب الصياد إلى الصيد . طريقة السكن والملبس فن الطبخ تخليد الولادة الزفاف أو الوفاة مختلف من مجموعة إلى اخرى . النفوذ هيمنة مجموعة البولار على المجموعات الاخرى غير بادية إلا في المناطق التي يكثر فيها توجدها عندئذ تمارس المجموعات بعض الظواهر على مستوى الطبخ و الزراعة وهذه الهيمنة تتجلى أكثر فأكثر. من البديهى ان مجموعة البيل اخذت كذالك من المجموعات الاخرى وقد رافق اسلامها محاكاة لعدة كلمات عربية .وتعود هذه العبارات إلى السجلات الاسلامية - القانونية والإدارية الاجتماعية والاقتصادية التعليمية والعلمية والأدبية الخ.

على المستوى الادبى ومن خلال المدارس القرآنية وخصوصا تعليم الاداب العربية والاستنباط منها . وعلاوة على التنوع الثقافى واللغوى هناك مخزون ثقافى ينبه الموريتانيين علا كل ما هو مشترك بينهم وبعيدا من ان يكون التنوع الموريتانى حائلا دون التقدم بل هو اداة للتفاهم والنمو وهناك عدة امثال من المخزون التراثى باللغات الحسانية والولفية والسونكية والبولارية تربهن بما لا يترك مجالا للشك على ان التنوع اداة للتقدم التنوع اللغوى والثقافى في موريتانيا تتميز لدى كل المجموعات ويجب ان تدعم باجراءات ملموسة لدعمها وتعزيز الذاكرة الجماعية المغذاة منذ قرون بإشعاع من التبادل الذي يقيم كل ثقافاتنا وترقية وحدتنا الوطنية .الهيمنة المتبادلة للغاتنا وثقافاتنا يمكن أي يساعد على اثراء النقاش اللغوى والعمل على بناء صرح ثقافى قوامه المواطنة والتعددية .

المصادر

  • خفى الاسم : 2006 حكايات موريتانية على الضفة نواكشوط مطبعة دار الإشهار التحالف الفرنسى الموريتانى
  • با اسمان : 1987 مقاربة حول محاكاة البولار للعرب (تحت جوانب صوتية والدلالات المورفوسينتاكسيكية) رسالة الإجازة من جامعة نواكشوط
  • بال زينب 2000 التاريخ والإنتاج الادبى رسالة الإجازة من جامعة نواكشوط
  • دياغانا اسمان موسى 1999 الشرقية التغزل على امرأة في الساحل
  • كى تين يوسف مناهج الادب البولارى في افر بقيا الغربية يتبعه بعض الاوجه في الجنوب الموريتانى .المطبعة الجديدة نواكشوط
  • سي بايل 2003 مقاربة حرفية لنوعية الادب الشفهى الموريتانى (اطروحة الدكتوراه جامعة باريس ناتير)

انظر أيضاً

وصلات خارجية

مراجع

    • بوابة موريتانيا
    • بوابة ثقافة
    • بوابة سينما
    • بوابة المرأة
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.