التطهير العرقي للجورجيين في أبخازيا

التطهير العرقي للجورجيين في أبخازيا[1][2][3][4][5][6][7][8][9][10] والمعروف أيضًا باسم مجازر الجورجيين في أبخازيا[11][12] والإبادة الجماعية للجورجيين في أبخازيا (بالجورجية: ქართველთა გენოციდი აფხაზეთში)، وفقًا للمصادر الجورجية،[13] يُشير إلى التطهير العرقي[14] والمجازر[15] والإزالة الجماعية القسرية للآلاف من المنحدرين من أصل جورجي الذين يعيشون في أبخازيا خلال الحرب في أبخازيا في الفترة 1993-1992 و1998 على أيدي الانفصاليين الأبخاز وحلفائهم.[16][17][18][19] قُتل كل من الأرمن واليونانيين والروس والأبخاز المعارضين.[20] وأصبح ما يقارب من 200،000 إلى 250،000 من المواطنين الجورجيين مُشردين داخليًا.[21] اعترفت بالتطهير العرقي والمذابح ضد الجورجيين رسميًا اتفاقيات منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عامي 1994 و1996 ومرة أخرى سنة 1997 خلال مؤتمرات قمم بودابست ولشبونة وإسطنبول، وأدانت «مُرتكبي جرائم الحرب التي جرت خلال هذا الصراع».[22] وفي 15 مايو 2008، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة -بأغلبية 14 صوتًا مقابل 11 صوتًا وامتناع 105 أعضاء عن التصويت- قرارًا بالقرار A/RES/62/249 «تشدد فيه على أهمية الحفاظ على حقوق الملكية للاجئين والمشردين داخليا من أبخازيا، جورجيا، ومنهم ضحايا «التطهير العِرقي» المبلغ عنه، وتُطالب جميع الدول والأعضاء بمنع الأشخاص الخاضعين لولايتها من الحصول على ممتلكات داخل إقليم أبخازيا وجورجيا في انتهاك حقوق العائدين».[23] وقد أصدر مجلس الأمن الدولي سلسلة من القرارات مطالبةً من أجل وقف إطلاق النار.[24]

أحداث

شكل الجورجيون قبيل الحرب الأبخازية سنة 1992 ما يقارب نصف سكان أبخازيا، في حين كان الأبخاز يُشكلون أقل من خمس السكان.  وعلى النقيض من ذلك، كان سنة 1926 توازنًا بين السكان في نحو ثلث لكل منهما مع الروس والأرمن واليونانيين الذين يشكلون ما تبقى. وسمحت الهجرة الواسعة النطاق لسكان الجورجيين والروس والأرمن بالتضخم، إذ إن سكان الأبخاز لم يتضاعفوا حتى حلول عام 1989، في حين تضاعف عدد السكان الجورجيين أربع مرات تقريبًا من 494 67 إلى 872 239 نسمة، وتضاعف السكان الأرمن ثلاث مرات، والروس بمقدار ست مرات.[25]

الصراع العسكري في أبخازيا

تغير الوضع السياسي في أبخازيا سنة 1992 إلى مواجهة عسكرية بين الحكومة الجورجية والانفصاليين الأبخاز. وتفاقم القتال عندما استولت القوات المسلحة الجورجية مع وحدات الشرطة على سوخومي واقترابها من مدينة غوداوتا. وأدت السياسات العرقية التي بدأها الجورجيون في سوخومي إلى خلق لاجئين ومجموعة من المقاتلين في الوقت ذاته عازمين على استعادة منازلهم المفقودة.[26] مع ذلك، ومع تقدم الحرب، نفذ الانفصاليون الأبخاز السياسات ذاتها من النزوح العنيف للجورجيين من أماكنهم بنسب كبيرة، إذ أدى إلى ترك 250000 شخصًا يُطردون بالقوة من بيوتهم. وفي ظل المساعدات المزعومة من روسيا، تمكن الانفصاليون من إعادة تسليح وتنظيم «كتائب المتطوعين» من شمال القوقاز. ووفقًا للمحلل السياسي جورج ميرسكي، كانت القاعدة الروسية في غواداوتا «تزود الجانب الأبخازي بالأسلحة والذخيرة». وأضاف أنه «لم يقدم أي دليل مباشر على ذلك، ولكن من السذاجة الاعتقاد بأن الدبابات والصواريخ ومدافع الهاوتزر وقطع الذخيرة وغيرها من الأسلحة الثقيلة التي كانت قوات التحالف المعادية لجورجيا تستخدمها بتزايد في حربها قد استولى عليها العدو». وتألف هذا التحالف المُعادي لجورجيا من مجموعة شمال القوقاز «الكونفدراليين سكان جبال القوقاز»، والفرقة الشيشانية «غراي وولف أو الذئب الرمادي» التابعة لشامل باساييف، والكتيبة الأرمنية «باغراميان» والقوقاز والمسلحين من ترنسنيستريا والعديد من الوحدات الخاصة الروسية.[27][28][29][30][31][32] ووفقًا للعالم السياسي برونو كوبيتريز، «اتخذت الحكومات الغربية بعض المبادرات الدبلوماسية في الأمم المتحدة ووجه نداء إلى موسكو لوقف المشاركة النشطة لقواتها العسكرية في هذا الصراع. وأصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سلسلة من القرارات التي تدعو إلى وقف إطلاق النار، وأدان أيضًا سياسة التطهير العرقي الأبخازية».[24]

نفذ الجانب الأبخازي عملية التطهير العرقي لطرد السكان المنحدرين من أصل جورجي في أبخازيا والقضاء عليهم مواجهةً لمئات الآلاف من المنحدرين من أصل جورجي الذين لم يرغبوا في مغادرة ديارهم.[33]

إن العدد الدقيق للقتلى خلال التطهير العرقي مختلف فيه، ومع ذلك، فهو يتراوح من 8000 إلى 10000 شخص، وهذا لا يشمل المدنيين الذين قُتلوا سنة 1998 خلال الهجوم الانفصالي على منطقة غالي.[34] طُرد نحو 200000 إلى 250000 شخص من أصل جورجي من ديارهم. وشملت حملة التطهير العرقي أيضًا الروس الأرمن واليونانيين والأبخاز المعتدلين والمجموعات العرقية الصغيرة الأخرى التي تعيش في أبخازيا. ودُمر أكثر من 20000 منزلًا يملكها أشخاص من أصل جورجي. ونُهبت ودُمرت مئات المدارس ورياض الأطفال والكنائس والمستشفيات والآثار التاريخية.

قدمت تقارير وزارة الخارجية الامريكية عام 1994 وصفًا لمشاهد انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بدعم من منظمة رصد حقوق الإنسان على أساس النتائج التي توصلت إليها. ووفقًا لتقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن الصراع في أبخازيا (جورجيا): ارتكبت القوات الانفصالية (الأبخازية) فظائع وحشية واسعة النطاق ضد المدنيين الجورجيين وقتلت العديد من النساء والأطفال والمسنين، وأخذت بعضهم رهائن، وتعذيب الآخرين، وقتلوا أيضًا أعدادًا كبيرة من المدنيين الجورجيين الذين بقوا في الأراضي التي استولى عليها الأبخاز.

وبدأ الانفصاليون بأطلاق عهد إرهابي ضد السكان الجورجيين الذين يشكلون الأغلبية، مع أن جنسيات أخرى عانت أيضًا. ويقال أيضًا إن الشيشان وغيرهم من مواطني شمال القوقاز من الاتحاد الروسي انضموا إلى القوات الأبخازية المحلية في ارتكاب الفظائع. وقدم الهاربين من أبخازيا ادعاءات موثوقة للغاية عن هذا الفظائع، تضمنت قتل المدنيين دون أي اعتبار للسن أو الجنس. وأظهرت الجثث المستعادة من الأراضي التي تُسيطر عليها الأبخاز علامات تعذيب كثيرة.[35]

وبعد نهاية الحرب، بدأت حكومة جورجيا والأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا واللاجئين في التحقيق وجمع الأدلة والحقائق حول الادعاءات المتعلقة بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي والترحيل التي قام بها الجانب الأبخازي خلال الصراع.[36][37]

وفي مارس 2006، أعلنت محكمة لاهاي لجرائم الحرب أنها استعرضت جميع الوثائق التي قدمها الجانب الجورجي. وبعد إجراء تحقيق شامل، خلصت المحكمة إلى أنها ستحاكم حملة التطهير العرقي وجرائم الحرب التي تعرض لها الجورجيون في أبخازيا وستبدأ بعقد جلسات الاستماع ضدهم.

وفقًا لكاثرين ديل من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين:

في مخيم سياحي سابق في كوتايسي، يتحدث تجمع كبير من النازحين عن «الممارسة الشائعة» التي تُسمى «ربطة العنق الايطالية» التي يُقطع فيها اللسان من الحلق ويلتف حول الرقبة. وتتحدث امرأة عن رجل أُجبر على اغتصاب ابنته المراهقة، وعن جنود أبخاز يمارسون الجنس مع الجثث، ويروي رجل عن قتل الأبخاز للأطفال الصغار في غوداوتا وقطع رؤوسهم ليلعبوا بها كرة القدم. وتتكرر هذه المواضيع في العديد من الروايات المنفصلة.[38]

في 18 يونيو 2001، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة ليوبلينا سلوفينيا حقيقة هذه الفظائع، مشيرًا إلى أن «يبدو أن السلطات الجورجية نسيت كيف استخدم الإرهابيون الشيشان الرؤوس الجورجية كرات القدم خلال الأزمة الأبخازية. ولسوء الحظ، نعم إنها الحقيقة».[39]

التطهير العرقي (1993 – 1992)

يُشير تقرير منظمة رصد حقوق الإنسان الذي صيغ سنة 1995 -الذي يشمل سردًا مفصلًا الجرائم الحرب والفظائع التي ارتكبت خلال الحرب- أن «منظمة رصد حقوق الإنسان تجد القوات الأبخازية هي المسؤولة عن الموجة المتوقعة من انتقام وانتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم الحرب التي طالت السكان الجورجيين في سوخومي وأجزاء أخرى من أبخازيا. شُجعت هذه الممارسات بالفعل لطرد السكان الجورجيين من ديارهم».[40]

أرادت القيادة الجورجية شن حرب خاطفة في أبخازبا، لكن ليس كل شيء تُقرره الدبابات وصواريخ غراد. وليس لدى الأبخاز أي أرضٍ أخرى، ليس لدينا طرق للذهاب. لكن لم يعد بإمكان الجورجيين العيش هنا. ليس أمامهم في أبخازيا سوى الموت.    

انظر أيضًا

مراجع

  1. Budapest Declaration and Geneva Declaration on Ethnic Cleansing of Georgians in Abkhazia between 1992 and 1993 adopted by the OSCE and recognized as ethnic cleansing in 1994 and 1999
  2. The Guns of August 2008, Russia's War in Georgia, Svante Cornell & Frederick Starr, p 27
  3. Anatol Lieven, "Victorious Abkhazian Army Settles Old Scores in An Orgy of Looting, The Times, 4 October 1993
  4. In Georgia, Tales of Atrocities Lee Hockstander, International Herald Tribune, 22 October 1993
  5. The Human Rights Field Operation: Law, Theory and Practice, Abkhazia Case, Michael O'Flaherty
  6. The Politics of Religion in Russia and the New States of Eurasia, Michael Bourdeaux, p. 237–238
  7. Managing Conflict in the Former Soviet Union: Russian and American Perspectives, Alekseĭ Georgievich Arbatov, p. 388
  8. On Ruins of Empire: Ethnicity and Nationalism in the Former Soviet Union Georgiy I. Mirsky, p. 72
  9. Freedom in the World: The Annual Survey of Political Rights and Civil Liberties by Roger Kaplan, p 564
  10. Small Nations and Great Powers: A Study of Ethnopolitical Conflict in the Caucasus, p 174
  11. Chervonnaia, Svetlana Mikhailovna. Conflict in the Caucasus: Georgia, Abkhazia, and the Russian Shadow. Gothic Image Publications, 1994.
  12. Small Nations and Great Powers: A Study of Ethnopolitical Conflict in the Soviet Union, Svante E. Cornell
  13. Tamaz Nadareishvili, Conspiracy Against Georgia, Tbilisi, 2002
  14. Human Rights Watch Helsinki, Vol 7, No 7, March 1995, p 230
  15. Crossroads and Conflict: Security and Foreign Policy in the Caucasus and Central Asia, Gary K. Bertsch, Page 161
  16. Cornell Svante. Autonomy and Conflict: Ethnoterritoriality and Separatism in South Caucasus-Cases in Georgia, p 181
  17. Georgiy Mirsky. On Ruins of Empire: Ethnicity and Nationalism in the Former Soviet Union, (United States: Greenwood Press 1997),p 73
  18. Goltz Thomas. Georgia Diary: A Chronicle of War and Political Chaos in the Post-Soviet (United States: M.E. Sharpe 2006), p 133
  19. Chervonnaia Svetlana. Conflict in the Caucasus: Georgia, Abkhazia, and the Russian Shadow, p 59
  20. Conflict in the Caucasus: Georgia, Abkhazia, and the Russian Shadow by S. A. Chervonnaia and Svetlana Mikhailovna Chervonnaia, pp 12–13
  21. Abkhazia Today. نسخة محفوظة May 10, 2007, على موقع واي باك مشين. The مجموعة الأزمات الدولية. Europe Report N°176 – 15 September 2006, page 23. Free registration needed to view full report
  22. Resolution of the OSCE Budapest Summit, منظمة الأمن والتعاون في أوروبا, 1994-12-06 نسخة محفوظة 2019-05-10 على موقع واي باك مشين.
  23. A/RES/62/249, A/62/PV.97 نسخة محفوظة 2018-09-05 على موقع واي باك مشين.
  24. Commonwealth and Independence in Post-Soviet Eurasia Commonwealth and Independence in Post-Soviet Eurasia by Bruno Coppieters, Alekseĭ Zverev, Dmitriĭ Trenin, p 61
  25. Population censuses in Abkhazia: 1886, 1926, 1939, 1959, 1970, 1979, 1989, 2003 باللغة الروسية نسخة محفوظة 2021-01-26 على موقع واي باك مشين.
  26. Human Rights Watch report. Georgia/Abkhazia: Violations of the Laws of War and Russia's Role in the Conflict, page 23. Published in March, 1995 نسخة محفوظة 2020-11-12 على موقع واي باك مشين.
  27. Goltz Thomas. Georgia Diary: A Chronicle of War and Political Chaos in the Post-Soviet (United States: M.E. Sharpe 2006), 133
  28. The War in Abkhazia (1993 Russian Forces Ethnic Cleansing Campaign) by Svante E. Cornell
  29. Allah's Mountains: The Battle for Chechnya, by Sebastian Smith, p 102
  30. Oil and Geopolitics in the Caspian Sea Region, by Michael P. Croissant, Bülent Ara, p 279
  31. Russian Foreign Policy and the CIS: Theories, Debates and Actions by Nicole J. Jackson, p 122
  32. "Open Democracy: Abkhazia-Georgia, Kosovo-Serbia: parallel worlds?". مؤرشف من الأصل في 05 أبريل 2016. اطلع عليه بتاريخ 17 أكتوبر 2008. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  33. US State Department, Country Reports on Human Rights Practices for 1993, February 1994, pp. 120
  34. Chervonnaia, Svetlana Mikhailovna. Conflict in the Caucasus: Georgia, Abkhazia, and the Russian Shadow., p 10
  35. From the Resolution of the OSCE Budapest Summit, December 6, 1994
  36. The conflict in Abkhazia: dilemmas in Russian 'peacekeeping' policy, Lynch, Dov, pp 36–37
  37. Challenges to peacebuilding : managing spoilers during conflict resolution Newman Edward, p 282
  38. Catherine Dale. The Dynamics and Challenges of Ethnic Cleansing: The Georgia-Abkhazia Case, 1 August 1997, by Catherine. Dale, Oxford Press, Refugee Survey Quarterly.1997; 16: 77-109
  39. "Conversation with Heads of Local Bureaus of Leading US Media Outlets". مؤرشف من الأصل في 06 سبتمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 06 سبتمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  40. March 1995, GEORGIA/ABKHAZIA: VIOLATIONS OF THE LAWS OF WAR AND RUSSIA'S ROLE IN THE CONFLICT نسخة محفوظة 2020-12-17 على موقع واي باك مشين.
    • بوابة حقوق الإنسان
    • بوابة جورجيا
    • بوابة أبخازيا
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.