التحالف الفرنسي العثماني

التحالف الفرنسي العثماني، والذي يعرف أيضًا التحالف الفرنسي التركي، هو تحالف بدأ عام 1536 بين ملك فرنسا فرانسوا الأول والسلطان العثماني سليمان القانوني، وهو التحالف الذي قيل عنه أنه "أول تحالف غير أيديولوجي دبلوماسي من نوعه بين إمبراطوريتين مسيحية ومسلمة".[1] تسبب هذا التحالف في إحراج فرنسا في العالم المسيحي،[2] ونعتوه بـ "التحالف الأثيم"، أو "الاتحاد الذي دنّس زهرة الزنبق والهلال" (زهرة الزنبق تمثل الثالوث المقدس)، ومع ذلك، فقد خدم هذا التحالف مصالح الطرفين، وكان مؤثراً بشكل خاص خلال الحروب الإيطالية.[3] كان هذا التحالف الاستراتيجي والتكتيكي في بعض الأحيان، واحدًا من أهم التحالفات الخارجية الفرنسية، واستمرت لأكثر من قرنين ونصف القرن من الزمان،[4] حتى الحملة الفرنسية على مصر، وهي التي كانت ولاية عثمانية، بين عامي 1798-1801.

رسم لتيتيان عام 1530، لفرانسوا الأول (يسار) وسليمان القانوني (يمين) اللذان بدأوا التحالف الفرنسي العثماني.
اتفاقية بين الدوليتن بالتركية و الفرنسية، نشرها فرانسوا سفاري دي برف سنة 1615 م.

آثار التحالف ونتاجئه

كتاب "رحلة البارون سان بلانكار" (Le Voyage du Baron de Saint Blancard en Turquie) الذي كتبه الرحالة والكاتب الفرنسي "جون دو لا فيجا" (Jean de la Vega) من القرن 16، حيث كان عضوا في أسطول "برتران دورنيسون" (Bertrand d'Ornesan) الذي تعاون مع العثمانيين تحت التحالف الفرنسي العثماني.

قدم الحلف الدعم الإستراتيجي لمملكة فرنسا وحمايتها بشكل فعال من طموحات كارلوس الخامس. كما أعطى الفرصة للإمبراطورية العثمانية للمشاركة في الدبلوماسية الأوروبية وكسب مكانتها في السيادة الأوروبية. وفقا للمؤرخ آرثر هاسل ، كانت نتائج التحالف الفرنسي - العثماني بعيدة المدى: "لقد ساهم التحالف العثماني بقوة في إنقاذ فرنسا من قبضة كارلوس الخامس ، فقد ساعد بكل تأكيد النزعة البروتستانتية في ألمانيا ، ومن وجهة نظر فرنسية فقد أنقذت شمال ألمانيا حلفاء فرانسيس الأول ".[5]

التبادلات الثقافية والعلمية

مخطوطة فلكية عربية لنصير الدين الطوسي، مشروحة بقلم غيوم بوستل.

ازدهر التبادل الثقافي والعلمي بين فرنسا والدولة العثمانية. تمكن باحثون فرنسيون مثل غيوم بوستل أو بيير بيلون من السفر إلى آسيا الصغرى والشرق الأوسط لجمع المعلومات.

ويعتقد أن التبادل العلمي قد حدث ، حيث أن العديد من الأعمال باللغة العربية، خاصة فيما يتعلق بعلم الفلك، تم إعادتها، إضافة إلى شرحها ودراستها بواسطة علماء مثل غيلوم بوستل. انتقال المعرفة العلمية ، مثل مزدوجة الطوسي، قد حدث في مثل هذه المناسبات، في الوقت الذي كان فيه كوبرنيكوس يؤسس نظرياته الفلكية الخاصة. كتب، مثل القرآن ، أُعيد دمجها في المكتبات الملكية، مثل المكتبة الملكية في فونتينبلو ، لإنشاء أساس لكلية القراء الملكية (Collège des lecteurs royaux) (كوليج دو فرانس حاليا)، وتم تعليم اللغة العربية فيها تحت إشراف غيوم بوستل.

كتبت الروايات والقصص الدرامية الفرنسية واتخذت الدولة العثمانية كموضوع أو خلفية. في عام 1561، نشر غابرييل بونين "السلطانة" (La Soltane)، رواية تراجيدية تسلط الضوء على دور روكسلانا في تنفيذ حكم الإعدام في عام 1553 لمصطفى الابن الأكبر للسلطان سليمان.تمثل هذه المأساة المرة الأولى التي يتم فيها عرض العثمانيين على المسرح في فرنسا.[6]

المراجع

  1. Kann, p.62 نسخة محفوظة 13 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
  2. William Miller The Ottoman Empire and Its Successors, 1801-1927 Routledge, 1966 ISBN 0-7146-1974-4, p.2
  3. Merriman, p.133 نسخة محفوظة 25 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  4. Roger Bigelow Merriman Suleiman the Magnificent 1520-1566 READ BOOKS, 2007 ISBN 1-4067-7272-0, p.132
  5. Louis XIV and the Zenith of the French Monarchy by Arthur Hassall نسخة محفوظة 14 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  6. The Penny cyclopædia of the Society for the Diffusion of Useful Knowledge p.418 نسخة محفوظة 03 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.

    Arabic_astronomical_manuscript_of_Nasir_al-Din_al-Tusi_annotated_by_Guillaume_Postel.jpg

    انظر أيضا

    • بوابة العصور الوسطى
    • بوابة تركيا
    • بوابة الدولة العثمانية
    • بوابة علاقات دولية
    • بوابة فرنسا
    • بوابة مملكة فرنسا
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.